ليبيا المستقبل _(أجواء البلاد): كشف تقرير صحافي نشرته، الجمعة، مؤسسة العين للصحافة والإعلام والدراسات أن الاغتيالات طالت أكثر من 120 شخصاً خلال سنة 2013، طالت ثلاثة أرباعها قيادات أمنية وعسكرية، وحصدت الأخرى شخصيات مدنية بين سياسية وإعلامية وأئمة خطباء. وأوضح التقرير الصحافي أن الحجم الأكبر من هذه الاغتيالات وقع بمدينة بنغازي (عاصمة الشرق الليبي)، التي تجاوز فيها عدد الذين قضوا بفعل الاغتيالات 78 حالة، منها ما قتل باستعمال العبوات الناسفة التي كانت تلصق في أسفل سيارة المستهدف، فيما قتل آخرون بإطلاق الرصاص. والمثير للانتباه في الرسوم البيانية التي صاحبت التقرير، التزامن الكلي بين تصاعد حدة الاستقطاب السياسي والاغتيالات في آن واحد، فبعد حالة اغتيال وحيدة في يناير 2013، ظلت المدينة هادئة ولم تشهد أي اغتيال حتى حلول يوليو الذي شهد ثلاثة اغتيالات، التي من بينها اغتيال الناشط الحقوقي والسياسي اليساري البارز عبدالسلام المسماري يوم الجمعة 26 يوليو، مما أجج الاحتجاجات والإدانات المحلية والدولية، وسلط الأضواء بقوة على حوادث الاغتيالات. لكن مع تأزم الصراعات السياسية وبروز أزمة إقفال الموانئ النفطية من قبل إبراهيم جضران وجماعته، أخذت الاغتيالات في بنغازي في تصاعد جنوني، حتى بلغت ذروتها في ديسمبر الماضي الذي شهد مقتل 23 شخصاً في بنغازي وحدها. ويرى بعض الخبراء أن انشغال السياسيين بخصوماتهم، وظهور أزمات مختلفة في أكثر من مكان بالبلد المترامي الأطراف، شجع القاتل المتعدد على المضي في حصد أرواح الناس، وتنفيذ مخططه خدمة لأهدافه أو لأهداف مؤجريه.
"درنة" في المرتبة الثانية
وكشف التقرير الصحافي أن مدينة درنة (أكبر مركز لتجمع المتشددين بالشرق الليبي) تأتي في المرتبة الثانية بـ35 حالة اغتيال، ومن بعدها مدن طرابلس (4) ومصراتة (3) وسبها (1) وطبرق (1) والعجيلات (1)، لتؤكد مرة أخرى هشاشة الوضع الأمني بليبيا، خاصة أمام انتشار السلاح والمتاجرة به في أسواق معلومة وأخرى إلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". هذا التقرير الصحافي الذي يعد أول إحصائية موثقة عن الاغتيالات التي حصلت في 2013، يعكس بوضوح أن موضوع السلاح المنتشر في كل مكان يعد رهاناً حقيقياً يجب أن تتقدم السلطات الحاكمة في ليبيا نحو حسمه أقصى السرعة وبالآليات المناسبة، لأنه سيظل عقبة كأداء أمام كل جهود الإصلاح التي يريدها الشعب الليبي. ومما يزيد الأمر تعقيداً حصول اشتباكات دامية من وقت إلى آخر، على غرار واقعة "غرغور" بطرابلس في الخامس عشر من فبراير، وأحداث الدرع ببنغازي في الثامن من أغسطس الماضي، ليرتفع معها حجم الخسائر البشرية التي مازالت ليبيا تدفعها، وهي تسعى إلى عبور مرحلة الانتقال الديمقراطي بأخف الأضرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق