تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، على كثير من القضايا الليبية، لعل أبرزها التطورات الميدانية العسكرية في كثير من المناطق الليبية، وتصريحات الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي لصحيفة «الشرق الأوسط»، وإعلان مسؤولين عسكريين في القاهرة أن مصر ودول الخليج تبحث إقامة حلف عسكري لمواجهة «المتطرفين» في ليبيا واليمن، وتفنيد الرئيس السيسي للمزاعم التي تتعلق بمقتل جنود مذبحة الشيخ زويد في ليبيا، وغير ذلك من الأخبار والتقارير.
الجيش الليبي: نقترب من السيطرة على ميناء بنغازي
نبدأ بصحيفة «الشرق الأوسط» التي ذكرت أن الجيش الوطني الليبي بدا أنه في طريقه للسيطرة على ميناء مدينة بنغازي وقاعدتها البحرية في شرق ليبيا؛ وخاض معارك شرسة بالأسلحة الثقيلة ضد الجماعات المتطرفة بعدما هيمن على وسط المدينة.
وصرح العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بنغازي، بأن الاشتباكات تدور حول القاعدة البحرية المجاورة للميناء في بنغازي، لافتًا إلى أن ما وصفها بـ«مجموعة إرهابية» هاجمت القاعدة الخالية تمامًا إلا من بعض أفراد الحراسات.
وأضاف: «محور بنينا - بوعطني - الكويفية انتهى وتحت سيطرة الجيش تمامًا، والاشتباكات ما زالت مستمرة في غيرها من المناطق، لكن النتائج حتى اللحظة غير معروفة».
وأصيبت سفينة تابعة للبحرية الليبية راسية في ميناء بنغازي بأضرار خلال المعارك بين الجيش والمقاتلين الإسلاميين في ثاني كبريات المدن الليبية، لكن المسماري أبلغ «الشرق الأوسط» أن البارجة «معطلة وقديمة واستهدفها الإرهابيون بمدفع من عيار 106».
وقال المسماري: «بشكل عام الجيش مهيمن وله اليد العليا حتى الآن في المعارك الحالية في المدينة، يوميًا نكسب أرضًا جديدة بمساعدة السكان المحليين وشباب مختلف المناطق الداعمة للجيش».
معارك عنيفة حول ميناء بنغازي
وفي موضوع ذي صلة، قالت صحيفة «الحياة»: إن قوات موالية للحكومة الليبية شنت أمس، الاثنين هجومًا بالقرب من ميناء بنغازي، ونقلت عن الناطق باسم رئاسة الأركان العقيد أحمد المسماري: إن هدف هذا الهجوم الذي تشنه قوات موالية للواء خليفة حفتر بمساندة وحدات من الجيش هو «تطهير المنطقة من الجماعات الإسلامية المسلحة».
وقال شاهد عيان: إن سفينة قديمة للبحرية الليبية راسية في الميناء أصيبت على الأرجح بقذيفة، وسُمع بعد ظهر أمس الاثنين دوي أسلحة ثقيلة في وسط المدينة؛ حيث يوجد الميناء والإدارات الحكومية والأسواق، ودارت المواجهات في حي الليثي في وسط المدينة والمعروف بأنه معقل للإسلاميين المتشددين، وفق مراسل وكالة «فرانس برس».
الجيش الليبي يتأهب لتمشيط أحياء بنغازي وإحكام سيطرته على الميناء البحري
وفي ذات السياق، قالت صحيفة «الثورة» اليمنية: إن الجيش الليبي حث السكان في بنغازي على إخلاء حي رئيسي يوجد به الميناء البحري للمدينة، بينما يستعد لعملية عسكرية ضد مقاتلين إسلاميين في ثاني أكبر مدينة في ليبيا، وحي الصابري هو أهم منطقة تجارية في بنغازي ويوجد به الميناء البحري الذي تصل إليه واردات القمح والوقود.
وأعلن الجيش أنه استعاد بضع ثكنات في بنغازي كان مسلحون سيطروا عليها في أغسطس الماضي على الرغم من أن القتال مستمر في أجزاء أخرى من المدينة.
معارك عنيفة في بنغازي ودعوات لإخلاء أحياء والحكومة غير المعترف بها تطالب بانتخابات
ونقرأ في جريدة «النهار» تقريرًا ذكرت فيه أن قتالاً عنيفًا نشب قرب ميناء بنغازي في شرق ليبيا بعدما هاجم الجيش، مدعومًا بقوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر جماعات مسلحة متشددة.
أضافت أن عشرات السكان غادروا الحي استجابة لدعوة وجهها الجيش لإخلاء حي الصابري في منطقة الميناء؛ حيث يُعتقد أن المسلحين يتحصنون به بعد قتال تفجر قبل أكثر من أسبوعين، مضيفة أن هذا الحي هو المنطقة التجارية الأهم في بنغازي وفيه الميناء البحري الذي تصل إليه واردات القمح والوقود، وشوهدت في المدينة دبابات ومدفعية تابعة للجيش.
من ناحية ثانية، تحدث مركز بنغازي الطبي عن استقبال عشر جثث على الأقل، بينها أربع مجهولة الهوية وعليها كلها آثار رصاص، وأخلت جمعية الهلال الأحمر المستشفى الرئيس للولادة في بنغازي لأن الأطباء والممرضات يجدون صعوبة في الوصول إليه نتيجة القتال في محيطه.
الجيش الليبي يسيطر على معاقل جديدة للتنظيمات المسلحة في بنغازي
ونقرأ صحيفة «الأخبار» المصرية: أن القوات الخاصة الليبية سيطرت على مديرية أمن بنغازي ومعسكر الصاعقة الرئيس وطريق المطار بالكامل، واندلعت اشتباكات بين الجيش ومسلحين قرب «ساحة التحرير» في محيط ميناء بنغازي.
وقال الناطق باسم الجيش الليبي لموقع «سكاي نيوز عربية»: إن الجيش يسيطر بالكامل على وسط مدينة بنغازي، وأن بعض سكان حي الصابري الرئيس قرب الميناء يؤيدون المتشددين ويرفضون إخلاء منازلهم، وحي الصابري هو أهم منطقة تجارية في بنغازي ويوجد به الميناء البحري الذي تصل إليه واردات القمح والوقود.
يأتي ذلك بعدما حث الجيش سكان بنغازي على إخلاء «حي الصابري»، وإعلانه عن استعدادات لشن هجوم وشيك على المنطقة وسوق الحوت اللتين تتحصن فيهما «الجماعات المسلحة» في بنغازي، وإذا ما استطاع الجيش السيطرة علي الصابري وسوق الحوت، فستبقى منطقة الليثي الوحيدة التي يتمركز فيها المسلحون المتشددون داخل مدينة بنغازي.
اشتباكات عنيفة قرب ميناء بنغازي وغرق سفينة حربية
من جانبها، أوردت صحيفة «عكاظ» السعودية، نبأ غرق سفينة تابعة للبحرية الليبية في ميناء بنغازي بعد أن أصيبت بأضرار بالغة خلال معارك عنيفة بالطائرات والدبابات بين الجيش ومقاتلين في المدينة.
وذكر مصدر أمني أن السفينة التابعة للبحرية بدأت في الغرق، ويغادر عشرات السكان المدينة امتثالاً لدعوة وجهها الجيش لإخلاء منطقة الميناء، حيث يقول المسؤولون العسكريون إن الإسلاميين متحصنون هناك بعد قتال تفجر قبل أكثر من أسبوعين.
من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر، قوله: إن بلاده لن تسمح باستمرار القتال بين الليبيين، وإن الجيش الليبي يسيطر على معظم بنغازي، نافيًا وجود أي طائرات أجنبية تشارك في عمليات الجيش في بنغازي، وأن الطائرات التي تقصف ليبية والطيارون ليبيون والحرب القائمة ليست حربًا ضد الليبيين، إنما هي حرب ضد مجموعات خارجة عن القانون تريد تدمير ليبيا.
«تحالف» مصري - خليجي: دور عسكري في ليبيا واليمن
وننتقل إلى موضوع آخر، حيث نقلت صحيفة «السفير» اللبنانية عن مسؤولين عسكريين مصريين، أمس الاثنين أن مصر والسعودية ودولة الإمارات والكويت تبحث إقامة حلف عسكري لمواجهة «المتطرفين» في المنطقة، خاصة ليبيا واليمن.
وصرح المسؤولون لوكالة «أسوشيتد برس»: إن الدول الأربع تدرس تشكيل حلف منفصل عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش»، موضحين أن الحلف قد يتدخل في دول أخرى، مثل ليبيا واليمن، وأنه لا يفكر بالتدخل في العراق وسورية.
وقال مسؤول خليجي على اطلاع على المحادثات: إن حكومات مصر والسعودية والإمارات والكويت تنسق بين بعضها البعض بشأن كيفية التعامل مع الملف الليبي، و«المحادثات تتواصل حول كيفية التعاون لمواجهة المتشددين في المنطقة».
وأوضح المسؤولون أن الدول الأربع تريد الحصول على «موافقة مبدئية» من الولايات المتحدة حول القوة المشتركة وسط تشكيك بأن واشنطن مستعدة لتوسيع عملياتها إلى متشددين آخرين غير «داعش».
السيسي يفند مزاعم مقتل جنود مذبحة الشيخ زويد في ليبيا
أما جريدة «الوطن» الكويتية فأوردت إعراب الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي عن استيائه مما وصفها بـ«المزاعم» حول أن قتلى الجيش المصري في الهجوم الأخير بشمال سيناء سقطوا في ليبيا، في الوقت الذي اتهم فيه جماعة «الإخوان المسلمين» بالسعي إلى «إراقة الدماء» في مصر.
وقال الرئيس السيسي، في كلمة أثناء حضوره المناورة التعبوية «بدر 2014» التي نفذتها القوات الجوية الاثنين: إن «الجيش المصري كان حريصًا على عدم إراقة الدماء، لكن الإخوان كانوا حريصين على عكس ذلك تمامًا»، بحسب ما أوردت وكالة «أنباء الشرق الأوسط».
وأضاف إن «الإخوان كانوا يتخيلون أنهم يستطيعون أن يفصلوا سيناء عن الوطن الأم، ويحولونها إلى إمارة تكون شوكة في ظهر مصر، تستخدم عند الضرورة»، مشيرًا إلى أن «الجيش المصري لم يكن يهدف إلا أن تبقى مصر باقية شامخة بكل مؤسساتها حتى لا تسقط».
الجزائر تقوم بإجراءات أمنية استثنائية على حدود ليبيا
ونطالع في جريدة «الجزيرة» السعودية، خبرا يشير إلى أن القوات المشتركة للأمن والجيش الجزائري بدأت في اتخاذ إجراءات استثنائية عاجلة على الحدود الجزائرية - الليبية، لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجهها بسبب الأوضاع المتوترة داخل الأراضي الليبية؛ في ظل محاولات المسلحين التسلل إلى الجزائر، وتهريب السلاح والمتاجرة فيه لصالح جماعات متطرفة تنشط في أفريقيا.
أضافت الصحيفة، أن قيادة أركان الجيش الجزائري قررت تعزيز وحدات الجيش المرابطة على الحدود مع ليبيا بـخمسة آلاف بين جندي، وإنشاء قطاع عملياتي بالمنطقة الحدودية بولاية إليزي (جنوب البلاد) تحسبًا لرفعها إلى مصاف ناحية عسكرية سابعة.
وشدد قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح خلال اجتماعه بكبار قادة العسكريين المعنيين الاضطلاع بكامل مسؤولياتهم في حماية الحدود قرب منطقة مشتعلة التي تخشى السلطات انتقال نارها إلى التراب الجزائري.
رئيس الحكومة الليبية غير المعترف بها يطالب بـ«انتخابات جديدة»
وننتقل إلى «الدستور» الأردنية التي نقلت إعلان رئيس الحكومة الليبية غير المعترف بها دوليًا عمر الحاسي أن إجراء انتخابات تشريعية جديدة أمر لا بد منه لوضع حد للفوضى التي تعانيها البلاد منذ إطاحة نظام معمر القذافي.
وكان الحاسي كلف رئاسة حكومة موازية بدفع من تنظيم فجر ليبيا الذي سيطر في نهاية أغسطس على العاصمة بعد أسابيع من المعارك مع القوات الحكومية، ومنذ ذلك الحين اضطرت حكومة عبدالله الثني المعترف بها دوليًا إلى اللجوء إلى شرق البلاد شأنها شأن البرلمان المنبثق من انتخابات 25 يونيو.
«درنة» الليبية أوّل «إمارة داعشية» في شمال أفريقيا
أخيرًا مع صحيفة «الشروق» التونسية التي نشرت تقريرًا تحت هذا العنوان، ذكرت فيه أن درنة باتت أوّل إمارة تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي وذلك بعد أن نشرت مقاطع فيديو تظهر إعلان البيعة والولاء لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في الشرق الليبي.
ونشر فيديو يظهر استعراضًا عسكريًا لميليشيات «تنظيم أنصار الشريعة» حاملين أعلام «داعش». وأكدت مصادر إعلامية ميدانية أنّ درنة الليبية باتت الولاية الثانية للتنظيم بعد الرقة السورية وأصبح يصطلح عليها بعبارة «الإمارة» في المعجمية التكفيرية للتنظيم.
ودعا «داعش» إلى تجمّع جماهيري في «ساحة الصحابة» وسط درنة لإبلاغ السكان بقرار مبايعته «داعش»، الذي توافق مع عرض عسكري لمن أسماهم «شرطة الإسلام».
وجرى تداول مقطع مصور على «يوتيوب» ظهر فيه العشرات من الأشخاص، تحيط بهم دوريات أمنية، عليها شعار داعش يعلنون ولاءهم لأبو بكر البغدادي في ملتقى «مدّوا الأيادي لبيعة البغدادي» الذي أقيم مساء الجمعة الماضي والتي سميت «جمعة البيعة».
وبحسب المعلومات التي نشرتها الجريدة فإن ما يدعى «أبو حبيب الجزراوي» وهو سعودي أوفده البغدادي لتلقي البيعة انتقل منتصف سبتمبر الماضي مع عدد من كبار عناصر جماعة «داعش» الإرهابية إلى ليبيا عن طريق تركيا.
وأسس «أبو حبيب» ما يسمى بـالحرس البلدي وأقيم يوم الجمعة الماضي عرض عسكري شاركت فيه 50 سيارة من نوع الدفع الرباعي جالت في شوارع المدينة، حاملة شعار «داعش» وهي الخطوة التي تعد بمثابة إعلان رسمي من هذه الجماعة بمبايعة أبوبكر البغدادي.