رئيس لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني: "نصوت قريبا لعزل أنصار
القذافي.. وسنطيح برئيس أركان الجيش الليبي".... جمعة السائح يؤكد أنه لا
وجود لتنظيم القاعدة في ليبيا ومن يروجون لهذا الكذب لديهم أطماع....
القاهرة: خالد محمود:
نفى جمعة السائح رئيس لجنة الدفاع بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) في
ليبيا، وجود أي تنظيمات إرهابية على الأراضي الليبية، معتبرا أن من يروجون
لما وصفه بـ«هذه المعلومات غير الصحيحة» لديهم أطماع حقيقية في خيرات
البلاد. وكشف السائح عن وجود مخطط لتوطين لاجئين أفارقة
في ليبيا، متهما بعض الدول القوية، من دون تسميتها، بمساندة هذا المخطط
والعمل على تنفيذه على أرض الواقع. وقال في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عبر
الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، إن المؤتمر الوطني سيصوت يوم الأحد أو
الثلاثاء المقبلين لصالح تمرير مشروع قانون العزل السياسي، لمنع المحسوبين
على نظام العقيد الراحل معمر القذافي من تولي أي مناصب رسمية أو حكومية في
الدولة الليبية. وأكد السائح أن العزل سيشمل فقط من قتل أو سرق الليبيين
وأفسد حياتهم السياسية خلال حكم القذافي، لافتا إلى أن العلاقة بين المؤتمر
الوطني والحكومة الانتقالية التي يترأسها الدكتور علي زيدان هي علاقة ود
وأن الاختلاف أو الاتفاق بينهما على بعض القضايا، هو أمر طبيعي طالما كان
في صالح البلاد.
وشدد السائح على ضرورة إقالة اللواء يوسف المنقوش من منصبه كرئيس
لهيئة أركان الجيش الليبي بدعوى تحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة، موضحا
أن المؤتمر سيصدق على قرار إقالة المنقوش من دون التشاور مع وزير الدفاع
محمد البرغثي الذي سبق أن أكد لـ«الشرق الأوسط» في حوار خاص أخيرا رفضه
إقالة المنقوش وأكد تمسكه ببقائه في منصبه.. وفي ما يلي نص الحوار:
كيف ترى اتهام محمد بازوم وزير خارجية النيجر لليبيا بإيواء تنظيم القاعدة وقبله حديث الرئيس التشادي عن وجود معسكرات إرهابية لديكم؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، لعل هناك بعض التنظيمات
الإسلامية ولكنها محدودة وعندما نتكلم عن دولة فيها ستة ملايين نسمة لو فيه
خمسون أو أربعون مواطنا ينتمون لتنظيمات إسلامية وليست إرهابية، فهذا لا
يعني أن هناك تنظيمات قوية ومؤطرة تؤثر فيما حولها، لا أعتقد في هذه
الادعاءات، والناس التي تقول هذا بغض النظر عمن هم، مدفوعون ممن لديهم
أطماع في ليبيا. أنت تعلم أن ليبيا خاصة في الجنوب مليئة بالخيرات مثل
اليورانيوم والذهب والنفط والثروات الطبيعية، أنا باعتقادي هناك بعض الدول
القوية التي تريد فصل الجنوب عن ليبيا وتثير هذه الأكاذيب وهذه الأشياء
التي لا أساس لها من الصحة. نحن نعلم من هي الدولة التي تحاول أن توطن
المجاميع الخارجة عن طوع الدول الأفريقية مثل السودان وتشاد والنيجر
وغيرها. نحن نعلم هذه الدولة، وهي قالت صراحة إن ليبيا بها خيرات كثيرة
فلماذا لا نوطن هؤلاء الناس في بلدكم؟ الحقيقة معروفة، لكن نحن الآن نمر
بمرحلة صعبة، وربما يظن البعض أننا الآن عبارة عن غنيمة لمن حولنا، لكن
هيهات. لن يحقق الله رغباتهم وسوف يتصدى لهم الليبيون كما تصدوا للنظام
السابق بكل جبروته وبإمكاناته المادية والتقنية وعلاقاته إلى آخره،
وانتصرنا عليه وسننتصر بفضل إرادة شعبنا التي لا تماثلها لا قوة سلاح ولا
تخطيط.
لكن وزير خارجية النيجر قال إن ليبيا اليوم واحدة من أكبر القواعد الدولية للإرهاب.
هذه أكاذيب لا أساس لها من الصحة، تعلم أن كافة التيارات
الإسلامية كانت محاربة من النظام السابق، وليس هناك أي تنظيمات كما يدعي
السيد بازوم.
كيف هو الوضع الآن في العاصمة طرابلس في ظل محاصرة بعض الوزارات؟
هناك بعض المخالب التي تريد أن تقسم ليبيا، وهناك بعض الأكاذيب،
وكلمة حق يراد بها باطل، مثل العزل السياسي، إلى آخره، لكن هذا لا أساس له
من الصحة.. فقد تنادى كافة أعضاء المؤتمر الوطني وقرروا العزل السياسي
العاقل الذي لا يعزل ثلثي الليبيين، ولكن سيعزل من سرق وقتل فقط. وأعتقد
أننا سنخرج يوم الأحد المقبل على الليبيين بصيغة يرتضونها، هذا من ناحية،
ومن ناحية ثانية فقد عرف الليبيون أن هذه الحركات التي خرجت وحملت السلاح
وحاولت الاعتصام ودخلت وزارة الخارجية وغيرها من الوزارات التابعة للحكومة
الانتقالية، سيخرج الشعب الليبي لمناهضة هؤلاء المراهقين ومناصرة الشرعية
وقد بدأوا منذ أول من أمس في مظاهرات ضد هؤلاء الذين يريدون الإطاحة
بالثورة الليبية.
هل هذا يعني وضع الشعب الأعزل في مواجهة المسلحين بسبب غياب الشرطة والجيش؟
كما تعلم، أكبر قوة نتملكها هي قوة الشارع، فالحكومة وكل الواعين
من الليبيين خرجوا على شاشات التلفزيون للتحدث إلى القاعدة العريضة من
الجماهير وقالوا لهم إن هؤلاء الذين يتمركزون الآن أمام سيادة الدولة
والوزارات، هم يريدون الإطاحة بالدولة وعليكم أن تنتبهوا وأن تخرجوا
لمقارعتهم. ونحن وجدنا خير وأفضل سلاح نستطيع أن نهزم به كل من يريد
التطاول على ليبيا، هو شعبنا، وهو القاعدة التي أدخلتنا إلى المؤتمر والتي
اختارت الحكومة، فهي الأساس، ونحن دائما عندما نجد أي مختنق نرجع إلى هذه
القوة الضاربة التي إن شاء الله ستنتصر.
تردد أن المؤتمر لن ينعقد كما هو مقرر يوم الأحد المقبل، وسيؤجل تمرير القانون.
لا، سيجتمع المؤتمر الوطني يوم الأحد المقبل، وستنظف الوزارات من أولئك الذين يريدون الإطاحة بالدولة الليبية.
تعني أنه سيتم اللجوء لاستخدام القوة لإخراج الميليشيات المسلحة؟
لا، سوف نستعمل قوة غصن الزيتون، سيخرج الليبيون جميعا، وهذا مثل
السيل الجارف الذي لن يتصدى أحد له وسيقتلعون كل الحواجز والأشياء التي لا
معنى لها ستطاح أمامهم بإذن الله.
هل تعتقد أنه سيتم تمرير قانون العزل السياسي في جلسة الأحد؟
أنا رئيس كتلة من الكتل الخمس داخل المؤتمر الوطني، واجتمعنا
وتناقشنا واتفقنا من حيث المبدأ على الأساس. هناك بعض الأشياء التي سنبحثها
ونتوافق عليها خلال اليومين المقبلين، إن لم يكن التصويت يوم الأحد فسيكون
يوم الثلاثاء.
هل هناك إجماع على المشروع؟
نعم، إنه عزل سياسي عاقل ومحترم يقصي كل من قتل الليبيين وسرقهم ومن أفسد الحياة السياسية فقط.
هل ما زلت تصر على إقالة اللواء يوسف المنقوش من منصبه كرئيس لأركان الجيش؟
أولا، أنا ما زلت أصر كما يصر كل الشرفاء في ليبيا على تغيير رئيس
الأركان، وتغيير وإقالة وتنصيب رئيس الأركان حق أصيل ورئيس لأعضاء المؤتمر
الوطني ولجنة الدفاع من دون سواهم، ونحن ماضون في هذا الاتجاه. وبإذن الله
سنصدق على إقالة رئيس الأركان والوصول إلى رئيس أركان جديد قادر على بناء
الجيش.
لكن محمد البرغثي وزير الدفاع اعترض في حوار لـ«الشرق الأوسط» على إقالة المنقوش.
وزير الدفاع لا سلطة له على إقالة أو تنصيب رئيس الأركان، فهو رجل سياسي لا علاقة له برئيس الأركان.
تعني أنه لن يتم حتى التشاور مع وزير الدفاع في إقالة المنقوش؟
نعم، لا نتشاور معه. هو رجل سياسي عبارة عن منسق ينقل القضايا السياسية إلى التكنوقراط، هو عبارة عن حامل حقيبة ومنسق فقط.
أليس في ذلك تضارب في السلطة، على اعتبار أنكم تمارسون دورا تنفيذيا هنا وليس تشريعيا؟
أنت تعلم ويعلم الناس أنه في كل دساتير العالم، تعيين رئيس
الأركان حق من حقوق رئيس الجمهورية أو أعلى سلطة في الدولة. والآن بحسب
الإعلان الدستوري، فإن من يمتلك هذا الحق هو من يمثل أعلى سلطة في الدولة،
وهو المؤتمر الوطني، فهو من دون غيره له الحق في تغيير وإقالة وتنصيب
المناصب السيادية كلها.
لماذا تريدون إقالته؟
للتداول السلمي للسلطة. نحن لا نؤمن بأن هناك شخصا واحدا يقول أنا
ربكم الأعلى وأنا الوحيد الذي أستطيع البقاء في هذا المكان. نحن قمنا
بثورة ليكون هناك تداول لسلطة ومنحنا رئيس الأركان فرصة، ونريد تغيير هذا
الرجل حتى لا تكون سلطة لكل من يجلس في هذا المكان.
فقط للتداول السلمي، أو هناك مآخذ أخرى؟
لا، نحن نسعى فقط لتكريس مبدأ التداول على السلطة.
هل صحيح أن هناك خلافات بين المؤتمر الوطني وحكومة زيدان، وأن هناك اتجاها لتعديلها؟
العلاقة بين التشريعي والتنفيذي علاقة ود وتباحث، نحن مهمتنا
تعيين رئيس الوزراء الذي بدوره يختار الوزراء، ومهمتنا التقييم والتقويم
والمراقبة للجهاز التنفيذي، ونختلف أو نتفق من أجل ليبيا ومن أجل الحق، ومن
الطبيعي أن يكون هناك اتفاق أو اختلاف.