ليبيا المستقبل _صحيفة إرم: نالت زيارة رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني إلى مصر اهتماماً خاصاً من القيادة السياسية في القاهرة، وتركزت على إقامة جيش ليبي موحد وأجهزة استخباراتية متطورة. وتوضح من خلال الوفد المرافق للمسؤول الليبي والمكون من قيادات عسكرية وأمنية، أن المحادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخذت مساراً واضحاً حول كيفية مواجهة الجماعات الجهادية المتشددة، التي تدخل في حرب مع الجيش الوطني الليبي، والذي أصبح جناحاً عسكرياً للحكومة والبرلمان، "ما دام دوره هو مواجهة جماعة أنصار الشريعة". ويقول مراقبون إن اللقاء الذي جمع بين السيسي والثني في بداية الزيارة، كان بمثابة وضع خطوط عريضة لمواجهة المخاطر التي تعصف بليبيا، وإمكانية إعادة صياغة الوضع الأمني في المدن المتحكمة في طرابلس وبنغازي.
وعلى إثر ذلك، تم عقد اجتماعات على مستوى القيادات الأمنية والعسكرية خلال الساعات الأخيرة للتعرف على احتياجات الدولة الليبية من مصر والدول المساندة للحكومة والبرلمان الجديد، مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. وفي هذا السياق، قال مصدر أمني مصري إن القاهرة وضعت خبراتها وثقلها الأمني والعسكري أمام ليبيا، موضحاً في تصريحات خاصة لشبكة إرم الإخبارية، أن أهم ما طُلب من الجانب الليبي هو مساعدة القاهرة في إقامة جهاز مخابرات عامة وعسكرية ليبية على مستوى يستطيع مواجهة المخاطر الداخلية والخارجية، ولاسيما أن ليبيا هي أكبر ملعب لأجهزة مخابرات عالمية "تستبيح الداخل الليبي". وأشار المصدر إلى أن الحكومة الليبية تفهم جيداً مقدار المخاطر التي تحركها أجهزة استخباراتية تدعم التيارات المتشددة التي تقف وراءها دول على حد قوله.
وأوضح أن الجانب الليبي تناول في المباحثات إمكانية إقامة مؤسسة عسكرية قوية في ليبيا، بالاستفادة من خبرات الجيش المصري، في إطار عمل الحكومة في الفترة المقبلة على توحيد جميع الفرق العسكرية المواجهة للميليشيات الإسلامية تحت راية جيش واحد يتحرك باسم الدولة. وفي سياق آخر، قال د.أحمد العبود، السياسي والأكاديمي الليبي إن توقيت زيارة الثني إلى القاهرة تحمل العديد من المعاني، ولاسيما مع تطور المعارك بين الجيش الوطني الليبي والجماعات الإرهابية من جهة. وبالإضافة إلى ما خرج به الثني بأن كل مَن يحارب هذه الجماعات يعمل تحت شعار الدولة ويحصل على دعمها، فيما خرج اللواء خليفة حفتر، ملقياً كلمته بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر، وتأكيده أن مصر لن تخذله، لكونه "أحد أبناء قواتها المسلحة"، وكل هذه الأمور توضح دور القاهرة خلال الفترة المقبلة على أرض الواقع في ليبيا. وأشار العبود في تصريحات خاصة لـ "إرم"، إلى أن المباحثات بين السيسي والثني، تأخذ في المقام الأول شكلاً معلناً من جانب القاهرة لكل الأطراف التي تواجه الجماعات المتشددة في ليبيا، في إطار ما تعنيه ليبيا من أمن قومي وعربي لمصر، موضحاً أن الزيارة بوفد رفيع المستوى تأخذ في مجملها الوضعين "الأمني والعسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق