ليبيا المستقبل _العربية نت: قتل 11 شخصاً في حادثة تحطم طائرة نقل عسكرية ليبية من نوع "انتونيوف 26" في ضواحي مدينة قرمبالية من ولاية نابل التونسية، بينهم 6 من طاقم الطائرة، و3 مرضى كانوا في طريقهم للعلاج، بينهم القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة، مفتاح الدوادي، وفق ما أكدت مصادر ليبية وتونسية متطابقة.
وسقطت الطائرة في حدود الساعة الواحدة والنصف من صباح الجمعة، بمنطقة نيانو في ضواحي مدينة قرمبالية من ولاية نابل، جنوب شرق العاصمة تونس، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد محمد الرحموني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية التونسية. ووفق الرحموني "فإن طاقم الطائرة كان قد أعلن في آخر اتصال له مع برج المراقبة بمطار تونس قرطاج الدولي عن اشتعال النيران بالمحرك. وقد تدخلت عناصر من الجيش التونسي لتطويق المكان وللمساعدة على البحث والتفتيش.
وحضر طاقم طبي من الصحة العسكرية وعناصر من الدفاع المدني، وتم إجلاء كل الجثث. وأكد العميد الرحموني أن البحث جارٍ حالياً للعثور على الصندوق الأسود للطائرة". ووفق معلومات نقلتها وسائل إعلام ليبية محلية، فإن الطائرة التي تم تجهيزها للإسعاف، وهي من نوع "انتينوف 26" أقلعت من مطار آمعيتيقة الدولي وعلى متنها 11 راكباً قد سقطت على الساعه 12:02 بتوقيت غرينيتش 2:02 بتوقيت ليبيا. وقد أوردت ذات المصادر قائمة الطاقم والركاب، هم :صلاح رشيد المسلاتي طيار، وليد خليفة سيفاو طيار، عمار صالح الجبالي ملاح، جمعة محمد أبورويص مهندس طيار، أحمد محمد الكندي مهندس طيار، مصباح محمد عقيل طبيب. أما ركاب الطائرة فهم: نور الدين علي الصيد، عبدالحكيم علي الصيد، وليد صالح الصيد، مفتاح مبروك عيسى الدوادي، الطاهر عبدالمولى الشريف.
من هو مفتاح الدوادي؟
انتمى الدوادي إلى الجماعة الليبية المقاتلة في أواخر ثمانينات القرن الماضي، وذلك في أجواء الحرب الأفغانية، والتي كان هدفها "العودة بالجهاد إلى ليبيا، وإسقاط نظام العقيد القذافي، وإقامة دولة إسلامية تتخذ من الشريعة الإسلامية دستوراً لها" على حد تعبيرهم، وتم تعيينه أميراً لها في أول الأمر، لتنتقل فيما بعد إلى عبدالحكيم بالحاج.
تنقل الدوادي خلال فترة التسعينات بين السودان والشرق الليبي إبان إعلان بداية العمل العسكري ضد نظام القذافي، والذي توقف في العام 1999 حين أعلنت الجماعة الليبية المقاتلة تجميد نشاطها المسلح، واستطاع أغلب قادتها العودة إلى أفغانستان بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة العام 1996 والتي خرج منها الدوادي في العام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ليتم اعتقاله فيما بعد وتسليمه للسلطات الليبية.
وفي العام 2006، بدأ الحوار بين الدولة وقيادات الجماعة المقاتلة في السجون برعاية مؤسسة القذافي للتنمية بقيادة نجل القذافي سيف الإسلام، وبوساطة الشيخ الإخواني الليبي علي الصلابي، والذي بلغ ذروته في العام 2009 حين أصدرت الجماعة مراجعات فقهية وفكرية لتجربتها المسلحة، وانتهت فيها إلى أن القذافي "ولي أمر شرعي لا يجوز الخروج عليه بالسلاح"، وكان الدوادي من بين القائمين على هذه المراجعات.
وفي 16 فبراير 2011، تم إطلاق سراحه من السجن لينخرط الدوادي في القتال ضد النظام مع بدايات العمل المسلح، وتحديداً في مدينة مصراتة التي ينحدر منها حتى سقوط النظام في أواخر أغسطس 2011، ثم شغل منصب وكيل وزارة رعاية الشهداء والجرحى والمفقودين في حكومة عبدالرحيم الكيب، التي تشكلت في نوفمبر 2011، ثم ترشح عن حزب الأمة الإسلامي لانتخابات المؤتمر الوطني الليبي التي أجريت في يوليو 2012.