قال مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني: «إن المفتِي لا يحتاج أن يدافع عن نفسه تهم الّذين يصطادون في الماء العكر»، مشيرًا إلى الذين يتهمون دار الإفتاء بدعم الإرهاب والقتل.
وأضاف الغرياني في مقال جديد له على موقعه الخاص «التناصح» نشر الاثنين أن لديه على الأقل عشرة مؤلفات مِن كتُبه، وعشرات المقالات من منشوراته، تعالج موضوع الغلو والتطرف والتشدد في الدين.
وأوضح أن هذه المنشورات إصدارها متواصل منذُ ما يقرب من ثلاثين عامًا، كلها تنبذ العنف والتشدد والتطرفِ والغلو في الدين.
وتابع المفتي في مقاله: «إنه لا يدافع عن أحد بعينه، ولكن هناك مؤشرًا لمعرفة المصلح من المفسد، هذا المؤشر هو المقارنة بين حالة الأمن الآن في بنغازي وفي طرابلس، وبين ما كانت عليه قبل شهرين أو ثلاثة؛ هذه المقارنة تكشفُ لكم مَن كان يقتلُ ويخطف ويفجر».
وأردف قائلاً: «لو كَشف التحقيقُ القضائي -الذي كنا ولا نزال على مدَى سنتين نطالب به الحكومة دون جدوى- لو كشف هذا التحقيق أنَّ مِن بين القتلة مَن يتبنَّى توجهًا إسلاميًّا، فإنّنا نُدينُه وننكر عليه، ونتبرَّأُ منه، كما ندين غيره ونتبرأ منه، ولا نبالي».
وشدد الغرياني في مقاله الذي يحمل عنوان (لا تصطادوا في الماء العكر، ولا تزايدوا على دار الإفتاء) على أنه «لا يمكن لمسلم علِم أصول الإسلام وعدلَه وحكمته في التشريع، وعموم دعوته للخلق، أن يقرّ قتل الأبرياء؛ لا باسم الإسلام، ولا باسم غيره؛ وأيًا كانت الجهة التي تتبناه؛ لأنه يسيء إلى الإسلام ومبادئه السمحة أكثر ممّا يسئُ إلى غيره، ممن يحاربونه باسم القوانين والمعاهدات الدولية».
وأعلن أنه ليس لديه إرهاب حلال وإرهاب حرام، مؤكدًا أن الإرهاب كله حرام، مطالبًا بالكف عن «تحريف الكلام».
ووجه حديثه لمن يقتل أو يقطع الرؤوس باسم الإسلام: «الإسلام بريء منك ومن أعمالك التي تغضب الله، وتغضب رسوله، وتغضب أهل الإسلام، وتغضب العقلاء من أهل الأرض قاطبة».
وطالب من سماهم بالذين «يصطادون في الماءِ العكر» من المسؤولين في الدولة أو من المقيمين في بلاد الغرب، والذين يُديرون نشاطًا سياسيًا، ومواقع وصفحات إلكترونية، واصفًا غياهم بالمستغلين التوتر الدولي، وموجة الخوف من الإرهاب في العالم قائلاً: «لا تزجّوا بالثوار الشرفاء ولا بالدعاة وأهل العلم من أبناء وطنِكم، بسبب خلافكم معهم، في بيانات أو بلاغات كيدية كاذبة؛ لملاحقتهم دوليًا».
واعتبر المفتي أن «النضالُ معَ المنافس لا يكون هكذا، إن كنتم تعدون أنفسكم من أهل النضال».
وتساءل مستنكرًا: «هل بعدَ أن أخفقتم في ميدانِ المنافسة الشريفة، القائمة على الحقائِقِ، ومُنِيتُم بالخيبة والخذلانِ، وانفضَّ الناسُ عنكم في الميدانِ، تلجَؤون إلى أساليب الوشاية والدسيسة والجوسَسة للأجنبي، وإلى البلاغات الكيدية الملفقة؛ لتنالُوا مِن خُصومِكم عن طريقِ المجتمع الدولي».
وختم مقالته بقوله: «عندَما يسطرُ التاريخُ حروفَه، سيصنّفُ هذا ضِمن الخزي والعارِ، والتآمر على أبناءِ الوطن، الذي يأنَفُ منه كلُّ شريف».