ركزت الصحافة العربية في تناولها الملف الليبي اليوم، الثلاثاء على مخاطر انتشار الجماعات المتشددة في ليبيا والخطوات التي تتخذها دول الجوار لمواجهة أي إرهاب قد يأتي من الداخل الليبي إلى حدودها.
وتحت عنوان «داعش في ليبيا. ودول الجوار تتأهب» تناولت صحيفة «الأخبار» المصرية تزايد المخاوف الراهنة في ليبيا بالتحليل، خاصة بعد ظهور تقارير تؤكد أن تنظيم «داعش» بدأ أخيرًا في فتح جبهة جديدة له في شمال أفريقيا، مشيرة إلى ما جاء بصحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية عن وجود مسلحي تنظيم «داعش» في شرق ليبيا وشبه جزيرة سيناء.
وبحسب محللين في مجال مكافحة الإرهاب فإن المنطقة في انتظار موجة جديدة من العنف على غرار ما يمارسه تنظيم «داعش»، ولا سيَّما في ليبيا التي تقع حكومتها الحالية تحت التهديد وسيطرة المسلحين عليها ومصر أيضًا التي لا يزال جيشها يكافح من أجل القضاء على التكفيريين في سيناء.
وأشارت الصحيفة إلى القلق الأميركي من إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» في مصر ولاءه لـ «داعش»، وبثه مقطع فيديو لمدة 30 دقيقة، بدا وكأنه أنتِج بالطريقة الإعلامية المعقدة نفسها التي يستخدمها تنظيم «داعش»، وتقارير أخرى تؤكد أن التنظيم موجود حاليًّا في مدينة درنة شرق ليبيا التي تبعد 270 كيلومترًا عن مدينة بنغازي وأنها بذلك أصبحت أول معقل للتنظيم في أفريقيا.
وعرضت الصحيفة الاستعدادات الأمنية التي بدأتها الجزائر بإدخال الجيش الجزائري للمرة الأولي منذ اندلاع الأزمة في ليبيا قبل ثلاث سنوات أسلحة ثقيلة إلي مواقع متقدمة على الحدود مع ليبيا؛ حيث بدأت قيادة الجيش الجزائري تحصين مواقع متقدمة على الحدود مع ليبيا لمواجهة احتمال تعرض الحدود لهجمات إرهابية قوية قد تشنها مجموعات ليبية متشددة، وأنها غيَّرت تصنيف وضعية الحدود البرية بين الجزائر وليبيا، وشملت عمليات التحصين للحدود مواقع متقدمة على الحدود، ومواقع أخرى في عمق الحدود مع ليبيا، تخص الجيش وقوات الدرك الوطني وحرس الحدود وبدأ سلاح الهندسة في الجيش الجزائري إقامة منشآت هندسية كبرى في أقصى الحدود الجنوبية الشرقية، وتحصين مواقع وثكنات حرس الحدود والجيش والدرك في أقصى الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا والتي تمتد على مسافة 1000 كيلومتر تقريبًا، ويعتقد المحللون أنه الإجراء ذاته الذي اتخذه كل من الجيشين التونسي والمصري.
الحدود الليبية الجزائرية
وعن لقاءات سرية بين فرقاء ليبيين لعزل جماعة الإخوان، ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» أن اجتماعات عقدت ضم أحدها ثلاثة رجال أعمال يدعمون «فجر ليبيا» مع شخصيات سياسية ليبية مقيمة في العاصمة المصرية، بينهم مسؤول سابق في نظام القذافي، وآخرون محسوبون على «ثورة فبراير» والبرلمان، ممن اضطروا للعيش في المنفى هربا من تهديدات المتشددين.
وانتهى اللقاء بالاتفاق على العمل من أجل «كسر شوكة المتطرفين»، والاتجاه لـ«العمل من داخل البرلمان كسلطة شرعية، وليس من خارجه كما يريد الإخوان وحلفاؤهم» مع محاولة الفصل بين قوات «الثوار الحقيقيين» وقادة «الجماعات المتطرفة» التي ترفض التداول السلمي للسلطة، فيما دار خلاف بشأن مستقبل اللواء حفتر وكيف أن استمراره في قيادة «عملية الكرامة» يمكن أن يعرقل انخراط المعتدلين الفاعلين، خصوصًا بمصراتة، في المفاوضات المقترحة، سواء داخل ليبيا أو في إحدى دول الجوار، مثل الجزائر.
واهتمت صحيفة «الخبر» الجزائرية بتصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، طارق ديمتري في مداخلة بثتها قناة «مصراتة» الليبية، أكد فيها أن «وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة أبلغه مخاوف الجزائر من أن تكون هناك «مؤامرة مصرية في ليبيا»، وأضاف: «ليس لي ما أخسره حين أكشف الحقيقة، لعمامرة عبر لي بشكل صريح عن مخاوف الجزائر من أن يتسرع المصريون في التدخل في ليبيا، مما قد يعقد الوضع أكثر».
قوات تابعة لفجر ليبيا أثناء دخولها ورشفانه
وشدد ديمتري أن «الجزائر كانت ترغب في أن تنجح مساعي الحوار بين الليبيين، والجزائريون كانوا متخوفين من انهيار ليبيا وانزلاقها إلى حرب أهلية».
أما صحيفة «الرياض» السعودية فركزت على دعوة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى ضرورة تضافر الجهود لمواجهة مخاطر ظاهرة الإرهاب في ضوء انتشار هذه التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية؛ حيث أكد شكري خلال لقائه أمس منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب جريز دي كيركوف أن التنظيمات الإرهابية المختلفة يجمع بينها ذات الأفكار المتطرفة وتتبنى الأهداف المشتركة نفسها، فضلاً عما يجمع بينها من تنسيق عملياتي على أرض الواقع، ومن ثم يتعين التعامل معها بذات الحزم والقوة، بالإضافة إلى العمل على قطع التمويل عنها ومواجهة أفكارها المتطرفة ودحضها من خلال دور الأزهر الشريف في نشر قيم ومبادئ الإسلام المعتدل والسمحة.
وتناول اللقاء حسب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وتأثير حالة عدم الاستقرار هناك على انتشار التنظيمات الإرهابية وسبل مواجهتها؛ حيث شدد الوزير شكري على ضرورة دعم المؤسسات الشرعية في ليبيا ومساندة الحكومة هناك من خلال بناء القدرات وبناء مؤسسات الدولة حتى تتمكن من مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وزير الخارجية المصري سامح شكري