ايلاف _
وجهت كل من فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بياناً مشتركاً تعرب عن دعمها لانتقال ليبيا نحو الديموقراطية.
أصدرت كل من فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بياناً مشتركاً تعرب عن دعمها لانتقال ليبيا نحو الديموقراطية، والبيان الغربي المشترك يتزامن مع نشر الجيش الليبي لقواته في مدينة بنغازي في شرقي البلاد لاستعادة الأمن فيها حيث تدهور الأمن في شكل كامل خلال الأشهر القليلة الماضية.
وتخشى القوى الغربية من أن تمتد القلاقل في بنغازي إلى العاصمة طرابلس التي شهدت أسوأ قتال بين الميليشيات هذا الأسبوع.
وقالت الدول الغربية الأربع إنه من منطلق قلقها من عدم الاستقرار في ليبيا، والتهديد الذي يشكله ذلك على الانتقال نحو الديموقراطية بنجاح، تؤكد حكومات فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مجددا دعمها للشعب الليبي في جهوده من أجل تعزيز الديموقراطية.
وأكدت "إننا نعاود تأكيد دعمنا للمؤسسات السياسية المنتخبة ونهيب بالليبيين رفض أي استعمال للقوة ضدها". وقد نشر نص البيان على موقع وزارة الخارجية البريطانية الالكتروني.
وقالت: نحن ندرك أن تبني دستور في ليبيا سيكون مدخلا أساسيا لتوفير إطار لمستقبل آمن ومزدهر لليبيا ويشجع بدءاً سريعاً للعملية الدستورية.
حوار وطني
وأعربت الدول الغربية الأربع عن اعتقادها بأن "حوارا وطنيا واحدا يشمل الجميع، يتم التحضير له بصورة مستقلة، يمكن أن يشكل مساهمة إيجابية هامة جدا لتأمين انتقال نحو الديموقراطية ويساهم في ضمان أخذ كل الآراء بالحسبان وبالشكل المناسب. ونحن نحيي الجهود الإيجابية الجارية حاليا في هذا الصدد".
وفي ختام بيانها، دعت الدول الغربية "الليبيين كافة إلى نبذ اختلافاتهم الفردية وطرحها جانبا، والعمل معاً من أجل المصلحة العامة والمساهمة في تعزيز المؤسسات الديموقراطية، واضعين نصب أعينهم التحقيق الكامل لتطلعات الثورة، وبالتالي تكريم شهدائها وتضحياتهم".
الجيش ينتشر في بنغازي
وإلى ذلك، نشر الجيش الليبي قواته في مدينة بنغازي بشرق البلاد يوم الجمعة في استعراض للقوة يهدف إلى استعادة الأمن في المدينة التي تعاني من تفجيرات واغتيالات شبه يومية.
وتدهور الوضع الأمني في المدينة الساحلية التي تمثل جزءا مهما من البنية التحتية النفطية في ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية حيث تجوبها الميليشيات والإسلاميين المتشددين بحرية كاملة مما يبرز الفوضى التي عمت البلاد بعد عامين من سقوط معمر القذافي.
وأغلقت معظم الدول قنصلياتها في بنغازي ثاني أكبر مدينة ليبية بعد سلسلة من الهجمات وتوقفت بعض شركات الطيران الأجنبية عن تسيير رحلات جوية هناك. وقتل السفير الأمريكي في سبتمبر أيلول 2012 خلال هجوم شنه إسلاميون على القنصلية.
ويشكل الاستقرار في المنطقة عاملا مهما لإمدادات النفط إذ يشكل إنتاج النصف الشرقي للبلاد نحو 60 بالمئة من إجمالي إنتاج النفط الليبي.
وقال شهود إن المئات من ناقلات الجند المدرعة وشاحنات الجيش المزودة بمدافع جابت المدينة القديمة قرب منطقة الكورنيش بعد صلاة الجمعة وسط تهليل من السكان الذين سئموا العنف.
ترحيب شعبي
وخرج نحو 500 شخص إلى الشوارع للترحيب بالجيش الذي اتهمه معارضوه بالتزام ثكناته إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة.
وكانت السلطات عززت المدينة بقوات خاصة في حزيران (يونيو) بعد مقتل نحو 40 شخصا في اشتباكات بين ميليشيات متناحرة ساعدت في الإطاحة بالقذافي ولكنها احتفظت بسلاحها بعد الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي.
وقال سادات البدري رئيس مجلس طرابلس المحلي لـ(رويترز) إن ثلاثة من رجال الميليشيات لقوا حتفهم في قتال شرس بين جماعات متناحرة استخدمت فيه مدافع مضادة للطائرات وقنابل مساء الخميس.
وأضاف أن السلطات ستتخذ إجراء حاسما لوقف القتال بين الميليشيات ولكن محللين تشككوا في ذلك في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة الضعيفة بقيادة رئيس الوزراء علي زيدان لبسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد التي تعج بالسلاح.
وتسببت احتجاجات وإضرابات للمطالبة بزيادة الأجور وحقوق سياسية في وقف معظم إنتاج النفط الليبي مما أدى إلى حرمان الحكومة من مصدر رئيسي للدخل.