الأربعاء، 13 فبراير 2013

مسيحيو #ليبيا خائفون.. وراهبات اجبرن على الرحيل

13 شباط 2013 الساعة 17:05
(و.ص.ف)
"لا يمر يوم من دون أن تتعرض المدافن (المسيحية) للتخريب". ما يكشفه بأسى دلماسو برونو، حارس المقبرة الايطالية في طرابلس - ليبيا، يعكس تزايد مخاوف المسيحيين في ليبيا امام زحف التشدد الاسلامي. ويقول: "اخرجت بقايا عظام بشرية كانت مبعثرة في المقبرة. السلطات جاءت لتلتقط صورا، ووعدت باجراءات. لكن لم يحدث اي شيء".
منذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، تبدي الاقلية المسيحية في ليبيا مخاوف ازاء تنامي التطرف الاسلامي، خصوصاً بعد هجوم استهدف اواخر كانون الاول 2012 كنيسة قرب مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، وادى الى سقوط قتيلين من الاقباط المصريين.

ورغم هذه المخاوف، يتوافد عشرات الاشخاص، معظمهم من الفيليبينيين والهنود والافارقة، كل اسبوع لحضور القداس في كنيسة القديس فرنسوا الكاثوليكية القريبة من وسط طرابلس، حيث يصلون من اجل "ان تستعيد ليبيا امنها واستقرارها". ويقول الاب دومينيك ريزو: "انظروا، لا يوجد اي تدبير امني خارج الكنيسة والمؤمنون يتنقلون بحرية. لكنها ليست هي الحال في برقة، حيث تمارس ضغوط على المسيحيين، خصوصا الراهبات اللواتي ارغمن على ترك رهبانيتهن (...) في شرق البلاد".
وفقا لما يرويه، اضطرت راهبات "العائلة المقدسة" الموجودة في درنة شرق بنغازي منذ نحو مئة عام الى مغادرة المدينة، وتعرض كاهن بولوني لسوء المعاملة من جانب اصوليين. وما يأسف له برونو هو انه "لم يبق من المسيحيين حاليا سوى بضعة آلاف، بعدما كانوا 100 الف قبل الثورة".
ورغم "مناخ شديد التوتر" و"وضع حرج" يؤثران على المسيحيين في بنغازي، مهد الثورة، "لا تزال الكنيسة "مفتوحة"، يؤكد السفير البابوي المونسنيور جوفاني مارتينيلي، محذرا من المد الاصولي الاسلامي الذي "يؤثر على القرارات" في شكل غير مباشر، مما يضعف الوجود المسيحي في البلاد.
في الماضي، كان المسيحيون يشكلون، بكل طوائفهم، اقل من 3% من سكان ليبيا البالغ عددهم 3,6 ملايين. وجميعهم تقريبا من الاجانب الذي جاء قسم كبير منهم من مصر، حيث يعتبر الاقباط اكبر اقلية دينية.
بعد القداس، تحصل مناقشات بين المؤمنين، وسط ضوضاء وخليط من اللغات، بينما تعرض نيجيريات، بلباسهن التقليدي، منتجات غريبة وتقليدية على طاولات خشبية. ويعبر احد المؤمنين انطوني امسترونغ عن اسفه "للعنف وانعدام الامن، ولأن كل الثمن الذي دفعه الليبيون لم يوفرا الاستقرار لهذا البلد". ويعتبر فتسينغ جيسكار، وهو مواطن كاميروني مقيم في ليبيا من ثلاثة اعوام ان "مشكلة انعدام الامن تشمل الجميع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق