وكالة الانباء الليبية
متابعة : القسم العالمي بالوكالة . طرابلس 13 اكتوبر 2013 (وال) - تم في اليابان بحضور ممثلي 140 دولة الاسبوع الماضي التوقيع على أول اتفاقية دولية أطلق عليها اتفاقية ( ميناماتا ) حول الحد من استخدامات الزئبق وانبعاثاته ، والى خفض انبعاثات الزئبق السام جدا للصحة والبيئة على مستوى العالم وكذلك انتاجه واستخدامه وخصوصا في انتاج مواد خلال الصناعة والذي يقول الخبراء إن ( الزئبق ) هو عنصر طبيعي يوجد في الهواء والماء والتربة. وتؤكد التحاليل االمخبرية أن التعرض لمادة ( الزئبق ) ياتي عن طريق الأسماك والمحار الملوثة , و الهواء، وترميم الأسنان بملغم الزئبق، والانسكابات، والمحارق، والوقود الصناعي . وحذر الخبراء في مجال الصحة من ان الاستخدام أو التخلص غير السليمين للزئبق. ، ولمركباته (المعدنية، والعضوية، وغير العضوية) والمنتجات المضاف إليها والزئبق يؤثر بشكل كبير على الجهاز العصبي والدماغ والقلب والكليتين والرئتين والجهاز المناعي. و نوهت اتفاقيات ( ميناماتا ) إلى الحد من التوريد والاتجار في الزئبق واستخدام الزئيق المضاف إلى المنتجات والعمليات الصناعية (كالبطاريات، ومصابيح الفلورسنت المدمجة، والمصابيح الفلورية الخطية، ومستحضرات التجميل، والمبيدات الحشرية، والملغم السني، والأجهزة الطبية مثل موازين الحرارة) ، وسيتم ذلك على مراحل حتى حلول عام 2020. كما اشارت الاتفاقيات الى المخاطر الناجمة عن التعدين الأولي للزئبق ، وشددت على تخفيض استخدام الزئبق في محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، ومناجم الذهب الصغيرة، وفي إنتاج الأسمنت. واتخذت الدول التي وقعت على هذه الاتفاقية عدة توصيات من بينها ان تقوم منظمة الصحة العالمية بدعم الدول الأعضاء من خلال تشجيع وتطوير وتنفيذ استراتيجيات وبرامج وحماية السكان اللذين يكونون عرضة لخطر التعرض للزئبق وإعداد البرامج القائمة على العلم والبرامج الوقائية حول التعرض المهني للزئبق ومركبات الزئبق وتوفير خدمات الرعاية الصحية لعلاج ووقاية ورعاية السكان المتضررين. وتدريب العاملين في مجال الرعاية الطبية والصحية على تحديد وعلاج حالات التعرض ذات الصلة بالزئبق . وتعتبر منظمة الصحة العالمية الزئبق كواحد من العناصر الكيميائية "شديدة الخطورة" على الصحة، وهو معروف بتأثيره الضار على الجهاز العصبي، كما يؤثر أيضًا على وظائف الكلى، وعلى معظم وظائف الجسم الأخرى بما فيها جهاز المناعة، وقد حددت منظمة الصحة العالمية الفئتين الأكثر عرضة لمخاطر التلوث بالزئبق، وهما الأجنة للأمهات اللاتي يتناولن كميات مرتفعة من الزئبق، مما يؤثر سلبًا على نمو المخ والجهاز العصبي للأجنة. وستدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ بعد مصادقة خمسين دولة عليها خلال ثلاث أو أربع سنوات حسب منظمي المؤتمر. وتنص الاتفاقية على ازالة كل المعدات التي تستخدم الزئبق بما فيها ميزان الحرارة بحلول 2020 . والجدير بالذكر ان مدينة ميناماتا" التي ينسب لها الاتفاق هي المدينة اليابانية التي شهدت تلوث خطير بالزئبق بسبب انطلاق الزئبق في خليج ميناماتا من مصنع محلي للكيماويات، وقد كانت نتيجة هذا التلوث مقتل أكثر من 10 آلاف شخص. وبالإضافة إلى ذلك عانى عشرات آلاف آخرون عاهات مستديمة، بما في ذلك تلف الدماغ، والإعاقة الذهنية، والعيوب الخلقية، ومشاكل صحية أخرى وكان من أكثر الضحايا الأطفال. هذا وتشير التقارير الى ان مصر تعاني من ترسب نسب عالية من الزئبق في البيئة خصوصًا بنهرالنيل والسواحل الشمالية، وتتركز نسب شديدة الخطورة للزئبق في بعض أنواع الأسماك البحرية التي تدخل على نطاق واسع في الغذاء. وأشارت دراسة فريدة إلى أن الأطفال المصابين بالتوحد - الذي تتشابه أعراضه الرئيسية مع تلك التي يسببها التسمم بالزئبق- لديهم ارتفاع ملحوظ في نسبة تركيز الزئبق مقارنة بغيرهم، وأن الزئبق يكون أكثر ارتفاعًا في الحالات الأشد في الأعراض. و تشير التقارير الى ان مصادر تلوث البيئة في مصر عديدة وواضحة للعيان، فأغلب الأنشطة الصناعية في مصر تعتمد على مشتقات البترول ، وتنتشر ورش الصناعات الصغيرة والمسابك وأفران الفخار، والفحامات بشكل كبير وعشوائي، التي تستخدم عادة تقنيات عتيقة ومصادر للطاقة شديدة التلويث ، ونادرًا ما تتخذ احتياطات كافية لمنع الانبعاثات، بالاضافة إلى صناعات أخرى مثل الأسمنت والحديد والبلاستيك والقلويات التي ينبعث أو يتسرب منها الزئبق، وتذهب مياه صرف كثير من المناطق الصناعية إلى نهرالنيل مما يجعل الكثير من المواطنين يتعرضون للخطر. ( وال )