أعلنت شركة طيران سودانية خاصة وشركة لوفتهانزا الألمانية تعليق خدماتهما وذلك لدواع اقتصادية ناجمة بالخصوص عن تأثير العقوبات الأميركية على السودان.
وذكرت لوفتهانزا وهى آخر شركة طيران أوروبية تسير رحلات مباشرة إلى السودان، فى وثيقة أنها ستوقف خدماتها فى يناير 2014 لأسباب اقتصادية.
وأوضحت الوثيقة التى وقعها هارتموت فولتس المدير العام لفرع الشركة الألمانية فى الخرطوم والمؤرخة فى 22 أكتوبر، أن الرحلات بين فرانكفورت والخرطوم ستتوقف اعتبارا من 19 يناير المقبل.
وقال مصدر يعمل فى صناعة الطيران فى السودان لوكالة فرانس برس، إن هذا التوقف يأتى بعد 51 عاما من خدمة لوفتهانزا فى السودان.
من جهة أخرى، أعلنت شركة طيران رئيسية سودانية تخدم الجنوب والشرق الأوسط الأحد تعليق عملياتها وعزت ذلك إلى العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على السودان.
وقال رئيس شركة مارسلاند للطيران الرشيد أروتشى لفرانس برس الأحد "اليوم آخر رحلاتنا".
ومارسلاند شركة خاصة تأسست فى العام 2001 وتسير رحلات إلى جوبا عاصمة جنوب السودان ومدينتين فى إقليم دارفور المضطرب غرب السودان إضافة إلى جدة والقاهرة.
وقال أورتشى "كنا ننتظر من الولايات المتحدة الأمريكية أن ترفع العقوبات عن الشركات الخاصة" التى قال "إنها تموت" بسبب العقوبات.
وأضاف: "الناقلون الدوليون يبيعون التذاكر بالعملة المحلية ولديهم مشكلات فى تحويل العملات الأجنبية لخارج السودان من جراء نقص العملات الصعبة فى السودان".
وهذا هو السبب الرئيسى لخروج أغلب الشركات الأجنبية.
وأضاف أروتشى بالنسبة لمارسلاند فانها "بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية لا تستطيع تسجيل طائراتها من طراز بوينغ 737 فى السودان ولذا تسجلها فى جورجيا وغامبيا مما يرفع التكلفة إلى الضعف".
كما أن الطيارين السودانيين يحتاجون لتسجيل خارجى، وقال أروتشى "لقد خسرنا خلال ستة أشهر 3.5 ملايين دولار وهذا مبلغ ضخم وهذا غير اقتصادى نهائيا".
وأضاف أن "قرار الحكومة فى سبتمبر الماضى برفع الدعم عن الوقود زاد من المشكلة" حيث زادت أسعار المواد البترولية بحوالى 60%.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على السودان منذ 1997 بسبب اتهامها له بدعم الإرهاب والتأثير على استقرار دول الجوار وخرق حقوق الإنسان.
واعتبر أروتشى أن "الذين تأثروا بالعقوبات هم المواطنون السودانيون الأبرياء وليس الحكومة".
وأوضح أروتشى أن خط جوبا هو الأكثر جماهيرية بالنسبة لمارسلاند والآن على المسافرين إلى جوبا من الخرطوم الذهاب إلى هناك أما عبر أديس أبابا عاصمة أثيوبيا أو نيروبى فى كينيا.
وفقدت العملة السودانية 40% من قيمتها فى عامين وذلك فى تعاملات السوق السوداء.
وبحسب أروتشى، فإن شركة مارسلاند الخاصة هى أكبر ناقل وطنى فى السودان ونقلت العام الماضى 300 ألف راكب فى رحلات كانت ممتلئة بنسبة 90 بالمائة.
وسيفقد 260 من العاملين فى مارسلاند وظائفهم.
وقال أروتشى "قد نعود للعمل مرة أخرى وقد نعلن تصفية الشركة".
ومطلع هذا العام، أوقفت الخطوط الجوية الهولندية "كى إل إم" رحلاتها بين أمستردام والخرطوم بسبب ارتفاع التكاليف.
وبعد هذا التوقف تبقى الخطوط الجوية التركية وشركات أفريقية وشرق أوسطية تقدم خدماتها للعاصمة السودانية الخرطوم.