قال شهود عيان إنَّ منطقة العجيلات شهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين الأهالي وقوات فجر ليبيا، بعد انسحاب الجيش الوطني منها، فيما أكدت مصادر عسكرية أنَّ الجيش يسعى للسيطرة على مدينة صبراته (70 كلم غرب طرابلس)، كما تسعى قوات الجيش للسيطرة على منفد رأس إجدير الحدودي، بعد تعرُّض المنطقة المحيطة بالمنفذ إلى قصف جوي.
بينما أكد الناطق باسم القوة الوطنية المتحركة التابعة لقوات فجر ليبيا صبحي جمعة لـ«بوابة الوسط» أنَّ العمليات العسكرية لقوات «فجر ليبيا» مستمرة ولن تتوقف.
وقال جمعة إنَّ عدة مواقع شهدت اشتباكات قوية خلال اليومين الماضيين، بعدة محاور أبرزها محور بئر الغنم والمحور الصحراوي جنوب مدينة صبراته، موضحًا أنَّه تم صدُّ قوات الجيش أثناء محاولتها التقدم باتجاه حوش الستين ومدينة الزاوية.
وأوضح جمعة أن الاشتباكات التي شهدها محور الطريق الصحراوي المؤدي إلى قاعدة الوطية الجوية (جنوب مدينة صبراته) نتج عنها سقوط قتيلين وهما عمر المدهوني القيادي الميداني في عملية فجر ليبيا بالمنطقة الغربية رئيس المجلس العسكري صبراته، وقتيل آخر من مدينة زوارة.
وأضاف قائلًا: «إنَّ قوات فجر ليبيا سجلت تقدُّمًا بمنطقة العسة، الواقعة جنوب معبر رأس إجدير على الحدود التونسية، التي كانت تسيطر عليها قوات الجيش»، موضحًا أنَّ ما حدث بمدينة العجيلات لم يكن اشتباكات مباشرة، وإنما هي تحركات لخلايا نائمة، خصوصًا بمنطقة الشبيكة التي تشهد دائمًا توترًا أمنيًّا، حتى قبل بدء العمليات العسكرية، والأوضاع بالعجيلات تعتبر مشكلة داخلية، وقوات «فجر ليبيا» تراقب الوضع من خارج الحدود الإدارية للمنطقة.
وتابع الناطق باسم «القوة الوطنية المتحركة» في حديثه لـ«بوابة الوسط» أنَّ المنطقة من مجمع مليتة الواقع بالحدود الإدارية لمدينة زوارة وحتى معبر رأس إجدير المقدَّرة بـ 82 كم مؤمَّنة تأمينًا ممتازًا، على حد قوله، وأنَّ حركة السير طبيعية في الطرقات، والطريق الساحلي تحت سيطرة قوات فجر ليبيا.
وردًا على سؤال «بوابة الوسط» بخصوص عملية الكرامة، أجاب جمعة أنَّها «تسعى لحرق ما يوجد في ليبيا، وهذا لن نجعله يستمر».
وقال: «إنَّ المنطقة الغربية اُستُهدفت بسبع غارات جوية طالت مواقع مدنية»، واصفًا عملية الكرامة بأنَّها «ليست على حق»، متهمًا دول السعودية والإمارات ومصر بأنَّها تساند عملية الكرامة.
وبخصوص حوار غدامس، ورفض «فجر ليبيا» الحوار، قال جمعة: «إنَّهم هم مَن بدأ العمليات العسكرية وهم من ينهيها، وأعتقد أنَّه لا يوجد أي ليبي ضد الحوار، ولكن لن يأتي الحوار والقصف على المدنيين مستمرٌ بمباركة مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق»، مضيفًا: «نحن مع الحوار إن كان هناك طرفٌ يريد أن يتحاور من أجل مصلحة ليبيا».
واستطرد جمعة قائلاً: «إذا أرادت الأمم المتحدة حوارًا حقيقيًّا، فعليها أنْ تلتزم قرار الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، لأنَّها هي السلطة القضائية ولها المرجعية بكافة الأراضي الليبية»، متهمًا المبعوث الدولي برناردينو ليون بأنَّه منحازٌ لعملية الكرامة ومجلس النواب وحكومة عبدالله الثني، و«نحن نرفض الجلوس مع هؤلاء، لا نتحاور مع مَن يريد دخول السعودية والإمارات ومصر ليبيا حتى وإن كانت الأمم المتحدة تريد عكس ذلك، وإن كانت الأمم المتحدة تريد إرجاع نظام ديكتاتوري فنحن ضدها لأنَّ ليبيا أصبحت دولة ديمقراطية».
وردًا على سؤال «بوابة الوسط» إن كان هناك موعٌد لانتهاء العمليات العسكرية، أجاب بأنَّه لا يستطيع أن يتهكن بانتهاء العمليات العسكرية بالجبهة الغربية، مؤكدًا أنَّ قوات «فجر ليبيا» صامدة لأنَّهم أصحاب قضية، بحسب قوله.
واتهم جمعة اللواء خليفة حفتر ومجلس النواب بجلب مرتزقة من دول الجوار، ونفى ما تردد عن استجلاب «فجر ليبيا» مقاتلين عربًا تابعين لتنظيمات متطرفة، واصفًا ذلك بـ«الإشاعات».
وأنهى جمعة حواره مع «بوابة الوسط»، قائلاً: «إنَّ الغرب الليبي آمنٌ، من مدينة سرت حتى الحدود الليبية- التونسية، وتتوافر فيه جميع الخدمات كالغاز والوقود والكهرباء».