بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ان تحررت كل ربوع ليبيا وخاصة بعد
مقتل القذافي 20/10/2011م، كان حلم الليبيين والليبيات ان ننعم بهذه الحرية
وان نعيش في امان وسلام دون سفك دماء، دون خطف وقتل، دون تعذيب للسجناء
ودون اتهامات نطلقها على بعضنا البعض وان نتذوق طعم الديمقراطية والمحافظة
علي ديننا الاسلامي وهويتنا الليبية. هذا الحلم صار هاجس لكل الشعب الليبي
وفرحت الناس ولكن مند بداية عام 2012، بداء التنافس على السلطة بين عدة
تيارات وبداء التنصل من مبادي الثورة وصارت المليشيات هي من يحكم ليبيا.
لقد كنا نقول عنهم الثوار ولكن سرعان ما تحول هذا الاسم الى كتائب ومليشيات
لأن الثوار الحقيقيون تركوا الساحة وركب الموجه اشباه الثوار ووصل عددهم
قرابة نصف مليون ثائر.
لقد ترك ليبيا كل اصدقائها وممن كانوا
يساندون ويدافعون عن المواطنين الابرياء ايامات الطاغية. كنا بحاجة لهم من
قبلوفي هذه الظروف وكنا نتمنى ان يقفوا معنا حتى يتكون جيش وشرطه وتتحقق
اماني وطموحات شعب ليبيا. من ساعدونا في الامس ، البعض منهم صار يساند في
هذه المليشيات والتيارات والاحزاب الناشئة، لغرض توصيل مجموعة معينة الى
الحكم حتي تتحقق كل رؤياهم وخططهم بشأن ليبيا. انفضحوا ولم يعجبهم كلام بعض
القوي الوطنية ولم يتقوفوا حتي بعد ما طلب منهم المجلس الانتقالي ولكن
ارادة الشعب لن تسمح لهم بالتدخل في ليبيا ابدا ان شاء الله.
بعد التحرير، المجلس الوطني الانتقالي
المؤقت، صار يسبح في الظلام وفي اتجاهات غريبة وطويله دون تحديد اهداف. صار
تنفيذي وتشريعي وقضائي واعضائه تائهون في تلبيث مطالب الاصدقاء والاصحاب
والمدن. لم يستطيع المجلس الحد من ايدي بعض المدن والتي تملك السلاح والقوة
والتي كونت دويلة داخل دوله. صارت هذه المدن ما رقه وتتصرف وكأنها دوله في
كل ما تريده. انصاع المجلس لهم واصبحوا قوة من الصعب التعامل معهم او
اقناعهم بأن يكونوا جزء من الدولة. ثقوة المليشيات واصبح لهم تبع من النخب
السياسية واصبحت هذه النخب السياسية تنعم بحماية هذه المليشيات وتنعم
بالراحة وتصدر في الفتن والاقاويل وهمها الوصول للسلطة. هذه النخب السياسية
ومن مختلف الايديولوجيات الدينية والليبرالية والعلمانية والقبلية
والجهوية والطائفية والملكية. لم يستطيع المجلس السيطرة عليها وانما اندمج
بها جميع اعضاء المجلس الوطني الانتقالي واصبحت ليبيا بؤرة صراع ايديولوجي
قوي يحاول كل واحد فرض سيطرته ولو بالقوة.
الحكومة المؤقتة وبراسة الاستاذ عبدالرحيم
الكيب كانت في موقف ضعيف ومن اليوم الاول حيث تقسمت ادوار الوزراء الى من
يحملون ايديولوجيات وسيطر عليها التيار الاسلامي والذي انسحب في نهاية
الامر لأنه لم يحقق شيء ولا يريد ان يحسب عليه فشل حكومة الكيب. لقد صار
صخت الناس علي حكومة الكيب كثير وكبير وتناسوا ان المجلس الوطني الانتقالي
هو من جلب هذه الحكومة وهو المسؤول الاول والاخير عن اي فشل او نجاح لهذه
الحكومة. لقد استغٌلت هذه الحكومة رغم ان بها كفاءات وخبرات ممتازة من داخل
وخارج ليبيا, لقد رموا بأنفسهم في هذه المحرقة وهم فعلا يملكون الشجاعة
وخاصة في بلد لا يوجد بها قانون لا توجد بها شرطة او جيش وانما يتحكم فيها
مجموعة من المليشيات. لقد كانت هذه الحكومة and used as a scape goat.
ماهي الحصيلة الجيدة لعام 2012 علي الليبيين والليبيات:
1- اول 12 شهر ومند 42 سنة، ليبيا من غير القذافي وابنائه ولجانه الثورية ومؤتمراته الشعبية وشعبياته وسراقه وكل اتباعه.
2- اول مرة ومند 42 سنة ينعم الليبيين والليبيات بنسائم الحرية والاطمئنان على ان ليبيا تحررت مرة اخري من القذافي اللعين
3- انتخابات ناجحة وشارك بها معظم الشعب الليبي رغم تخوف المجتمع الدولي بأنها لن تنجح ابدا
4- بروز دور كبير للمرأة في هذه الانتخابات وحصولهن لأكثر من 25 كرسي بالبرلمان
5- الحفاظ على وحدة وهوية ليبيا
6- بروز عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني والتي ساهمت في انجاح الانتخابات
7- تم وبعون الهر معالجة كل الجرحى خارج وداخل ليبيا ووفرت الدولة لهم هذا العلاج
8- لأول مرة ومند 61 سنة والليبيون
والليبيات لم يحتفلوا بعيد الاستقلال ، قد احتفلوا به هذه السنة وصار كل من
عمره 50سنة واقل يعرف الان بأن استقلال ليبيا جاء بجهود ليبية والكل يعرف
الان قصة استقلال ليبيا والتي طمسها المقبور
9- العالم عرف ثورة ليبيا وكيف ان ليبيا تحررت بفضل اله وثوارها الحقيقيون
10- اول حكومة منتخبة بآشرة اعمالها قبل نهاية العام وعلى عاتقها الكثير من الاعباء
11- تحررت ليبيا من كل فلول النظام وتم استجلاب البغدادي المحمودي وعبدالهل السنوسي
12- لم تقم حرب اهلية كما كان يزعم البعض وكان يخاف البعض من هذا واللحمة الوطنية قوية رغم بروز الفدراليين بشرق ليبيا
من هذا كله نري ان حصاد 2012 الايجابي
بسيط بالنسبة لعمر الثورة ولكن الجميع متفق بأن ليبيا تسير في المسار
الصحيح. معظم الثورات الشعبية والتي تقضي على حكم الفرد، تمر بمراحل خطيرة
ومزعجة. الكل يفكر في نفسه فقط وماذا يريد والكل يريد مشكلته الشخصية تحل
وبأسرع وقت ولا احد يفكر في الاولويات بعد نجاح الثورات الشعبية. هذه
الاولويات تتمحور في الامن والاستقرار وبناء جيش قوي وشرطة فعاله ومنع
الاعتداء علي حقوق الانسان. كذلك العمل علي العدالة الانتقالية والمصالحة
الوطنية وبأسرع وقت. هذا كان من الصعب تحقيقه وخاصة في غياب القيادة
الحازمة والجريئة في اتخاد قرارات من شأنها تعزيز امن المواطن واستقرار
الدولة. هذا كان واضح علي حكومة الكيب والتي لم تتلقي الدعم الكافي من
المجلس الوطني الانتقالي المؤقت واصبحت تتصرف بحدر وبدون روح العمل كفريق
واحد وصار الشقاق قوي. الكيب يخاف من السرقات ومن تفرد الوزراء بالسلطة
وقام باتخاذ قرارات غير حكيمة ولم يطرد الوزراء الفاشلين مثل الداخلية
والدفاع والصحة والكهرباء والخارجية والمالية والحكم المحلي. من هنا صار
الجميع يتصرف بمفرده ودون رقيب ولا حسيب ولا من يقول لهم اين انتم وماذا
تفعلون. كما قلت هذا ليس وحده سبب في فشل الحكومة ولكن الظروف كانت غير
ملائمة وغير مجدية وكذلك لوجود صرعات بين القوى الوطنية والتيارات الدنية
مما اربك عمل الحكومة. المجلس يتفرج على هذا كله دون ان يتقدم وينقد
الحكومة او يستبدلها. كانت تجربة لليبيين وخرجوا منها منهكين غير قادرين ان
يضعوا اللوم على الحكومة او المجلس وتوخوا في البرلمان الجديد والحكومة
الجديدة كل الخير . لعل امانيهم تتحقق وطموحاتهم تري النور وننعم مرة اخري
بطعم الحرية.
سلبيات حصاد 2012 في ليبيا
1- بروز تيارات دينية قوية مند بداية
العام وحاولت استغلال الدين لأبعاد القوي الوطنية مما اربك عمل الحكومة
والدولة وكانت ليبيا قريب ان تصبح لبنان او صومال.
2- بروز قوى اخري لبعض المدن وتكوينها دوله داخل دوله مما سمح للأخرين بعمل اعمال ربما تنسب لتيارات معينة وهم بعدين عن هذا كله
3- بروز الفدراليين ومناداتهمباللامركزية وهم يشعرون بأنها لم تزال وهذا نتيجة ضعف الحكومة والمجلس في تلك الفترة
4- تباعد كل الدول الصديقة وتركها ليبيا
تغوص وتتدحرج في اتجاه الحرب الاهلية حتي يأتوا كمنقضين بعد هذا ولكن الحمد
لله الشعب الليبي اقوي من هذا ان شاء الها امانيهم لن تتحقق
5- اهدار الكثير من الاموال وخاصة لعلاج
الجرحى والتي كانت من المفروض مراقبتها. الجرحى يجب علاجهم خارج ليبيا لأن
قطاع الصحة متهالك ولكن مراقبة
الصرف كانت معدومة والتي اسهمت في اهدار الكثير من الاموال.
6- حكومة الكيب كانت ضعيفة ولم تحقق
اولويتها لغياب القيادة الحازمة والقوية وكل من كان بها هم تكنوقراط
واداريين واكاديميينولا تجد روح القيادة او فريق العمل متجانسة داخل هذه
الحكومة كما كان بالمكتب التنفيذي.
7- المجلس الوطني الانتقالي المؤقت كان
همه هو الوصول بالليبيين والليبيات الى الانتخابات ولم يتدخل ويغير الحكومة
عندما شعروا في شهر مارس 2012، بأن الحكومة ضعيفة والشارع غير راضي عليها
وخاصة بعض الوزارات
8- الى الان لم تستطيع الحكومة وعدم
القدرة على تلبية حاجيات المواطن من دواء وأمن واستقرار ومنع التعذيب
والخطف والقتل ونهب اموال لدوله وحماية حدود الدولة الليبية
9- عدم القدرة في ايجاد وسيلة لضم السلاح من الناس
10- صرف مبالغ مالية للثوار دون ضوابط مما جعل الكثير من الاموال تهدر وبدون فائدة والى ناس لم يكونوا اصلا ثوار
11- التطاحن والفتن والاقصاء بين النخب
السياسية دون وضع ليبيا امام اعينهم، جعل هذا الكثيرون من الشعب الليبي
ينقمون على بعض التيارات
12- لم يكن اي وجود لليبيا على الصعيد
الدولي لضعف وزارة الخارجية والتي انهمكت في تغير الموظفين والادارات دون
ان تقوم بمواصلة العمل مع الدول الصديقة ودول الجوار لتسليم اعضاء النظام
السابق وارجاع الاموال الليبية او وضع اليد عليها.
13- المؤتمر الوطني العام صار على منهج
المجلس الوطني الانتقالي المؤقت واصبح تنفيذي وتشريعي وجل اعضائه تنقصهم
الخبرة ولم يدربوا علي العمل البرلماني او العمل القيادي. لم يحقق بعد
امران هما من اولوياته وهما صياغة الدستور والتحضير للانتخابات القادمة
14- نسي المؤتمر الوطني العامالمصالحة
الوطنية وهنالك عدة الالاف من الليبيين والليبيات مهجرين من بيوتهم قصرا
داخل وخارج ليبيا وصار يصدر في قرارات الحرب والعزل السياسي والتعذيب
وزيارات رئيسه الغير منقطعة لعدة دول او جهات.
15- القضايا العالقة لم تحل مثل مقتل
اللواء عبدالفتاح، اهالي تاورغاء مازالوا غير مستقرين، نهب املاك الدولة،
المركزية المفرطة، حقوق الانسان ومنع التعذيب، السجناء وهم في كل مكان وما
هو مصيرهم. هذه مشاكل من الصعب حلها بين يوم وليلة ولكن يجب البداء في وضع
حلول.
16- المجلس الوطني الانتقالي المؤقت
والحكومة المؤقتة والان المؤتمر الوطني العام، لم يعيروا اي اهتما للجالية
الليبية بالخارج لأنها قدمت الكثير وهم خبرات وكنز لهذه الدولةونتمنى ان
تكون لهم لفته من حكومة زيدان ان شاء الله.
لا نريد الإطالة ولكن هذا ببساطه
وكلنا امل في المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة في وضع اولويات وهي
مهمة جدا في هذا الوقت وهي، الامن، الاستقرار، جمع السلاح والبداء في تجميع
السجناء تحت جهة واحدة فقط وهي القضاء الليبي، الاهتمام بالجرحى والبحت عن
المفقودين. كما يجب ان تكون هنالك خطوط متوازية واولويات لكل وزارة
وبرعاية المؤتمر الوطني العام.
المؤتمر الوطني العام يجب ان يسرع
بأعداد لجنة الدستور واعطائها الضوء الاخضر للبداء في كتابة الدستور ووضع
تاريخ معين للاستفتاء علي الدستور. البداء في التحضير للانتخابات القادمة
ومن الان لأن الوقت كسيف ان لم تقطعه قطعك ويأتي اليوم وانت تتفرج. كما يجب
متابعة ومحاسبة الحكومة وبكل شفافية واي وزير غير مجدي يجب استبعاده.
لا ننسي بأن نهوض ليبيا سيكون بسواعد
ليبيا ولكن ليس لدينا الخبرات الكافية لهذا وعلينا الاستعانة بخبرات عالمية
وليبية وان نأخذها من الغرب ومن امريكا. الصين وتركيا لا ينفعونا ابدا وهم
يأخذون ولا يفيدون “وحتي الثومة يجلبونها من بلدانهم” ولا يدربون الليبيين
والليبيات وليس لديهم الخبرات الكافية. الاهتمام بدول الجوار والمغرب
العربي هو طريق العمل وطريق العمالة حيث التقارب الجغرافي والثقافي والعرقي
وان نقنن العمالة الاجنبية ولا نعطي النصيب الاكثر لأي دوله لأنه سيخلق
لنا مشاكل في المستقبل وخاصة ممن يطمعون في ثروات ليبيا هذه الايام وهم لا
يخفونها.
ليبيا لديها امل كبير في هذه الحكومة
وعلينا دعمها حتي تزال كل السلبيات ونكتب سنة 2013 عن الايجابيات اكثر من
السلبيات وهذا يمكن تحقيقه اذا صار التجانس بين النخب السياسية وجعل ليبيا
هي من اولوياتهم ومن يقرر هو الشعب وهو من يقول اريد تلك التيارات او ذلك
التيار. ليبيا للجميع وستسع الجميع ويجب ان نحافظ عليها كدولة واحدة وامة
واحدة والخزي والعار لأتباع النظام السابق وعليهم الانسحاب الان قبل فوات
الاوان لأنهم سينكشفون ويبعدون الى الابد.