نازحون
من جانب آخر، وجه ناشطون معنيون بحقوق الإنسان إتهامات الى السلطات العراقية بالعمل على منع آلاف من النازحين من الوصول الى أماكن آمنة بعد فرارهم من القتال الدائر في محافظة الأنبار. ويقول هؤلاء الناشطون إن الحكومة العراقية تمارس التمييز ضد المسلمين السنة الذين شُردوا على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. كما أن الأشخاص الذين يحاولون دخول بغداد يواجهون حاجزا رئيسيا على الطرق عند ضواحي العاصمة، حيث ُتفرض إجراءات أمنية تهدف لحماية المدينة.
الجبوري
في غضون ذلك، انتقد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الجهود الحكومية الراهنة لاستعادة المناطق السنية التي استولى عليها مسلحو ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية. وقال الجبوري إنه يجب التوصل لتسوية سياسية تضمن ان تكون عملية استعادة هذه الأراضي ضمن اتفاق سياسي. واعتبر الجبوري أن هناك تباطؤاً في العمليات العسكرية الرامية لاستعادة السيطرة على المناطق التي سقطت في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار. وشدد الجبوري على ضرورة أن تمتزج تلك العمليات بمساعٍ سياسية لكسب دعم سكان هذه المناطق للقوات الحكومية وحلفائها.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي في مقابلة خاصة مع بي بي سي في بغداد إنه يتعين أن يكون الجيش هو من يقود هذه العملية وليست أي قوة شعبية اخرى. وأضاف أن الحشد الشعبي الذي يتألف من 124 ألف مقاتل معظمهم من الفصائل الشيعية لا يضم سوى 14 ألف عنصر من السنة. وقال سليم الجبوري إن الحشد لم يسمح بعودة السكان العرب السنة من المناطق التي حررت وأنه يجب تطمين العرب السنة بشأن مستقبل أراضيهم.
بتريوس
من جانبه، تحدث القائد العسكري الأمريكي السابق في العراق ديفيد بتريوس عن ضرورة أن تغير الولايات المتحدة استراتيجيتها في التصدي لمسلحي "الدولة الاسلامية" في العراق. وقال بتريوس في مقابلة مع بي بي سي إن على واشنطن "تعزيز" فعالياتها على المستويين العسكري والسياسي بالتعاون مع الحكومة العراقية. وقال بتريوس إن من بين المواضيع العديدة التي ينبغي بحثها ما اذا كان من المجدي تعيين مستشارين عسكريين امريكيين في الوحدات العراقية على مستوى الألوية وليس كما هو معمول به حاليا على مستوى قيادات الفرق.
في غضون ذلك، قال قائمقام قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين محمد محمود الأحد إن "القطعات العسكرية والحشد الشعبي يواصلان تقدمهما صوب مركز مدينة بيجي بعد أن استعادا السيطرة على المالحة الغربية والشرقية والبعيجي والحي الصناعي وحققا تماسا بين الصينية وتل أبو جراد إثر مواجهات مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية".
مساعدات
وفي باريس، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف إن المنظمات الانسانية تستعد لاطلاق حملة لجمع مبلغ 500 مليون دولار للمساعدة في التصدي للأزمة الانسانية التي تسبب بها تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق. وجاء الاعلان قبل يوم واحد من اجتماع في باريس للدول المنضوية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق وسوريا. وقال فيليب هيفنيك، ممثل اليونيسيف في العراق إن "الوضع الانساني في العراق يقترب من يصبح كارثيا، فنحن بحاجة ماسة ومستعجلة لموارد اضافية من اجل التمكن من مواصلة توفير العون".
وتقول اليونيسيف إن نحو 8 ملايين عراقيا بحاجة ملحة للمساعدات الانسانية، وخصوصا الملايين الثلاثة الذين نزحوا من مساكنهم منذ انطلاق هجوم "الدولة الاسلامية" في يونيو 2014. ولكن المنظمة قالت إن امكانية إيصال المساعدات لمستحقيها يعرقلها القتال، فيما يهدد شح الأموال بوقف المساعدات القليلة التي كانت تصل. ويشارك في الاجتماع ممثلون من 24 بلد، منها تركيا والسعودية وقطر والامارات.