ليبيا المستقبل - وكالات: دعت الحكومة الليبية المؤقتة الليبيّين إلى رفع الغطاء عن التنظيمات المتطرفة، والوقوف صفًا وأحدًا أمام هذه التنظيمات التى تحاول هدم الوطن وزرع ثقافات وافدة ذات تصورات مشوهة للدين الإسلامى لا تمت بأى صلة لثقافة وأخلاق وانتماء الليبيين. وقالت الحكومة الليبية فى بيان نشرته على موقعها الرسمى، الأربعاء، إن جماعة أنصار الشريعة خرجت على الملأ ببيان يكشف أهدافها فى استباحة دماء الليبيين وتقويض مساعيهم لبناء الدولة الليبية الجديدة متخذين من ستار الدين الإسلامى الحنيف بكلام حق أريد به باطل "شعارًا لتحقيق مآربهم فى التحكم فى رقاب الناس باسم الدين، وكأن الليبيين ليسوا مسلمين". وأكدت الحكومة أن البيان يعزز ما ذهبت ونبهت إليه فى بيان "غات" الصادر بتاريخ 19 مارس 2014، "أن ليبيا تتعرض للإرهاب الممنهج من قبل مجموعات متطرفة تسعى إلى أن تكون ليبيا وكرًا للإرهاب العالمي"، ودعت للوقوف صفًا واحدًا ضد الظلم والإرهاب والظلام. وأكد البيان أن إسلام الليبيين ليس محلاً للمزايدة من أحد مهما كان، فالليبيون مسلمون وسطيون متمسكون بدينهم لا يمكن التشكيك فى عقيدتهم ولن يرضوا باحتكار أحد تفسير الإسلام.
وجددت الحكومة تأكيدها على البيان الذى أصدره أعضاء المؤتمر الوطنى العام باعتبار الشريعة الإسلامية ما فوق الدستور، وما أعلنته وزارة العدل فى ورقتها البيضاء حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الخالدة وقيمها الإنسانية الرفيعة على التشريعات والتطبيقات القانونية والقضاء فى ليبيا الصادرة فى 24/5/2013 وشكلت لجنة لمراجعة التشريعات النافذة لإقامة الحجة. ودعت الحكومة كل الأطراف وعلى رأسها مفتى الديار الليبية ومجلس علماء ليبيا والمؤتمر الوطنى العام تحديد موقفها من هذه الجماعة وغيرها من الجماعات وبيان الرأى الشرعى والسياسى فيها بكل وضوح حتى يكون الليبيون على بينة من الذى قد تشهده الأيام المقبلة وتحديد كيفية التعامل معها. وتابع البيان: "الآن وبعدما حصحص الحق وكشف الكل عن وجهه الحقيقى فإننا نطلب من المواطنين ومنظات المجتمع المدنى والناشطين الوقوف صفًا واحدًا متراصًا أمام هذه الفئة الضالة التى تحاول هدم الوطن وزرع ثقافات وافدة وتصورات مشوهة للدين الإسلامى لا تمت بأى صلة لثقافة وأخلاق وانتماء الليبيين. وتدعو أبناء شعبنا العظيم إلى التعاون مع الجهات الأمنية وأجهزة الشرطة والجيش الليبى وإلى رفع الغطاء الاجتماعى عن هذه الجماعات لما تشكله من خطر على سلامة وأمن المواطنين وما تحاوله من نقل لمعركتها الدموية داخل الأحياء والشوارع بمدننا وقرانا الحبيبة".
ورأت الحكومة أن مكافحة الإرهاب والأفكار الظلامية والغلو فى الدين لن يحقق نتائجه ما لم يساهم الجميع فى مواجهته ابتداء من الأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام الوطنى الهادف، فالكل مسئول مسؤولية مباشرة عن تحصين المجتمع من هذه الأفكار التى تهدم ولا تبنى، وذلك بتثبيت المفاهيم الحقيقية للإسلام الذى ينبذ التطرف والإرهاب ويحرم القتل بغير الحق. واختتم البيان بالقول إن ليبيا لكل الليبيين ولن تكون إلا دولة ديمقراطية حرة للعدالة والقانون وحقوق وكرامة الإنسان، دينها الإسلام وشعبها الواحد لن يرضى أن يفرض عليه ما يتعارض مع الإسلام ما لا يريد ويرضاه وهو من يقرر مصيره ويرسم ملامح ومعالم دولته بدستوره.