جماعات مدججة بالاسلحة تطوق وزارة العدل وتطالبها بإقرار قانون عزل مسؤولي القذافي فورا ومنعهم من أية مناصب.
اتجاه للأحداث مثير للقلق |
طوّقت جماعات مسلحة تستقل شاحنات صغيرة مزودة بمدافع مضادة
للطائرات وقاذفات للصواريخ وزارة العدل الليبية الثلاثاء للضغط على الحكومة
لتنفيذ مطالب بمنع المسؤولين السابقين في نظام القذافي من تولي مناصب
حكومية كبيرة. وازدادت حدة التوتر بين الحكومة
والميليشيات المسلحة منذ بدأت السلطات حملة لطرد المسلحين من معاقلهم في
العاصمة طرابلس لمعالجة الانفلات الأمني الذي يهدد التحول الديمقراطي في
ليبيا منذ رحيل القذافي. وطوق أفراد الميليشيات وزارة
الخارجية يوم الاحد واستهدفوا مبان حكومية أخرى للضغط من أجل إقرار مشروع
قانون يحظر تولي المسؤولين في عهد القذافي مناصب رفيعة في الإدارة الجديدة.
ودفعت الاضطرابات المؤتمر الوطني العام (البرلمان) إلى تأجيل جلسته التي
كان من المقرر عقدها الثلاثاء إلى يوم الاحد. وقال متحدث إن هذا سيتيح
للمؤتمر وقتا لدراسة التشريع الذي يطالب المحتجون بإقراره.
وقال دبلوماسي غربي في طرابلس "هذه بالتأكيد محاولة لفرض جدول أعمالهم على
العملية السياسية.. هذا ليس بغريب فقد رأينا ذلك من قبل ولكن بالتأكيد هو
اتجاه مثير للقلق."
وطوق مسلحون وزارة العدل وسدوا الشوارع أمام المبنى بنحو 20 شاحنة صغيرة بينها شاحنة محملة بصواريخ غراد تمركزت عند البوابات. وقال احد المسلحين إن الوزير وموظفيه غادروا المبنى في وقت لاحق بناء على إصرار الجماعة المسلحة.
وإذا جرت الموافقة على القانون الذي تطالب به الجماعات المسلحة
التي لعبت دورا محوريا في الثورة على القذافي فقد يتم استبعاد عدد من
الوزراء بالإضافة إلى رئيس المؤتمر الوطني ورئيس الوزراء علي زيدان نفسه.
وتعطل سن مثل هذا القانون بسبب خلافات داخل البرلمان ويشعر كثير من
الليبيين بالغضب إزاء فشل المجلس في التوصل لاتفاق.
وتجمع نحو مئة شخص في ساحة الشهداء بالعاصمة اليوم للإعراب عن
تأييدهم للقانون وهم يقولون إن "دم الشهداء" لن يضيع هباء في اشارة إلى من
قتلوا خلال الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي. وقال المتظاهرون الذين يطالبون
بالموافقة على القانون إن الحكومة ستسقط إذا لم تنفذ مطالبهم. وقال فيصل الأقصى "إذا لم تمرر (الحكومة) قانون العزل السياسي سنحتج هنا ونطيح بالحكومة." وحمل المتظاهرون نعوشا خشبية ملفوفة بالأعلام وصور من لقوا حتفهم في ثورة 2011 للتذكير بالثمن الذي دفعه اناس من ارواحهم. وقال خالد شريف احد المشاركين في حمل النعوش "هذه الحكومة مخيبة للآمال لأنها لم تفعل شيئا لطرد شخوص النظام السابق." وجرى الاعداد لمظاهرة منافسة لدعم الحكومة بعد ظهر اليوم لكن لم يتضح إذا ما كانت ستمضي قدما ام لا.
وزاد تصاعد الاحتجاجات المسلحة هذا الاسبوع من المخاوف الأمنية في
طرابلس ودفع السفارة الألمانية إلى تعليق بعض أنشطتها. كما حاول محتجون
اقتحام وزارة الداخلية دون جدوى. وقالت بعثة الدعم
التابعة للأمم المتحدة في ليبيا انها تراقب حصار مؤسسات الدولة وحثت
الليبيين على حل خلافاتهم عبر الحوار والالتزام بمبادئ الديمقراطية وحكم
القانون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق