الأربعاء، 24 أبريل 2013

الغرب الصليبي الكافر وحلم الدولة / #محمد_سحيم


عندما كاد القذافي أن يبتلع حلم التغيير، وكل مدن الشرق، ويغلق بوابة امساعد لسحق ما بينها وبين سرت، كان المجتمع المرعوب يمني النفس بأن تهل على التخوم طائرات العالم الحر.

تحقق ذلك بعد الصلوات القانتة، والدعوات المتصلة، والتصريح والتلميح بحب "الرافال" و"الميراج" و"الإف 16" وصناعها وقادتها دون خجل!

ثم انتهى مرعبنا نهاية مضحكة بعد استلاله من أنبوب مجاري عند ضواحي سرت.

وعدنا، وعاد المجتمع إلى اعتبار الغرب مجرد عدو صليبي كافر، لا نمل من بث كراهيتنا لكله، وجاهرنا بضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية ولو "طبقنا" السماء على الأرض!

بعد مدة قتل السفير الأمريكي وهوجمت البعثات الدبلوماسية ودنست مقابر النصارى ودور عبادتهم!

لاحقاً، بدأت الشكوك في أهلية الـ6 مليون، وقدرتهم على إقامة دولة. زادت الأحداث من شكوكنا وأصبحنا لا نرى في البضاعة الوطنية ما يعد بأكثر من الفوضى!

أمس استهدفت السفارة الفرنسية، والشهود يقولون أن السفارة لم تكن محروسة حتى من قبل دورية راجلة (ليبية)، تعاظمت شكوكنا وشكوك العالم في فاعلية الدولة وحقيقتها!

مرةً أخرى، عادت التصريحات والتلميحات من هنا وهناك بضرورة إقحام العالم في مشكلتنا، والاستعانة به من جديد، ومنذ مدة سمعنا عن أماني البعض وأحلامه بالقبعات الزرقاء!

تحت وطأة الفوضى عدنا لترديد حقيقة أن بضاعتنا سيئة، وأن هذه الجموع الجاهلية لاتفهم إلا لغة القوة، وأن المستأسدين والواقفين في سبيل بناء الدولة لن يردعهم إلا قوة حقيقية عادلة تعرف كيف تبنى الدول!

بشكل أو بآخر صار العالم مدعو لقمع مليشياتنا الجهوية والدينية، ومجموعات السراق والناهبين، وأن يجمع السلاح المنتشر، وأن يسلمنا دولة ونظام وبنية تحتية واقتصاد وتعليم وصحة ناجحة، ولاحقاً قد نعود إلى اعتباره مجرد غرب صليبي كافر.

قبل كل ذلك سنلحظ ارتفاع النبرات الحنجورية من قبل الاسلاميين، وغيرهم، ضد أي تدخل مع التأكيد على قدرة الشعب الليبي على بناء الدولة ولا ملموس أو محسوس إلا الكلام!

الساحة والتوقعات مفتوحة ومصرعة على كل الاحتمالات.
الكاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق