اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم، الثلاثاء بكثير من الموضوعات المتعلقة بالشأن الليبي، من أهمها تأجيل القضاء الليبي البت في مشروعية انعقاد البرلمان بمدينة طبرق، وتحذير المبعوث الأممي من أن ليبيا قد تصبح مصدر تهديد لأوروبا، ومحاكمة أبو ختالة أمام القضاء الأميركي في قضية الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي، والنداء العاجل الذي وجهته اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان للأمم المتحدة.
تأجيل بتّ مشروعية انعقاد البرلمان
جريدة «الحياة» اللندنية أبرزت قرار الدائرة الدستورية في المحكمة العليا في ليبيا أمس، بتأجيل الحكم في طعن بشرعية انعقاد مجلس النواب في مدينة طبرق (شرق)، قدمه نواب مقاطعون جلساته وممثلون عن منظمات المجتمع الدولي، وقررت المحكمة تأجيل الجلسة إلى 5 نوفمبر المقبل.
واستندت الطعون إلى «مخالفة» مجلس النواب الجديد الإعلان الدستوري الموقت وتعديلاته، والتي لحظت أن يكون مقر المجلس في مدينة بنغازي، كما استندت إلى مخالفة المجلس إجراءات التسلم والتسليم المنصوص عليها دستوريًا، والتي تقتضي أن يتسلم البرلمان الجديد السلطة الشرعية من رئاسة المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية صلاحياته.
وتابع الليبيون باهتمام جلسات المحكمة باعتبار أن قرارها سيكون له تأثير حاسم على النزاع في البلاد، وكانت خيبت أمل مؤيدي البرلمان بقبولها الطعن أساسًا، فيما راهن خصوم البرلمان على صدور حكم ببطلان انعقاده في طبرق والحكم بعدم دستورية القرارات التي اتخذها لاحقًا وأهمها طلب التدخل الخارجي وتصنيف «فجر ليبيا» على أنها منظمة إرهابية ومساواتها بـ«أنصار الشريعة».
ورأى خبراء قانونيون أن حكم المحكمة العليا ببطلان انعقاد مجلس النواب وقراراته، يفسح في المجال أمام ملاحقة قانونية بحق رئيس المجلس عقيلة صالح ونواب متشددين قاموا بدور محوري في انعقاد الجلسات في طبرق.
الجيش نحو الكويفية والمتطرفون يحشدون
ونشرت «البيان» الإماراتية تقريرًا عن مواصلة قوات الجيش الليبي تقدمها في مدينة بنغازي شرق البلاد، ولا سيَّما تجاه منطقة الكويفية وسط اشتباكات عنيفة سقط خلالها قتلى، فيما أعلن المتطرفون حشد قواتهم لصد الهزيمة الكبيرة التي ألحقها بهم الجيش الوطني.
وأعلن الناطق باسم الجيش الوطني أحمد المسماري تقدم قوات الجيش الوطني إلى منطقة الكويفية في ضواحي بنغازي بعد سيطرتها على منطقة سيدي منصور، وأكد أن «شباب بنغازي يدعمون الجيش في معركته ضد التنظيمات الإرهابية»، مضيفًا أن معظم مناطق المدينة باتت تحت سيطرة الأهالي وقوات الجيش، باستثناء بعض الأحياء.
وكشف المسماري أنَّ المجموعات المتشددة عمدت بعد أن أدركت حتمية هزيمتها إلى اللجوء لـ «الحرب القذرة»، باستهداف بعض المواقع عبر هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة، ومن بين تلك العمليات، وفقًا للناطق باسم الجيش استهداف منزل قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي، في هجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا كون البيت كان خاليًا.
بالمقابل دعت غرفة عمليات «ثوار ليبيا» جميع القوات والكتائب المسلحة التابعة لها التواصل مع أمراء وحداتهم بصورة عاجلة لمواجهة من سمتهم بالتابعين لقوات حفتر، وذكرت أن «قوات درع ليبيا تدعو منتسبيها في المنطقة الشرقية، وجميع ثوار الكتائب المقاتلة للمرابطة ورفع درجة التأهب والتواصل مع أمراء وحداتهم بصورة عاجلة».
ليبيا قد تصبح مصدر تهديد لأوروبا
أما «الأيام البحرينية» فنقلت عن وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) تحذير مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، بيرناردينو ليون من أن الصراع المسلح الحالي في ليبيا قد يقود لوضع أمني متدهور في أوروبا، وأضاف ليون: «أوروبا بحاجة إلى ليبيا مستقرة وتنعم بالسلام».
من جانبها أكدت كاثرين آشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن الوضع في ليبيا «مثير للقلق جدًا» وقالت في ختام لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «ستكون الأسابيع المقبلة حاسمة».
أبو ختالة يدفع ببراءته أمام القضاء الأميركي
وفي «الشرق الأوسط» نتابع قضية أحمد أبو ختالة المتشدد الليبي المتهم بالمشاركة في هجوم في سبتمبر، 2012 على المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي، والذي دفع ببراءته أمس من 17 تهمة جديدة متصلة بالهجوم بعضها عقوبته الإعدام.
ومثل أبو ختالة أمام جلسة استماع قصيرة مرتديًا زي السجن الأخضر، ولم ينطق بكلمة وتولت المحامية العامة ميشيل بيترسون التي تدافع عنه مهمة الدفع بالبراءة نيابة عنه.
وذكرت وزارة العدل الأميركية أن الاتهامات الجديدة تعكس الدور الرئيس لأبو ختالة في الهجوم على المجمع الأميركي في بنغازي، وأضافت أنها «لن نتوانى عن ملاحقة جميع الذين ارتكبوا أعمالاً إرهابية شنيعة ضد الولايات المتحدة.
وقبض على أبو ختالة في ليبيا في يونيو الماضي بأيدي فريق من الجيش الأميركي ومكتب التحقيقات الاتحادي وتم نقله إلى الولايات المتحدة على متن سفينة تابعة للبحرية الأميركية لمواجهة الاتهامات في محكمة اتحادية بواشنطن اتهمته بالتآمر لدعم إرهابيين».
البرلمان الليبي يتحالف مع حفتر لفرض سلطته
أما «الرأي» الأردنية فنشرت تقريرًا عن تحالف البرلمان الليبي التحالف رسميًّا مع اللواء الليبي السابق خليفة حفتر في خضم صراع لفرض سلطته على أجزاء من البلاد التي يخشى كثير انزلاقها إلى الحرب الأهلية المعلنة.
وقال الناطق باسم البرلمان فرج الهاشم الأحد: إن عملية الكرامة يشارك فيها ضباط وجنود من الجيش الليبي، مشيرًا إلى أن عملية الكرامة هي عملية للجيش الليبي، وتتناقض هذه الخطوة مع دعوات البرلمان لجميع التشكيلات لإلقاء سلاحها للمساعدة على استعادة النظام في البلاد وإعادة بناء الدولة.
ويبدو أن القرار الرسمي بتبني حفتر ربما يفاقم الصراع بين البرلمان المتحالف مع حكومة عبدالله الثني المعترف بهما دوليًا والحكام الجدد للعاصمة طرابلس، ويتخذ البرلمان وحكومة الثني من طبرق مقرًا لهما منذ أن استولت كتائب مدينة مصراتة في غرب البلاد على مدينة طرابلس وأنشأت فيها برلمانًا وحكومة.
نداء عاجل للأمم المتحدة
ونقلت «الدستور» الأردنية نداء مقرر اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان أحمد عبدالحكيم حمزة للأمين العام للأمم المتحدة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتردي الوضع الإنساني الذي يواجهه النازحون في مناطق مختلفة من ليبيا نتيجة للمعارك التي تشهدها بعض المدن.
وقال حمزة في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن أعداد النازحين تتزايد بشكل مطرد، وإن الإحصاءات تشير إلى وجود نصف مليون مواطن ليبي هم من النازحين من مناطق الصراع المسلح في ورشفانة وككلة ومحيط مدينة طرابلس في قصر بن غشير وطرابلس.
ووصف حالة النازحين بـ«المأساة الكبرى»، وتابع قائلاً: إنه «يوجد عجز كبير في تقديم الخدمات، علاوة على عدم وجود أماكن إقامة لائقة، وإن هناك ضعفًا من قبل السلطات الليبية لتقديم المساعدات اللازمة».
نفير عام لمواجهة قوات «عملية الكرامة»
ونشرت «الأخبار» المصرية إعلان تشكيلات مسلحة متطرفة النفير العام لمواجهة قوات اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر، في حين تعرض منزل حفتر في مدينة بنغازي لهجوم بعبوات ناسفة، يأتي ذلك بينما تواصلت المعارك في المدينة.
ودعت غرفة عمليات «ثوار ليبيا» جميع القوات والكتائب التابعة لها إلي رفع درجة التأهب والتواصل بصورة عاجلة مع أمراء وحداتهم لمواجهة قوات حفتر التي أعلن رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني أنها أصبحت تعمل تحت قيادة الجيش لمواجهة التشكيلات المسلحة.
شباب بنغازي رأس حربة الجيش بـ«معركة التحرير»
نشرت «البيان» الإماراتية تقريرًا عن انخراط شباب بنغازي فيما سمته معركة التحرير، مضيفة أنه بعد خمسة أيام على بدء عملية الجيش الليبي الرامية إلى استعادة السيطرة على بنغازي، كشفت مجريات المعارك أن شباب المدينة يسهمون في طرد الميليشيات المتشددة عبر المشاركة في القتال و«تطهير المناطق».
وبات الشباب يلعبون في هذه المعركة دور «رأس الحربة» على حد قول النائب طارق الجروشي، الذي أكد في الوقت نفسه أن القوات الحكومية مدعومة من المتطوعين باتت تسيطر على 65% من بنغازي.
وكان الجيش الليبي أطلق في 14 أكتوبر الجاري عملية «تحرير المدينة» من التشكيلات التي صنفها البرلمان إرهابية، وذلك بالتوازي مع بدء حراك شعبي في بنغازي ضد الممارسات «الإرهابية» لهذه المجموعات.
وقال الجروشي حسب «سكاي نيوز عربية» الاثنين: إن قائد «عملية الكرامة»، اللواء خليفة حفتر أقدم بالتنسيق مع رئيس أركان الجيش، عبدالرازق الناظوري على تقسيم بنغازي إلى عدة «مربعات».
وأوضح أن تقسيم مناطق بنغازي يرمي إلى مساعدة «القوات الشرعية» في دحر المسلحين بالتنسيق مع أهالي المدينة؛ حيث يترأس كل مربع مندوب يتولى مهمة التواصل مع الجيش.