تعد منطقة شمال أفريقيا واحدة من أكبر مناطق تجمع الجهاديين الذين ينتقلون إلى سورية والعراق للانضمام لتنظيم «داعش».
وأعلنت كثير من الجماعات الجهادية ولاءها لتنظيم «داعش»، في وقت دعا فيه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الجهاديين إلى نبذ خلافاتهم ووقف الاقتتال في العراق وسورية.
وضعت مؤسسة «تومسون رويترز»، في تقرير لها، نُشر الأربعاء، قائمة بأبرز الجماعات المسلحة والحركات الجهادية في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل ومعظمها دول متاخمة لليبيا.
أولاً: «القاعدة» في المغرب الإسلامي
تُعد أكبر الجماعات المسلحة في المنطقة. ويعود تاريخها إلى الأزمة الجزائرية العام 1990 حينما حاول التنظيم إسقاط الحكومة وإقامة الخلافة الإسلامية. قائد الجماعة الحالي هو عبد المالك دروكدال. قامت الجماعة وحلفاؤها بالاشتراك في محاولة المسلحين السيطرة على شمال مالي قبل تدخل الجيش الفرنسي.
ويُعتقد أن دروكدال قائد التنظيم يختبئ في منطقة الجبال في شمال الجزائر. وتعمل الجماعة في مالي والنيجر وموريتانيا والجزائر، بالإضافة إلى تعاونها مع جماعات مسلحة أخرى في أفريقيا مثل «بوكو حرام» و«الشباب» بالصومال، وفقًا للتقرير.
ثانيًا: «جنود الخلافة» في الجزائر
هو تنظيم منشق حديثًا عن تنظيم القاعدة أعلن بيعته لتنظيم «داعش»، وخطف الأسبوع الماضي وقتل رهينة فرنسيًّا يدعى إيرفيه غورديل، وهو دليل سياحي في الخامسة والخمسين من العمر. ولا توجد معلومات كثيرة متوافرة عن قائد الجماعة عبد المالك غوري إلا أنه قائدٌ سابقٌ بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وقَاتَلَ في حرب أفغانستان.
وتابع التقرير أنَّ تنظم «جنود الخلافة» أعلن بيعته لتنظيم «داعش» وصرح بأنَّ تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي خرج عن نهجه ويسير في الطريق الخطأ.
ومن غير المعلوم قدرتهم العسكرية أو المعدات التي يملكونها، وفقًا للتقرير، وترجح بعض المصادر الأمنية أنَّ هذا التنظيم يضم عشرين مقاتل على الأقل من أكبر المقاتلين الذي شاركوا في حروب أفغانستان.
ثالثًا: «أنصار الدين»
هي جماعة تابعة لتنظيم القاعدة تعمل في شمال مالي. وكانت ضمن الجماعات المسلحة التي فرضت حصارها على شمال مالي مع الطوارق. قائد الجماعة هو إياد أغ غالي، قائدٌ سابقٌ بجماعة الطوارق.
تتخذ جماعة «أنصار الدين» من العَلَمِ الأسود شعارًا لها، وترجع شهرتها إلى إحكام سيطرتها على منطقة شمال مالي بعد انتشار أعمال النهب والسرقة، لكنهم لم يكسبوا ود المواطنين المحليين لرغبتهم في فرض قوانين مغلظة.
رابعًا: حركة «التوحيد والجهاد» في غرب أفريقيا
كانت من ضمن الجماعات المسلحة التي شاركت في حصار شمال مالي، ومتهمة بخطف وقتل صحفيين فرنسيين في مدينة كيدال بمالي العام 2013، وخطف عدد من الدبلوماسيين الجزائريين وقامت بالانضمام لقوات مختار بلمختار، المجاهد الجزائري.
خامسًا: «أنصار الشريعة» في تونس
يعرف قائدها باسم أبو إياد، وهو مقاتلٌ سابقٌ في حروب أفغانستان. ووفقًا للتقرير، تُعد هذه الجماعة من أول الجماعات المسلحة التي ظهرت في تونس بعد قيام الثورة العام 2011 إذ ظهرت في الأحياء الفقيرة في تونس وكان لها عدة أنشطة اجتماعية بين سكان هذه المناطق.
يقول التقرير إنَّ «أنصار الشريعة» تواجه اتهامات بنهب وسرقة السفارة الأميركية في تونس العام 2012 وقتل اثنين من رموز المعارضة التونسية، ومن ثم تم إعلانها جماعة غير قانونية، مما دفع أعضاءها للاختباء والاشتباك مع القوات الأمنية.
أعلن قائد الجماعة ولاءه لتنظيم القاعدة وشجع المجاهدين على التوجه إلى سورية والانضمام للحرب هناك. وقامت الولايات المتحدة بوضع اسم الجماعة على قائمة الجماعات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.
سادسًا: جماعة «عقبة بن نافع» التونسية
تتواجد هذه الجماعة في جبال شامبي الحدودية مع الجزائر، وهي عبارة عن عدد قليل من المقاتلين إذ هجرها العديد من المقاتلين الاجانب بعد تدخل الجيش الفرنسي في مالي، وفقل لما ذكره التقرير. وحاولت السلطات التونسية محاصرة منطقة الجبال للقضاء على الجماعة لكن دون جدوى.
وذكر التقرير أنَّ الجماعة قامت بنشر مقطع مصوَّر تهدد فيه بالقيام بهجمات قبيل الانتخابات التونسية، ولا توجد معلومات مؤكدة عن تحالف هذه الجماعة مع تنظيم «داعش».
سابعًا: «أنصار الشريعة» في ليبيا
تتهمهم واشنطن بالهجوم على المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي العام 2012 والذي راح فيه أربعة مواطنين أميركيين بينهم السفير الأميركي، فضلاً عن اتهامها بتنفيذ كثير من عمليات الاغتيالات لمدنيين ومسؤولين وعسكريين. واستطاعت «أنصار الشريعة» تثبيت مكانتها في ليبيا بين أقوى الجماعات المسلحة.
ووفقًا للتقرير، ترغب الجماعة في تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في ليبيا. وانضمت «أنصار الشريعة» إلى جماعات إسلامية أخرى لإخراج الجيش والقوات الحكومية خارج مدينة بنغازي.
وأدرجت جماعة «أنصار الشريعة» في مدينتي بنغازي ودرنة في ليبيا على قائمة الجماعات الإرهابية.
وأخيرًا: جماعة «أنصار بيت المقدس» في مصر
يوجد أعضاؤها في شبه جزيرة سيناء المصرية، وتواجه اتهامات بقتل مئات من الأفراد التابعين للقوات الأمنية منذ إطاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي. تَكوَّنت الجماعة بعد ثورة 2011، ونفَّذت عدة هجمات مثل محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري.
وضعت الولايات المتحدة جماعة «أنصار بيت المقدس» ضمن قائمة الجماعات الإرهابية لعلاقتها بتنظيم القاعدة، وقالت الحكومة المصرية إنَّ الجماعة لها علاقة بتنظيم «داعش».
وصرَّح قائد بالتنظيم لوكالة «رويترز» بأنَّ تنظيم «داعش» قام بتدريب مجاهدي بيت المقدس، وفقًا لما ذكره التقرير.
ووفقًا للتقرير، قامت الجماعة بإطلاق صواريخ مدينة إيلات الإسرائيلية واستهداف السياح المصريين والأجانب وذبح عدد من المواطنين في سيناء للاشتباه في كونهم جواسيس إسرائيليين.