المعارك الشرسة وحرب الشوارع التي خاضتها قوات الجيش الليبي لليوم الخامس على التوالي ضد الجماعات الإرهابية، والدعوات الأميركية - الأوروبية إلى الوقف الفوري لهذه المعارك، والاتفاق المصري - السوداني على دعم الجيش الليبي، كانت من أبرز الموضوعات الليبية في الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الاثنين:
طرابلس تنتقد المجتمع الدولي ترصد «الشرق الأوسط» المعارك التي خاضتها قوات الجيش الليبي، أمس الأحد، و«حرب شوارع» التي استمرت لليوم الخامس على التوالي دون توقف ضد الجماعات الإرهابية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، بينما شنَّـت السلطات الليبية هجومًا مضادًا، واتهمت المجتمع الدولي بالمساواة بين الجيش الليبي والإرهابيين، في المعارك العسكرية الدائرة حاليًّا في عدة مناطق متفرقة بالبلاد.
وقالت مصادر عسكرية وسكانٌ في بنغازي لـ«الشرق الأوسط» إنَّ سلاح الطيران الليبي شنَّ سلسة غارات على مواقع تابعة لتنظيم «أنصار الشريعة»، وما يُسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي»، في منطقتي القوارشة وقنفودة.
وقال مسؤول عسكري إنَّ مقاتلات سلاح الجو الليبي قصفت أيضًا موكبًا مكونًا من سيارات رباعية الدفع المسلحة كان مقبلاً إلى مدينة بنغازي من الجهة الغربية. وكشفت القوات الخاصة (الصاعقة والمظلات) التي يقودها العقيد ونيس بوخمادة التابعة للجيش الليبي، النقاب عن أنَّ المعلومات الواردة إليها من داخل الجماعات الإرهابية المارقة تفيد بأنَّهم بصدد تجهيز سيارات مفخخة لتفجيرها الليلة الماضية داخل المناطق المنتفضة في مدينة بنغازي.
وقالت مصادر مقرَّبة من حفتر لـ«الشرق الأوسط» إنَّه لم يعد يقيم في هذا المنزل منذ أنْ أعلن انطلاق عملية «الكرامة» تحت قيادته بهدف تنظيف ليبيا من الإخوان المسلمين والجماعات المتشددة المتحالف معهم في شهر مارس الماضي.
الليبية لحقوق الإنسان: الأوضاع الإنسانية تتردى نتيجة القتال بين الأطراف المتنازعة
ونقرأ في صحيفة «الأيام» البحرينية، تصريحًا لمقرر اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان أحمد عبد الحكيم حمزة أمس الأحد، الذي وجَّه نداءً عاجلاً للأمين العام للأمم المتحدة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتردي الوضع الإنساني الذي يواجهه النازحون في مناطق مختلفة من ليبيا نتيجة للمعارك التي تشهدها بعض المدن.
وقال حمزة في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «إن أعداد النازحين تتزايد بشكل مطرد، وإنَّ الإحصاءات تشير إلى وجود نصف مليون مواطن ليبي هم من النازحين من مناطق الصراع المسلح في ورشفانة وككلة، ومحيط مدينة طرابلس في قصر بن غشير وطرابلس».
ووصف حالة النازحين بـ«المأساة الكبرى»، وتابع: «يوجد عجزٌ كبيرٌ في تقديم الخدمات، علاوة على عدم وجود أماكن إقامة لائقة، وهناك ضَعفٌ من قبل السلطات الليبية لتقديم المساعدات اللازمة». وأكدّ أنَّ ما يحدث في شرق البلاد وما شهدته مناطق في بنغازي «من قصف جوي وتهجير قسري يزيد من معاناة المواطنين».
ودعا حمزة القوات المسلحة من الزنتان، المتمركزة في منطقة الجبل الغربي بالانسحاب الفوري، من مدينتي «القواليش والعوينة» التي تتعرض للتدمير «جراء وقوعها في مرمى النيران بين الأطراف المتصارعة، الأمر الذي أجبر سكانها على الهجرة منذ أربع سنوات».
لا حل قريبًا للأزمة الليبية
جريدة «الصحافة اليوم» التونسية، نقلت تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، أنَ الأزمة التي تمر بها ليبيا قد تستغرق وقتًا طويلاً، وما من مؤشر على حل وشيك لها، فيما تتواصل الاشتباكات من أجل السيطرة على بنغازي.
من جهة أخرى، أقر عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية المنبثقة من مجلس النواب في حوار مع قناة «الوطنية» بوجود مجموعات تنتمي إلى «داعش» في عدد من المدن الليبية، مضيفًا: «توجد مجموعات في مدينة درنة وباقي المدن الليبية وفي سرت أيضًا وحتى مجموعة (بوكو حرام) من نيجيريا موجودة. والإرهاب ليس له مكان محدد وعلينا إدراك خطورة وجود هذه المجموعات».
الأسر النازحة بمدينة غريان الليبية
وترصد جريدة «الأهرام»، مقتل20 شخصًا وإصابة 45 آخرين، جراء اشتباكات بين قوات عملية «فجر ليبيا» وقوات لواء القعقاع وجيش القبائل التابع للجيش الليبي بالجبل الغربي غرب العاصمة طرابلس مساء أمس الاول.
وفي الوقت نفسه، بلغت أعداد الأسر النازحة بمدينة غريان الليبية جراء الاشتباكات الدائرة بطرابلس 430 أسرة، أغلبهم نزحوا من مدينتيّ ككلة والقلعة.
وقال رئيس لجنة الأزمة بمدينة غريان الليبية جمال الأمين ـ في تصريحات صحيفة له ـ إنَّ الأسر تم تسكينها في بيوت أهالي المدينة، وإنَّ أغلب الإعانات الإغاثية تُرسَل إليهم من ترهونة وقصر بن غشير وسوق الجمعة وتاجوراء.
وعلى صعيد متصل، أعلنت الهيئات القضائية بمحاكم استئناف بنغازي والبيضاء والجبل الأخضر الليبية وقف السير في الدعاوى الدستورية، لحين استقرار الوضع الأمني الذي يمكِّن القضاء من أداء عمله باستقلال تام.
وقالت الهيئات في بيان لها أمس، إنَّها ستضطر إلى توجيه طلب إلى كل المحاكم بتعليق عملها في المناطق المضطربة أمنيَّا.
يأتي هذا في الوقت الذي اجتمع فيه رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر، بالرئيس التشادي إدريس ديبي، عقب وصوله مساء أمس، إلى العاصمة التشادية (أنجامينا).
اتفاق مصري - سوداني على دعم الجيش الليبي
ونشرت صحيفة «الوطن» السعودية، نتائج المباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير أمس الأحد، حيث أعلن الرئيس المصري أنَّ «الأوضاع في ليبيا استحوذت على جزء مهم من المناقشات، وأنَّ الرؤى توافقت حول تحقيق الاستقرار هناك، ودعم المؤسسات الشرعية في ليبيا والجيش الوطني الليبي، وأنَّ المباحثات كانت إيجابية للغاية».
هجوم على منزل اللواء حفتر في بنغازي
وفي صحيفة «النهار» اللبنانية ما نقلته عن «أ ف ب»، من تعرُّض منزل اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في بنغازي لهجوم بعبوات ناسفة، فيما عُـثر الأحد على جثث ثلاثة أشخاص قُتلوا في أعمال عنف متفرقة ومعارك مستمرة في المدينة، كما أفادت مصادر طبية وعسكرية.
وأعلن مسؤول عسكري أنَّ شخصًا مجهول الهوية ألقى حقيبة من المتفجرات على منزل اللواء حفتر بمنطقة الزيتون في مدينة بنغازي.
وقال: «إنَّ الانفجار تسبب في إصابة سيدة وابنتها كانتا تمران بالقرب من المكان بإصابات طفيفة، ونقلتا إلى المستشفى، فيما تعرَّض البيت لخسائر مادية طفيفة».
وأشار إلى أن «هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المنزل بالحقائب المتفجرة والسيارات المفخخة والقذائف»، لافتًا إلى أن «المنزل لا يقطنه أحدٌ منذ بدء عملية الكرامة» ضد الميليشيات.
من جانب آخر، قال مصدر في مركز بنغازي الطبي: «إنَّ المركز تسلم الأحد ثلاث جثث من قبل فريق البحث وانتشال الجثث في جمعية الهلال الأحمر الليبية بعد أن عثر عليها في أماكن متفرقة من المدينة».
بنغازي في قبضة الجيش الليبي
ونشرت جريدة «الخليج» الإماراتية، تقريرًا عن الأوضاع الأمنية في بنغازي، قائلة: «إنَّ الجيش الليبي واصل أمس تقدمه ميدانيًّا، وصارت معظم مناطق بنغازي تحت سيطرته والأهالي الذين يقاتلون إلى جانبه الميليشيات المتشددة».
وطالبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا أول أمس السبت بوقف «فوري» للمعارك الدائرة في ليبيا بين القوات الحكومية وميليشيات متشددة مناوئة لها . وكشفت مصادرٌ في الجيش الليبي عن أَسْرِ عددٍ كبيرٍ من عناصر ميليشيا «فجر ليبيا» في المواجهات الأخيرة.
وأوضح المصدر، أنَّه تم الحصول على تسجيلات واعترافات سوف تُنشر في وقت لاحق، تفضح الجماعات الإرهابية وممولي تلك التنظيمات.
كما لوَّحت الدول الخمس، في بيان مشترك، بإمكانية لجوء كل منها إلى فرض عقوبات على الأطراف المتورطين بـ«تهديد سلام ليبيا واستقرارها وأمنها أو بعرقلة أو تقويض العملية السياسية» في هذا البلد.
وأضافت الدول الخمس، التي أصدرت مرات عدة، بيانات مشتركة حول موضوعات مختلفة، أنَّها «تدين بشدة العنف الدائر في ليبيا وتدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية».
وأعلن مسؤول عسكري: «إنَّ شخصًا مجهول الهوية ألقى حقيبة من المتفجرات على منزل اللواء حفتر بمنطقة الزيتون في بنغازي»، وقال: «إنَّ الانفجار تسبب في إصابة سيدة وابنتها كانتا تمران بالقرب من المكان بإصابات طفيفة، ونقلتا إلى المستشفى، فيما تعرَّض البيت لخسائر مادية طفيفة».
الجيش الوطني الليبي على مشارف طرابلس
وقالت «الصحافة اليوم»، التونسية: «إنَّ الجيش الوطني الليبي بدأ اقتحام ورشفانة قرب طرابلس، في وقت تتواصل فيه المعارك بين الجيش الوطني و(أنصار الشريعة) في جامعة بنغازي».
وقال مصدر عسكري بالجيش الليبي إنَّه تم دحر ميليشيات فجر ليبيا إلى مسافة 40 كم غرب طرابلس في عملية عسكرية ظهر الجمعة.
وأفاد بأنَّ قوات الجيش في طريقها للسيطرة على كامل منطقة ورشفانة بعد إحكام سيطرتها الجمعة على مناطق الناصرية ورأس اللفع جنوب غرب العاصمة، وهي الآن على مشارف العزيزية أول الأحياء الجنوبية للعاصمة.
وفي بنغازي، قُتل ثلاثة أشخاص وأُصيب رابعٌ بجروح بالغة في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف ليل الجمعة حاجزًا أمنيًّا يقيمه شبان مسلحون موالون للجيش وقوات اللواء خليفة حفتر في منطقة بوهديمة، في وسط بنغازي شرق ليبيا، كما أفاد مصدر طبي وشهود عيان وكالة «فرانس برس».
وقد وجَّه الهلال الأحمر الليبي نداءً إنسانيًّا لكافة الأطراف المتناحرة في بنغازي للاتفاق على هدنة ولو لساعة واحدة فقط تسمح بإسعاف الجرحى وإجلاء الأسر المحاصرة، بعدما تحوَّلت شوارع المدينة إلى ساحات حرب مفتوحة.
وعن تواصل المعارك بالمدينة، قال مصدر من داخل «الكتيبة 204 دبابات»: «إنَّ قتالاً دار صباح الجمعة في محيط مقر الكتيبة إثر محاولة مسلحي ثوار شورى بنغازي اقتحام المقر»، وأكد أنَّ الكتيبة لا تزال تسيطر على مقرها بعد دحر المسلحين.