حمَّل الأمين العام لحلف «الناتو» النرويجي ينس ستولتنبيرغ المجتمع الدولي مسؤولية خروج الوضع في ليبيا عن دائرة التحكم، وانهيار الموقف الأمني والسياسي داخلها.
وقال ستولتنبيرغ في أول مداخلة عامة له منذ استلامه منصبه في سبتمبر الماضي على رأس «الناتو»، إنَّ الحلف الأطلسي نفَّذ بنجاح مهمته العسكرية في ليبيا، ولكن المجتمع الدولي لم يتحمَّل مسؤولية متابعة ذلك، ولم يتحمل أعباء إدارة المرحلة الانتقالية والعملية السياسية وبسط الاستقرار وإعادة البناء في ليبيا.
وأضاف أنَّ ما جرى في ليبيا وما تبعه يمثل تحديًّا لمجمل المجموعة الدولية، وعلى الحلف أنْ يتحرك جنبًا إلى جنب مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية لمعالجة ذلك.
وأوضح أمام منتدى نظَّمته مؤسسة «مارشال» للبحوث الألمانية الأميركية، أن مهمة «الناتو» تمثَّلت في حماية المدنيين وهو ما قام به في ليبيا، ولكن ذلك لم تتبعه المواكبة الضرورية ويجب الآن مناقشة وتحديد مَن هي الجهة المسؤولة عن المتابعة.
كما أعلن ستولتنبيرغ استعداد الحلف الأطلسي للمساهمة في بناء قدرات الأجهزة الأمنية العراقية، إذا ما تلقى طلبًا محددًا من السلطات العراقية، وأعلن أنَّ الحلف سينظم لقاءً قريبًا مع دول الخليجية الأعضاء في ما يُعرف بمبادرة إسطنبول
وقال: «نحن نريد استمرار الحوار مع هذه الدول، وتعزيز التعاون معها أمام التحديات وانعدام الاستقرار المسجل حاليًّا»، كما أشار إلى أنَّ الحلف يقوم بالتصدي إلى «داعش» عبر عمليات التنسيق بين الدول الأعضاء وعبر توفير الحماية لتركيا.
وتابع الأمين العام للناتو: «نحن نرى تهديدات مختلفة. العديد من الدول هشة. والتطرف يغذي عدم الاستقرار، ولكن ليس هناك خيارٌ بين توفير الأمن لدينا في الشرق أو في الجنوب. يتعين علينا القيام به في المنطقتين على حد سواء. مسؤوليتنا الرئيسية هي الدفاع وحماية حلفائنا. وقد اتخذت منظمة حلف شمال الأطلسي بالفعل خطوة هامة عن طريق نشر بطاريات صواريخ باتريوت في تركيا حليفتنا، وقبل المضي قدمًا في نظام الدفاع الصاروخي لدينا. هذا يرسل إشارة قوية للتضامن. وإشارة قوية من الردع.
وأضاف: «إنَّ الأزمة والصراعات خارج حدود حلف (الناتو) يمكن أن تشكل تهديدًا مباشرًا لأمننا، ولذا فإننا سوف نشارك لمنع وإدارة الأزمات، لتحقيق الاستقرار في حالات ما بعد الصراع. ودعم إعادة الإعمار، ويجب أن نكون مستعدين لاستخدام القوة العسكرية».
وأشار الأمين العام للناتو إلى أنَّ الحلف يقوم بإدارة ظاهرة المقاتلين الأوروبيين الذين يعودون من جبهات القتال في العراق وسورية، وأوضح أنَّ المسألة يتم التعامل معها بجدية وعبر تبادل المعلومات وتنسيق التحركات.