أرشيفية لمسلحين في ليبيا
الخميس
02 مايو, 2013 -
10:13
بتوقیت أبوظبي
نوشين الكيلاني- أبوظبي - سكاي نيوز عربية
أعادت الأحداث الأمنية التي تشهدها ليبيا في
الآونة الأخيرة إلى الواجهة من جديد الحديث عن سطوة الجماعات المسلحة في
حقبة ما بعد القذافي، ومدى قدرة السلطة الناشئة في طرابلس على الإمساك
بمقاليد الأمور.
فحصار المسلحين مباني سيادية
كوزارات الداخلية والخارجية والمجلس الوطني بل واقتحامهم بعضها أحيانا كما
حدث مع وزارة العدل عندما اقتحمها مسلحون وأجبروا الوزير صلاح المرغني على
مغادرتها يؤشر لمنحنى جديد في علاقة التشكيلات المسلحة وبخاصة ذات الخلفية
الإسلامية بصياغة المشهد الجديد بعد الانتفاضة الدامية التي أطاحت بحكم
العقيد الراحل بمساعدة دولية قوية.
يقول المحلل السياسي بشير السويحلي لـ"سكاي نيوز عربية" إن تلك الجماعات
"قامت بتوطيد علاقاتها بأطراف أخرى خارج ليبيا إبان عهد القذافي".
وأضاف السويحلي: "بعد انهيار النظام استغلت الجماعات المسلحة الحالة غير
المستقرة للبلاد التي تمر بمرحلة انتقالية، ونظمت صفوفها في الداخل، في
غمرة حديث متزايد عن تهريب سلاح لدول مجاورة".
وتنقسم الجماعات المسلحة في ليبيا أو ما يسمى بالكتائب إلى كتائب
"جهوية" تلك التي تتبع مدينة أو قبيلة ما، وهناك الكتائب "الفكرية" التي
يجمعها فكر أو عقيدة ككتيبة أنصار الشريعة، وما تبقى من كتائب فهي تعود
لأشخاص لهم نفوذ تهدف للتأثير على القرار السياسي وصنّاعه.
خريطة الجماعات المسلحة
وتتمركز هذه الجماعات في المنطقة الشرقية والغربية من ليبيا، ومجموعة
أخرى في الجنوب، وتنتشر في مدينة درنة إحدى أكثر الجماعات تشددا وهي كتيبة
"عقبة بن نافع"، بالإضافة إلى كتيبة "أنصار الشريعة" والتي لها وجود أيضا
في بنغازي وتقدر أعداد أفرادها بالمئات.
وشارك أنصار الشريعة في الثورة كأفراد ثم انتظموا في جماعة بعد انتهاء
الثورة، وكان معظم قادتها سجناء في سجن بوسليم لسنوات طويلة في عهد
القذافي.
ويرفض هؤلاء العملية الديمقراطية والانتخابات برمتها ولا
يؤمنون بها، ولا يعترفون بالدولة والحكومة الحالية، ويدعون إلى إقامة "دولة
إسلامية" وفق رؤيتهم.
ومن أبرز مواقفهم وأنشطتهم أنهم حصلوا خلال الثورة على كم كبير مما
يسمونه "الغنائم" من أسلحة وسيارات وأموال وغيرها تركتها ميليشيات القذافي
المندحرة، وبعد سقوط القذافي قاموا بتجنيد عدد من الشباب حديثي السن غير
المتعلمين.
ومن المواقف التي تحسب لهم تأمين مستشفى الجلاء في بنغازي في
ظل الانفلات الأمني بعد الثورة، ولكن أصابع الاتهام تشير إلى تورطهم في
الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي خلال احتجاجات ضد الفيلم
"المسيء"، وهو ما ينفونه بشكل قاطع.
من جهة أخرى، يشعرأهالي درنة وبنغازي بالامتنان لأفراد هذه الكتائب إذ أنهم يقومون بحفظ الأمن وتنظيف المدينة والتبرع بالدم.
وبالنسبة لجنوب ليبيا، يقول الناشط السياسي منير المهندس إن "بعض
الكتائب وبعلم من الحكومة الليبية الانتقالية أقامت معسكرات تدريبية في
الجنوب ومن جنسيات مختلفة كالتونسية والجزائرية والليبية أيضا ".
وأوضح المهندس أن "هؤلاء يتدربون لدعم المقاتلين في سوريا" ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
أما عن أهداف الجماعات يقول المهندس: "الكتائب التابعة لجماعة الإخوان
المسلمين تنبذ العنف وتتبنى العمل السلمي للوصول إلى الحكم وتسعى لتفعيل
مبدأ الإسلام السياسي ونشر تعاليم الشريعة، أما السلفيون فهم جماعة جهادية
تتبنى العنف لكن أعمالها محدودة جدا في البلاد".
علاقة الجماعات المسلحة بالقاعدة
وعن ارتباط هذه الجماعات الناشطة في الداخل الليبي بتنظيم القاعدة، قال
بشير السويحلي إنه: "لا توجد تقارير تثبت ارتباط أي جهة بالقاعدة".
وأوضح السويحلي: "كانت هناك ما تسمى بـ (الجماعة الإسلامية المقاتلة)
التي حاربت في أفغانستان وبعد رجوعها إلى ليبيا لم ينقطع اتصالها بالقاعدة
هناك، وواجهوا نظام القذافي في التسعينات مواجهة مسلحة، بعمليات فردية، ضد
بعض المقار الأمنية". وأضاف: "بعد الثورة شاركوا في الانتخابات ودخلوا
العملية الديمقراطية، ومارسوا العمل السياسي كأفراد ولم يعد لديهم ارتباط
بالقاعدة".
التفجيرات
وعن التفجيرات التي استهدفت القنصلية الأميركية في بنغازي والتي راح
ضحيتها السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز في 11 سبتمبر 2012 والسفارة
الفرنسية في طرابلس الشهر الماضي، أكد السويحلي أنه "لا وجود لبيانات
اعترافية من قبل الجماعات والكتائب المسلحة في ليبيا لتبني التفجيرات".
وأوضح أن "الهجوم الأخير على السفارة الفرنسية نفذ بعد تخطيط مسبق
وحرفية عالية، والعبوات التي انفجرت لم تكن بدائية، ما يدل على أنه لا
علاقة لهذه الجماعات بعمليات التفجير والقتل".
وأشار السويحلي إلى أن هذه العمليات "تحدث على أيدي خارجية مرتبطة بدولة
ما، ولا تفصح الحكومة الليبية عن هذه الجهات لحماية العلاقة مع دول
الجوار، خاصة في المرحلةالانتقالية الحرجة التي تمر بها ليبيا الآن".