اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، بنشر عدد من القضايا التي تتعلق بالشأن الليبي، منها افتتاحية لجريدة «السفير» اللبنانية حول دور النفط في الصراع السياسي، ورفض التنظيمات المسلحة الحوار من خلال اللجوء إلى التفجيرات، وبعض الأزمات التي تلهي العالم عن الصراع في ليبيا، واستئناف جزئي لإنتاج النفط في ليبيا، وغير ذلك من المواضيع والتقارير التي نتعرف عليها ببعض التفصيل من خلال استعراض أهم ما نشرته صحف اليوم.
«إيبولا» و«داعش» يلهيان العالم عن تدفق الإرهاب إلى ليبيا
نبدأ اليوم مع جريدة «العرب الدولية» التي تصدر في لندن، التي قالت إنَّ النائب السابق لمدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية، واين وايت، رصد في تحليل استراتيجي، صدر أخيرًا عن موقع «LobeLog: foreign policy»، تطوّرات الوضع في ليبيا وتأثيراته على دول الجوار.
وأشار التحليل إلى أنَّ وجود حكومتين تتصارعان على السلطة في بلد لا يكاد يخضع للقانون وله حدودٌ ممتدة ومفتوحة هو الظرف المثالي لتدفق الإرهاب، خاصة في ظلِّ اهتمام العالم بـ«الدولة الإسلامية» وأزمة أوكرانيا وخطر «إيبولا» على حساب الاهتمام بحالة الغليان في ليبيا.
وقالت الصحيفة إنَّ ليبيا ما زالت تعاني الانقسام والعنف، وعلى الرغم من المكاسب التي حققتها القوات العلمانية ضد المتطرفين الإسلاميين في بنغازي فإنَّ الغلبة قد تحوَّلت عدة مرات من جهة إلى أخرى منذ بداية هذا العام.
وختمت بالقول إنَّ وجود حكومتين تتصارعان على السلطة في بلد لا يكاد يخضع للقانون وله حدود ممتدة ومفتوحة هو الظرف المثالي لتدفق كل شيء من المخاوف المتزايدة إلى الذخائر والمقاتلين. ومع ذلك كله تبقى ليبيا في وضع غليان على الموقد الخلفي العالمي.
استئناف جزئي لإنتاج النفط في ليبيا الأربعاء
ننتقل إلى جريدة «اليوم» السعودية، التي نقلت عن مسؤول نفطي ليبي، قوله إنَّ الإنتاج سيستأنف بحلول الأربعاء في حقلين في جنوب غرب البلاد فيما يستمر إغلاق مرفأ الحريقة النفطي، شرق، بسبب إضراب حرس المنشآت.
وقال محمد الحراري الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية الليبية للنفط لوكالة «فرانس برس»: «إنَّ الإنتاج سيُستأنف بحلول الأربعاء في حقلي الشرارة والفيل في منقطة حوض مرزق، جنوب غرب، بعد انتهاء هجوم أوقفهما عن العمل منذ الأسبوع الماضي».
جماعة ليبية متطرفة تدشن مبايعة صوتية لتنظيم «داعش»
أما جريدة «الشرق الأوسط»، فنشرت ما قالت إنَّه إعلان لجماعة ليبية مجهولة، مبايعة أبو بكر البغدادي، رئيس تنظيم «داعش» المتطرف في سورية والعراق، كما أعلنت انضمامها إلى ما يسمى بـ«دولة الخلافة» التي دشنَّها أخيرًا.
وقال بيان صوتي تم نشره، أمس، على موقع «يوتيوب» عبر شبكة الإنترنت، باسم «مجاهدي ليبيا»، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إنَّ جمعًا من الفصائل والكتائب على أرض ليبيا بولاياتها الثلاث (برقة وفزان وطرابلس)، تعلن مبايعة الخليفة البغدادي على السمع والطاعة».
وبعدما دعا البيان المسلمين في كل مكان لمبايعة البغدادي ونصرته، هدد مَن وصفهم بـ«المترددين من العلمانيين وقوات الجيش» بالحرب، كما حثَّ القبائل الليبية على اللحاق بهم.
وزير الخارجية السوداني في ليبيا للتوسط بين طرفي الأزمة
ونطالع في جريدة «الحياة»، خبرًا عن قيام وزير الخارجية السوداني علي كرتي بزيارة لليبيا، التقى خلالها رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، ورئيس الحكومة عبدالله الثني ووزير خارجيته محمد الدايري.
وانتقل كرتي بعدها إلى العاصمة (طرابلس)، حيث التقى رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان السابق) نوري بوسهمين، ورئيس الحكومة الموازية عمر الحاسي ووزير خارجيته محمد الغيراني.
وعلقت الصحيفة بالقول إنَّ محادثات الوزير السوداني في طبرق وطرابلس، استهدفت تقريب وجهات النظر بين الطرفين، وآفاق العودة إلى الحوار بين الأطراف الليبية، في وقت تنزلق البلاد إلى مزيد من التصعيد.
السودان يدخل على خط الوساطة بين أطراف النزاع في ليبيا
وفي ذات السياق، نقلت جريدة «النهار» اللبنانية، إعلان وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي الذي وصل الاثنين إلى ليبيا على رأس وفد حكومي في محاولة للقيام بوساطة وتحقيق مصالحة أنَّ دعوة السودان للوفاق لقيت قبولًا لدى مختلف الأطراف.
وقال كرتي في مؤتمر صحفي في طرابلس: «إنَّ دول جوار ليبيا متفقة جميعًا على أنَّ ما يحدث الآن من صراع سيؤثر في استقرار ليبيا ودول الجوار». وأضاف: «لا يمكن التوصل إلى اتفاق بين الليبيين إلا بالحوار حتى ولو طال القتال الذي سيكون على حساب أرواح وموارد الشعب الليبي».
وقال: «لا نريد إعطاء فرصة للتدخل الأجنبي في ليبيا، وقد نقلنا دعوة الرئيس عمر البشير للحوار بين كل الأطراف ووجدنا قبولًا كبيرًا لهذه الدعوة». وأكد أنَّ «السودان يعمل بالتنسيق مع دول الجوار في التحرك نحو حوار وطني يشمل كافة الأطراف».
النفط يصعِّد الصراع السياسي في ليبيا
ونقرأ في جريدة «السفير» اللبنانية، تحليلًا يشير إلى أنَّ الصراع السياسي اشتد في ليبيا، اليوم، مع تصعيد حكومة موازية، سيطرت على العاصمة (طرابلس)، معركتها من أجل السلطة والشرعية فاستولت على حقل نفطي مهم، بحسب ما قاله قائد أمني.
وأضافت الصحيفة أنَّه فيما عقدت الحكومة الموازية أول اجتماع مع وزير خارجية زائر هو الوزير السوداني علي كرتي، استولى لواء مسلح من فصيل «فجر ليبيا» (أحد الفصائل التي تدعم الحكومة الموازية) على حقل الشرارة، أكبر حقول النفط في البلاد. وهي أول محاولة من الحكومة الموازية للسيطرة فعليًّا على إنتاج النفط.
وقد عيَّنت الحكومة (ومقرها طرابلس) وزير نفط في تحرك يرى محللون أنَّه يهدف لمزيد من الضغط على «المؤسسة الوطنية للنفط» في ليبيا، التي ظلت في السابق بعيدة عن القوى السياسية التي تفكك أوصال البلاد.
وقالت الصحيفة إنَّه رغم أنَّ المؤسسة قالت إنَّ حقل الشرارة سيُفتح مجددًا يوم الأربعاء المقبل، فإنَّ الاضطراب المتزايد ألقى بشكوك على قدرة ليبيا على الحفاظ على التعافي الحديث في إنتاجها، الذي ساهم في انخفاض بنحو 30% في أسعار النفط العالمية منذ يونيو الماضي.
التنظيمات المسلحة في ليبيا تترجم رفضها الحوار بتفجيرات إرهابية
ونعود إلى جريدة «العرب» الصادرة في لندن، التي تحدَّثت عن وقوع انفجار قرب مقر الحكومة الليبية في مدينة شحات شرق البلاد تَزَامَنَ مع اجتماع بين رئيس الوزراء عبد الله الثني ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، دون سقوط ضحايا، في حين قرر البرلمان استبدال المفتي المحسوب على الإسلاميين.
ونقلت الصحيفة عن وكيل وزارة الخارجية في الحكومة، حسن الصغير، أنَّ انفجارًا بسيطًا وقع بعد مرور موكب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون والوفد المرافق له. وأضاف الصغير: «الجميع بخير والمبعوث استكمل اجتماعاته مع الحكومة الليبية الموقتة بعد هذا الحادث الإرهابي». ووقع الانفجار في بلدة شحات (1230 كلم شرق طرابلس) قرب مقر الحكومة المعترف بها دوليًّا.
ليبيا: القبض على منفذي هجوم مقر الحكومة
ونقرأ في جريدة «الخبر» الجزائرية، إعلان وزارة الداخلية في الحكومة الليبية الموقتة، القبض على منفذي هجوم، أمس، في شرق البلاد، حيث مقر الحكومة، الذي تزامن مع اجتماع بين رئيسها عبد الله الثني ورئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون.
وأوضحت الوزارة في بيان أنَّ «تفجير شحات لم يكن المستهدف منه ليون، وإنما كان رسالة موجَّهة إلى وزارة الداخلية أثناء اجتماعها في شحات، وكان وجود مبعوث الأمم المتحدة بمحض الصدفة فقط»
مقتل ثلاثة من «فجر ليبيا».. والجيش يحاصر منطقتين في بنغازي
أخيرًا مع جريدة «الأهرام» التي نشرت خبرًا عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات «فجر ليبيا» خلال اشتباكات بينها وبين قوات الجيش الليبي في مدينة ككله جنوب العاصمة (طرابلس).
وأكد مصدر عسكري ليبي أنَّ الاشتباكات لا تزال مستمرة مع قوات ما يُسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» بمحور الصابري وسوق الحوت في مدينة بنغازي.
وقال المصدر إنَّ الجيش الليبي يحاصر المنطقتين، وإنَّ القوات تتقدَّم ببطء وتتعامل بدقة مع القناصة المنتشرين على أسطح المباني، مشيرًا إلى أنَّ سلاح الجوِّ الليبي استهدف عدة مواقع في المنطقة.