ليبيا المستقبل - وكالات: ذكر جمال الحاجي المحلل السياسي أنّ توافقا حصل بين مختلف قبائل المناطق الشرقية لتقديم اسم عمر الحاسي من بنغازي كمرشح وحيد لشرق ليبيا لخلافة رئيس الحكومة الحالي، في الوقت الذي تأكد فيه نبأ اعتزام نوري العبار على ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة. من جانب آخر طرح المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس الحكومة الوطني الانتقالي السابق مبادرة لحل الأزمة السياسية تتعلق بمستقبل المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة.
أكد جمال الحاجي المحلل السياسي أنّ صعود شخصية توافقية إلى منصب رئاسة الوزراء من شأنه حل ثلاثة أرباع مشاكل البلاد مثل أزمة الموانئ النفطية واحتقان بين القبائل وانتشار السلاح وسيطرة الجماعات المتطرفة على عدة مدن مثل درنة وغيرها وإيقاف دعوات التيار الفيدرالي للانفصال. وأضاف الحاجي أنّ المنطقة الشرقية تطالب برد الاعتبار واستعادة دورها في بناء ليبيا ما بعد الإطاحة بالقذافي مذكرا بتضحيات بنغازي وسواها من المناطق الشرقية خلال ثورة 17 فيفري وأنّ شرارة تلك الثورة جاءت من بنغازي والبيضاء واجدابيا ودرنة وأردف الحاجي أنّ بعض قادة الثوار من غرب البلاد يؤمنون بضرورة التداول على السلطة ما بين جهات البلاد وانه جاء الوقت لتأخذ بنغازي وغيرها حظها في إدارة شؤون البلاد . ولا مانع لديهم من تعيين عمر الحاسي عوض علي زيدان.
بالتوازن مع ذلك يواصل رئيس المفوضية الوطنية العليا لانتخابات لجنة صياغة الدستور اتصالاته بالكتل السياسية صلب المؤتمر الوطني العام وشخصيات أخرى بهدف إقناعها بمساندة ترشحه إلى منصب رئاسة الحكومة. إلى ذلك كشف المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام أنّ جلسة سيعقدها الأعضاء في الأسبوع القادم تخصص للاتفاق على اسم البديل لزيدان قبل سحب الثقة من الأخير . وأضاف حميدان أنّ جملة من الإصلاحات سوف يعلن عنها وتتعلق بإعادة هيكلة آليات اتخاذ القرار صلب البرلمان وقرارات أخرى من أجل إصلاح عمل المؤتمر الوطني العام. وفي السياق نفسه قدم أمس الأول المستشار مصطفى عبد الجليل مبادرة هي عبارة عن خارطة طريق للمؤتمر الوطني بعد المعارضة الشديدة حول تمديد ولايته، حيث اقترحت المبادرة - التمديد لستة أشهر عوض سنة كاملة. ثلاثة أشهر لإعداد الدستور - شهران للإستفتاء على الدستور - شهر واحد لتعديل بعض فصوله. ودعت المبادرة الى الحد من صلاحيات رئاسة المؤتمر الوطني العام ومنحت المبادرة صلاحية تعيين السفراء لرئيس المؤتمر الوطني العام.
أماّ فيما يتعلق بالحكومة فقد اقترح عبد الجليل وقف المبادرة التي قدمها باستقالة علي زيدان وحكومته وتكليف حكومة أزمة محدودة الحقائب ومصغّرة، يشرف عليها مجلس أعلى للدولة يتكون من 13 شخصية وطنية تكون محلّ قبول وتوافق من الجميع كذلك تدعوالمبادرة إلى دمج كل من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة للجيش في إدارة واحدة وتعيين قائد أعلى للقوات المسلحة . وعلل مصطفى عبد الجليل هذا الإجراء بعدم الانسجام الذي برز بين وزير الدفاع ورئيس الأركان العامة مما أجّل تفعيل المؤسسة العسكرية.
وكان حزب العدالة والبناء اصدر أمس الأول بيانا دعا خلاله إلى التمسك بالمؤتمر الوطني العام والدعوة الصريحة إلى إسقاط الحكومة وسحب الثقة من زيدان. وبعد تلاوة ذلك البيان مباشرة اضطرّ المؤتمر الوطني إلى إخلاء مقرّه جراء حدوث إطلاق نار كثيف جدا، وتزامن ذلك مع حالة الاحتقان بجهاز الحرس الرئاسي بسبب تواصل احتجاز عناصر تابعين له وقع تقديمهم في وقت سابق كرهائن مقابل إطلاق سراح رئيس المؤتمر الوطني العام بعد اختطافه.
وفي سياق الانفلات الأمني أعلنت وزارة الداخلية عن الإفراج عن المقدم علي اللافي مدير أمن الزاوية بعد اختطافه في طرابلس بساعات . وفي جانب ثان أعلنت مديرية أمن طرابلس عثور دورية من الأمن على جثة المحامية حميدة الأصفر المختطفة منذ أربعة أشهر من أمام مكتبها. أماّ في بنغازي فقد تم اختطاف ابن رئيس تحرير صحيفة الكلمة بمنطقة الصابري من طرف مجهولين.
وكان العقيد محمد الحجازي المتحدث الرسمي السابق باسم الغرفة الأمنية المشتركة بنغازي اتهم الحكومة والمؤتمر الوطني وجهات وصفها بالنافذة بالضعف والتخاذل في مجابهة الجماعات المسؤولة عن الاغتيالات والاختطافات التي تعرفها بنغازي. وذكر انه شخصيا دفع قائمات اسمية للعناصر الإرهابية الضالعة في تلك الجرائم وقدّم تقارير حول تحركات ومراكز تلك العناصر لكن تم تجاهل تلك التقارير ، وأشار الحجازي بدل اتخاذ ما يلزم في الغرض تمت إقالتي وتهديدي . وناشد العقيد الحجازي العسكريين الأحرار التكاتف ومحاربة الإرهابيين حتى لا تتحوّل ليبيا الموحدة إلى دويلات متناحرة .