ليبيا المستقبل _الشرق الأوسط: بدا أمس، أن علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا ليس مشغولا بمستقبله السياسي الذي بات على المحك، حيث بدأ مساء أول من أمس، زيارة عمل مفاجئة إلى تركيا قبل يومين فقط من اعتزام المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مناقشة حجب الثقة عن حكومته تمهيدا للإطاحة به. وقال أعضاء في المؤتمر الوطني الذي يعتبر أعلى هيئة سياسية في ليبيا إنهم قد يصوتون لصالح إقالة زيدان وتعيين رئيس جديد للحكومة، واتهموه بالإخفاق في تسيير شؤون البلاد خلال المرحلة التي تلت توليه منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012. وأظهر جدول أعمال جلسة المؤتمر الوطني غدا (الأحد) بمقره الرئيسي في العاصمة طرابلس، أن المؤتمر سيناقش مذكرة مقدمة من 72 عضوا لحجب الثقة عن زيدان. وتنص اللائحة الداخلية من عمل المؤتمر الوطني على ضرورة تصويت 120 عضوا من أصل 200 عضو هم إجمالي أعضاء المؤتمر على أي محاولة لعزل رئيس الحكومة، علما بأن كل المحاولات التي جرت في السابق للإطاحة بزيدان فشلت بسبب عدم توافر النصاب القانوني اللازم. وقال عضو في مجموعة من المحتجين الذين يطالبون بإقالة زيدان لـ«الشرق الأوسط» إنهم عقدوا اجتماعا مطولا مع بعض أعضاء المؤتمر الوطني استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس، لتدارس الموقف. وأضاف العضو الذي طلب عدم تعريفه: «أعضاء المؤتمر اجتمعوا معنا بالأمس لنحو الساعة الرابعة صباحا، طلبوا منا ضبط النفس أكثر وحذروا من حرب أهلية ستدفع ثمنها الأجيال القادمة». وتابع: «نحن قلنا لهم بالحرف الواحد حتى لو أقلتم زيدان وهرب أو سافر خارج البلاد، فأنتم مقبوض عليكم حتى يأتي.. ووعدوا بأنهم سيقومون بإقالته يوم الأحد»، كاشفا النقاب عن أن «مجموعة المحتجين لديهم خطة في حالة عدم إقالة زيدان وإحالته للنائب العام»، مشيرا إلى أنهم بصدد «عقد اجتماع مع بعض قادة الكتائب المسلحة من العاصمة طرابلس وخارجها لوضع الخطة».
لكن زيدان تجاهل كل هذا الجدل السياسي حوله، وزار أمس شركة الصناعات الجوية الحربية التركية (TAI)، حيث أطلع برفقة نائب محافظ مدينة أنقرة على منتجات الشركة والتعرف على أحدث تكنولوجيا صناعة الطائرات الحربية المقاتلة والعمودية وناقلات الجند، كما استمع إلى شروح وافية من قبل خبراء الجيش التركي حول القدرة القتالية والتدميرية الفائقة لهذه الطائرات. ونشر موقع الحكومة الليبية الإلكتروني على شبكة الإنترنت صورة لزيدان خلال هذه الجولة، ونقل عن وكيل وزارة الدفاع الليبية للشؤون العسكرية قوله، إن «المؤسسة العسكرية في ليبيا تتطلع إلى شراء عدد من الطائرات العمودية وناقلات الجند من تركيا في القريب العاجل»، موضحا أن التعاون العسكري بين ليبيا وتركيا سيشهد تطورا أكبر في الكثير من المجالات العسكرية وعلى رأسها المشتريات العسكرية. ويرافق زيدان في زيارته لتركيا وزراء، الخارجية والمواصلات والاقتصاد والإسكان والمالية ومحافظ مصرف ليبيا المركزي.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية العثور على جثتين لبريطاني ونيوزيلندية على شاطئ البحر بمنطقة مليتة غرب مدينة صبراتة وعليهما آثار رصاص، بينما اعتقل عناصر الأمن بجامعة بنغازي، شخصين يحملان الجنسية الأميركية كانا يتجولان داخل حرم الجامعة. ولم يصدر أي بيان أو تصريح من السلطات الليبية بشأن تفاصيل الحادثة أو ملابسات الوفاة، لكن مصادر قالت: إنه «تم العثور على جثتيهما في منطقة مليتة الساحلية»، في إشارة إلى المدينة القريبة من زوارة على بعد مائة كلم غرب طرابلس، والتي يوجد فيها مجمع ضخم للنفط والغاز تشارك في ملكيته شركة إيني الإيطالية. وأكدت بريطانيا أمس، مقتل أحد رعاياها في ليبيا وقالت، إنها على علم أيضا بمقتل نيوزيلندية في غرب ليبيا، لكنها لم تقدم تفاصيل عن ملابسات قتلهما. وتدهور الوضع الأمني في ليبيا في الشهور القليلة الماضية مع سعي الحكومة للقضاء على ميليشيات ورجال قبائل لم يلقوا أسلحتهم بعد أن ساعدوا في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في عام 2011.
وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: «علمنا بمقتل بريطاني في ليبيا.. نحن مستعدون لتقديم الدعم القنصلي»، مضيفا أن بريطانيا علمت أيضا بمقتل نيوزيلندية لكنه لم يقدم تفاصيل أخرى. وذكرت وزارة الخارجية النيوزيلندية أنها على علم بتقارير أفادت بمقتل نيوزيلندية وأنها على اتصال بالسلطات الليبية لتأكيد الأمر. وطلبت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: «بشكل عاجل مزيدا من المعلومات من السلطات (الليبية)». وقالت مصادر أمنية ومصادر من الجيش الليبي، إن الجيش احتجز أميركيين اثنين في مقره في بنغازي في شرق ليبيا في حادث منفصل. وأضافت المصادر أن الأميركيين لاعبا كرة سلة وألقي القبض عليهما في جامعة بنغازي.. واعتقلهما حرس الجامعة ثم نقلتهما قوات خاصة إلى ثكنات الجيش. فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن السفارة الأميركية في طرابلس على علم بالتقارير عن اعتقال الأميركيين، وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات، لكن لا يسعه أن يدلي بمزيد من التعليقات بسبب اعتبارات تتعلق بالسرية. وكان مسؤولون أميركيون وليبيون قالوا إن «الحكومة الليبية احتجزت أربعة عسكريين أميركيين لعدة ساعات قبل إطلاق سراحهم».