تقرير: محمد مصراتي
كنت
أود في تحقيق سابق عن الكحول في ليبيا، اضافة تعاطي الحشيش في ليبيا إلى
التقرير، ولكن أحد الذين أجريتُ معهم حوارًا، وهو "ع.م"، اقترحَ عليّ نشر
تحقيق عن الحشيش لوحده منفصلاً عن تحقيق الكحول، "ذلكَ أنّ الدوخة حاجة،
والطاصة حاجة تانية" على حدّ تعبيره.
وبالفعل
كانَ ذلك، اذ أنّ هناكَ العديد من شاربي الكحول في ليبيا لا يفضّلون تعاطي
أي نوع من المخدرات، وكذلك الحال مع العديد ممن أجريتُ معهم حوار حول
الحشيش، أخبروني بأنّهم لا يحبّون "السكير وغنته".
ورغمَ
ذلك، يقول "م.ع" أنّ "الّي يبيعوا في المكرشم في ليبيا هم نفسهم الّي
يبيعوا الدوخة". ويضيف: "أني ما عنديش في الحشيش، لكن كل ما نمشي نشري شيشة
أبسولوت والاّ بلاك ليبل يبدا الّي يسربي يشدها في جرتي باش نشري منه طرف
تسينة".
لا
تختلف طريقة تهريب وتجارة الحشيش في ليبيا عن طريقة تهريب وتجارة الكحول.
كذلك ذات الشيء في صناعتها، اذ أنّ "أحمد.ع"، وهو تاجر سابق للحشيش في
بنغازي أخبرنا بأنّ معظم بضاعته كانَ يتحصلّ عليها من الجبل الأخضر، ويقول
أيضًا: "الّي نحصل منه في البضاعة يزرع فيها في أرض قريبة من بيته، ويعتمد
في الدخل امتاعه على المهربين لمصر". هذا في شرق ليبيا، أمّا في غربها،
فيقول "م.ع" أنّ معظم الحشيش الذي يتعاطاه الناس يُزرع في المغرب، وعملية
تهريبه محكمة جدًا وتتمّ عن طريق البحر لأن هناكَ خطر في تهريبها عن طريق
الحدود التونسية بسبب العقوبات الجنائية التي يفرضها القانون هناك.
بين الشرق والغرب
من
ناحية الشرق الليبي، سنعثر في معظم الأخبار عن الحشيش على المواقع المصرية
أنّ معظم الشحنات المهرّبة والتي يتمّ القبض عليها قادمة من ليبيا. وحسب
ما قالهُ "أحمد. ع"، فإنّ معظم صفقات تهريب الحشيش بين ليبيا ومصر هي عمل
عائلي يقومُ بهِ أفراد يتبعون قبائل ليبية-مصرية. ذاتُ الشيء يحدث في
الجنوب بينَ أولاد العم الليبيين-التشاديين. أمّا في غرب ليبيا، فحسب "ع.م"
أنّ الحشيش القادم من المغرب يشتغلُ على تهريبه أفراد وشبكات تهريب
متنوّعة، إلاّ أنّ معظم الذي يصلهم من الحشيش المغربي هو من النوع العادي
وليسَ ذو التأثير القوي. يقولُ أيضًا بأنّ قرص العشرة دينار في طرابلس
والمنطقة الغربية تكفي ثلاث بافرات (أو خمسة جوانات)، لأنّ تأثيرها ليسَ
قوي. هذا النوع يسمّوه في المغرب الـ "وان أورو"، ويكونُ فاتحُ اللون من
الخارج والداخل، وأقرب في اللون إلى الحنّة، بينما نوع "اتنين اورو" فهو
مركّز جدًا، ويكونُ لونه من الخارج داكن، وفاتح من الداخل، وهذا النوع غير
متوفّر بكثرة في ليبيا، وعادةً يتمّ التوصية عليه بسبب غلاء سعره.
يقول
"أحمد.ع" عن تجربته في تجارة الحشيش: "ما فيش خطر كبير من بيع الحشيش في
ليبيا. لما كنت انبيع فيه حتى جماعة الشرطة كانوا زبائن عندي. أهم شي ان
الواحد يمشي من الحيط للحيط ويخليه يتاجر بالّي متوفر." ويقول أيضًا: "في
فترة كنت نبّي انوقف لكن اندير راس مال كويس خلي نفتح بيه قهوة، وكنت نبي
نشري حشيش بمبلغ كبير، لكن صحابي الّي قدم في بيع الحشيش قالولي ان
المكافحة والشرطة حيعرفوا انّي شريت بمبلغ كبير وممكن نتريّس ع السوق
ونخربلهم بيتهم، ووقتها يبعتولي جماعة من المكافحة باش يمسكوا الكمّية الّي
عندي ويحبسوني بعد ما يحطّوا خليقتي في برنامج الأمن والمجتمع".
ذات
الشيء أخبرنا به (محمد.ب)، والذي كانَ يتاجر في الكحول المهرّب والحشيش.
اذ قالَ بأنّه كان يمتلكُ حدًا معيّنًا في شراء بضاعته كي لا تؤثر تجارته
في الرؤوس الكبيرة في الدولة، والذينَ يكون جزءًا من كسبهم مرتبط ببيع
الحشيش والكحول أيضًا، وأنّهُ في حال اشترى كمّية كبيرة ليبيعها في منطقته
بطرابلس، فـ "حيحطّوا عليّ العين وأوينا زوّا عليّ الفيل"، يقول.
حكاية
يقول
محمد ب: "مرّة في صيف 2010، واحد صاحبي يسربي في القلّوب (الاسم المتداول
للحشيش في ليبيا) كان يبّي يهاجر لكن نقصوا عليه فلوس.. قالّي يبّي يشري
بضاعة كبيرة من واحد مهرّب نعرفوه يجيب في بضاعته طول من المغرب لزوارة عن
طريق البحر. انصحته يبجد ع الموضوع، لكن هو سكّر راسه وقالّي انه حيشري
البضاعة ويسقّدها بسرعة قبل ما يفيقوا به الرووس. امشي بعدها بيومين اتصل
بيا وقالي انه شري البضاعة في زوارة ويبي يوزّعها. اشريت منه كمية بسيطة
وهو الحق قدّر ظرفي وخوفي مع ان عندي فلوس نشري اكتر، لكن حاشاك القوّادة
كاترين وكنت خايف. لكن جماعتنا التانيين خافوا منه وما بوش يشروا منه.
بعدها بتلاتة ايام سمعت بيه مسكين انطب. حتى سيرته جابوها في الراديو وقتها
وعلى أساس ان المكافحة ألقت القبض على تاجر كبير ودوّة فاضية".
عندما
حكى محمد ب عن صاحبه هذا، تذكرتُ أحد أصدقائي، وهو شاعر وصحفي ليبي أخبرني
أنهُ ذاتَ مرة في العام 2010 استقلّ تاكسي لقضاء بعض المشاوير، وكانَ
السائق في حالة من التوتر والقلق وهو يستمعُ إلى احدى المحطات على الراديو،
وفي منتصف الطريق ذكرَ المذيع أنّ "جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات
العقلية" ألقى القبض على تاجر كبير للمخدرات وفي بيته كمّية كبيرة من
الحشيش. وقتها – حسب صديقي الصحفي – ضربَ السائق مقود السيارة بغضب وصرخَ
قائلاً: "تي خلّوا الشعب يتكيف النم".
محاولة العثور على المواطن ع
قبل
أيام، وحينَ كنتُ أجمّع الحوارات التي أجريتها حولَ هذهِ المادة، ضربني
الفضول حولَ مصير صديق محمد ب الذي حُبس في سجن الجْديدة في صيف العام
2010. اتصلتُ به وسألته، فقالَ لي بأنّ النظام السابق أطلق سراحه مع بقية
السجناء عند اندلاع الثورة ومحاولة القذافي لخلق الفوضى في البلاد عن طريق
اطلاق سراح كلّ السجناء من المجرمين وتسليحهم للعمل لصالحه. حكى لي محمد
عمّا حدث لصديقه فور اطلاق سراحه مع باقي السجناء. حكاية حمّستني لإجراء
حوار معه. سألتُ محمد ب ان كانَ في مقدوري التواصل مع صديقه، وفي اليوم
التالي أخبرني عن رفض صديقه لهذهِ المقابلة. قلتُ له بأنّني لن أضعَ اسمهُ
في التحقيق، ولكنّ قصته مهمة لهذهِ المادّة، كما أنّني لن أقومَ بذكر
تفاصيلَ كثيرة حوله احترامًا لخصوصيته وحساسية الموقف. تركتُ المهمة لـ
محمد ب، والذي قامَ – مشكورًا – بإقناع صديقه، وأتفقنا على اللقاء عن طريق
برنامج "سكايب".
سأرمزُ
له هنا بحرف "ع". شاب في منتصف الثلاثينيات. لهُ صوتٌ خشن، يستطيعُ
استغلاله في تقديم البرامج المسموعة. متحدّث بارع ويجيدُ سردَ الحكاية حتى
ألهبَ في داخلي الحسّ الروائي أكثر من حسّ الصحفي. لا يضحكُ بالمرّة، وفي
منتصف حكيه، يسكتُ قليلاً ليسحبَ نفسًا أو اثنين من سيجارته. لم أرى وجهه،
ولكن صوتَ سحبهِ لأنفاس السيجارة كانَ مسموعًا. تحسّهُ غاضبٌ دومًا، وبينَ
كلّ جملة وأخرى كانَ يطلق سبّة أو شتيمة يتبعها بـ "بتريس ما تحطهاش السبّة
هادي في المقال امتاعك"، وحينَ كنتُ أخبرهُ بأنّ المادة التي أشتغلُ عليها
تحقيق صحفي وليس مقالة، كانَ يجيبُ على الفور "جو تحقيقات النيابة قصدك؟".
سألنا
"ع" عن سبب تجارته للحشيش، رغمَ أنّ محمد ب أخبرنا بأنّه يمتلكُ شهادة في
الصيدلة، فأجاب: "أني الحمدلله متخرج من كلية الصيدلة وعندي شهادة، لكن
مافيش فلوس لكي أفتح صيدلية. كل شخص عنده صيدلية لا يرضى بتشغيل رجل فيها.
الكل يقول انه يبحث عن بنت. "التريس معش يلقوا خدمة في الصيدليات.
ويضيف:
"الجهة الّي نسكن فيها معبية تجّار مخدرات. الّي كانوا يقروا معي في
الاعدادي وتوقف عن الدراسة بعد ما رسب في الشهادة لقيته بعد ما تخرجت يتاجر
في الحشيش وعنده سيارة وحياته تمام. أني عندي شهادة وقضيت حياتي كلها في
القراية والشهادات بس مش لاقي خدمة. هكّي لقيت روحي متسلّف من هنا وهناك
ولقيت روحي في زاوية انسربي (أتاجر) زي الأخرين".
ويقول:
"السجن صعب وتعبت فيه. عارف انّي انقلبت على اولاد خلطتهم مش كويسة، لكن
الله غالب، وأكثر شي قاهرني كان قلّة الرضى من أمي. تعبتني هلبة وما جتش
تزورني في الحبس. خوتي واخواتي كلهم متعلمين، وحتى أني متعلم، لكن كل واحد
فيهم قدر يدير حل لعمره الاّ أني".
"نصّ الشعب يحشّش، ونصّه الثاني يسربي"
سألتهُ
ان أحسّ بالظلم في فترة سجنه، وان كانَ ذلك قد ولّد حقدًا في داخله تجاه
الحكومة، فأجاب: "تي ايه مظلوم. نص الشعب يحشّش ونصّه التاني يبيع. أعلاش
أني؟".
ويضيف:
"حتى الّي تلاقيت معاهم في السجن ما فيش واحد فيهم ماسكينه لأنه يتاجر في
الحشيش. كلهم يا امّا ضارب شرطي والاّ سارق سيارة.. أعقل واحد فيهم تهمته
جابد موس (سكّين) على شرطي".
الانضمام إلى الثورة
يقولُ
ع: "لمّا طلعونا من السجن، كنت حاقد على معمر. الكثير من الّي طلعوا معي
خدوا سيارات وسلاح ونزلوا للبلاد يغنّون لمعمر "الله ومعمر" وباقي القصة
الحزينة. لكن في أخرين خدوا سلاح وعادوا الى بيوتهم مستنيين لعند ما يوصلوا
الثوّار لطرابلس كي ينضموا لهم.".
ويضيف
"ع" أنّهُ لم يستطع العودة إلى بيته بسبب عدم رضى والدته عنه، وأنّ "تلت
ارباع الشارع كانوا مع معمر. قلت في خاطري ان ما عنديش شي أخسره. ركبت
السيارة ومشيت لتونس. عندي خوي قاعد هناك بعد ما صار مطلوب بسبب انضمامه
لمظاهرة في قرجي في بداية الاحداث.".
لم
يبقى "ع" كثيرًا في تونس، بل استدان نقودًا من أخيه للسفر إلى القاهرة،
ومن هناك ركبَ السيارة إلى بنغازي لينضم إلى شباب في الميناء يقومون بإعداد
المؤن الطبّية للثوّار في مصراتة. يقول "التقيت بكم واحد نعرفه من أيام
الكلّية وبعدين سافروا لأوروبا وعادوا إلى بنغازي في أيام الحرب. تطوّعت
معهم في تأمين الأدوية للثوّار. اشتغلتُ معهم أسبوعًا ومن ثمّ قررت الذهاب
إلى مصراتة للقتال".
الحشيش في الجبهة
أثناء
الحرب في ليبيا لإسقاط النظام السابق، نشرت العديد من وكالات الأنباء
تقاريرًا حول تعاطي الثوّار الليبيين لمادة الحشيش قبيل انطلاقهم للجبهة.
يذكر في احدى التقارير على موقع Gawker.com أنّ العديد من المقاتلين في
صفوف الثوّار لا يستطيعون الدخول إلى الجبهة إلاّ بعدَ تناول بعضًا من
المادّة المخدّرة.
وفي
تقرير لـ وكالة الانباء AP، يذكر أحد الثوّار من مدينة مصراتة "لا يمكنني
القتال دون تناول الحشيش أولاً"، ويضيفُ التقرير أنّ سعر الحشيش قد ارتفع
في بنغازي أثناء الحرب، وقد ارتفع السعر مرتين في مصراتة، رغمَ انّ مقدار
الطلب عليه لم ينخفض.
يقولُ
أحد الثوّار لمراسل وكالة الأنباء: "هذا أمر سيء للغاية. هؤلاء يحاربون
لهدف نبيل الا وهو الاستشهاد، ولكنهم يفسدون ذلك بتعاطي الكيف".
أمّا
أحد الثوّار الأخرين، فيقول أنّ "هؤلاء المقاتلين شباب عاديين يقاتلون
جيشًا مدرّبًا ومرتزقة محترفين. العديد من هؤلاء الشباب يقاتل بشكل ارتجالي
دون دراية بأساليب الحرب، والحرب صارت بالنسبة لهم مأزق كبير. فيلجاؤن
لاشعال السجائر المحشوة".
عليّ،
وهو أحد المقاتلين في مصراتة ابان الحرب أخبرنا بأنّ العديد من رفاقه
كانوا يدخنون الحشيش أثناء القتال. أضاف بأنّ هذا لا يعتبر أمرًا غريبًا،
وذلكَ لأنّ هؤلاء كانوا يدخنون الحشيش قبيل الحرب، وأنّها بالنسبة لهم كيف
ومزاج كالسجائر العادية. "ما كنّاش انشوفوا بأنّ هذا عمل غير أخلاقي" يقول
علي، "الحشيش ما كانش أداة للهروب من خوف الحرب.. أنا لا أدخن الحشيش،
ولكنني كنت محتاج للسجائر لأنني أتكيّف بها، ونفس الشي للّي يدخنون الحشيش،
خاصةً وان نسبة كبيرة من الشباب الليبيين يدخنون الحشيش بشكل دائم".
وعندما
انضمّ "ع" إلى صفوف الثوّار في مصراتة، اضطر للتوصية بشكل دائم على قطعة
حشيش من أصدقائه في بنغازي والذين يعدّون المائونات للثوّار في الجبهة.
كذلك "ع" يمتلكُ نفس الرأي الذي أبداهُ علي. اذ قالَ بأنّ الحشيش بالنسبة
له كانَ كتعاطي السجائر بسبب اعتيادهِ على تدخينها، وانّ كلّ من جلسَ معهم
لتدخين المادّة المخدّرة كانوا "قدامى في السراكة"، واضاف: "هؤلاء قلّة بين
عدد المقاتلين في الجبهة".
الحشيش في ليبيا اليوم
في
تقرير بعنوان "تعاطي المخدرات والتهريب ينشطان في ليبيا"، ونُشرَ بتاريخ 6
مارس 2013 على موقع Voice of America، وقامَ بكتابته "جيمي ديتمر"، الصحفي
الأمريكي والكاتب بمجلتي "نيوزويك" و"دايلي بيست"، يقول فيه: "ليس من
الصعب العثور على أدلة على تعاطي المخدرات في العاصمة الليبية، خاصةً في
الحدائق والمناطق السكنية".
ويضيف:
"حسب عبدالوهاب القايد، عضو المؤتمر الوطني، فإنّ تهريب المخدرات تحدّي
حقيقي للحكومة الليبية مع تدفقها من الدول المجاورة في الجنوب كـ تشاد
والنيجر".
ويقولُ
القايد: "أنا من سكّان الجنوب، وأعرف أنّ عندنا حدود واسعة، وفي الواقع
نعاني العديد من المشاكل، أهمها المهاجرين الغير شرعيين والمخدرات. لا
يمكننا التحكّم في حدودنا".
ويقول "جيمي ديتمر" في تقريره أنّ الشرطة تدّعي بأنّ 80 من المائة من الجرائم التي تحدث في ليبيا متعلّقة بتجارة وتهريب المخدرات.
وقد
تحدّث الكاتب مع "كمال الشريف"، وهو أحد المؤسسين لمنظمة غير حكومية
لتوعية الناس بخطر المخدّرات. يقول الشريف: "الوضع أسوأ ممّا كان عليه.
أكثر المخدّرات تعاطيا الأن في ليبيا هي الحشيش وحبوب الهلوسة، ولا أحد
يتحدّث عن هذهِ المشكلة. من ناحيتي أراها أكبر مشكلة نعاني منها اليوم في
ليبيا والطلاّب في المدارس لا يعرفون شيئًا عن مخاطر المخدرات".
ويضيف:
"أنا خائف بسبب هذا الوضع لأنّ معظم الجرائم التي تحدث في طرابلس على سبيل
المثال متعلّقة بالمخدرات والناس تحتَ تأثيرها. انهم يمتلكون السلاح
وخارجون عن السيطرة".
الحل؟
يقول
"ع" أنّهُ توقّف عن تجارة الحشيش بعدَ سجنه ومن ثمّ انضمامه لصفوف
الثوّار، وأنّه الأن في صدد افتتاحهِ لصيدلية بعدَ أن تحصّل على العديد من
المكافأت المالية التي يمنحها المؤتمر الوطني الليبي. سألناه عن الحل في
مشاكل الحشيش اليوم في ليبيا، والتي تتعلّق معظمها بالجريمة. يقول: "صعب
جدًا ان يتمّ القضاء على الحشيش في ليبيا، زي ما هو صعب القضاء على الكحول
وتهريبها وصناعتها.".
يضيف: "الحشيش في ليبيا يجي من الغرب والجنوب ويزرع في الشرق، والكمّيات الموجودة من الصعب القضاء عليها".
"ع"
يرى أنّ على الناس محاربة السلاح ومظاهر التسلّح وبذلك ينخفض مستوى
الجريمة المتعلّقة بالحشيش. يضيف قائلاً: "الشرطة والميليشيات الّي على
أساس انها تحارب المخدرات هي في الأصل مركز الفساد والتهريب ولازم فكها
وسحب سلاحها أولاً وبعدين لكل حادث حديث".
"محمد ب" كعادته ابتسم وقال: "خلّوا الشعب يتكيّف.. زي أمستردام".
"أحمد
ع" يشارك "محمد ب" الرأي ويقول بأنّهُ أثناء تجارته للحشيش أدركَ بأنّ فئة
كبيرة من الناس يتعاطون الحشيش، ومنهم أناس محترمين ودكاترة في الجامعة
ومعلمون في المدارس، ويجب ادراك أنّ مشكلة المخدرات لن تنتهي بإلقاء القبض
على كمّيات معيّنة مهما كانت ضخمة، معللًا رأيهُ بما رآه من المصدر الذي
كانَ يشتري منه في الجبل الأخضر. يضيف: "ناس واجدة تعتمد في دخلها على
الحشيش وعايشين بيه.. لو في مشكلة ما شفتش لحد الأن حل حقيقي لها".