أكد عضو المؤتمر الوطني السابق التواتي العيضة أن الجنوب الغربي في ليبيا يوجد به مسلحون أجانب من المتطرفين، كما يوجد عصابات إجرامية تروع الأهالي.
أكد خلال مقابلة أجرتها معه «بوابة الوسط» أن غالبية سكان الكفرة تدعم مجلس النواب وعملية «الكرامة»، ويطالبون بإجراء انتخابات مجلس النواب في المدينة لانتخاب ثلاثة نواب عن المدينة لا تزال مقاعدهم شاغرة.
إلى نص الحوار:
«الوسط»: دائمًا ما نسمع عن وجود مشاكل في الجنوب الليبي وأنها خطيرة ومعقدة حدثنا عن هذه النقطة.- عندما نتحدث عن الجنوب فنحن لا نتحدث عن قطعة واحدة، فهناك الجنوب الغربي والجنوب الشرقي، ومن ناحية الجنوب الشرقي يعتبر آمنًا ومستقرًا بنسبة 80%، وهنا نتحدث عن الحدود مع مصر والسودان، والمشاكل الكبيرة لدينا تقع ضمن إطار الجنوب الغربي.
وعن طبيعة هذه المشاكل يقول العيضة: «يجب أن تعلم أن الجنوب الغربي مفتوح على مصراعيه، سواء مع النيجر وتشاد، وتتمحور المشاكل حول قصة وجود الأجانب المسلحين سواء الإسلاميين المتشددين، أو تجار المخدرات والتهريب وتجار الهجرة غير الشرعية، وكذلك مدن الجنوب الغربي تعاني كثيرًا من الإجرام والانفلات الأمني، وبلغ حد ترويع العصابات الوافدة إلى عدم قدرة الأهالي على التصريح بشكواهم خشية على حياتهم، بمن فيهم أعضاء مجلس النواب الذين تهدد عائلاتهم تمامًا كما كان الحال مع أعضاء المؤتمر الوطني.
«الوسط»: وماذا عن مقاعد الكفرة الثلاثة الشاغرة حتى الآن بمجلس النواب؟
- للأسف هي ما زالت شاغرة حتى الآن، والمقاطعة كانت ناتجة عن مشاكل بالكفرة أدت إلى طلب كل القبائل تأجيل انتخابات مجلس النواب وكذلك المجلس البلدي فيها، ولكن منذ أشهر قليلة مضت بدأ أهالي الكفرة في المطالبة بإنجاز انتخابات مجلس النواب، الآن هناك موافقة على البدء في انتخابات المجلس البلدي، ولكن التأخير من الدولة، وأعني المفوضية تحديدًا.
وأكد العيضة أن الأهالي أصبحوا يرحبون بإجراء الانتخابات ويتمنون أن تجرى في أقرب وقت.
«الوسط»: ما تأثير ما يجري في الشمال من صراعات عسكرية وسياسية على الجنوب؟- بالنسبة للكفرة فالغالبية العظمى بها من جميع القبائل من دون استثناء مؤيدة شرعية مجلس النواب، على الرغم من بعض التحفظات على أداء مجلس النواب، وكذلك هم داعمون للجيش والشرطة لفرض الأمن، ويؤازرون الجيش في عملية «الكرامة».
وعن وجود الجيش في منطقة الكفرة قال العيضة: «نعم يوجد الجيش في منطقة الكفرة، وهناك محاولات جادة يقوم بها ضباط من المنطقة من أجل إعادة تنظيم صفوفهم، وهم متواصلون مع رئاسة الأركان».
الجنوب الغربي مفتوح على مصراعيه، سواء مع النيجر وتشاد، وتتمحور المشاكل حول قصة وجود الأجانب المسلحين سواء الإسلاميين المتشددين، أو تجار المخدرات والتهريب وتجار الهجرة غير الشرعية
«الوسط»: هل هناك مشاركون في حوار غدامس (الذي تأجل بعد إجراء المقابلة) من الكفرة؟- إن الكفرة أساسًا غير ممثلة في مجلس النواب، وبالتالي لا تتواصل مع العالم عبر قنوات رسمية ممثلة في نوابها، وبصفة شخصية وصلتني دعوة للمشاركة في حوار غدامس، ولم أقرر بعد المشاركة من عدمها، فخلفيتي عليه غير واضحة، ولكن بشكل عام أنا ضد الحوار مع المتطرفين.
«الوسط»: ما صحة ما يقال عن وجود فرنسي في الجنوب الليبي؟- لدي معلومات عن نزول قوات فرنسية في الجنوب، كما تعلم فالجنوب مساحته كبيرة جدًا، ونحن نعرف مطامع فرنسا في الجنوب الليبي، هم بالتأكيد يبحثون عن موطأ قدم، ولكن وجودهم ليس ظاهرًا بشكل سافر، أعتقد أن وجودهم بسيط حتى الآن، وأن وجودهم يقتصر الآن في مناطق قريبة من جبال تيبستي، وهي مناطق خارج سيطرة الدولة الليبية، هناك معلومات تتحدث عن وجود مهابط بالمنطقة، كما يوجد سلاح يتدفق عبر هذه المهابط، والسلاح ينقل إلى داخل ليبيا عبر تشكيلات تشادية، وبعض الاختراقات في هذه المنطقة يحدث نتيجة ملاحقة الجيش التشادي المعارضة التشادية.
«الوسط»: بعض الجهات الفرنسية تبرر وجودها بمطاردة متطرفين، هل هناك أي وجود لمتطرفين في هذه المناطق؟
- نعم يوجد متطرفون في الجنوب الغربي، ويوجد بعض المعسكرات في محيط منطقة أوباري، ولكني أعتقد أنها ذريعة للوجود أكثر منها محاربة له، فالقوات الفرنسية سمعنا أنها نزلت في منطقة بالقرب من منطقة جبال تيبستي وليس في أوباري.
«الوسط»: وماذا عن الأوضاع المعيشية والخدمية في الجنوب؟
- بشكل عام دائمًا ما يعاني الجنوب من نقص في الوقود والتموين، وضعف في الخدمات كالمستشفيات والبنوك، بالنسبة للدراسة مرتبطة بتوافر الوقود نظرًا للاعتماد على السيارات في التنقل، هذا بشكل عام فليبيا كلها تعاني هذه الفترة فما بالك بالجنوب.
«الوسط»: هل يشهد الجنوب ذات التجاذبات الحزبية والسياسية المحتدمة في الشمال؟- إذا أردنا أن نتحدث عن الكفرة فالتنظيمات المتطرفة وكذلك الإخوان ليس لهم شعبية في المنطقة، وفي المقابل لا يوجد جسد سياسي منظم يعمل في المنطقة، مما جعل من الإخوان بعددهم الذي لا يتجاوز أصابع اليد بعض السيطرة عبر العمل من خلال مؤسسات الدولة.
واتهم العيضة جماعة الإخوان بعرقلة الانتخابات في الكفرة، وذلك عندما شعروا بأن خسارتهم في مجلس النواب متحققة.
«الوسط»: بخصوص ما يجري من قتال في الكفرة بين الحين والآخر، الدولة تصفه غالبًا بالصراع القبلي، وهو ما يثير غضب البعض، كيف تصف طبيعة هذا القتال؟
- لا أحد يستطيع إنكار أنه صراع قبلي، ولكنه صراع بين قبائل ليبية وقبائل غير ليبية، فالكفرة بها تقريبًا 20 قبيلة، منها قبائل عربية وقبائل أفريقية، ففي مقابل وجود «التبو» الليبيين وهم من مكونات ليبيا والمنطقة، توجد لدينا كذلك في الكفرة عدة قبائل تشادية موجودة معهم، فمثلاً قبائل مثل «داوزا والأناكزة والكركداة والكردية والكمجا والأوجانقة»، هذه قبائل لا يمكن أن تكون ليبية، وهي موجودة في الكفرة وتشكل أصل الصراع هناك، بل إن الصراع شمل أيضًا صراعات لحركة العدل والمساواة فصائل من دار فور على الأرضي الليبية.
عندما كان الصراع في السابق يحدث بين التبو والزويّة، كان يحل قبليًا بسهولة، تعقد الأمور اليوم سببه وجود الأجانب وما يحملونه من أجندات، وبعض هذه الأجندات انفصالية، فمثلاً تروج حركة العدل والمساواة أن الجنوب وصولاً إلى جالو سيكون حدود دولتهم.
«الوسط»: ما حجم وجود الجيش الوطني في الجنوب؟
- توجد قوات ليبية - سودانية مشتركة في المثلث الواقع بين تشاد والسودان ومصر، وتوجد القوات الليبية أيضًا في قاعدة السارة على الحدود التشادية، ولكن بالنظر لحجم الجنوب والحدود الطويلة يحتاج الجيش هناك إلى دعم أكبر، خاصة قاعدة السارة التي يجب أن تفعل وتدعم بطيران حربي متطور.
«الوسط»: أخيرًا ما الرسالة الأهم التي يحتاج أهل الجنوب إيصالها إلى الحكومة بشكل عاجل؟
- أكيد ستكون عن الإسراع في فرض الأمن في المنطقة، صحيح الآن توجد هدنة بين الزوية والتبو، ولكن وجود الأجانب ما زال يشكل عنصر توتر، نتمنى أن يأتي الجيش الوطني ويفرض سيطرته على الحدود، وأعتقد أن أهل الجنوب لديهم مطالب كثيرة ولكنهم يعلمون ما تمر به ليبيا؛ لذا أعتقد أن مطلب الأمن وإيقاف تدفق الأجانب والعصابات على مدنهم سيكون أولوية في هذه المرحلة، وربما لمعرفة ما يجري أو التأكد منه، نتمنى على الصحافة والإعلام الاهتمام أكثر بالجنوب ونقل معاناته.