اهتمت الصحافة العربية الصادرة اليوم، الاثنين بآخر تطورات الوضع السياسي والعسكري في ليبيا، وتأثير ذلك على دول الجوار، وردود الفعل الدولية تجاه الأزمة التي تعانيها ليبيا منذ قرابة الثلاث السنوات.
مخاوف في مصر من تنامي «داعش» بليبياففي مقال له بجريدة «الأهرام» تحدث الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب، مكرم محمد أحمد عن مخاطر النمو المتصاعد لتنظيم «داعش» داخل ليبيا وأثر ذلك على مصر، التي ستكون الهدف الأول والأخير لخطط التنظيم الإرهابية، مضيفًا أن المؤامرة على مصر مستمرة تستهدف تبديد استقرارها واستنزاف جهودها، وأكد أن ما من حل آخر سوى أن تكون مصر جاهزة لإجهاض هذه المؤامرة وإفشالها مهما يكن الثمن.
وشدد أمين اتحاد الصحفيين العرب، في مقاله، أنه إذا صح ما نشرته الصحف الأميركية «من أن الولايات المتحدة تبدي قلقًا متزايدًا من هذا التطور الخطير في ليبيا، وتتابعه عن قرب على مدار الساعة، وتخطط لاحتمالات توسيع حملتها على «داعش» لتشمل في الوقت المناسب ليبيا إلى جوار سورية والعراق، يصبح من واجب مصر دفاعًا عن أمنها الوطني أن ترتب أوضاعها الداخلية لمواجهة هذه الأخطار الثقيلة داخل وخارج حدودها، كما يصبح لزامًا على الدولة المصرية أن تعلم شعبها منذ الآن بحجم هذا الخطر واحتمالاته، وترسم خططها للدفاع عن أمنها بعيدًا عن مخططات واشنطن التي ربما تجد مصالحها في أن يصبح «داعش» فزاعة على حدود مصر الغربية تشتت جهدها».
كما دعا مكرم مصر ودول الجوار الليبي خاصة الجزائر والسودان وتشاد وتونس إلى «الحيلولة دون تدخلات عسكرية خارجية في الشأن الليبي، تتم خارج الأمم المتحدة وبمعزل عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ودون تحديد واضح لأهدافها تشارك فيه دول الجوار الليبي، كي لا يتكرر ما حدث العام 2011 عندما نظمت الولايات المتحدة حملة «الناتو» على ليبيا لإسقاط حكم القذافي، لكن الناتو والولايات المتحدة نفضا أيديهما من الشأن الليبي بعد سقوط القذافي، الأمر الذي أدى إلى تفكيك الدولة الليبية وسيطرة العصابات المسلحة على مقدرات البلاد التي تقف الآن على مشارف حرب أهلية».
قوات تابعة لداعش في ليبيا (أرشيفية: رويترز)
«الدولية للأزمات» تشدد على أهمية الحل السياسي بليبياونقلت جريدة «الخبر» الجزائرية عن رئيس المجموعة الدولية للأزمات جون ماري غيهينو تأكيده، أمس بالجزائر العاصمة أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية لهذا البلد واسترجاع السلم في المنطقة، معتبرًا التزام الجزائر بتسوية سلمية للأزمة الليبية «مهمًا للغاية» لضمان الاستقرار في هذا البلد، ومن ثمة في كل المنطقة.
وأكد غيهينو في تصريح للصحافة عقب لقائه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبدالقادر مساهل: «إننا مقتنعون بأهمية التوصل إلى حل سياسي للحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا».
وأضاف في هذا الصدد، حسب وكالة الأنباء الجزائرية: «إن الأزمة التي تمر بها ليبيا لها انعكاسات سلبية على كامل المنطقة، فمن الضروري التخفيف من التوترات واسترجاع الأمن والسلم تدريجيًا».
والمجموعة الدولية للأزمات منظمة غير حكومية، ولا ربحية، متعددة الجنسيات، تتمثل مهمتها في تسوية النزاعات والوقاية منها بفضل تحليل ميداني للوضع وتوصيات مستقلة.
الحكومة تخصص 150 مليون دينار للجيشوأوردت «اليوم السابع» المصرية نقلاً عن «وكالة أنباء الشرق الأوسط» ما وافق عليه مجلس الوزراء الليبي من تخصيص 150 مليون دينار لتوفير احتياجات الجيش الليبي من الأسلحة والذخائر والعتاد؛ حيث وجه مصرف ليبيا المركزي بتسييل المبلغ المطلوب في أسرع وقت.
وطالب مجلس الوزراء المصرف بتفادي أي تأخير في إجراءات التسييل قد تعيق وصول الأسلحة والذخائر إلى الجيش الليبي في الوقت المناسب.
وسلّم رئيس الأركان العامة اللواء عبدالرازق الناظوري خلال اجتماع جمعه بمجلس الوزراء في مدينة البيضاء رسالة طلب فيها تخصيص مبلغ 150 مليون دينار ليبي للغرض السابق.
ووافقت الحكومة الموقتة على تخصيص مبلغ 100 مليون دينار لمواجهة أزمة النازحين، واستعرض المجلس خلال الاجتماع آخر التطورات على الصعيد المحلي، كما وافق المجلس على إعداد مقترح بشأن استصدار قانون الهيئة الوطنية لاسترجاع الأموال المهرّبة، وأحالت الحكومة موضوع التبرع بمبلغ مئة ألف دينار لمؤسسة مجدى يعقوب لأبحاث وأمراض القلب إلى الإدارة القانونية لإبداء الرأي، وذلك لتعاونها مع وزارة الصحة في علاج حالات إصابة بأمراض القلب لدى أطفال ليبيين بإجراء عمليات دون مقابل مالي على الرغم من التكلفة العالية لتلك العمليات في الدول الأوروبية.
جنود من الجيش الليبي خلال حفل تخرج (أرشيفية: رويترز)
حفتر وتحالف القوى الوطنيةوفيما اعتبرته أول انتقاد علني له لتأخر قرار البرلمان الليبي تعيينه في منصب القائد العام للجيش الليبي، نقلت «الشرق الأوسط» عن اللواء خليفة حفتر تحذيره من أن ما سماه «تضارب المصالح الدولية في ليبيا» من شأنه عرقلة مشروع بناء الجيش والدولة.
وأوردت عن عبد المجيد مليقطة نائب رئيس تحالف القوى الوطنية، لـ «قناة ليبيا تي في» التلفزيونية مساء أول من أمس، أن التحالف يدعم حفتر باعتباره قائدًا عسكريًا حصل علی شرعية مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد مقرًا مؤقتًا له.
ويعكس هذا التصريح، وفق مصادر ليبية وصفتها «الشرق الأوسط» بالمطلعة، تحولاً إيجابيًا في العلاقات التي فترت أخيرًا بين التحالف ذي النزعة الليبرالية الذي يقوده الدكتور محمود جبريل وبين الفريق حفتر.
وكان الدكتور جبريل الذي ترأس أول حكومة للثوار خلال الحرب التي أدت إلى إطاحة نظام حكم القذافي، قد نفى معارضته عملية الكرامة التي يقودها حفتر منذ شهر مارس الماضي ضد المتطرفين في شرق ليبيا، ونفى ما تردد عن سعيه لإدراج اسم حفتر على قائمة العقوبات الدولية.
وعد حفتر، في تصريحات لقناة محلية أمس، عمله مدعومًا من الشعب الليبي، نافيًا كونه يتبع أي أجندات خارجية، وقال إن القوات العسكرية التي تقاتل الجماعات الإرهابية في غرب ليبيا وشرقها هي قوات تابعة للجيش الوطني الليبي، مشددًا على أنه ﻻ مكان للميليشيات بينها أو أي تسميات أخرى قبلية أو ثورية، وأعلن أنه أعطى تعليماته للقوات المسلحة الليبية بحسم معركة بنغازي في شرق ليبيا هذا الأسبوع وإعلان التحرير.
رئيس الوزراء الليبي الأسبق الدكتور محمود جبريل (أرشيفية: الإنترنت)