الوطن
تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأن الولايات المتحدة "لن تنجر مجددًا" إلى التدخل عسكريًا في العراق طالما يرفض القادة السياسيون العراقيون إصلاح النظام السياسي، الأمر الذي ترك البلاد مستباحة أمام المتمردين الإسلاميين.
واستبعد أوباما، احتمال نشر قوات أمريكية على الأراضي العراقية، لكنه قال إنه يدرس مجموعة من الخيارات الأخرى يعمل البنتاغون على تطويرها. وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، إن هذه الخيارات تتضمن هجمات لطائرات بطيار أو بدون طيار بالتوازي مع دعم الأنشطة الاستخباراتية، ومنها التغطية بالأقمار الصناعية وكافة أشكال المراقبة الأخرى.
ولدى الولايات المتحدة حاملات طائرات بشكل منتظم في المنطقة، كما أن حاملة الطائرات "يو إس إس" جورج دبليو بوش، وطراد بحري يتواجدان في بحر العرب، بينما تعمل المدمرتان التابعتان للبحرية الأمريكية من المجموعة الهجومية "بوش" في الخليج العربي. وتحمل تلك السفن صواريخ "توماهوك" القادرة على الوصول إلى العراق، وتحمل السفينة بوش مقاتلات يمكنها الوصول إلى العراق بسهولة.
وحتى الآن، يبدو أن الرئيس أوباما وضع شرطًا واضحًا للقيام بعمل عسكري في العراق وهو بذل "جهود جادة ومخلصة من قبل القادة العراقيين لتنحية الخلافات الطائفية جانبا"، بين العراقيين السنة والشيعة. وقال أوباما "لا نستطيع أن نقوم بذلك نيابة عنهم، وفي غياب هذا النوع من الجهود السياسية فإن أي عمل عسكري قصير الأمد يشمل مساعدات يمكن أن نقدمها، لن ينجح".
ويقول المسؤولون الذين سئلوا عن الموضوع وطلبوا عدم كشف هوياتهم لسرية المعلومات، إن وكالات الاستخبارات الأمريكية ترجح عدم سقوط بغداد في أيدي مقاتلي داعش. ويتوقع مسؤولو الاستخبارات أن يقاتل الجنود العراقيون الشيعة بقوة في بغداد دفاعًا عن الحكومة الشيعية، على الرغم من فرارهم بطريقة جماعية أمام تقدم المتمردين في البلدات السنية مثل تكريت، لأنهم لم يكونوا مستعدين للقتال والموت في تلك البلدات السنية.
وتجزم وكالات الاستخبارات الأمريكية، بأن الوحدات العسكرية حول بغداد أفضل قليلًا عن تلك الموجودة خارجها. ويقول المسؤولون إن هناك عدة آلاف من المتمردين لكن عددهم لا يتجاوز 10 آلاف.
وتدهورت الأوضاع الأمنية في العراق الأسبوع الماضي بعدما استولى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية، ومدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين، علاوة على بلدات صغيرة أخرى، وقواعد تابعة للجيش والشرطة بمقاومة ضعيفة، وتعهد مقاتلو داعش بالزحف باتجاه بغداد.
وحثت الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، على تشكيل حكومة شاملة وتجنب المزيد من تهميش وإبعاد العراقيين السنة الذين ينظرون إلى المسلحين على أنهم المقابل لدعم القيادة الشيعية في بغداد.
ويرى أوباما أن جمع المعلومات الاستخباراتية الضرورية يستغرق عدة أيام، لتتمكن الولايات المتحدة من التعامل مع الموقف، ويعتبر شن هجمات جوية وعمليات لمكافحة الإرهاب بموافقة الحكومة العراقية أو بدونها الخيار الأكثر هجوما قيد الدراسة. ومن المقرر أن تكون أي هجمات جوية محددة وتستهدف جيوب التمرد، وستتجنب الولايات المتحدة ضرب البنية التحتية العراقية أو المنشآت الحكومية الخدمية أو العسكرية، عكس ما جرى في غزو العراق في 2003.
ويمكن أن تقوم الولايات المتحدة بوضع فرق صغيرة من القوات الأمريكية والطائرات المقاتلة قريبا من العراق في حالة الحاجة لإجلاء الأمريكيين الذين لا يزالون يعملون في العراق، أو القيام بإجراءات أمنية في حال طلب منها ذلك.
وقال مسؤول أمريكي إن طائرات المراقبة والاستطلاع الأمريكية بدون طيار كانت تعمل بشكل متقطع، إلا أنها بدأت الخميس في زيادة أعداد طلعاتها وفترات تحليقها فوق الأراضي العراقية. وهذه الطائرات غير مسلحة وتركز بشكل أكبر على المناطق الشمالية والغربية من العراق.