حيَا الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا المرأة الليبية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 2013.
وقال، طارق متري، “قبل ثلاثة أسابيع فقط، أحيت ليبيا الذكرى الثانية لثورتها، ثورة قدم فيها شعب هذا البلد تضحيات هائلة لتحقيقها هذا الانجاز، لم يكن ممكناً بدون نضال الليبيين نساء ورجالاً معاً، جنباً إلى جنب، لانتزاع حريتهم بعد عقود من الطغيان”.
وأضاف، “واليوم ونحن نحتفل معا بالمرأة في يومها العالمي، يجب ألا ننسى حقيقة جلية وهي أن المرأة الليبية لعبت دوراً هاماً في إشعال هذه الثورة وساهمت فيها حتى تحقق النصر. فنحن نذكر جميعا المظاهرات التي اطلقتها نساء ليبيا في مدينة بنغازي قبل عامين والتي سرعان ما اجتاحت البلاد وأدت في نهاية المطاف إلى سقوط النظام”.
وتابع يقول، “نتذكر جيدا الشجاعة التي تحلت بها المرأة الليبية سواء كان ذلك في مشاركتها في الاحتجاجات، أو في جبهات القتال أو عند الخطوط الأمامية في شبكات التواصل الاجتماعي التي لم تكن تقل أهمية عن النضال في ساحات المعارك”.
وقال، “إنها الأم، التي قامت بالدعاء لأولادها من الثوار قبل الذهاب للقتال، و الأخت و الابنة والزوجة التي شاركت في إسعاف الجرحى وبكت على فقدان اقرباء وأصدقاء وأحبة. الكثيرات منكن قدمن المأوى والغذاء للثوار رغم المخاطر الكبيرة التي ترتبت على عمل كانت عقوبته الموت المحتم”.
وأضاف، متري، “أن الكثير الكثير من نساء ليبيا ضحين بأرواحهن أو تعرضت كرامتهن للانتهاك. لقد ساهمت كل امرأة ليبية في صنع هذه الثورة وكل امرأة وفتاة تستحق منا جميعا كل التحية والامتنان والاحترام والإجلال”.
وقال، “إن شجاعة المرأة الليبية اليوم منذ نهاية الدكتاتورية وحتى يومنا هذا من خلال العمل دون كلل وبدافع حازم لتعزيز قضايا المرأة والوطن لا تقل اهمية عن شجاعة نساء ليبيا إبان الثورة”.
وأضاف، “لقد أثبتت المرأة الليبية التزامها ببناء ليبيا الجديدة وما فتئت تكافح بثبات على المستوى الفردي أو على مستوى جمعيات المجتمع المدني في سبيل بناء ليبيا الجديدة و لتعزيز الإنجازات والمكاسب التي تحققت من أجل أن تنعم عائلاتها وأطفالها بمستقبل أفضل”.
مشيراً، بالقول، “وان مثل هذا الدور الذي تلعبه المرأة الليبية لشديد الاهمية للبلاد خلال عملية انتقالها إلى شاطئ السلام والازدهار .
واعتبر، متري، أن مشاركة المرأة الليبية في أول انتخابات حرة شهدتها البلاد منذ أكثر من أربعة عقود هي خير دليل على التزامها بالاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في بناء الوطن.
وقال، “لقد اصطفت النساء بأعداد غفيرة وبحماس مثلهن مثل الرجال أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهن بفخر واعتزاز. و منهن من ترشحت ومنهن من انتُخبت للمؤتمر الوطني العام. وفي الحكومة حالياً، هناك وزيرتان. ومؤخراً قامت عضوات المؤتمر الوطني بتشكيل تجمع خاص يعنى بأمور المرأة ويسعى لتحقيق أهدافها”.
وأضاف، “وللمرأة دورها الأصيل خلال هذه الحقبة المهمة في تاريخ ليبيا والتي يتم فيها الإعداد لانتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور وتليها عملية صياغة دستور البلاد والاستفتاء عليه”.
وقال، “إن الدستور علامة فارقة في التحول الديمقراطي في ليبيا وانتقال البلاد إلى الاستقرار والازدهار. فالتمثيل المؤثر للمرأة ومشاركتها في عمل مؤسسات الدولة، وفي جميع جوانب انتخابات هيئة صياغة الدستور وفي عملية صنع الدستور يسهم إسهاماً كبيراً في بناء ليبيا الجديدة”.
وبالمناسبة، يقول، “هذه هي فرصتكِ لجعل صوتكِ مسموعاً وإعلان موقفكِ، لا سيما بشأن القضايا المتعلقة بالمرأة وحقوقها ولكن ايضا بشأن كل القضايا المتعلقة بالوطن ومستقبله”.
وأشار، متري، أن الأمم المتحدة في ليبيا ستستمر في العمل الدؤوب مع أصدقاءنا الليبيين لمساندتهم في عملية التحول الديمقراطي وما تقتضيه هذه العملية من دعم لتمكين ومشاركة المرأة في الحياة السياسية، بما يعزز الديمقراطية ويساهم في التنمية وبناء الدولة على أسس صلبة ومتينة .
وقال، “من صميم اولويات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تعزيز حقوق المرأة. وستستمر في سعيها من أجل تسهيل وضع الآليات المناسبة لتكريس احتياجات وطموحات المرأة ومعالجة التحديات التي تواجهها. وتشمل القضايا الرئيسية مشاركة المرأة في الانتخابات، مرشحات وناخبات، وفي العملية الدستورية؛ وكذلك مشاركة المرأة في مساري العدالة الانتقالية والمصالحة، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالأشخاص المفقودين وتعزيز القدرات الوطنية والمجتمع المدني لحماية حقوق المرأة والتحقيق في الانتهاكات. كما تعمل البعثة بشكل وثيق مع فريق الأمم المتحدة في ليبيا لضمان مشاركة المرأة في
الأنشطة الإنمائية”.
وأضاف، “أن اليوم العالمي للمرأة هو مناسبة ليس فقط للتذكير بحقوق المرأة ولكنه أيضاً فرصتكِ أيتها المرأة الليبية للتعبير عن طموحاتك السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى يتسنى لك المساهمة في إعادة بناء وطنك وفرصتك أيها الرجل الليبي لتساهم في تحقيق مستقبل افضل تتبوأ فيه المرأة الليبية المكانة التي تليق بها كشريكةٍ فاعلةٍ في الحياة الوطنية”.
قورينا الجديدة