الثلاثاء، 19 فبراير 2013

عامان بعد #القذافي... #ليبيا جمهورية خوف وميلشيات

الثلاثاء 19 فبراير 2013   2:31:45 م
مع الاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة الليبية التي أسهمت بإسقاط نظام معمر القذافي الذي حكم البلاد على مدى أربعة عقود، لايزال الكثير من أبناء ليبيا يخشى من تتحول بلادهم الى ساحة حرب جديدة بسبب فشل قادتها الجدد وضعف حكومتها الحالية، التي عجزت حتى الان من بناء مؤسسات الدولة المهمة مثل الجيش وقوى الأمن وغيرها من المؤسسات الأخرى.

فتلك الأمور كانت سبب مهم في تردي الوضع الأمني والاقتصادي في ليبيا التي تحولت من حكم النظام الدكتاتوري الى فوضى حكم المليشيات المسلحة التي تخضع لقيادات وأجندة سياسية وقبلية مختلفة، خصوصا بعد ان تسلحت بأحدث الأسلحة والإمكانيات التي تفوق أسلحة الحكومة نفسها وهو ما جعلها تفرض كلمتها وتوسع نفوذها بقوة.

وعقدة الأمن كما يرى بعض المراقبين هي من أهم العقبات في ليبيا الجديدة وهو ما أكده المحلل السياسي سليمان ازقيم الذي قال ان "الملف الأمني هو احد التحديات التي تواجهها البلاد ولا سيما انتشار الأسلحة وفرار آلاف السجناء في أثناء ثورة 2011. وأضاف ان "السلطات الجديدة وجدت نفسها على الفور أمام مطالب اجتماعية تحول دون تطبيق استراتيجيات اقتصادية او أمنية على المدى المتوسط او الطويل".

واتهمت الحكومة والثوار السابقون أنصار القذافي بالسعي الى "نشر الفوضى" في احتفالات العيد الثاني للثورة وهددوا باستخدام القوة ضد كل من "يحاول التشويش على الاحتفالات" وأعلنوا عن إجراءات صارمة لضمان امن البلاد وبالتالي أعلنت الحكومة عن إغلاق الحدود البرية مع تونس ومصر وتعليق الرحلات الدولية في مطارات البلاد باستثناء مطاري بنغازي وطرابلس. وقررت ليبيا في أواخر كانون الاول/ديسمبر إغلاق الحدود مع جيرانها الأربعة في الجنوب. ومنذ أيام أقيمت نقاط تفتيش على محاور ومداخل طرابلس الرئيسية.

وذكروا في ساحة التحرير بعدد من المطالب كانت قد اعلنت قبل ايام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من المنشورات. كما طالب المتظاهرون "باقالة رئيس اركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش من منصبه" بسبب "ضعف ادائه" في بناء المؤسسة العسكرية بحسب وصفهم " و"تفتيت نظام المركزية الادارية للدولة".

وياتي هذا الحراك عقب دعوات جماعات معارضة لسياسات المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة، الليبيين الى "ثورة ثانية"، احتجاجا على عجز الحكومة عن فرض الأمن في أنحاء البلاد. وشهدت مدينة بنغازي خلال الايام الماضية انتشارا امنيا واسعا شارك فيه عدد من الاهالي بالاضافة الى قوات الامن والجيش والثوار السابقين بهدف حماية المؤسسات الحيوية والرئيسية في المدينة.

من جهة اخرى انفجرت سيارة لاحد قادة الثوار الليبيين السابقين على بعد امتار من مركز شرطة البركة في مدينة بنغازي (شرق) اثر القاء مجهولين قنبلة يدوية الصنع اسفلها. وقال مصدر امني ان السيارة "انفجرت دون ان تخلف اي اضرار بشرية"، موضحا انها "سيارة يستعملها امر كتيبة التدخل السريع بوزارة الدفاع ايمن العرق". واضاف ان العرق "تلقى تهديدات سابقة عبر هاتفه خلال المدة السابقة". وقال ان "سيارته استهدفت بينما كانت مركونة امام بيته بجوار مركز شرطة البركة".

وتدهور الوضع الأمني أمر معتاد في أرجاء هذه المدينة حيث ألقيت للتو قنبلة على سيارة دورية شرطة وأصيب ضابط. كان هذا هو الهجوم الأحدث في سلسلة هجمات تتعرض لها قوات الأمن المحلية. وقبل شهرين قتل مسلحون بالرصاص قائد الشرطة المنوط به تأمين المدينة أمام منزله. وبعد عامين من إطلاق المدينة شرارة الانتفاضة أصبحت بنغازي تجسد ثورة شعبية انحرفت عن مسارها. فخرجت ميليشيات متناحرة وإسلاميون مسلحون أكثر قوة من الشرطة ما دفع السكان للسؤال: أين هي الدولة؟

ويقول الناشط محمد بوجنة "تخيل مدينة تسيطر عليها ميليشيات في وقت يتطلب منك أن تدعم الدولة. الناس يشعرون بعدم الأمان. وهم مستاؤون جدا وغاضبون من ذلك." ووقعت هجمات على دبلوماسيين وبعثات دولية منها هجوم يوم 11 سبتمبر أيلول الماضي الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي وسط موجة متصاعدة من عمليات خطف وتفجير واغتيالات تستهدف مسؤولي الأمن على وجه الخصوص.

ووسط الفوضى والقمامة التي تملأ الشوارع وتهاوي الخدمات البلدية زاد شعور السكان بالإهمال من جانب العاصمة طرابلس البعيدة ما جدد المطالب بالحكم الذاتي في منطقة تتركز فيها أغلب ثروة ليبيا النفطية. وقال مصدر دبلوماسي "الكل يشعر بقلق متزايد بشأن شرق ليبيا. الأوضاع تتدهور بشكل خطير."

وتحظى استعادة الأمن في ليبيا بالأولوية خاصة في بنغازي.التي ينظر إليها الآن باعتبارها معقلا أو قاعدة لانطلاق المتشددين الإسلاميين الذين كانوا مقموعين في عهد الزعيم الراحل. ويقول بعض المحللين إن الجماعات الإسلامية المتشددة تشحذ قوتها على الأرض. وتعترف الشرطة بأنها كثيرا ما تكون بلا حول ولا قوة وكثيرا ما تستهدف بهجمات. وقال قائد قسم شرطة في وسط المدينة "ليس لدينا سوى المسدسات والبنادق. وهم لديهم دبابات وأسلحة ثقيلة." وأضاف "نريد ان نقوم بعملنا لكن بعض ضباط الشرطة يشعرون بالخوف."

وحتى إذا نفذت قوات الأمن اعتقالات فإن ما يتلوها من هجمات تثبط عزيمة ممثلي الادعاء. ومازال محقق بالشرطة مفقودا منذ خطفه في أوائل يناير. وقال ضابط عرف نفسه باسم انيس "كل يوم أنظر أسفل سيارتي وأنظر في المرآة لما ورائي قبل ان انطلق بها." وتابع "انا فخور بأنني ضابط شرطة لكن أصبح يتعين علينا توخي الحذر الآن." وتنصب أعمال العنف أساسا على قوات الأمن وربما كان بعضها انتقاما من جانب سجناء سابقين أو متشددين يريدون إبراز نفوذهم. ولكن في غياب جيش وشرطة يعملان بكفاءة لا تملك السلطات قوة تذكر لمواجهة المشتبه فيهم. وقال ضابط طلب عدم نشر اسمه كذلك "أهل بنغازي يحتاجون للشرطة لكن اي شخص منا يخرج من منزله إلى عمله يكون مثل الشهيد."

هذه ليست هي الصورة التي يريدها أهل بنغازي لمدينتهم. وهم يقرون بأن الحياة تعطلت بأعمال العنف والاضطرابات إضافة إلى مطالبتهم بالحكم الذاتي.


وتقيم قلة من الغربيين في بنغازي التي تحملت عبئ موجة عنف استهدفت دبلوماسيين وهيئات دولية في وقت سابق. وطالبت بريطانيا مواطنيها في الآونة الأخيرة بمغادرة بنغازي فورا بسبب خطر "محدد ووشيك" على الغربيين مما ألقى الضوء على الافتقار للأمن في المدينة. وجذب الهجوم على البعثة الأمريكية الذي لم يقبض على أحد بعده اهتمام العالم. لكن كانت هناك هجمات كذلك على ممتلكات بريطانية وأخرى تخص الصليب الأحمر والامم المتحدة.

وقال راندي روبنسون مدير المدرسة الانجليزية في بنغازي "سرقت سيارة أحد عاملينا بالإكراه وتم السطو على مقرنا السكني وتم احتجاز المدرسين في حجرة تحت تهديد السلاح بينما أخذ اللصوص ينهبون ما في المبنى. علينا توخي الحذر." وقبل عامين كانت الانتفاضة ضد القذافي تحظى بأقوى تأييد لها في بنغازي. أما اليوم فيسود شعور مختلف تماما.. بل يترحمون علناً عليه .. وعلي ثورة الفاتح .. ويلعنون حلف الناتو وعملاء الغرب .. الذين تربعوا علي السلطة وينهبون الثروات
البشاير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق