التقى رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة اليوم الأربعاء، حيث استعرض الجانبان سبل دعم العملية السياسية لوقف العنف وتحقيق الاستقرار في ليبيا، ودعم الحوار الوطني وصولا إلى الانطلاق في عملية إعادة بناء الدولة الليبية وكفالة الأمن والأمان لمواطنيها.
وفي السياق نفسه عقدت جلسة مباحثات مصرية ليبية برئاسة الثني ونظيره المصري المهندس إبراهيم محلب، بعد ظهر اليوم الأربعاء، بمقر مجلس الوزراء بالقاهرة، حيث تناولت المباحثات التعاون المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات.
وأطلع الثنى - خلال المباحثات التى حضرها وفدا البلدين - محلب على آخر تطورات الأوضاع على الساحة الليبية والجهود المبذولة لتحقيق الوفاق الوطنى هناك.
ونقل موقع "ارم" عن مصادر مرافقة للوفد الليبى بالقاهرة أن المحادثات مع الرئيس المصري أخذت مساراً واضحاً حول كيفية مواجهة الجماعات الجهادية المتشددة التي تدخل في حرب مع الجيش الوطني الليبي، والذي أصبح جناحاً عسكرياً للحكومة والبرلمان، "ما دام دوره هو مواجهة جماعة أنصار الشريعة".
وبحسب الموقع، عقدت اجتماعات على مستوى القيادات الأمنية والعسكرية خلال الساعات الأخيرة للتعرف على احتياجات ليبيا من مصر والدول المساندة للحكومة والبرلمان الجديد، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات.
على جانب آخر، صرح مصدر أمني مصري بأن القاهرة وضعت خبراتها وثقلها الأمني والعسكري أمام ليبيا، موضحاً أن أهم ما طلبته القاهرة من الجانب الليبي هو مساعدتها في إقامة جهاز مخابرات عامة وعسكرية ليبية على مستوى يستطيع مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية ولاسيما أن ليبيا هي أكبر ملعب لأجهزة مخابرات عالمية "تستبيح الداخل الليبي".
وأشار المصدر إلى أن الحكومة الليبية تفهم جيداً مقدار المخاطر التي تحركها أجهزة استخباراتية تدعم التيارات المتشددة التي تقف وراءها دول ؛ وأن الجانب الليبي تناول في المباحثات إمكانية إقامة مؤسسة عسكرية قوية في ليبيا بالاستفادة من خبرات الجيش المصري، في إطار عمل الحكومة في الفترة المقبلة على توحيد جميع الفرق العسكرية المواجهة للميليشيات الإسلامية تحت راية جيش واحد يتحرك باسم الدولة.
وبحسب الموقع ذاته، فإنه ورغم ما صرح به الثني بأن كل مَن يحارب هذه الجماعات يعمل تحت شعار الدولة ويحصل على دعمها، فيما خرج اللواء خليفة حفتر، ملقياً كلمته بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر، وتأكيده أن مصر لن تخذله، لكونه "أحد أبناء قواتها المسلحة"، وكل هذه الأمور توضح دور القاهرة خلال الفترة المقبلة على أرض الواقع في ليبيا.
وكان الثني يرفقه وفد ليبي قد وصل القاهرة أمس الثلاثاء، فى زيارة تستغرق عدة أيام.