سوزان رايس مستشارة الأمن القومى الأمريكى
اليوم السابع
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن سوزان رايس، مستشارة الأمن القومى الأمريكى
الجديدة، داومت أسبوعيا خلال شهرى يوليو وأغسطس على جمع مساعديها داخل
البيت الأبيض لرسم مستقبل الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. مشيرة إلى أن
رايس أجرت مراجعة كنوع من تصحيح المسار للسياسات الأمريكية فى المنطقة
الأكثر اضطرابا فى العالم.
وتوضح الصحيفة الأمريكية، أن هذه المراجعة ظهرت أولوياتها فى خطاب الرئيس
باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد أعلنت واشنطن عن
عزمها التركيز على التفاوض مع إيران حول برنامجها النووى وأن تكون وسيط
سلام فعال بين الإسرائيليين والفلسطينيين والسعى لتخفيف الصراع فى سوريا.
فيما عدا ذلك سيتم اتخاذه فى المقعد الخلفى لاهتماماتها.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا ربما يشمل مصر، التى كانت قبلا ركيزة أساسية من
أركان السياسة الخارجية الأمريكية، حيث أوضح أوباما أنه سيكون هناك حدود
لما يمكن للولايات المتحدة فعله من أجل تعزيز الديمقراطية سواء هناك أو فى
البحرين وليبيا وتونس واليمن.
ووفقا لتصريحات أدلت بها رايس، قبل أسبوع، فإن هدف أوباما حاليا هو محاولة
تجنب ابتلاع الأحداث المتصاعدة فى المنطقة لأجندة السياسة الخارجية للرئيس،
كما فعل غيره من الرؤساء السابقين. مضيفة: "لا يمكن أن نسمح للمنطقة أن
تستهلك 7 أيام فى الأسبوع من طاقتنا، فالرئيس يعتقد أنه الوقت المناسب
للتراجع وإعادة التقييم".
وتقول الصحيفة أن هذا النهج الذى تتحدث عنه رايس لا يتناقض فقط مع "أجندة
الحرية" التى وضعها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، وإنما تمثل تقليصا للدور
الأمريكى الذى أعرب أوباما قبل أكثر من عامين عن رغبته فى توسيعه.
وتضيف أن هذه الخطة تبدو نموذجا من الراجماتية التى تقوم على تجنب استخدام
القوة، إلا فى الرد على أعمال العدوان ضد الولايات المتحدة أو حلفائها،
ولكنها تنم عن الكثير بشأن تراجع اهتمامها بتعزيز الديمقراطية كمصلحة
أساسية.
وتتابع أنه بالنسبة لرايس، التى تواجه سلسلة من الأزمات منذ توليها منصبها
فى الأول من يوليو، بدءا من سوريا إلى الضجة المثارة حول أنشطة المراقبة
التابعة لوكالة الأمن القومى، فإن المراجعة طريقة لوضع بصمتها على أولويات
الإدارة الأمريكية. ووفقا لمسئولون فإن النقاش كان محموما فى كثير من
الأحيان، إذ أن الخطة سيكون لها تداعياتها على الفترة المتبقية من رئاسة
أوباما.