مرحباً بكم جميعاً ومرحباُ بجميع الصحفيين. إنه لمن دواعي سروري
أن ألتقي بكم مرة أخرى. وكما أعربت في لقائنا الماضي، نحن نتطلع إلى العمل
معكم بروح طيبة يسودها التعاون. أشكركم على تحليكم بالصبر. وأشكركم على
استعدادكم لقضاء مزيد من الوقت معنا. كما في المرات السابقة، نتوقع أن نشهد
أياماً طويلة وربما أسابيع طويلة من العمل مع الأطراف المعنية. حيث أن ما
نحاول القيام به والهدف الرئيس من هذه الجولة التي نبدؤها اليوم هو الاتفاق
مع جميع المشاركين على ما يمكن أن يمثل الوثيقة النهائية. وينبغي على
الأطراف أن تدرك بأننا سنحاول تحقيق أقصى ما يمكنهم الحصول عليه وأنه عقب
هذه الجولة من المحادثات سيكون من الصعب جدا الحصول على أكثر من ذلك. لذا،
إذا توصلنا إلى نقطة تقبل فيها الأطراف الوثيقة، فإن ذلك أمر جيد وهذا يعني
أنهم قد حصلوا على ما يتوقعون أو معظم ما يتوقعون.
وأود أن تبدأ الجولة اليوم بدعوة الأطراف إلى التحلي بالمرونة
والسخاء، وإلى أن يكونوا على استعداد لتقديم تنازلات. وسوف يقومون بالتفاوض
بجدية. وسوف يطرحون الكثير من الأفكار، والكثير من المقترحات، والكثير من
التصريحات. غير أنه ليس من الممكن لهم الحصول على كل شيء، وهذا واضح. أو
يمكننا أيضا أن نصل إلى النقطة التي يعتقدون فيها أن ما وصلوا إليه غير كاف
وأنه من الأفضل أن يستمر الوضع الذي تمر به ليبيا اليوم. آمل أن لا يكون
الأمر كذلك، لأن الأجواء قد تغيرت في ليبيا، ولأن الأطراف المعنية واقعية،
حيث أنها أعربت عن وجهة نظرها بأن الأفكار التي تقترحها الأمم المتحدة
أفكار جيدة، وتمثل أساساً جيدا للمناقشة. لذا دعونا نبدأ اليوم بنظرة
ايجابية.
وتدين الأمم المتحدة بأشد العبارات الغارات الجوية التي وقعت صباح
اليوم على مطار معيتيقة. وقد تعرضت معيتيقة إلى غارات جوية من قبل. لقد
تلقينا رسائل سلبية تجاه هذا الحوار، لكننا لم نر على الإطلاق ضربات جوية
في اللحظة التي يقلع فيها أحد الوفود متوجهاً الى المحادثات. ويعد ذلك
تحركاً سلبياً للغاية. ولن أقول فقط أن ذلك غير مقبول. بطبيعة الحال، هو
أمر غير المقبول. ولكننا نأمل أن يتم التحقيق في الأمر لمعرفة من يقف وراء
هذا الهجوم، ونحن نأمل أن يتم تفسير ذلك للمجتمع الدولي. لقد سمعت اليوم
ردود أفعال بأشد العبارات الممكنة من العديد من الجهات الدولية الفاعلة. إذ
لا يمكن لأحد أن يقبل استمرار الحرب. ولا يمكن لأحد أن يقبل العنف
والاعتداءات في اللحظة التي يعمل فيها المجتمع الدولي على تعزيز محادثات
السلام والحوار. بل الأكثر من ذلك بكثير، لا يمكن لأحد أن يقبل بالضربات
الجوية في لحظة يغادر فيها أحد الوفود متوجهاً للمشاركة في الحوار.
وهذا دليل آخر ما هي الحال في ليبيا اليوم. لقد شهدنا هذا الاسبوع
ادعاءات بأن 400 شخص قد لقوا حتفهم بعد مغادرتهم ليبيا في طريقهم إلى
إيطاليا. وذلك أمر رهيب. إذ يضيف إلى ما شهدناه في الأشهر الأخيرة. كما
تعرضت السفارة المغربية والسفارة الكورية إلى تفجيرات. وقد رأينا المزيد من
الأعمال الإرهابية في مناطق أخرى من البلاد. هذا ما تعانيه ليبيا اليوم:
الإرهاب، وانعدام السيطرة على حدودها، وتعرض الناس إلى الموت كل يوم في
البحر الأبيض المتوسط، والضربات الجوية، والمزيد من الاقتتال. ولا يمكن
لهذا الوضع أن يستمر. ببساطة لا يمكن ان يستمر. لقد نفد صبر الليبيين كما
نفد صبر المجتمع الدولي.
لذا آمل حقا أن المفاوضون الذين حضروا اليوم يتفهمون أيضاً أنه ليس بوسعنا الانتظار بعد الآن، وأن هذه ستكون
بالفعل الجولة النهائية التي يتم فيها الاتفاق على هذه الوثيقة، وسوف نتفق
على العناصر الرئيسية لحكومة الوحدة بما في ذلك، بالطبع، الأسماء.
اسمحوا لي أن أضيف أنه في هذه الأثناء، وبينما نحن نعمل هنا سوف
نستمر في العمل في المسارات الأخرى، في المفاوضات الأخرى ومجموعات العمل
الأخرى. ونحن نخطط للقاء الجماعات المسلحة في الايام المقبلة. وكما أخبرتكم
في آخر مرة التقينا، فإن ذلك المسار مسار مهم للغاية. من المهم جدا
الاستماع إليهم، وشرح ما نقوم به حيث أنه لن يكون هناك حل نهائي لليبيا دون
إشراك الجماعات المسلحة. ونحن نعمل على قدم المساواة مع مصر للتحضير
لاجتماع القبائل، والذي يعد أيضا مساراً مهماً للغاية.
اسمحوا لي أن أقول أننا قد قمنا بالإعلان عن ذلك بالفعل علناً
ولكن لأولئك الذين لا يتابعون العملية الليبية يومياً، اسمحوا لي أن أقول
أننا قد اتفقنا أيضاً على إضافة مسار جديد، إذا أستطيع أن أقول ذلك، مع
النساء. لذا سيكون لدينا لقاء بهذا الخصوص، لأن مساهمة المرأة في كل مسار
كانت قيمة بالفعل. فقد قدمت النساء مشورة ممتازة وأفكاراً ومبادرات ممتازة.
وسننظم اجتماعاً خاصاً مع النساء الليبيات في الأيام المقبلة. وأخيرا،
وكما هو الحال دائما، أتقدم بالشكر لصاحب الجلالة، والمملكة المغربية،
ولجميع أعضاء فريق العمل هنا على تمكيننا من عقد هذا الحوار، وذلك يسهل
علينا الأمر. مرة أخرى، أنا متأكد أننا سنحظى بالدعم التام من قبلهم
للمحادثات التي أتوقع لها النجاح.
هل تتوقع بحلول نهاية هذه الجولة، أن تكون هناك أسماء لرئيس الوزراء ونوابه؟
نتوقع بنهاية هذه الجولة أن تكون لدينا النسخة النهائية من أفضل
ما يمكن للأطراف الحصول عليه، وأن تكون هناك أيضا مناقشة جادة حول الأسماء
التي يمكن أن تطرح. وكما أخبركم دائماً، ليس هذا محفلاً نتخذ فيه القرارات.
نحن هنا للمناقشة وتقديم مقترحات. وعلى الأطراف والمشاركين العودة إلى
الجهات التي التي يمثلون وتقييم ما إذا كان ذلك أمر جيد بما فيه الكفاية
بالنسبة لهم للموافقة على هذا الاقتراح ومن ثم العودة إلينا.
لقد ذكرتم أن هذه الجولة هي الحاسمة، وعليهم البدء بتقديم تنازلات،
وإذا لم يحدث ذلك، قد يقولون إن ذلك غير كاف، ماذا سيحدث في هذه الحالة؟
كما أقول دائماً، دعونا نركز على ما نتوقع التوصل إليه. أولاً
وقبل كل شيء، فقد أصرت الأطراف والمشاركون على أنهم يرون أن الأفكار التي
اقترحتها الأمم المتحدة تشكل أساساً جيداً للمناقشة. وذلك يعد عنصراً
واحداً هاماً. ثانياً نحن نبحث أفكاراً ليبية. لذا، فإن الأمم المتحدة لم
تأت بشيء من الفراغ. فهذه الأفكار تأتي أساساً من الليبيين. وقد تم تعديل
البعض منها، أو تغييرها قليلاً. فجوهر هذه الأفكار من الليبيين أنفسهم.
والأمم المتحدة تقترح ما نعتقد أنه ينبغي أن يكون مقبولاً لكلا الجانبين.
لذا، دعونا نركز في الوقت الحالي على هذا الاحتمال. دعونا نقدم أيضا صورة
واقعية لما يمكن للأطراف الحصول عليه من خلال المفاوضات وماذا سيكون عليه
واقعهم في حالة عدم التوصل إلى اتفاق. ونحن نعلم ما سيكون عليه الحال فقد
شرحت بعض العناصر. لذا، هل سيكون الأمر سيئا للغاية بحيث أن الاستمرار في
الوضع الذي هم عليه اليوم أفضل؟ أنا لا أعتقد ذلك. أنا لا اعتقد ذلك.