اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم، الأربعاء، بالعديد من الموضوعات المتعلقة بالشأن الليبي، من أهمها قرار الحكومة الليبية إطلاق عملية تحرير طرابلس وتطويق الجيش للإرهابيين في بنغازي، ومطالبات مصر بإخلاء المؤسسات الليبية من الميليشيات المسلحة، ومطالبات رئيس الوزراء الليبي بدعم لوجيستي للتغلب على النزاع في بلاده، واجتماع القبائل العربية في القاهرة، وغير ذلك من الموضوعات.
الحكومة الليبية تطلق عملية «تحرير طرابلس» والجيش يطوق الإرهابيين في بنغازي
نبدأ بجريدة «الشرق الأوسط» اللندنية، التي أبرزت تحقيق الجيش الليبي تقدُّمًا لافتًا للانتباه في معركته المفتوحة ضد الجماعات الإرهابية والمسلحة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا.
وأضافت: «فتحت أمس الحكومة الانتقالية، صفحة جديدة في تاريخ العلاقات مع الميلشيات المسلحة التي تهيمن على مقاليد الأمور في طرابلس، وأعلنت أنَّها أعطت تعليمات للجيش الليبي بالتقدم عسكريًّا باتجاه العاصمة لتحريرها، كما تعهدت بمحاكمة نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق والمنتهية ولايته) وحكومة عمر الحاسي الموازية المنبثقة منه.
وأكد العقيد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم هيئة أركان الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» أنَّ قوات الجيش تطوق المناطق الاستراتيجية من وإلى المدينة.
وأضاف: «تم دخول قوات الجيش من عدة محاور مع سيطرة الشباب على أغلب المناطق، حي الليثي ومفترق المساكن أكثر المناطق حركة للإرهابيين».
مصر تطالب بإخلاء المؤسسات الليبية من الميليشيات المسلحة
وننتقل إلى جريدة «الجمهورية» التي تصدر في القاهرة، التي سلطت الضوء على بيان لوزارة الخارجية المصرية، يطالب بإخلاء جميع الميليشيات المسلحة لمقار مؤسسات الدولة الليبية بهدف عودة السلطات الشرعية التابعة لحكومة عبد الله الثني إليها.
وبحيث تعود العاصمة الليبية (طرابلس) عاصمة لكل الليبيين وعاصمة للشرعية بعد أنْ تتوقف التهديدات والعمليات العسكرية والتدمير الممنهج الذي يمارسه المسلحون هناك منذ فترة بعيدة.
أضافت الخارجية المصرية أنَّه في ضوء تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الليبية، فإنَّها تشدد على أنَّ ممارسات الميليشيات المتطرفة ضد المؤسسات الشرعية للدولة ومحاولات تقويض تلك المؤسسات وعدم التصدي بشكل فعال لعملية تمويل الإرهاب، أدت إلى تفاقم الوضع العسكري والأمني على النحو الذي بات يفرض تعاملاً حاسمًا وعاجلاً مع الوضع على الساحة الليبية عبر تفعيل قرار مجلس الأمن 2174 الذي يفرض عقوبات على تلك الأطراف التي تسعى لضرب فرص الاستقرار في ليبيا.
غالبية القبائل يعولون على المبادرة الجزائرية للم شمل الفرقاء الليبيين
وإلى جريدة «الخبر» الجزائرية، التي التقت محمد العريني، المستشار الإعلامي لاتحاد القبائل العربية بمصر، وأثنى على المبادرة الجزائرية المرتقبة لعقد جلسة حوار ولم شمل الفرقاء الليبيين، مشيرًا إلى أنَّ ثمانين في المئة من القبائل يدعمون ويعولون كثيرًا على هذه المبادرة.
وقال العريني في تصريح لـ«الخبر»: «جلسة الحوار التي من المنتظر أنْ ترعاها الجزائر، تدعمها مصر و80 في المئة من الشعب الليبي، لأنهم يدركون جيدًا مكانة الجزائر التي تتمتع بمصداقية كبيرة في الأمم المتحدة، ولديها خبرة وحنكة دولية في إدارة الأزمات السياسة وحدودها المشتركة، وهي بهذه المبادرة تعمل على إعطاء كل ذي حق حقه، بما لها من خبرة دبلوماسية، كما أنَّ المجتمع الدولي أيضًا يدعمها وهو شريكٌ في المبادرة، وذلك بسبب الضغوط الدولية من الدول العظمى، المتخوفة على مصالحها بالأساس في المنطقة، لكن نتوقع أنْ تنجح الجزائر في مسعاها لما للدبلوماسية الجزائرية من تأثير، كما أنَّها ومصر الدولتان الوحيدتان المتماسكتان، ولا يزال لديهما جيش قوي».
الجيش الليبي في بنغازي يتقدَّم لمحور الساحل
أما جريدة «العرب» القطرية، فنقلت تصريحات الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، التي أكد خلالها أنَّ الجيش الليبي استطاع السيطرة على العديد من مناطق بنغازي وتطهيرها من ناحية الساحل، إضافة إلى السيطرة على كافة الطرق المؤدية لبنغازي من جميع الاتجاهات .
وأكد أنَّه تم تطهير كل المناطق التي دخلها الجيش، مبينًا أنَّه تبقى موقعان سيتم السيطرة عليهما ومن ثم يعلن تحرير المدينة من جميع العناصر الإرهابية .
رئيس الوزراء الليبي يطلب دعمًا لوجيستيًّا للتغلب على النزاع في بلاده
ونقرأ في صحيفة «الوطن» الكويتية، مطالبة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني بـ«دعم لوجيستي» للتغلب على النزاع الدائر في بلاده. وذلك في مؤتمر صحفي مشترك للثني مع نظيره المالطي جوزيف موسكات عقب اجتماعهما في العاصمة المالطية (فاليتا) الثلاثاء، ناقشا خلاله عددًا من القضايا الثنائية بما في ذلك الطاقة والتعليم والمعلومات، بحسب موقع «مالطا توداي» .
وقال موسكات: «دعوتنا المتكررة للأمن في ليبيا تنبع من الحقيقة التي مفادها بأنَّ انعدام الأمن في منطقة البحر المتوسط يعني انعدام الأمن في الاتحاد الأوروبي والعالم أجمع.. ومن ثم فإنَّ من الأهمية بمكان استعادة الأمن».
الجامعة العربية تدعو إلى توافق عربي لإنهاء الصراع في ليبيا
ونطالع في جريدة «الجزيرة» السعودية تأكيد السفير ناصر القدوة «مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا» أنَّ الوضع في ليبيا يحتاج إلى حوار بين مختلف الأطراف من أجل التوصل إلى حل ينهي الصراع الدائر هناك، مؤكدًا ضرورة وجود توافق عربي عام حول هذه الأزمة، وإنهاء أية انقسامات أو تباينات في التعامل معها، وأكد استعداده للقيام بزيارات أخرى، والتقاء جميع الأطراف الليبية.
ولفت إلى أنَّه التقى شيوخ القبائل خلال زيارتهم القاهرة، معتبرًا في هذه الزيارة خطوة، كما أنَّه مستعدٌ لالتقاء أية شخصيات ليبية، سواء بالقاهرة أو أي مكان آخر، وفقًا للتكليف الموكل إليه من جانب الجامعة العربية للبحث في وضع حل لهذه الأزمة.
وقال القدوة عقب لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري بالقاهرة أمس إنَّ اللقاء جاء في إطار التشاور المستمر بين الجامعة ومصر بشأن الوضع في ليبيا.
وحول ما يُثار عن تورط دول عربية في الانخراط في الأزمة الليبية، وتقديم سلاح وتدريب بعض الفئات، قال القدوة: «لا نستطيع القول بوجود انغماس عربي بالأزمة الليبية، لكن ربما كان تدخل بعض هذه الدول من منطلق نوايا طيبة وحسنة للمساعدة في الحل».
«داعش» في درنة الليبية: «محكمة شرعية».. واستمالة ضباط
وفي موضوع آخر، قالت جريدة «السفير» اللبنانية، إنَّ تنظيم «مجلس شورى شباب الإسلام» المتشدد يسعى إلى ترسيخ وجوده في مدينة درنة على البحر الأبيض المتوسط شمال شرق ليبيا، والعمل على تحويلها إلى «إمارة إسلامية»، محاولاً في الوقت ذاته زيادة خبراته العسكرية.
حيث أعلن أمس تأسيسه أول «محكمة شرعية» في البلاد، بينما تدل عدة مؤشرات إلى وجود سياسة منهجية تستهدف استقطاب ضباط الجيش الليبي، السابقين منهم والباقين على رأس عملهم، بغية زيادة خبراته العسكرية، في خطوة تذكر باستقطاب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لعدد من ضباط الجيش العراقي السابق، والذين ارتقوا تدريجيًّا إلى أعلى المناصب فيه.
ولم تكن الخطوة التي أُعلنت، أمس، بتأسيس أول «محكمة شرعية» في المدينة مفاجئة، لأنَّه منذ سيطرة مجلس شورى «شباب الإسلام» على درنة، في أبريل الماضي، وهو يعلن صراحة أنَّ هدفه تطبيق «الشريعة الإسلامية».
الحكومة الليبية تدعو إلى عصيان مدني في طرابلس
وأبرزت جريدة «الرياض» السعودية دعوة الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا الثلاثاء إلى العصيان المدني في طرابلس حتى تستعيد قواتها السيطرة على العاصمة التي تحكم الميليشيات قبضتها عليها.
وقالت حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك أنها «أعطت أوامرها لقوات الجيش الليبي بأن تتقدم باتجاه مدينة طرابلس لتحريرها وتحرير مرافق ومنشآت الدولة من هذه المجموعات المسلحة». كما طلبت من المواطنين «إعلان العصيان المدني في كافة أرجاء المدينة انتظارًا لدخول الجيش الليبي لتحرير المدينة»، طبقًا للبيان.
وقالت إنَّها تطلب من المواطنين «وقف التعامل مع هذه المجموعات المسلحة ومع الحكومة غير الشرعية التي أقامتها بعد الاستيلاء على مدينة طرابلس بقوة السلاح وعدم الالتحاق بأعمالهم»، بحسب البيان.
وفي مقابلة مع وكالة «فرانس برس» السبت قال الثني إنَّ قوات الجيش في البلد المضطرب اتحدت وتستعد لاستعادة السيطرة على طرابلس وبنغازي من أيدي الميليشيات الإسلامية.
«الشارف».. يحدد خريطة الصراع في ليبيا:
ونعود إلى جريدة «الجمهورية» التي تصدر من القاهرة، التي أجرت لقاءً مع الدكتور حسين الشارف أكاديمي وناشط سياسي ليبي، وجاء فيها أنَّ ليبيا تمر بظروف سياسية وأمنية خطيرة جدًّا بسبب اشتعال الصراع بين الجماعات المسلحة المنتشرة بأراضيها التي تحوَّلت إلى بيئة خصبة وحاضنة إلى الإرهاب وجاذبة له من جميع دول العالم.
أوضح أنَّ دعم مصر لليبيا حكومة وشعبًا أثلج صدورنا جميعًا خاصة استقبال رئيس مجلس النواب الليبي، مشيرًا إلى تعهد الرئيس السيسي بدعم الحكومة الليبية بلا حدود وأنَّ مصر لن تترك ليبيا.
وأضاف أنَّ الصراع المسلح في ليبيا يختلف من مكان إلى آخر في الدولة، ففي المنطقة الشرقية الممتدة من السلوم حتى مدينة سرت والمعروفة بإقليم برقة.. يمتد فيها الصراع بين الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر من ناحية وبين الجماعات المسلحة بقيادة أنصار الشريعة والقاعدة وما يسمى بـ«المؤتمر الوطني» المنتهية ولايته.
البرلمان الليبي يتحالف مع اللواء «حفتر»
السعودية، فاهتمت بإبراز موقف البرلمان الليبي المنتخب، من التحالف رسميًّا مع اللواء الليبي السابق خليفة حفتر في خضم صراع لفرض سلطته على أجزاء من البلاد. وتبنى مجلس النواب الليبي الذي انتقل إلى طبرق في أقصى شرق البلاد عملية الكرامة العسكرية ضد المتشددين. وهو ما منحه دورًا رسميًّا.
وقال الناطق باسم البرلمان فرج الهاشم إنَّ عملية الكرامة يشارك فيها ضباط وجنود من الجيش الليبي، مشيرًا إلى أنَّ عملية الكرامة «هي عملية للجيش الليبي».
ويتخذ البرلمان وحكومة الثني من طبرق مقرًا لهما منذ أنْ استولت جماعة مسلحة من مدينة مصراتة شرق طرابلس على العاصمة وأنشأت فيها برلمانًا وحكومة.
وقال مسعفون إنَّ 73 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم في القتال بين قوات حفتر المدعومة من شباب مسلحين وقوات الجيش من جهة، والكتائب المتشددة في بنغازي من جهة أخرى منذ الأسبوع الماضي.
وقال شهود عيان إنَّ القتال مستمرٌ داخل جامعة بنغازي وجزء آخر من ثاني أكبر المدن الليبية.
اشتباكات عنيفة في بنغازي
أخيرًا، تابعت جريدة «اليوم» السعودية تواصل الاشتباكات العنيفة في محيط جامعة بنغازي في منطقة قاريونس بين مقاتلي كتيبة 17 فبراير وجنود كتيبة الصاعقة التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وأسفرت عن مقتل تسعة وإصابة 12 من الطرفين.
واندلعت الاشتباكات عندما حاولت كتيبة الصاعقة التقدُّم نحو مقر كتيبة 17 فبراير للسيطرة عليه، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين قوات فجر ليبيا وقوات القعقاع والصواعق مدعومة بجيش القبائل المؤيد لحفتر الذي يقود عملية الكرامة.
فيما قال الجيش الليبي: إنَّه يحقق انتصارات في مدينة بنغازي شرق البلاد في مواجهة تنظيم «أنصار الشريعة» ومجلس شورى ثوار بنغازي، وتتركز العمليات العسكرية للجيش في ككلة وورشفانة حول منطقة العزيزية.
من جهته، أعلن البرلمان الليبي التحالف رسميًّا مع حفتر في خضم صراع يخشى كثيرون انزلاقه إلى حرب أهلية كاملة، وأشارت اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان إلى معلومات عن تصفيات جسدية بحق ستة من السجناء العسكريين، وحذَّر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا، من أنَّ الوضع مزعزعٌ للغاية وثمة فوضى عارمة، وعلينا التحرك فورًا.