ليبيا المستقبل - علاء فاروق: أثار تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية مطلع الأسبوع الجاري حول عملية دولية وشيكة في ليبيا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، ربما نهاية أغسطس، الكثير من التساؤلات حول جدية الأمر وهل سيكون مجرد دعم مؤقت لحكومة التوافق الوطني أم سيطول على غرار أفغانستان؟ أم ستتكرر تجربة الناتو مرة أخرى؟
يرى بعض المراقبين أن الأمر لن يتعدى مجرد بالونة اختبار وضغط على بعض المجموعات المسلحة التي تعارض المسودة الدولية من أجل التوقيع عليها ونبذ اي عنف يهدد الدولة او الحكومة الجديدة، في حين يرى آخرون أن المجتمع الدولي جاد في الأمر وأن العملية بدأت إرهاصتها بالفعل بإقرار عقوبات دولية على بعض الشخصيات المعرقلة للمسار السياسي، وسيتبع ذلك عملية عسكرية ربما تقودها ايطاليا الجارة المتضررة أكثر من أحداث ليبيا. وذكر تقرير الصحيفة البريطانية أن قوات بريطانية بدأت في الاستعداد لتكون جزءا من عملية دولية موسعة، لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا، وتحقيق الاستقرار في البلاد، وذلك فور قيام حكومة توافق وطني في البلاد. وأكد التقرير أن أطقما عسكرية من إيطاليا - فرنسا - اسبانيا - ألمانيا والولايات المتحدة، ستشارك في العملية في حالة تشكيل حكومة توافق وطني في البلاد، وأنه سيطلق على القوة المذكورة اسم P3+5 وستسعى لدعم الحكومة الليبية الجديدة، بدعم قواتها الأمنية والعسكرية.
تصويت دولي
ووفقا للتايمز سيطلب من مجلس الأمن التصويت على قرار دولي، يتيح التدخل للتدريب وتقديم الاستشارات للقوات الليبية، بينما سيكون هناك عناصر من أجهزة مكافحة الاٍرهاب، وقوات خاصة من النخبة البريطانية والأمريكية تعمل مع القوات الليبية التي ستتولى قيادة المعركة على الارض. وعن توقيت العملية نقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة البريطانية قوله: "من الممكن رؤية التحركات مع نهاية أغسطس الجاري، فالأمور ستبدأ عمليا قريبا جدا". وستكون المشاركة الأكبر في العملية لإيطاليا التي ترتبط مع ليبيا بعلاقات تاريخية واقتصادية خاصة.
مطلب شعبي
ويقول الكاتب الصحفي عاطف الأطرش: "حسب علمي، فإن مسألة التدخل العسكري الأوروبي الذي تقوده بريطانيا كان مطروحا منذ عدة أشهر؛ بل ويكاد يكون مطلبا شعبيا حتى لليبيين خصوصا بعد تنامي قوة تنظيم داعش في ليبيا الأمر الذي يهدد أمن اوروبا برمتها". ويضيف لـ"ليبيا المستقبل": وبالتالي فإن هذا التدخل سيكون مسألة وقت ليس إلا؛ خصوصاً وأن الذرائع جاهزة وبأيد ليبية خالصة؛ فمن بوابة محاربة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار في ليبيا ستمنح الفرصة للغرب في تنفيذ تدخله والذي (أظن) أن ثمنه سيكون باهظا للجميع؛ وبالخصوص على الشعب الليبي. ويؤكد الأطرش أن هذا التدخل – حال حدوثه - سيكون محدودا من خلال تقديم الغطاء الجوي أثناء محاربة داعش والتدريبات الخاصة لمواجهته عسكريا؛ وتأمين عمل حكومة التوافق الوطني التي سيتم تشكيلها في حال نجاح حوار الصخيرات واتفاق الفرقاء السياسيين والعسكريين في ليبيا.
أمر مستبعد
في حين يستبعد أستاذ القانون العام الدكتور السيد أبو الخير حدوث هذا التدخل لعدة أسباب، ومنها أن الغرب جرب الحرب فى ليبيا فوجدها وعرة جدا لاتساع مساحتها ووعورة جغرافيتها، مضيفا خلال حديثه مع "ليبيا المستقبل" أنه إذا كانت هناك عمليات عسكرية فسوف تكون جوية أما البرية فبعد الهزيمة فى افغانستان والعراق عزف الغرب عن الدخول فى حرب مباشرة مع حركات اسلامية، فضلا عن ان الجزائر تعتبر ليبيا حديقة خلفية لها ولن تقبل بذلك لانه يعطي مشروعية لحركات الاسلام الجهادى بالمغرب العربى. ويرى أمين عام المنظمة العربية لحقوق الانسان فرع ليبيا عبد المنعم الحر أن التدخل العسكري بمفهومه الواسع لا يمكن أن يحدث، مضيفا لـ"ليبيا المستقبل": ليبيا ليست هدفا اليوم للغرب لأنها وباختصار أصبحت دولة فاشلة، لكن يبدو أن الهدف هو استهداف الجزائر ولن يكون هناك قوات برية.