ليبيا المستقبل – وكالات: رحّبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا في بيانها الصادر أمس الخميس بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بين قبيلتي الزوية والتبو بمدينة الكفرة. وأثنت اللجنة الوطنية علي جهود لجنة الوساطة والحكماء والأعيان التي سعت من أجل إبرام الاتفاق في المدينة الذي جرى أول أمس الأربعاء، وناشدت جميع الأطراف بالتزام وقف إطلاق النار وعدم خرقه. وطالبت اللجنة الجميع أيضا بالعمل علي تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه، بتيسير إدخال المواد التموينية والطبية والإنسانية وغاز الطهي، وفتح الطرقات التي تربط الكفرة بكل من جالو وربيانة، وإطلاق سراح جميع المخطوفين والمحتجزين من طرفي النزاع. وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة أول الأربعاء أن جهودها للمصالحة بين الفصائل المتنازعة في مدينة الكفرة قد توصلت إلى إعلان وقف إطلاق النار، وإعادة فتح الطريق الشمالي الرابط بينها وبين مناطق الواحات، وذلك بإشراف وفد من الشيوخ وأعيان القبائل وبمتابعة من رئيس الحكومة ونائبه. وقامت القوات المسلحة العربية الليبية بتخصيص عدد من الطائرات لحماية المدينة من أي اعتداء خارجي عليها وفقا لما أفاد به مراسل الوكالة هناك في بداية أكتوبر الجاري.
دويتشه فيله: بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء واحتمال ضلوع تنظيمات إرهابية فيه، أصبحت الأنظار موجهة إلى هذه المنطقة التي ظلت لسنوات منسية من قبل القاهرة لتفسح المجال لظهور عدة تنظيمات إرهابية، القاعدة وداعش تشكل البعض منها فقط. يتباهى تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "الدولة الإسلامية" بإسقاط الطائرة الروسية قبل أكثر من أسبوع في شبه جزيرة سيناء. الفرع المصري لتنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن عبر موقع تويتر: "نجح جنود الخلافة في إسقاط طائرة روسية في ولاية سيناء"، موضحا أنه يريد بذلك الانتقام من روسيا في إشارة إلى الطائرات العسكرية الروسية التي بدأت منذ نهاية سبتمبر/أيلول في قصف أهداف في سوريا، من بينها مواقع تابعة لـ"الدولة الإسلامية".
يذكر أن الطائرة الروسية المنكوبة كانت تقل على متنها 224 راكبا لم ينج أحد منهم. وفيما فند محقوقون مصريون فرضية أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" ضالعا في إسقاط الطائرة، ترى أجهزة استخبارات غربية أن هذه الفرضية محتملة. بيد أن جماعة "ولاية سيناء" ليست إلا واحدة فقط من العديد من الجماعات الإرهابية التي تتخذ من جبال سيناء الوعرة وكرا لها، على غرار تنظيم القاعدة خصم "الدولة الإسلامية" في المنطقة ومنافسها على فرض سيطرته الجهادية فيها.
"ولاية سيناء" واحدة من العديد من التنظيمات الجهادية
وتعتبر "ولاية سيناء"، التي انبثقت عن تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي ظهر بدوره في عام 2011، أشهر وأشرس جماعة متطرفة في شمال شرق مصر. وقد كانت أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي ولاءها لأبي بكر البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة على رأس تنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل أن تغير اسمها إلى "ولاية سيناء". وقد أعلن عدد من التنظيمات الجهادية نفسه "ولايات" لـتنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مناطق شاسعة من شمال وشرق سوريا وفي الشمال الغربي للعراق.
وفي البداية ركزت "ولاية سيناء" الإرهابية عملياتها ضد إسرائيل المجاورة، فاسمها القديم "أنصار بيت المقدس" يوحي بأهدافها في السيطرة على القدس. ووفقا للخبير الإسرائيلي شاول شاي من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، فقد أمر زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" باستهداف سفارات ومواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدها. وفي السنوات الأخيرة شكل الجيش وقوات الأمن المصريين، بالخصوص، هدفا للهجمات الإرهابية، ففي يناير/كانون الثاتي الماضي قامت الجماعة بتنفيذ عدة عمليات انتحارية وهجمات بالقذائف على عدد من الأهداف في سيناء أسفرت عن مصرع ثلاثين جنديا مصريا. ووفقا لبعض التوقعات، فإن عدد مقاتلي تنظيم "ولاية سيناء" يتراوح بين بضعة مئات إلى أكثر من ألف مقاتل. وحسب معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن، فإن الجماعة تحوز على أسلحة متطورة من بينها أنظمة محمولة مضادة للطائرات.
وفي البداية ركزت "ولاية سيناء" الإرهابية عملياتها ضد إسرائيل المجاورة، فاسمها القديم "أنصار بيت المقدس" يوحي بأهدافها في السيطرة على القدس. ووفقا للخبير الإسرائيلي شاول شاي من المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، فقد أمر زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" باستهداف سفارات ومواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضدها. وفي السنوات الأخيرة شكل الجيش وقوات الأمن المصريين، بالخصوص، هدفا للهجمات الإرهابية، ففي يناير/كانون الثاتي الماضي قامت الجماعة بتنفيذ عدة عمليات انتحارية وهجمات بالقذائف على عدد من الأهداف في سيناء أسفرت عن مصرع ثلاثين جنديا مصريا. ووفقا لبعض التوقعات، فإن عدد مقاتلي تنظيم "ولاية سيناء" يتراوح بين بضعة مئات إلى أكثر من ألف مقاتل. وحسب معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن، فإن الجماعة تحوز على أسلحة متطورة من بينها أنظمة محمولة مضادة للطائرات.
"مجلس شورى المجاهدين" و"أنصار الجهاد"
ومثلما هو الحال بالنسبة لجماعة "أنصار بيت المقدس" في بداياتها، فقد وضعت جماعة "مجلس شورى المجاهدين" الجهادية السلفية إسرائيل نصب عينيها. والجيش الإسرائيلي يحمّلها المسؤولية عن إطلاق متكرر للصورايخ على الأراضي الإسرائيلية. ووفقا لتقرير مركز الدراسات الأمنية التابع لجامعة زوريخ السويسرية، فإن هذه الجماعة من أنصار "ولاية سيناء"، فرع "الدولة الإسلامية" في مصر. أما جماعة "أنصار الجهاد" فهي منافس واضح لتنظيم "الدولة الإسلامية". بعض الخبراء يصنفها على أنها فرع لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء، فيما يرى فيها البعض منظمتين اثنتين: "القاعدة في سيناء" التي تردد أنها ظهرت في ديسمبر/كانون الأول من عام 2011 تحت قيادة رمزي محمود الموافي الذي يُزعم أنه كان الطبيب الخاص لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وتتهم "أنصار الجهاد" باستهداف أنابيب الغاز الممتدة عبر سيناء وصولا إلى الأردن وإسرائيل.
"جيش الإسلام" و"جند الإسلام"
"جيش الإسلام" و"جند الإسلام"
أما جماعة "جيش الإسلام" فتعد أقدم الجماعات الجهادية الناشطة في سيناء. وقد كان ممتاز دغمش، زعيم إحدى العشائر الغزاوية، هو الذي أسس الجماعة في عام 2006. ويرجح أنه كان عضوا في حركة حماس قبل أن يحوّل جزء كبيرا من أنشطته إلى سيناء. وترجح بعض الروايات أن "جيش الإسلام" شارك في عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة قبل أن يطلق سراحه بعدها بسنوات. كما أن هناك منظمة تطلق على نفسها "جند الإسلام"، التي كانت هاجمت مقر المخابرات المصرية في رفح على الحدود مع قطاع غزة في 11 سبتمبر/أيلول من عام 2013، أي في ذكرى الاعتداءات التي استهدفت مقر التجارة العالمي في نيويورك من عام 2011. ما دفع بعض الخبراء إلى استنتاج أن هذه الجماعة قريبة ايديولوجيا من تنظيم القاعدة.
إعادة إحياء جماعة "التكفير والهجرة"
بالإضافة إلى ذلك هناك عدد من الجماعات الجهادية الصغيرة، على غرار جماعة "التكفير والهجرة" التي ظهرت بعد سقوط الرئيس الأسبق حسنى مبارك. وقد كانت هناك جماعة تحمل الاسم نفسه في السبعينات قامت بعدة عمليات إرهابية. بيد أن معهد التحرير في واشنطن يستبعد أن تكون هناك صلة جدية بين كلا الجماعتين. على أي حال، فإن جميع هذه التنظيمات استفادت من المراقبة الأمنية الضعيفة من قبل أجهزة الأمن المصرية في المناطق القفرة بجنوب سيناء. أما في شمال سيناء، فتتعاون التنظيمات الجهادية مع الجماعات المتطرفة في قطاع غزة. ويعد التهريب والفساد بالإضافة إلى إقصاء البدو من المشاريع التنموية وإهمالهم من قبل الحكومة المركزية في القاهرة، من العوامل التي ساهمت في ظهور الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة بالذات.