وكالات: أفادت مصادر محلية اليوم السبت في تصريحات صحفية، أن مدينة سرت تشهد تحركات مرتبكة وغير مفهومة لتنظيم داعش الإرهابي، مضيفة أن التنظيم يقوم بنقل أسلحة ومعدات آليات حربية إلى مناطق في تخوم المدينة. يذكر أن مدينة سرت شهدت في منتصف شهر أغسطس الحالي انتفاضة شعبية من أهالي المدينة ضد التنظيم الإرهابي على خلفية مقتل أحد دعاة المنهج السلفي بالمدينة، بالإضافة إلى ارتكاب التنظيم لمجزرة بحق شباب المدينة الذين انتفضوا ضده. وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه يوجد أنباء عن نية تشكيل قوة عربية مشتركة تضم عدة دول ستقوم بقصف مواقع محددة للتنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة سرت ومدينة درنة في شرق البلاد، في نهاية شهر أغسطس الحالي.
Libyan Journalist, Poet and Political Activist. Founder of the Doha based Libyan TV Channel; Libya for the Free - ليبيا لكل ألاحرار
السبت، 22 أغسطس 2015
ليبيا_الطوارق یتھمون فرنسا بدعم الحرب الأخیرة في لیبیا ما بعد الناتو
الطوارق یتھمون فرنسا بدعم الحرب الأخیرة في لیبیا ما بعد الناتو
جیرمي كنان 2015 ,18.Aug ( ترجمة أبوبكر أكحتي): فیجاي براشاد، مؤلف كتاب الربیع العربي و الشتاء اللیبي (2012) وحامل كرسي إدوارد سعید في الجامعة الأمیركیة في بیروت (2014-2013)، وصف مؤخرا الوضع في لیبیا بأنه "على وجه التحدید نتیجة لنوع من الحرب التي شنھا حلف شمال الأطلسي في لیبیا، ودمر البنیة التحتیة، وانھارت الدولة، وتم معاملة مجموعة من المیلیشیات المختلفة معاملة الأبطال.
بینما قلة من المحللین الليبيين سوف یختلفون مع ھذا التقییم، فإن ذنب الناتو في ما یحدث في لیبیا یتجاوز لیبیا.، كما ھو الحال مع غزو بوش وبلیر للعراق، لم یعطى ولو ذرة تفكیر واحدة من قبل وزارة الخارجیة الأمریكیة، وزارة الخارجیة والكومنولث في المملكة المتحدة، ولا أیة جھة كانت من الحكومة الفرنسیة للعواقب الناتجة عن الغزو.
حدثت عواقب كارثیة لتدخل حلف الناتو في لیبیا في كل من مالي، وبدرجة أقل في النیجر وتشاد، وكل ذلك أصبح الآن موثق بشكل جیدا والأسئلة التي تطرح الآن وبشكل محدد تبدأ بسؤال: ماذا تفعل بالضبط القوات الفرنسیة المشكلة من 5000 جندي؟ أو حتى ما ھي المھمة التي تقوم بھا فعلا في تلك البلدان؟ حتى الآن، تدخل فرنسا العسكري في منطقة الساحل - موریتانیا ومالي والنیجر وتشاد - كان أولاً باسم عملیة "سرفال" وبعد ذلك عملیة "بارخان"، تزامن ھذا التدخل مع ازدیاد حالة عدم الاستقرار السیاسي في مالي، وتزاید المشاعر المعادیة للفرنسیین في النیجر، وانتشار الحركات الجھادیة في جمیع أنحاء المنطقة برمتھا، وتوسع "بوكو حرام" في نیجیریا في كل من النیجر وتشاد. وفرنسا تقول أن ھذه الأمور ھي مجرد صدفة ولأسباب اعتبارھا القوة الاستعماریة السابقة وجدت نفسھا مرغمة لإرسال قواتھا المسلحة إلي المنطقة.
ولكن السكان المحلیین قد یمیلون للاختلاف مع ھذا الرأي. في الواقع، إن جدید تدخل "حلف شمال الأطلسي" ھو إشعال حرب بعیدا عن أعین الصحفیین الغربیین تبدو مشئومة حیث دمرت سلام في مناطق الصحراء اللیبیة النائیة دام أكثر من 120 سنة، ورجال القبائل الطوارق یتھمون فرنسا بأنھا تقوم بإعادة تصمیم مصالحھا الخاصة في الجنوب اللیبي.
• صراع الطوارق والتبو
ھناك وضع خطیر یتطور في لیبیا وفزان تحدید منذ سبتمبر 2014، فالقتال المتقطع بین الطوارق والتبو ومعظمھم في منطقة سبھا-أوباري (وھي مناطق من فزان) بدأ یتصاعد ومنذ منتصف یولیو (2015)، وكلمة "حرب" استخدمت على نحو متزاید لوصف حدة ھذا الصراع.
أحدث جولة من القتال بین الطوارق والتبو، التي بدأت في منتصف یولیو تموز ھي النتیجة الأخطر الغیر متوقعة للتدخل العسكري لحلف الناتو آخر عام 2011 وإذا لم یتم إیقافھا بسرعة، فسیكون لھا عواقب بعیدة المدى.
العلاقات بین الطوارق والتبو، وھم القبیلتین المعروفتین جیدا من البدو الرحل في الصحراء، ھي علاقات معقدة وتعود لتاریخ عصر ما قبل الاستعمار. بینما ینظر بعض علماء جغرافیة الأجناس إلي ھذه العلاقة كعلاقة عداء تقلیدیة، فإن معاھدة میدي میدي بین الطوارق والتبو اللیبیین - أو معاھدة "آمیدي میدي"، كما یطلق علیھا بعض الطوارق - قد وقعت منذ فترة طویلة في عام 1893، وصمدت بقوة لأكثر من 120عاما.
معاھدة "آمیدي میدي" أنھت تسع سنوات من الحرب بین القبیلتین، حیث سعى التبو خلالھا لاحتلال أراضي الطوارق في فزان - الاسم الذي یطلق على منطقة جنوب غرب الصحراء الشاسعة في لیبیا، تحدھا الجزائر إلى الغرب والنیجر إلى الجنوب -، وقد قال وجھاء قبائل الطوارق أن ذلك الصراع كان بسبب سرقة الماشیة، ولكن في الواقع كان حول السیطرة على طرق القوافل عبر الصحراء. الیوم، الطوارق اللیبیین یتھمون التبو بمحاولة وضع أیدیھم على حقول النفط بفزان.
• الخلفیة الجغرافیة والتاریخیة
الحدود المتفق علیھا بناء على اتفاقیة میدي میدي بین الطوارق والتبو، ھي الخط الممتد بین الشمال والجنوب مرورا بالقطرون وحقول النفط الشرارة و الفیل تقع ضمن أراضي الطوارق التقلیدیة، كونھا تقع بالقرب من بلدة أوباري التي یسكنھا الطوارق بشكل رئیسي.
بناء على اتفاقیة میدي میدي كل السلع الداخلة إلى لیبیا شرق المثلث "سان سلفادور" على الحدود مع النیجر تعتبر في أراضي التبو. والسلع الداخلة غرب مثلث "سان سلفادور" تعتبر في أراضي الطوارق. جنوب حدود لیبیا والنیجر الخط الفاصل بین الطوارق والتبو یمتد من الشمال إلي الجنوب عابرا صحراء "تینیري" الواسعة، ھضبة "دجادو" وواحات "مداما" و"كوارا" شرق "تینیري" ھي أراضي التبو، غرب "تینیري" یقع آیر أرض الطوارق.
كانت الحیاةبسیطة نسبیا، على الأقل في تلك المسائل. خلال الحقبة الاستعماریة، عاش معظم التبو في تشاد، خاصة في شریط أوزو المتنازع علیھ في شمال تشاد. ویقدر عدد التبو في لیبیا في ذلك الوقت بما یزید قلیلا على 200 أسرة، موزعة في واحات الكفرة، تاجرھي والقطرون.
قبل استقلال لیبیا، حاولت فرنسا ضم منطقة فزان في إلى الجزائر، ولكن ظلت القوى القبلیة الرئیسیة الطوارق و"أولاد سلیمان" موالین للأمیر إدریس، زعیم السنوسیة، الذي نصب على العرش في عام 1951 عندما نالت البلاد استقلالھا. عدد قلیل من التبو كانوا متواجدین في ذلك الوقت، كانت أعددھم صغیرة وكانوا موالیین لسلطنة "أوزو" في شمال تشاد، ولكن مع احتلال معمر القذافي لشریط أوزو في عام 1973 والطرد المھین لجیشه من تشاد في عام 1987، انتقل العدید من التبو التشادیین للیبیا، انتقلوا في الغالب إلى واحة الكفرة في جنوب شرق لیبیا ومدن مرزق وسبھا (سبھا یسكنھا 130000 نسمة وھي عاصمة فزان) وكانت النتیجة أن التبو شكلوا منطقة دیموغرافیة بحكم الأمر الواقع في لیبیا توسعت في قوس یمتد من "العوینات" في أقصى الجنوب الشرقي مرورا بواحة "الكفرة"، شمال غرب "تازربو"، ثم غربا إلى "زویلة" المتاخمة لسبھا وامتد أبعد إلي غرب الحدود الأصلیة لاتفاقیة میدي میدي، مرورا بالقطرون، إلى مرزق ولكن لم یصل ذلك لمدینة أوباري التي ظلت حوالي 80٪ طوارق و20٪ عرب وأعراق أخرى.
حتى مع ھذا الزحف الطفیف للتبو غربا نحو أراضي الطوارق، وخصوصا حول مرزق، ظل اتفاق السلام الأساسي میدي میدي صامدا، أعطى القذافي معظم التبو الجنسیة اللیبیة، كما فعل مع معظم الطوارق، ولكنه كان بالنسبة للجزء الأكبر منھم عبارة عن مواطنة من الدرجة الثانیة، وكانت النتیجة أن القبیلتین یشتركان في التھمیش السیاسي والاجتماعي الذي مورس علیھم في عھد القذافي.
التعداد الدقیق للطوارق والتبو غیر معروف في لیبیا، التقدیرات الأكثر موثوقیة للطوارق في لیبیا تبلغ نحو 70000 نسمة. تعداد السكان التبو أقل موثوقیة، رسمیا، یبلغ عدد التبو في البلاد حوالي 15000 نسمة، ولكن بعض التقدیرات تصل إلى 200000 نسمة وقد عرض تقریر صحفي في یولیو 2015 رقم مبالغ فیھ 800000 نسمة وذكر تقریر أكثر واقعیة من وزارة الداخلیة البریطانیة في فبرایر 2015 أن السكان التبو اللیبیین في حدود "عشرات الآلاف.".
• بعد القذافي
بعد سقوط القذافي في عام 2011، وظلت الروابط بین الطوارق والتبو قویة نسبیا، في یولیو 2012 عقدت القبیلتین احتفال مشترك بمعاھدة میدي میدي، وفي مارس 2013 وقفوا جنبا إلى جنب في منتدى الطوارق والتبو تحت شعار تعزیز التلاحم الوطني اللیبي، وبعد شھر وقفوا معا من جدید في احتجاج للمطالبة بأن الدستور اللیبي الجدید یجب أن یكون بتوافق الآراء ولیس بفرض الأغلبیة.
ثم في سبتمبر 2014، بدأ تساقط العجلات، بعد أن تم حل مواجھة بین الشباب الطوارق والتبو على الأقل لبضع ساعات في اجتماع لكبار السن، دخلت قوات التبو في معقل الطوارق أوباري یوم 19 سبتمبر.
تفاصیل ومنشأ المعارك التي وقعت في أوباري وما حولھا سبتمبر الماضي، والذي استمر بشكل متقطع منذ ذلك الحین، تعتبر غامضة.
لم تكن الصحراء اللیبیة خالیة من القتال منذ سقوط القذافي، حیث إن معظم العملیات القتالیة ما بعد القذافي في جنوب لیبیا كانت أما بین القبائل العربیة أو بین التبو والقبائل العربیة، ولا سیما أولاد سلیمان ومیلیشیات أخرى مرتبطة بالقذاذفة، ورفلة، الحساونة، وقبائل المحامید. وكان الطوارق، إلى الغرب في مناطق أوباري، غدامس وغاتغیر متورطین تماما.
معظم الصراع في سبھا كان یقوده في الغالب التنافس على الھیمنة السیاسیة في حقبة ما بعد القذافي والرغبة في الوصول إلى الموارد الاقتصادیة والقتال الأخطر في أوائل 2014 كان بین أولاد سلیمان والقذاذفة وتعود جذوره للأسابیع الأخیرة من الانتفاضة اللیبیة عام 2011، وأسفر عن احتلال عدة قواعد عسكریة في سبھا. بعض التبو ولیس الطوارق من شارك في ھذا القتال، مما أدى إلي حوالي 100 حالة وفاة وانتھي فقط عندما تدخلت كتائب من مصراتة والزنتان، وبفضل وساطة خارجیة تم أنھا حالات من القتال المتقطع في المنطقة خلال الكثیر من عام 2014.
• نوع آخر من الحرب
كانت الاشتباكات التي بدأت بین التبو والطوارق في أوباري في سبتمبر 2014 مختلفة لسببین: أولا، كانت أول اختراق واضح لمعاھدة آمیدي میدي منذ 120 سنة. ثانیا، ھو قتال یحمل خصائص توحي بأنھ كان أكثر من مجرد صراع بین قبائل.
تقریبا منذ البدایة، كان واضحا أن التبو یقومون بمھاجمة أوباري بالاعتماد على ملیشیات من مرزق، وكذلك بعض من قوة درع لیبیا المجودة بسبھا. سریعا ما أدرك الطوارق أن ھذه العناصر الخارجیة ھي "القوات الثالثة" على الرغم من ضبابیة وسرعة تغیر قوات الملیشیات اللیبیة فإنھا على كل حال واضحة.
تفاقم التوتر بین الطوارق والتبو منذ إنشاء حكومتین متنافستین في لیبیا في عام 2014. وكانت الحكومة الشرقیة، ومقرھا في طبرق، والتي یتزعمھا رئیس الوزراء عبد الله الثني ومعترف بھا من قبل معظم المجتمع الدولي وھي مدعومة من قبل قوات عملیة الكرامة بقیادة اللواء خلیفة حفتر.
جاءت حكومة طرابلس إلى حیز الوجود في أغسطس 2014 بعد تحالف مظلة قوات تسمي نفسھا "عملیة فجر لیبیا" بقیادة میلیشیات مصراتة القویة وحلفائھم ذوي المیول الإسلامیة، أخرجت ھذه القوات قوات الجنرال حفتر ومیلیشیات الزنتان من مطار طرابلس الدولي، وسیطرت على العاصمة طرابلس، وأجبرت حكومة الثني على الانسحاب إلى الشرق. قامت القوات التي تقودھا مصراتة بتشكیل برلمانھم المنافس وحكومة في طرابلس، واستولت على الوزارات وسیطرت على نحو فعال على أجزاء من غرب ووسط لیبیا. منذ ذلك الحین، كانت ھناك اشتباكات متكررة بین الطوارق والتبو، ودون الوقوع في خطر التبسیط ومع وجود أدلة قاطعة قلیلة، یعتقد على نطاق واسع أن التبو یتلقون المساعدة من حكومة الثني في الشرق، في حین یقال إن الطوارق یتلقون أسلحة من الحكومة طرابلس.
• الوضع في سبھا
في منتصف یولیو 2015، اندلع قتال خطیر بین الطوارق والتبو في سبھا، في الأسبوع السابق لیوم 22 یولیو قتل 40 شخصا على الأقل وشردت مئات الأسر، قدرت السلطات في سبھا عدد الوفیات في الأسابیع الثلاثة الأولى من یولیو بعدد 60. وجھت حكومة طبرق نداء إلى الطرفین المتحاربین لوقف القتال وحل خلافاتھم من خلال الحوار، مصداقیة النداء كان مشكوك بھا و قوبل بآذان صماء.
• وفي أوباري
على الرغم من أن مدینة سبھا شھدت أعنف المعارك على مدى العامین الماضیین من حیث أعداد القتلى، ولكن مدینة أوباري والقریبة من حقل الشرارة النفطي والتي یسكانھا الطوارق شھدت أغلب العملیات القتالیة الأخیرة. وفقا لموقع جسم لیبیا نزح 11280 شخص من أوباري ما بین مایو ونوفمبر 2014، ارتفع ھذا العدد منذ ذلك الحین، بعض التقاریر ذكرت أن ما یصل إلى 85٪ من عدد السكان المدنیین البالغ 40000 ھرب من المدینة وفر غالبیة الطوارق لمدینة غات، في حین تراجع والتبو في الغالب إلى مرزق، وقد وصفت صحیفة لیبیا ھیرالد في نوفمبر 2014 أوباري بأنھا مدینة ھجرھا معظم سكانھا المدنیین.
وقعت اشتباكات خطیرة في أوباري في مارس مرة أخرى یوم 18 مایو عام 2015، وقتل 20 شخصا على الأقل وأصیب عشرات آخرین بجراح. استمر القتال خلال الأیام القلیلة التي تلت مع عدد غیر معروف من الوفیات واندلعت ھذه الجولة من الصراع في محاولة من میلیشیات التبو لفتح طریق إلي المواقع التي تتحصن فیھا قوات الطوارق من أجل الدخول والسیطرة على مدینة أوباري.
إلى الغرب یوجد الطریق من أوباري إلى بلدة غات، وھو الطریق الوحید إلى أقصى الجنوب الغربي من لیبیا، وھو محصن على نحو فعال من قبل المسلحین الطوارق، مما یجعل غات، على الأقل في الوقت الراھن، الملاذ الآمن لھم ، ویجري حالیا جلب الإمدادات الغذائیة والمواد الأساسیة إلى غات عبر الحدود الجزائریة في عملیة إنسانیة نفذتھا الحكومة الجزائریة بواحة جانت.
• محاولات الوساطة
في أعقاب تصاعد القتال في سبھا حوالي 15-22 یولیو دعت منظمة فرنسیة غیر حكومیة GPM، إلي محادثات بین ممثلي التبو والطوارق. المدیر التنفیذي للمنظمة اریك بلانشو رتب للقاء وفدین (11 من كل جانب) سینقلون جوا إلى بروكسل للاجتماع مع اثنین من المراقبین من الحكومات المتناحرة في لیبیا. أدى التأخیر في ترتیب رحلة التبو إلي البیضاء ومن ثم إلى تونس إلى الشكوك من الجانبین أن حكومة طبرق عزمت على تخریب الرحلة من أجل ضمان استمرار القتال في فزان. الطوارق، من جانبھم، كانوا بالفعل لدیھم شكوك بأن فرنسا تقف في صف التبو.
مع ذلك، یبدو أن الوفود كانت قادرة على الاجتماع في أوباري في 26 یولیو أو نحو ذلك ثم أخیرا في بروكسل في 28-29 یولیو. بفضل وساطة من شخصیات فزان المحلیة ومجلس الشیوخ تم التوقیع على اتفاق سلام من نوع ما بین الطوارق والتبو حوالي 26 یولیو. وقد صرح أیوب الشرع ممثل مجلس الشیوخ لوكالة الأنباء اللیبیة قائلا "أن الاتفاق تضمن وقف إطلاق النار، وفتح الطریق الرئیسي في المناطق المحاصرة بسبھا، وإخلاء الجرحى وكبار السن، وعودة جمیع المشردین من كلا الجانبین." وشدد على أن الاتفاق كان صالحا لمدة أسبوع واحد وستناقش بعد ذلك مزید من التفاصیل بھدف التوصل إلى حل نھائي والعودة إلى السلام.
• سلام لم یدم طویلا
أن اتفاق السلام قد كان قصیر الأمد، تشیر تقاریر لم یتم التحقق منھا من المنطقة أن العنف استؤنف في سبھا بعد احتجاجات یوم 31 یولیو وسرعان ما امتدت إلى أوباري، حیث تم قتل اثنین من الصبیة في معارك بین التبو والطوارق.
ھناك سمة رئیسیة لمحاولة الوساطة وھي الانتقادات العلنیة التي أبداھا مجلس الشیوخ حیث أن الدولة اللیبیة لیست فقط غائبة عن جھود الوساطة ھذه ولكنھا أیضا فشلت تماما في حل الأزمة في الجنوب. بطبیعة الحال، لیس ھناك شيء یمكن أن یقال عنھ الدولة اللیبیة في الوقت الحالي، ھناك فقط حكومات متنافستان في حالة فعالة من الحرب الأھلیة.
• تغذیة القتال من الخارج
نقطة الإدانة التي أدركھا الشیوخ كما أدركتھا جمیع الأطراف المتحاربة وخاصة الطوارق ھي أن الحرب یتم تغذیتھا لتحقیق مصالح خارجیة وخاصة مصالح الحكومات المتنافسة أما في حالة الطوارق فإن فرنسا دائما ھي المعنیة.
في الواقع، أحداث القتال الأخیرة أوجدت على الأقل تأثیرا لافتاً للانتباه إلى أن الصراع في الجنوب ھو في الأساس انعكاس للانقسام والصراع بین حكومات طبرق وطرابلس. ظھرت الدلائل للعیان أن حكومة الشرق (طبرق) تقوم بدعم وتسلیح التبو، في حین أن حكومة طرابلس، جنبا إلى جنب مع قوات مصراتة القویة تتحرك خلف الطوارق.
ھناك وجھان للصراع، ولكن الطوارق أساساً محقون في رؤیتھم للتبو كمعتدین. الھدف الرئیسي من عدوان التبو، على الأقل حسب رؤیة الطوارق، ھو تأمین السیطرة على حقل الشرارة النفطي الذي كان تحت حراسة مجموعة من الزنتان والتبو حتى تم إغلاقھ في نوفمبر 2014 من قبل مسلحین یعتقد أنھم كانوا على ارتباط مع حكومة طرابلس. الشرارة ھو ثاني أكبر حقل نفطي في لیبیا وحكومة الثني في طبرق التي تسیطر بشكل فعال على المؤسسة الوطنیة للنفط (NOC) تود تأمین التحكم بھذا الحقل. من ھنا جاءت رؤیة الطوارق لمیلیشیات التبو كوكلاء للحكومة الشرقیة في محاولة لتوسیع سیطرتھا على قطاع النفط في منطقة ُینظر إلیھا عادة باعتبارھا مجال نفوذ حكومة طرابلس.
• ھل یدعم الفرنسیون الصراع؟
الطوارق أیضا یعتبرون التبو وكلاء للفرنسیین ، فمع انتشار القوات الفرنسیة الآن في جمیع أنحاء منطقة الساحل في مالي، والنیجر، وتشاد وھي أیضاَ شریك رئیسي في المداولات الدولیة حول لیبیا، ینظر الطوارق لكل ذلك على أنھا إشارة إلى محاولة فرنسیة لتوسیع مصالحھما الاستعماریة وھذه المصالح یرى الطوارق أن الثروة النفطیة في فزان ھو محور ارتكازھا خصوصا في حقل الشرارة، حیث تمتلك شركة النفط الفرنسیة توتال حصة. شركة النفط الفرنسیة لدیھا اھتمام ب 30٪ في المناطق العقد رقم 129/130 و24٪ في المناطق العقد رقم 130/131، والامتیازات الخاصة بحقل الشرارة العملاق ، كما تبدى توتال اھتمام ب 100٪ من امتیاز NC191 في حوض مرزق القری.
حقل الشرارة الذي تدیره شركة ریبسول الاسبانیة كان لھ قدرة إنتاجیة بلغت 400000 برمیل یومیا (قبل الثورة عام 2011). وفي فبرایر 2012، أعلنت المؤسسة الوطنیة للنفط أن الإنتاج قد بلغ 300000 برمیل یومیا مرة أخرى. منذ ذلك الحین، أصبح الإنتاج متقطع وأدت المصاعب الأمنیة إلي إغلاق الحقل أخیراً.
• شیطنة الطوارق
على الرغم من أن الموارد النفطیة ھي التي تقود الصراع الحالي في فزان، ولكن الذریعة ھي الإرھاب. على النقیض من التبو، الطوارق یجري تصویرھم كذبا في كثیر من الأوساط على أنھم متعاطفین أو حتى تربطھم علاقة مع العناصر الجھادیة ومھربي المخدرات اللذین انتقلوا إلى جنوب لیبیا منذ سقوط نظام القذافي. ھناك عدد من الطوارق، جنبا إلى جنب مع أفراد من كل مجموعة عرقیة أخرى تقریبا في الصحراء قد ارتبطت بطریقة أو بأخرى مع مختلف الجماعات الجھادیة العاملة بالاتجار في جمیع أنحاء المنطقة. أحد الأمثلة على ذلك یأتي من مالي "إیاد أغ غالي" وھو من طوارق مالي و ینظر إلیھ بعض المحللین كعمیل الثلاثي، في خدمة المخابرات الجزائریة بالإضافة الحكومتین الفرنسیة والمالیة.
یعد الطوارق ككل، أكثر من أي مجموعة أخرى أو حتى أیة حكومة في منطقة الصحراء الكبرى أشد مقاومة بعنف وباستمرار لزحف الإسلامیین المتشددین المتطرفین إلى أراضیھم التقلیدیة. في الواقع، فشل كل من الغرب والحكومات المحلیة في إدراك ھذا الواقع ھو السبب الرئیسي في أن المنطقة لا زالت تتغلب علیھا الحركات الجھادیة تدریجیا.
في لیبیا، الأساس الرئیسي للادعاء في تورط الطوارق في العنف الجھادي یتعلق بجماعة إرھابیة معینة تعرف باسم جماعة حركة أنصار الحق .على سبیل المثال، عند اشتداد القتال في أوباري في مارس ومایو من ھذا العام والآن في الآونة الأخیرة في یولیو، ادعت مختلف وكالات الأنباء أن قوات التبو قد تحالفت مع الجیش والوطني اللیبي لمھاجمة مجموعة إرھابیة تعرف باسم حركة أنصار الحق. عبد الرزاق الناظوري، رئیس أركان جیش حكومة طبرق قال لوسائل الإعلام أن القوات التي تقاتل في أوباري - قاصدا ملیشیات التبو- تقاتل ضد "الإرھابیین" اضطر لاحقا إلى الاعتذار للطوارق على الرغم من أنھ یبدو لا یزال مصرا على أن الصراع في أوباري یجرى ضد الإرھابیین.
• نسج الخیال
وجود جماعة تدعى جماعة أنصار الحق ھو أمر قابل للنقاش. العدید من وسائل الإعلام تنسب لمصادر تابعة لشخصیات بارزة من التبو وحكومة طبرق أن ھناك جماعة متطرفة في أوباري بھذا الاسم، ولكن یبدو أن الذي حدث أنھ قد نشأت في أواخر عام 2013 مجموعة صغیرة من الشبان في أوباري (لا یزید عددھم عن عشرة) قاموا بتسمیة أنفسھم بكتیبة الحق. ھذه المجموعة لیس لھا أي توجھ دیني أو أیدیولوجي ولیس لھا مقر إداري ویعتقد أنھا قامت بحل نفسھا في بدایة عام 2014. ومع ذلك ھناك، مجموعة میلیشیا تسمى الكتیبة 315، والتي كانت جزء من حرس المنشآت النفطیة وشاركت في ثورة 2011 لدعم الدیمقراطیة وتعارض بشدة التوجھات الجھادیة وتقول بعض المصادر أن زعیم ھذه المجموعة ھو أحمد عمر.
بطریقة ما، یبدو أن اسم أحمد عمر قد تم تحویله لأحمد الأنصاري، مع الكتیبة 315، أو مجموعة أخرى، تسمي كتیبة الحق وتم تحویلھ إلي أنصار الحق یبدو أن الواقع یشیر إلى أن كلا من الشیخ أحمد الأنصاري وأنصار الحق، ھي القصة التي فبركھا التبو المدعومین من قبل حكومة طبرق لتبریر عدوانھم على الطوارق.
• دعم القذافي؟
یجري شیطنة الطوارق اللیبیین بطرق أخرى، وھي وصفھم بكونھم أنصار للقذافي، ھذه صورة مبسطة وخاطئة أساسا، الطوارق مثل التبو تعرضوا للاضطھاد من قبل القذافي وكانت النتیجة أن الكثیر من الطوارق اللیبیین كانوا من المعارضین لھ. صحیح أن القذافي قد جلب العدید من المرتزقة من منطقة الساحل، معظمھم من الطوارق، وھم أساسا یكونون الطوارق الذین غادروا البلاد بعد أن تركوا سمعة سیئة للطوارق اللیبیین، في ظل نقص المعلومات لدى الصحافة الأجنبیة یستغل التبو وحكومة طبرق الداعمة لھم ھذا الانقسام الزائف لبدایة لصق سمعة سیئة بالطوارق.
• السیاسة النفطیة
صحیفة عین الشرق الأوسط یوم 16 یولیو نقلت عن محمد السنوسي، وھو من محاربي التبو الذین استقروا في مدینة مرزق بعد مغادرة عائلتھ أوباري، قوله "إن المشكلة تكمن في الأجندة السیاسیة، الھدف ھو السیطرة على مدینة الطوارق - أوباري - وحقول النفط."
أصدر المجلس الاجتماعي للطوارق بیانا قائلا: "إن مجموعة التبو التي قامت بمھاجمة أوباري تحاول السیطرة على المدینة بسبب قربھا من الاحتیاطات النفطیة الھامة، الھجوم على الطوارق ھو إھانة لجمیع أولئك الذین یؤیدون الحوار والاحترام المتبادل كحل للصراع في لیبیا، الطوارق یعارضون الإرھاب وسیكونون أول من یكافحه إذا ثبت وجوده في الجنوب وذلك بالتنسیق مع قوات الأمن المحلیة والوطنیة والدولیة، لا توجد قبیلة أو مجموعة أخرى لدیھا الحق في القیام بعمل عسكري في منطقة سكنیة مثل أوباري بحجج واھیة.".
• دعم فرنسا للتبو
مجتمع الطوارق في كل من لیبیا وأماكن بعیدة، یرى على نحو متزاید أن فرنسا تلعب دورا رئیسیا وراء الكوالیس لدفع الطوارق خارج أراضیھم التقلیدیة في لیبیا، بسبب المجاورة لحقول النفط الشرارة والفیل.
یؤكد الطوارق حقیقتین: الأولي ھي أن الطوارق والتبو عاشوا في سلام ووئام في لیبیا منذ أكثر من 120عاما. الثانیة ھي أن ھذا السلام وصل إلى نھایته تماما في نفس الوقت الذي أقدمت فیھ فرنسا على زیادة قواتھا العسكریة في مالي من خلال عملیة "سیرفال" وعبر الساحل من النیجر إلي تشاد وعلى طول الحدود الجنوبیة للیبیا من خلال عملیة "بارخان".
على الجبھة الإعلامیة، تبرھن فرنسا على أنھا حلیفاً قویاً للتبو. في دیسمبر 2014 زار وزیر الدفاع الفرنسي جان ایف لودرین القاعدة العسكریة الفرنسیة الجدیدة في مادما، التي تقع شمال النیجر بالقرب من الحدود اللیبیة حیث النفوذ التبو القوي. بعض السكان المحلیین ومعظمھم من الطوارق أصبحوا ینظرون لھذه القاعدة كونھا غوانتانامو فرنسا الصحراویة.
في خطاب متلفز ُبث على نطاق واسع من وسط ھذه القاعدة، أشار الوزیر لو درین بأذرع ممدودة نحو لیبیا مخاطبا جمھوره من القوات الفرنسیة والتبو قائلاً "ھذا ھو جنوب لیبیا حیث ستجدون زعیم الجھادیین مختار بن مختار وكذلك إیاد أغ غالي زعیم جماعة أنصار الدین. جنوب لیبیا أصبح مركزا للاھابیین". لكن بشأن كل من مختار بن مختار وإیاد أغ غالي ولم یتم التحقق منھا. وفي الواقع ھناك بعض التقاریر والأدلة على أن مختار بن مختار قد قُتِل في 10 مناسبات على الأقل، ربما یكون قد مات منذ فترة طویلة في یونیو عام 2012. ولكن عندما یتحدث وزیر دفاع غربي من الذي یھتم بالتفاصیل الصغیرة؟ ما تنشره تقریر وسائل الإعلام ھو الذي سیؤخذ في الحسبان. إذا كانت فرنسا، كما یقول الطوارق تدعم عدوان التبو في فزان، لیس ھناك أي احتمال بأن الاتحاد الأوروبي أو أي ھیئة دولیة أخرى سوف تفعل أي شيء لإیقافه ، وذلك ببساطة لأن كلمة فرنسا بشأن مسائل شمال أفریقیا في المحافل الأوروبیة ھي بمثابة قرار نھائي. لأن فرنسا ھي القوة السائدة في المنطقة في فترة ما بعد الاستعمار، لدیھا أكثر معرفة من أي قوة أخرى، ولھا قوات على الأرض، ومع تراجع الولایات المتحدة الآن للمقعد الخلفي، یبقي الرأي الفرنسي حول المنطقة مؤثر بشكل خطیر في المجتمع الدولي.
وعلاوة على ذلك، إذا ظل توازن القوى بین حكومات طبرق وطرابلس كما ھو، فمن غیر المرجح أن حكومة طبرق ستسحب دعمھا لدفع التبو عبر فزان . وإذا حدث ذلك، فإنھ من المرجح أیضاً أن تدفع طرابلس ومصراتة بالمزید من القوة إلى المنطقة، وبكل بساطة یتم تكرار فوضى وعنف الشمال في الجنوب أیضا. ھذا السیناریو سوف تستغلھ الدولة الإسلامیة (IS) والجماعات الجھادیة الأخرى.
المسؤولیة إذاً تقع بشكل كبیر على المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي (بروكسل) والأمم المتحدة للعمل على وأدھا ھذه الحرب الجدیدة في مھدھا، وھذا یعني عدم الانسیاق وراء المصالح الفرنسیة أو أي دولة أخرى أو طرف ثالث خارجي.
* ترجمة أبوبكر أكحتي
- إضغط هنا للإطلاع علي التقرير باللغة الإنجليزية (المصدر)
المانيا_ألمانيا: اليمين المتطرف يتظاهر ضد المهاجرين
وكالات: اشتبكت الشرطة في شرق ألمانيا، مساء الجمعة، مع نشطاء من اليمين المتطرف احتجوا على فتح مركز للاجئين، بحسب ما أفادت الشرطة. وتجمع نحو ألف شخص في هيديناو قرب دريسدن احتجاجا على الوصول المتوقع لمئات اللاجئين في تظاهرة دعا إليها الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف. وتدخلت الشرطة وأطلقت الغاز المسيل للدموع بعدما أغلق نحو 30 محتجا الطريق، فيما تجمع المئات أمام مبنى من المقرر أن يؤوي اللاجئين. وجاء في بيان للشرطة أنه "تم إلقاء الحجارة والزجاجات والمفرقعات على الشرطة"، مضيفا أن 31 شرطيا أصيبوا بجروح أحدهم في حالة خطرة. ولم ترد تفاصيل عن عدد المتظاهرين الذين أصيبوا. وصباح السبت عاد الهدوء إلى المكان، بحسب ما أفاد متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس، موضحا أنه تم نشر رجال الشرطة في المنطقة المحيطة بالمبنى الذي كان متجرا للمعدات، وتم إعداده ليتسع لمئات اللاجئين. وبعد ساعات من انتهاء الاحتجاجات تمكن نحو 250 لاجئا من دخول المبنى. وأعربت السلطات الألمانية عن قلقها لتزايد الهجمات العنيفة التي تستهدف أماكن خصصت لإيواء اللاجئين. وتتوقع ألمانيا استقبال عدد قياسي من اللاجئين يصل إلى 800 ألف هذا العام.
افغانستان_أفغانستان: 10 قتلى في انفجار قوي وسط كابول
فرانس برس: ارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري الذي وقع السبت في كابول إلى عشرة قتلى وفق ما أعلنت السلطات الصحية الأفغانية، بينهم ثلاثة متعاقدين مدنيين مع بعثة الحلف الاطلسي في أفغانستان. وقال وحيد الله ميار المتحدث باسم وزارة الصحة "تم نقل عشرة قتلى إلى المستشفيات" بعدما كان تحدث في وقت سابق عن سقوط ثلاثة قتلى. ورفضت بعثة الأطلسي في أفغانستان تحديد جنسية المتعاقدين الثلاثة وتوضيح ما إذا كانوا من ضمن حصيلة وزارة الصحة. وفي وقت سابق، هز انفجار قوي وسط كابول، السبت، في أحدث فصول موجة التفجيرات التي شهدتها العاصمة الأفغانية في الآونة الأخيرة. وأطلقت السفارة الأميركية الواقعة على بعد كليومترات من موقع الانفجار في وسط كابول والمحصنة بشكل كبير، صفارات الإنذار. ويأتي الانفجار وسط اجراءات أمنية مشددة في كابول بعد موجة تفجيرات أسفرت عن سقوط أكثر من 50 قتيلاً وإصابة المئات ما دفع بالرئيس الأفغاني أشرف غني إلى تحميل باكستان مسؤولية عدم ضبط مسلحي طالبان. وصعدت حركة طالبان هجومها الصيفي الذي اطلقته في أواخر أبريل.
مصر_مصر: الحكم بالسجن المؤبد على مرشد الاخوان المسلمين
وكالات: قضت محكمة جنايات بورسعيد، السبت بالسجن المؤبد على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة، محمد بديع في قضية اقتحام قسم شرطة العرب في بورسعيد في أغسطس 2013. وعاقبت المحكمة بالسجن المؤبد 18 متهما اخرين بينهم القياديون في الجماعة محمد البلتاجي وصفوت حجازي. كما قضت المحكمة بالسجن المشدد 10 أعوام على 28 متهما ، و بالبراءة على 68 متهما في القضية. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد غيابيا على 76 متهما اخرين. وتعود وقائع قضية إلى 16 أغسطس 2013، حيث كشفت التحقيقات عن قيام بديع والبلتاجي وحجازي بـ"تحريض أعضاء الجماعة (الاخوان)على اقتحام قسم شرطة العرب ببورسعيد، وقتل ضباطه وجنوده وسرقة الأسلحة الخاصة بالقسم وتهريب المحتجزين به"، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العديد من ضباط وأفراد القسم وذلك في أعقاب فض القوات الأمنية اعتصامين للإخوان في ميداني رابعة والنهضة بالقاهرة. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين مجموعة من الاتهامات، من بينها "التحريض على القتل والشروع فيه، وتأليف عصابة مسلحة هدفها الهجوم على ديوان قسم شرطة العرب وقتل كل من بداخله، وسرقة الأسلحة الأميرية، كما قاموا بتدبير تجمهر بغرض تعطيل تنفيذ القوانين والاعتداء على سلطات الدولة. يشار إلى أن بديع حكم عليه بالإعدام إلى جانب الرئيس السابق محمد مرسي، في قضية تتصل باقتحام سجون والهروب منها خلال انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
ليبيا_ليون: ليبيا لن تهزم داعش إلا باتحاد كل الفرقاء
ليبيا المستقبل - وكالات: صرح برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة لليبيا اليوم السبت بأن الاتفاق السياسي في ليبيا يسير باتجاه المرحلة الاخيرة. وقال ليون، عقب لقائه اليوم مع سامح شكري وزير الخارجية المصري بالقاهرة اليوم " اننا نسير الآن في اتجاه المرحلة الأخيرة لهذا الاتفاق، وهي الاميال الاخيرة والأكثر صعوبة ولكن هناك شعورا بالتفاؤل و بإمكانية تحقيق ذلك الاتفاق". وأضاف:"أنا لا اتحدث هنا عن برنامج زمني غامض بل نحن نريد تطبيق الاتفاق خلال الأيام القادمة وقد ذكرت منذ أسبوع انه يجب أن يكون الأسبوع الاول من سبتمبر هو الحد الزمني ثم نعمل في الأسبوعين التاليين على التصويت على المرشحين من المشاركين في الحوار بحيث يتم التوصل لاتفاق نهائي بحلول الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر. وأضاف انه بحث كل ذلك اليوم خاصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، متوقعا تقديم المشاركين المختلفين عددا من الاسماء المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية وفي نفس الوقت "فنحن ننتهى من التفاوض حول النقاط الاخيرة من الاتفاق" .
وأضاف انه سيلتقي أيضا مع عدد من أعضاء من مجلس النواب خلال الأيام القادمة وعدد من الاطياف الليبية لمحاولة الشرح، مؤكدا أن ذلك الاتفاق هو البديل الوحيد امام ليبيا اليوم "وأعلم انه ليس الحل الممتاز لكل طرف و لكني أمل أن يكون الحل المعقول للجميع ". وردا على سؤال حول الحوار السياسي قال ليون "لدينا الحوار السياسي بين عدد من المجموعات السياسية وأيضا لدينا مباحثات بين أطياف أخرى مثل الجيش الليبي والمليشيات المختلفة وكلهم يجب ان يكونوا جزءا من الحل ونريد التأكيد انه لا يوجد حل عسكري في ليبيا بل حل سياسي يجب ان يشاركوا فيه ". ولفت إلى أن "الاوضاع في سرت صعبة وداعش عدو لجميع الليبيين من كل الاطراف وبالتأكيد فان الاتحاد في ليبيا هو أقوى سلاح ضد داعش". وردا على سؤال حول فرص تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قال ليون إن هناك أطرافا مختلفة في ليبيا ولكن تم التوصل لاتفاق بين أطراف مختلفة وهناك دعم دولي لتلك التحركات وهناك جدول زمني في سبتمبر لتشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن الاوضاع صعبة والحل السياسي هو الوحيد حاليا.
وحول اهمية الدور المصري قال ليون إن مصر لعبت دورا مهما جدا وتستمر في لعب دور مهم جدا في مساندة الحل السياسي والتي تتضمن كل الأطراف الرئيسية في ليبيا والحل السياسي هو البديل المعقول الوحيد". وأشار إلى امتنان الامم المتحدة للدعم المصري التي تعتبر لاعبا إقليميا ودوليا أساسيا في الملف الليبي. من جانبه أوضح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن زيارة "برناردينو ليون" إلى القاهرة تأتي في إطار اللقاءات التي يعقدها مع الأطراف الليبية المختلفة لتشجيعها على التوافق على مقترحات بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأنه حرص على إحاطة الوزير سامح شكري بآخر المستجدات في هذا الشأن، وأحدثها اللقاءات التي عقدها مع بعض أعضاء مجلس النواب الليبي في القاهرة اليوم وبالخطوات المستقبلية والإطار الزمني لتحركاته في هذا الشأن. وأضاف المتحدث أن شكري أكد للمبعوث الأممي على أهمية عدم إضاعة المزيد من الوقت لوضع اتفاق الصخيرات موضع التنفيذ، لاسيما في ظل تزايد المخاطر المحيطة بالأوضاع في ليبيا، وأنه تم الاتفاق على مواصلة التشاور بين المبعوث الأممي والجانب المصري خلال الأسابيع القادمة لمتابعة الجهود الخاصة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.
ليبيا_الشهيبي: تأجيل جولة الحوار في الصخيرات إلى الخميس
ليبيا المستقبل: قال عضو فريق المستقلين في الحوار السياسي الليبي توفيق الشهيبي في تصريحات إعلامية اليوم لقناة "ليبيا"، إن جولة الحوار السياسي الليبي المقبلة في مدينة الصخيرات المغربية تأجلت إلى يوم الخميس المقبل، دون أن تتضح بعد الأسباب التي دعت إلى التأجيل. وكان مقرر أن تعقد الجولة المقبلة من الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة في الصخيرات المغربية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في مدينة الصخيرات المغربية التي تشهد جولات الحوار.
ليبيا_'جارديان': ليبيا تحث الحلفاء العرب شن ضربات ضد داعش
وكالات: ناشدت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا الدول العربية الشقيقة شن ضربات جوية ضد أهداف تنظيم" داعش" الإرهابي. وقال وزير خارجية ليبيا محمد الدايري اليوم السبت في تصريحات حصرية لصحيفة "ذي جارديان" البريطانية إن بلاده لا تتوقع أن تتدخل بريطانيا أو غيرها من الدول الغربية عسكريا. وطالب الدايري مجددا بإمدادات من السلاح لمساعدة الحكومة الليبية التي تتخذ طبرق مقرا لها في معركتها ضد "الإرهابيين الهمجيين" الذين يقومون بصلب وقطع رأس الليبيين والمصريين مع استمرار معاناة ليبيا من "العنف الكارثي" بعد أربع سنوات من الإطاحة بنظام معمر القذافي - بحسب تعبيره-. وأضاف الدايري في مقابلة مع الصحيفة البريطانية أنه طلب من نظيره البريطاني فيليب هاموند الإسراع في تسليم ذخائر ومعدات للرؤية الليلية ، التي تم حظرها بموجب الحظر الحالي على توريد الأسلحة لبلاده الذي فرضته الأمم المتحدة ، غير أنه أوضح أنه لم يطلب من هاموند أن تشن بريطانيا ضربات جوية عندما التقيا في لندن أمس الجمعة، قائلا "أتفهم العقبات السياسية والقانونية" - وذلك في إشارة إلى رفض البرلمان البريطاني دعم الانتقام ضد الحكومة السورية بعد مقتل ألف و300 شخصا في هجمات الأسلحة الكيماوية في أغسطس 2013.
وأعرب الدايري عن أمله في أن توفر الدول العربية الضربات الجوية ، بقوة تدخل عربية خالصة يحتمل تشكيلها في اجتماع "جامعة الدول العربية" هذا الأسبوع في القاهرة. وقال الدايري إن المساعدات العسكرية ستساعد في تعزيز قدرات الجيش الليبي ولكنه اعترف بأن سلطات طبرق تتلقى بالفعل إمدادات رغم الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة. وقال "لا يخفى على أحد أننا حصلنا على بعض الإمدادات من السوق السوداء ولكننا بحاجة إلى المزيد". واستشهد الدايري ببعض ما ارتكبه تنظيم "داعش" من جرائم، قائلا: "كان هناك العديد من الأشخاص مقطوعي الرأس في بنغازي، وما حدث في سرت يفوق الخيال، حيث تم صلب الناس وإحراقهم، وقطعت رؤوس 12 ليبيا يوم 12 أغسطس الجاري". وأوضح: "لا نتوقع من الحكومات الغربية المشاركة في الضربات الجوية"، مضيفا " إذا تكررت حوادث مماثلة في المستقبل بمدينة سرت أو في أي مكان آخر، سنطالب الدول العربية الصديقة بشن ضربات جوية ضد تنظيم داعش الإرهابي". ونوهت الصحيفة بأن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أشار إلى إمكانية تنفيذ غارات جوية في العراق أو سوريا أو ليبيا بعد مقتل 30 سائحا بريطانيا في هجوم إرهابي استهدف منتجعا ساحليا في مدينة سوسة التونسية في يونيو الماضي، بيد أن أي عمل عسكري من هذا القبيل سيكون مثيرا للجدل في الداخل، ناهيك عن أن ليبيا باتت على شفا الانهيار بعد تدخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" لدعم المتمردين المناهضين للقذافي في عام 2011.
ليبيا_مساع لخفر سواحل إيطاليا لإنقاذ 3 آلاف مهاجر قبالة ليبيا
وكالات: قال خفر السواحل الإيطالي السبت إنه ينسق عملية لإنقاذ نحو ثلاثة آلاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا، إثر تلقيه نداءات استغاثة من 18 زورقا. ومنذ مطلع 2015 وصل إلى شواطئ إيطاليا حوالي 104 آلاف مهاجر من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا، بعد إنقاذهم في عرض البحر المتوسط. أعلن خفر السواحل الإيطالي اليوم السبت أنه ينسق عملية إنقاذ حوالي ثلاثة آلاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا بعد تلقيه نداءات استغاثة من 18 زورقا تواجه صعوبات. وتشارك في هذه العملية سبع سفن على الأقل لنقل المهاجرين من 14 زورقا مطاطيا وأربعة زوارق أخرى تنقل ما بين ألفين وثلاثة آلاف شخص. ووصل أكثر من 104 آلاف مهاجر من أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى مرافئ جنوب إيطاليا منذ بدء هذه السنة بعد إنقاذهم في المتوسط. ووصل حوالي 135 ألف أيضا إلى اليونان وأكثر من 2300 قضوا في عرض البحر بعد محاولتهم الوصول إلى أوروبا. وأعلنت شرطة "باليرمو" في صقلية السبت، أنها أوقفت ستة مصريين يشتبه في أنهم مهربو المهاجرين الذين عثر عليهم على متن سفينة مكتظة بالركاب جنحت في 19 آب/أغسطس.
ليبيا_شكري: يجب تنفيذ اتفاق الصخيرات دون إضاعة للوقت
ليبيا المستقبل - القاهرة: استقبل اليوم السبت، سامح شكري، وزير الخارجية، برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، حيث تطرق اللقاء إلى الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لدفع الحوار الوطني الليبي إلى الأمام، وجهود تشكيل حكومة الوفاق الوطنية وفقاً لاتفاق الصخيرات. وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن زيارة ليون إلى القاهرة تأتي في إطار اللقاءات التي يعقدها مع الأطراف الليبية المختلفة لتشجيعها على التوافق على مقترحات بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأنه حرص على إحاطة الوزير شكري بأخر المستجدات في هذا الشأن، وأخرها اللقاءات التي عقدها مع بعض أعضاء مجلس النواب الليبي في القاهرة، وبالخطوات المستقبلية والإطار الزمني لتحركاته في هذا الشأن.
وأضاف أبو زيد، في بيان صحفي اليوم، أن شكري أكد للمبعوث الأممي أهمية عدم إضاعة المزيد من الوقت لوضع اتفاق الصخيرات موضع التنفيذ، لاسيما في ظل تزايد المخاطر المحيطة بالأوضاع في ليبيا، وأنه تم الاتفاق على مواصلة التشاور بين المبعوث الأممي والجانب المصري خلال الأسابيع القادمة لمتابعة الجهود الخاصة بتشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. وسيطر تنظيم داعش على مدينة سرت الليبية بعدما قضى على أكثر 150 قتيلا بخلاف الآلاف المصابين، ما دعا الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إلى مناشدة الدول العربية للتوجيه ضربات جوية على معاقل داعش. جدير بالذكر أن مجلس جامعة الدول العربية وافق بعد الاجتماع الطارئ الذي عقده الأسبوع الماضي على طلب ليبيا، ودعا الدول العربية إلى وضع استراتيجية عسكرية لدعم ليبيا بالإضافة إلى السماح للدول الأعضاء مجتمعين أو فرادى على توجيه ضربات جوية لداعش ليبيا.
ليبيا_التدخل في ليبيا عربيا.. حل لأزمة داعش أم تعقيد للمشهد؟
علاء فاروق: "مصر تدعم حكومة ليبيا وتسعى لمساندتها في مجال الأمن وبناء القدرات ويجب أن نعمل بجهد وتكاتف على تفعيل التعاون العربي وخاصة اتفاقية الدفاع العربي المشترك لمجابهة التحديات التي تواجه الأمة العربية".. هذا ملخص بيان دولة مصر التي ألقاه مندوبها لدى الجامعة العربية في جلسة الثلاثاء الماضي والتي أثارت جدلا حيث اعتبرها البعض دعوة صريحة للتدخل في ليبيا وهو ما جاء بالفعل على لسان وزير الخارجية محمد الدايري والذي طالب بمساندة الدول العربية للقضاء على تنظيم داعش ومناصريهم في ليبيا. وفي تصريحات متتالية للدايري بعد جلسة الجامعة العربية الطارئة، دعا الوزير في حكومة الثني الدول العربية لشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم “داعش” في ليبيا، واستبعد قيام بريطانيا أو دول غربية أخرى بالتدخل عسكريًا داخل الدولة. وطالب الدايري، في تصريحات صحفية عقب لقائه بنظيره البريطاني فيليب هاموند نشرت اليوم السبت، بإمداد حكومته بالسلاح اللازم لمحاربة الإرهابيين، لافتا إلى أنه طالب فيليب هاموند خلال لقائه أمس في لندن بالإسراع في توصيل ذخيرة ومعدات رؤية ليلية إلى ليبيا. وتابع: سنطلب من دول صديقة شن ضربات جوية ضد التنظيم في حالة حدوث أحداث مماثلة لما شهدتها سرت في المستقبل”، وأعرب الدايري عن أمله أن تقوم الدول العربية بتقديم المساعدة العسكرية وشن ضربات جوية ضد التنظيم. ورغم أن البيان المصري-وهذا أهم البيانات حيث يعتقد أن مصر هي من ستقود التدخل حال حدوثه- لم يؤكد صراحة على التدخل عسكريا في ليبيا لكنه أيضا جاء غامضا في الكثير من مصطلحاته والتي تؤكد مجتمعة أنه سيدعم الحكومة المؤقتة في مجال المن والذي يقصد به السلاح ،رغم أن هناك حظر على استيراد الأسلحة، لكن الجيش الليبي قد حصل بالفعل على أسلحة من السوق السوداء وهو سرا كشف عنه وزير الخارجية الليبي نفسه.
غير متوقع
ويقول الكاتب الصحفي عاطف الاطرش: لا أتوقع حدوث تدخلا عربيا ولن يتعدى كونه مجرد حبر على ورق؛ مضيفا لـ"ليبيا المسستقبل": فحتى المجتمع الدولي لازال يتحفظ على أي استعمال للقوة ضد أي طرف يهدد السلم الأهلي في ليبيا إلى حين تشكيل حكومة التوافق الوطني؛ ولو جاء هذا القرار بعد تشكيل الحكومة لاختلف الأمر. في حين يرى الناشط الحقوقي عصام التاجوري أنه لايمكن وصفه بالتدخل من نواحي عدة ابرزها كون العمل العسكري المرتقب سيكون في صورة مشاركة و دعم للمؤسسة العسكرية النظامية الليبية المعترف بها دوليا بقيادة الفريق خليفة حفتر و جاء الامر بناءا على طلب رسمي من الحكومة الليبية. ويضيف خلال حديثه إلى "ليبيا المستقبل": وأي تأخير في التحرك في ظل استمرار حظر التسليح يصب لصالح المجموعة المتطرفة كونها الافضل تسليحا و تدريبا و هذا سيجعل الامن الاقليمي في خطر لتنامي نفوذ هذه الجماعات في بلد مترامي الاطراف و قليل الكثافة السكنية.
تساؤلات
ويتساءل الاعلامي أحمد السنوسي عن أهداف هذا التدخل وهل فعلا يريد أصحابه تحقيق السلام في ليبيا أم ان هناك نوايا خفية، ويتابع لـ"ليبيا المستقبل": حقيقة لم نتعود من العرب أن يعطوا لبعظهم أي شيء حسن، ولم تخرج تلك القومية إلا لتدوس على الدول العربية، وفي مسألة ليبيا وقرار التدخل من عدمه أقول يجب أن يكون القرار محدد الأهداف وليس تدخلاً عبثيا يزيد المشهد تعقيدا. أما سليمان العبيدي – لواء سابق بالجيش الليبي فيقول: كم أتمنى أن يتعقل أصحاب القرار فى ليبيا فى هذا الوطن، وشخصياً أنا ضد أن يتدخل وأسوأها التدخل العربى لجيوش غير منضبطة. في حين يرى شعبان الطيب – اعلامي أنه لوحدث حدث هذا التدخل سيزيد المشهد تعقيدا وسيبعتر الاوراق المبعثره اصلا وصرنا نرى جمعها في الحوار الليبي الليبي برعاية دولية وقطع شوط جيد رغم بعض الخلافات .. وما يحدث في اعتقادي ليس دعم للشعب الليبي بقدر ماهو دعم لطرف على حساب طرف اخر من اطراف الصراع. أما الناشطة في المجتمع المدني ميرفت المبروك فترى أن محاولة تفعيل قرار التدخل فى دولة أسباب تغلب مصلحة دون اخرى هو منحدر خطير لتفكيك اللحمة العربية بين الشعبين الشقيقين والتى ستؤدى الى منزلق ﻻ يحمد عقباه. ويستبعد الكاتب الصحفي عبدالله الكبير تفعيل القرار لأن الدول المفترض دعمها للعملية تغرق في مستنقع أكثر من حرب إقليمية، حسب وصفه، ويضيف الكبير لـ"ليبيا المستقبل": كما أن هذا القرار ليس في يد العرب بل في يد الدول العظمي فالجامعة فقط توفر غطاء للحروب الغربية في المنطقة العربية. ويتابع: وبخصوص سياسة مصر تجاه الوضع في ليبيا فإنها تصطدم بعقبات عدة أولها توجه المجتمع الدولي نحو دعم مبادرة الأمم المتحدة في ليبيا وثانيها موقف دول المغرب العربي الرافض لحرب جديدة في ليبيا.
روسيا_بوادر انفراجة في العلاقات السعودية الروسية لا تخلو من الحذر
وكالات: يثير التقارب السعودي الروسي عموما عددًا من الصعوبات المتعلقة بمدى تناسق مواقف الطرفين من الملفات الإقليمية المختلفة، حيث أنّ تطور العلاقات السعودية الروسية في هذه المرحلة التاريخية مرهون بدرجة كبيرة بالتوصل إلى حل للأزمة السورية، وحدوث توافقات حول موضوع النووي الإيراني. ولا شكّ أن تلك القضايا كانت وما زالت تمثل حجر عثرة يعيق حدوث تقدم واضح وملموس في العلاقات بين الدولتين. وليس ثمة شك على الإطلاق أنّ النشاط الدبلوماسي الأخير بين الدولتين، مردّه جُملة من الأسباب المهمّة، تأتي في مقدمتها حاجة المملكة العربية السعودية إلى حليف استراتيجي قوي، خاصة بعد تصاعد الحديث عن رغبة الولايات المتحدة الأميركية في الانسحاب من المنطقة، مع عدم جديتها في مكافحة الإرهاب، فضلاَ عن الحاجة المُلحّة لحلّ الأزمة السورية. وتتسم رؤية البلدين إلى الحل بالنسبة للأزمة السورية بتباينات عديدة من حيث الأساليب التي يجب توخيها وكذلك النتائج المنتظرة، كما يختلفان في العديد من النقاط الأساسية الأخرى، غير أنّ ذلك لا ينفي وجود ملامح جدية لتقارب ناشئ بينهما.
القضايا الخلافية وملامح التقارب
حدث توتر واضح في العلاقات السعودية الروسية خاصة في الفترة التي أعقبت اندلاع ثورات ما سمي بـ"الربيع العربي"، وقد تمخض عنه خلاف بين الطرفين حول بعض القضايا الإقليمية المهمة مثل الأزمتين السورية واليمنية والملف النووي الإيراني. وتختلف الرؤية السعودية عن الروسية في ما يتعلق بالأزمة السورية، أساسا حول طبيعة الحل، فانطلاقا من الرؤية السعودية القائلة بضرورة رحيل نظام بشار الأسد لكونه نظامًا دمويا مواليًا لطهران التي تهدد أمن المنطقة، تدعم الرياض الحل العسكري لحل الأزمة والإطاحة بالنظام، وقد أدت تلك الرؤية في بعض الأحيان إلى حدوث توتر شديد في العلاقات السعودية الأميركية، على خلفية تراجع واشنطن عن الحل العسكري، وهو ما تجلّى بوضوح في رفض المملكة للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن (2013-2014).وعلى الجانب الآخر تنطلق رؤية موسكو لحل الأزمة من الإبقاء على نظام الأسد مع الاعتماد عليه من خلال تحالف إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تنظيم داعش الإرهابي، مع دعم مهمة المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، بشأن تجميد القتال، ووضع إطار جدي للحوار بين السوريين دون تدخل دولي، والتأكيد على مسارات جنيف لحل الأزمة السورية. وقد أدى هذا الخلاف في الرؤى بين الدولتين إلى حدوث توتر شديد في العلاقات، نتيجة لاستخدام موسكو الفيتو لثلاث مرات متتالية في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار ضد نظام الأسد يؤدي إلى التمهيد للتدخل العسكري في دمشق والإطاحة بالنظام.
أمّا في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فقد توترت العلاقات بين الدولتين نتيجة للدعم الروسي المستمر لطهران، ليس فقط على المستوى الدبلوماسي بل على المستوى العسكري أيضًا، وذلك ردًا على الموقف السعودي من القضايا الإقليمية المختلفة وموقفها من أسعار النفط العالمية. وقد تجلى الدعم الروسي القوي لطهران في المحادثات التي جرت بشأن البرنامج النووي والتي أفضت إلى اتفاق بين طهران ومجموعة الخمس زائد واحد. كما كانت موسكو ترفض دومًا منطق العقوبات المفروضة على إيران والحل العسكري أيضًا، مما تعارض مع موقف السعودية، التي ترى أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا قويًا لدول الخليج ويؤجج النزاعات في المنطقة ويفتح الباب أمام سباق للتسلح غير مسبوق في المنطقة. الأزمة اليمنية، تعتبر كذلك إحدى النقاط الخلافية بين الطرفين، حيث أنّ استمرار التعاون الروسي الإيراني أيضًا في هذا الإطار، أثار حفيظة السعوديين، فعقب إعلان اندلاع عاصفة الحزم بقيادة الرياض لمواجهة التمرد الحوثي في اليمن، أعلنت موسكو عن رفض الحل العسكري، ووقفت ضد أي محاولة لصدور قرار من مجلس الأمن ضد الحوثيين من خلال استخدام الفيتو الروسي، حيث تؤكد روسيا دائمًا على التمسك بالحل السياسي والدبلوماسي، بدلًا من الحل العسكري، مما أثار حفيظة الرياض تجاه ذلك الموقف الروسي، والمساندة الروسية الدائمة لطهران في القضايا الإقليمية، حيث دعت روسيا لضرورة إشراك إيران في المباحثات والمفاوضات المختلفة لحل الأزمة اليمنية.
وعلى الرغم من القضايا الخلافية القوية في العلاقات السعودية الروسية، فإن ذلك لم يمنع من حدوث تقارب بين الدولتين، انبنى على فرضية مهمة في العلاقات الدولية أساسها ضرورة تقديم المصلحة القومية على الخلافات السياسية. وقد كان لهذا التقارب عدد من الأسباب والملامح، التي حولت دفة العلاقات بين الرياض وموسكو من أبرزها:
* الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، حيث أدركت السعودية أنّ موسكو أضحت تمتلك ثقلا قويا في الملفات الشائكة في المنطقة، كما أنها أضحت تعمل في ظل قيادتها الجديدة على العودة إلى الشرق الأوسط من أجل تحجيم النفوذ الأميركي. وقد تجلى هذا بوضوح في الأزمة السورية، حيث لم تفلح الجهود الأميركية المتكررة لحل الأزمة، مما أحدث فجوة في العلاقات بين واشنطن والرياض. وقد اتضح الثقل الروسي أيضًا في محادثات الملف النووي الإيراني. ومن هنا جاءت الخطوات الأخيرة للرياض من أجل التقارب مع موسكو. ويمكن ردّ هذا الأمر إلى النشاط الكبير أيضًا للدبلوماسية الروسية في المنطقة، والتقارب القوي المصري الروسي عقب وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم، حيث أيقنت السعودية أنّ الشرق الأوسط بات على حافة تغيير كبير في التحالفات القائمة، تحاول من خلاله موسكو أن يكون لها دور قوي في المنطقة لتعوض غيابها الطويل، وتتسم فيه السعودية بتوجه نوعي نحو تنويع خياراتها الدبلوماسية.
* عدم جدية الولايات المتحدة الأميركية في مكافحة الإرهاب، حيث لم يفلح التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن حتى الآن في كسر شوكة الإرهاب في المنطقة، فما زال تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على أماكن شاسعة في العراق وسوريا، بل لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد امتدت مشكلات الإرهاب إلى الداخل السعودي وإلى الكويت من خلال التفجيرات التي حدثت في الآونة الأخيرة. ونتيجة لذلك التعثر الكبير في مكافحة الإرهاب في المنطقة، فقد طرحت موسكو رؤيتها لمواجهة الإرهاب والتي تتضمن تشكيل تحالف موحد لمواجهة الإرهاب يضم الجيشين السوري والعراقي والمقاتلين الأكراد، وليس ثمة شك أنّ الرياض، رغم تحفظاتها، تدرك أهمية هذا التوجه خاصة بعد فشل الجهود السابقة في مكافحة الإرهاب وعدم جدية واشنطن في هذا الاتجاه.
* تنامي الحديث عن رغبة أميركا في الانسحاب من الشرق الأوسط، ففي الآونة الأخيرة ظهرت بعض الدراسات في الولايات المتحدة، التي تشير إلى رغبة واشنطن في الانسحاب من المنطقة والتوجه شرقًا حيث مصالحها الاقتصادية الحيوية. وفي هذا الصدد قدم الباحث الأميركي، ستيفن وولت، رؤية للخروج الأميركي من المنطقة نتيجة لتأزم أوضاعها وغياب الحليف الاستراتيجي لواشنطن، وقد تجلى ذلك البعد مع ظهور مبدأ جديد في سياسة أوباما يقوم على تخفيض الوجود في المنطقة والتوجه نحو آسيا.
* رغبة السعودية في دعم مصادر القوة العسكرية وتحديث منظومتها الدفاعية: حيث تسعى دول الخليج وعلى رأسها الرياض إلى دعم قدراتها العسكرية لمواجهة أي تهديد محتمل من جانب طهران خاصة بعد الاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة عليها. وفي هذا الإطار أشارت التقارير إلى توصل الرياض وموسكو لاتفاقية للتعاون العسكري، وتفعيل اللجنة العسكرية المشتركة بين الدولتين. وعلى الرغم من أن 80 بالمئة من تسليح الجيش السعودي يعد أميركيًا، فإن الرياض تريد التوجه إلى روسيا خاصة بعد نجاح التجربة المصرية في الحصول على أنظمة متطورة للدفاع الجوي من موسكو.
سيناريوهات محتملة
لدى الحديث عن مستقبل التقارب السعودي الروسي في ظل النقاط الخلافية وملامح التقارب الأخير، يمكن طرح ثلاثة سيناريوهات واضحة هي كالتالي:
* أولا حدوث انفراجة كبيرة في العلاقات، ومما يدعم هذا السيناريو التطور الكبير للعلاقات المصرية الروسية، والقدرة على تحقيق توافق في الرؤى بين موسكو والرياض حول القضايا الإقليمية المختلفة، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المصرية السعودية انتعاشًا كبيرًا عقب ثورة 30 يونيو، والدعم الواضح والكبير الذي تقدّمه الرياض للقاهرة.
*ثانيا استمرار العلاقات على حالها، وتراوحها بين فترات الشد والجذب، والعودة مرة أخرى إلى نقاط الخلاف الموجودة على الطاولة في منطقة الشرق الأوسط. وقد يحدث ذلك بسبب عدم القدرة على التوصل إلى حلول لأزمات المنطقة واستمرار التعارض في السياسات بين الرياض وموسكو حول الملف النووي الإيراني والأزمة السورية وكذلك الأزمة اليمنية.
*ثالثا توتر العلاقات وتأزمها بين الدولتين، ويرتبط هذا السيناريو بالموقف الروسي من المخططات الإيرانية في المنطقة، وغض الطرف الروسي عينه عن الانتهاكات الإيرانية لسيادة دول الخليج، بما فيها الدخول في مواجهات على سبيل المثال. وبالتالي سيقود هذا إلى تأزم كبير في العلاقات بين الرياض وموسكو، ويرتبط هذا أيضًا باستمرار الأزمة السورية وزيادة الأعمال الإرهابية داخل حدود المملكة العربية السعودية.
ليبيا_اتفاق الصخيرات في ليبيا: سقف مرتفع من التحديات لا ينفي إمكانية التنفيذ
العرب اللندنية: تشهد الساحة السياسية الليبية أزمات مُعقدة تصاعدت حدتها في الشهور الأخيرة، حيث دخلت البلاد في أتون حرب أهلية ضارية. ولذلك جاءت المفاوضات التي احتضنتها مدينة الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة، كمحاولة لإيجاد مخرج سياسي لهذه الأزمات. وقد انتهت هذه المفاوضات بتوقيع الأطراف الليبية، باستثناء المؤتمر الوطني العام المحسوب على الإخوان، بالأحرف الأولى يوم 11 يوليو 2015 على اتفاق الصخيرات. وينص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، واعتبار برلمان طبرق الهيئة التشريعية، وتأسيس مجلس أعلى للدولة يتكون من 120 عضوا؛ بحيث يتولى إبداء الرأي المُلزم بالأغلبية في مشروعات القوانين والقرارات ذات الصفة التشريعية التي تعتزم الحكومة إحالتها إلى مجلس النواب. لكن حالة الحرب المستعرة في ليبيا تنبئ بأنّ الكثير من العقبات مازالت تحول دون تطبيق ما نص عليه الاتفاق، وهو ما يوحي بدوره بمدى التعقيد الذي وصل إليه الملف الليبي.
عقبات في طريق التنفيذ
لا شكّ أن تعقد الصراع في ليبيا يؤثر على نجاح جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل إنجاز اتفاق الصخيرات الذي يُمثل إنجازا كبيرا، ولكنه يتضمن بعض جوانب الضعف التي تجعله هشا. ومن بين تلك الجوانب أنّ جهود ضمان التمثيل الفعَّال للأطراف المتصارعة والذي بدا أمرا مُلحا على وسطاء الأمم المتحدة، لم تفضي إلى إقناع المؤتمر الوطني الذي يسيطر على طرابلس بمعية ميليشيات فجر ليبيا بالإمضاء على الاتفاق. من ناحية أخرى، فإنّ ائتلاف فجر ليبيا بدوره بات يفتقر إلى القيادة الموحدة وكثرة الانشقاقات، بالإضافة إلى أنّ المدن الأمازيغية مثل منطقة جبال نفوسة، والتي ساهمت منذ البداية في دعمه بدأت مع حلول 2015 تنأى بنفسها عن الصراع. وهو ما أسفر عن بروز مجموعة أخرى (أغلبها من قادة فجر ليبيا)، تسمي نفسها بـ"جبهة الصمود"، وقامت بالتأثير على المؤتمر الوطني العام لعدم التوقيع على اتفاق الصخيرات. وعلى الرغم من ترحيب أغلبية الليبيين بالاتفاق، فإنّ عددا من الفاعلين السياسيين بدت لديهم مصلحة واضحة في إفشاله أو على الأقل منهم من أعلن أنه يشعر بعدم الرضاء عن تمثيله فيه.
ومن بين أبرز المعرقلين لتنفيذ الاتفاق والعاملين على إفشاله؛ عدد من السياسيين وقادة الميليشيات الذين كانوا بارزين في ائتلاف فجر ليبيا، والذين رفضوا الحديث باستمرار عن أي حل وسط، حيث أنهم يخشون ليس فقط التهميش السياسي، ولكن أيضاً المحاكمات المحتملة إذا تأسست حكومة وحدة وطنية بسبب الجرائم التي ارتكبوها في حقّ الليبيين. وإلى جانب هؤلاء، تلفت دراسة وولفرام لاشير إلى أنّ وجود جماعات أخرى غير راضية عن تمثيلها في المفاوضات، أغلبها من الأقليات كالأمازيغ والتبو، وكلاهما سبق له أن شكا مراراً من ضعف تمثيله. ويُضاف إلى هذين الطرفين، طرف ثالث يتمثل في المناطق ذات القدرات العسكرية المحدودة، والتي نأت بنفسها عن الصراعات التي شهدتها البلاد العام الماضي. وأخيراً، فإن المجموعة المعارضة الأكثر وضوحاً، والتي تعارض أي اتفاق بين القوى السياسية الليبية، هي تنظيم داعش الذي يسعى إلى التوسع في مناطق كثيرة بالبلاد.
وتشير دراسة لاشير إلى أنّ تطبيق اتفاق الصخيرات عملية صعبة، وستواجه الكثير من التحديات؛ فبالإضافة إلى الأطراف التي لها مصلحة في إفشاله، يعتبر التحدي الأكثر إلحاحا هو ذلك الخاص باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لإعادة الأمن في العاصمة الليبية وجميع أنحاء البلاد؛ فهذه الإجراءات ستؤدي إلى الانتقال من احتكار الميليشيات للقوة المسلحة إلى إنشاء قوة متكاملة ومحايدة في طرابلس تكون نواة لجيش نظامي يتوسع تدريجيا. ومع ذلك، فإن أحد أوجه القصور في الاتفاق هو أنه لم يحدد بشكل دقيق ما المقصود بمصطلحات مثل “وقف إطلاق النار"و"الإجراءات الأمنية”. وحتى إذا استطاعت حكومة الوفاق الوطني التخلص من بعض التحديات السياسية التي تواجهها كالجماعات المسلحة والصراع على السلطة، فإن الاقتصاد سيُمثل بالنسبة لها تحديا إضافيا، حيث انخفض إنتاج النفط بسبب الصراع الدائر بالبلاد، ومن المتوقع في ضوء انخفاض أسعار النفط العالمية أن تواجه الحكومة خطر الإفلاس بحلول عام 2016. كما تحتاج الحكومة من أجل زيادة إنتاجها من النفط، أن تقوم ببسط سيطرتها على حقول النفط التي تقع محطات تصديرها بيد الجماعات المسلحة. ولهذا تؤكد الدراسة أن حكومة الوفاق لا تواجه فقط خطر محاكاة الحكومات السابقة في فشلها في إعادة الاستثمار العام، ولكن تواجه أيضاً احتمال قيام أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية أشد خطرا ووطأة إذا اضطرت لتخفيض الرواتب والإعانات.
الدعم الدولي مطلوب
في ضوء التحديات والعقبات المشار إليها، تطرح الدراسة تساؤلا عما إذا كان الدعم الدولي قادرا على إنقاذ اتفاق الصخيرات في حالة الفشل. وتؤكد في هذا الصدد أن الحكومات الغربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لديها الرغبة في القيام بدور كبير لدعم تنفيذه، حيث أدركوا خطأ النهج المتحفظ الذي تبنوه بعد حرب 2011. لكن وعلى الرغم من الحاجة المُلحة في هذا الوقت إلى الدور الخارجي كضمان لتنفيذ الاتفاق والتحكيم بين أطرافه خاصة في الجانب العسكري المتعلق بحفظ السلام، فإن الأطراف الخارجية يجب أن تعي أن ذلك الدعم يُلقي عليها مسؤولية كبرى، كما ستكون قواتها عُرضة للميليشيات والجماعات المتطرفة، ما يتطلب ألا تكون فقط مجرد قوات حفظ سلام عادية، ولكن مجهزة للمشاركة في أي قتال عنيف. وتشير الدراسة إلى تحدّ إضافي له صلة بتقديم الدعم الدولي في ليبيا، ويتمثل في تحديد البلدان المساهمة في هذا الدعم، فبينما يُنظر إلى مشاركة الدول الأوروبية على أن لديها مشروعا استعماريا جديدا تسعى إلى تحقيقه، فإنه يُنظر كذلك إلى بلدان في المنطقة على أنها لا يجب أن تتدخل في الصراع الليبي، وهو ما يعقد هذه المسألة أكثر.
وبناء عليه تتضح محدودية قدرة الفاعلين الخارجيين على فرض الإجراءات الأمنية بالبلاد، ومن ثم يصبح عبء هذه الإجراءات مُنصباً على توازن القوى بين الأطراف الليبية ذاتها. وهذا يستلزم تشكيل قوات بقيادة شخصيات عسكرية تحترمها جميع الأطراف، تعتمد على التكامل بين القوات التي كانت تتحارب من قبل. وتحظى المساعدات الخارجية في مجال الأمن بأهمية قصوى من أجل تنفيذ الاتفاق، لكنها تُواجه قيوداً شديدة متعلقة بتجنب إلحاق الضرر بالاتفاق الهش بالأساس. فالحكومات الأوروبية حريصة على الحفاظ على التزامها السياسي للوصول لاتفاق نهائي ودعم تنفيذه بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وهذا يتطلب التنسيق المُستمر مع الأطراف الموقعة على الاتفاق، وأيضاً مع العناصر التي تسعى إلى إفشاله، كما أنّ على عاتقها التزام آخر يتمثل في بذل الجهود الدبلوماسية المستمرة لمنع الأطراف الإقليمية المتنافسة من إفساده، بالإضافة إلى التزام لا يقل أهمية عن سابقيه يتمثل في بناء الثقة بين الأطراف الليبية المتصارعة عن طريق تهدئة الخصومات فيما بينها، خصوصاً. وتشير الدراسة إلى أنّ العقوبات الموجهة كحظر السفر وتجميد الأموال، تعد من بين الأدوات القليلة المتاحة للفاعلين الدوليين لضمان تحقيق هذه الالتزامات.
وتخلص دراسة وولفرام لاشير إلى أنّه وفي حالة فشل الاتفاق سوف تنزلق ليبيا إلى الفوضى أو حرب أخرى، حيث لا توجد خطة بديلة في هذه الحالة. كما أن أي عملية عسكرية دولية ستتم لدعم حكومة الوفاق للفصل بين الأطراف المتحاربة، من الممكن أن تفشل بالنظر إلى تعدد الجهات المتصارعة وردود الفعل السلبية من وجود قوات أجنبية بالبلاد. ويعني ذلك أن تركيز الفاعلين الدوليين يجب أن ينصب على "استراتيجية الاحتواء"؛ بمعنى زيادة الجهود الدولية لفرض حظر على الأسلحة، وردع القوى الإقليمية التي تسعى إلى تأجيج الصراع.ويرى لاشير أن الضغط على الحكومات الغربية والإقليمية للتعامل مع التهديدات الموجودة في ليبيا مثل وجود الجهاديين، من شأنه أن يزيد من احتمال تدخلها في الصراع، الأمر الذي يُرجح شن عمليات عسكرية مؤقتة تقوم بها الأطراف الخارجية، ما يُضعف بدوره من فرص تسوية النزاع سياسيا. لذا، ينتهي إلى أن هذه النظرة القاتمة للأوضاع الليبية الحالية تدفع إلى البحث عن أفضل السبل المُمكنة لدعم تطبيق اتفاق الصخيرات أولا وقبل كل شيء.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)