ليبيا المستقبل في حوار مع رجاء العباسى (مسئولة الاعلام بمنظمة اليونيسكو)
رجاء العباسي (مسئولة الاعلام بمنظمة اليونيسكو) شخصية متفانية... مليئة بالحيوية والنشاط... تعمل لساعات طويلة. مهمومة بقضايا الديمقراطية والإعلام الحر والمستقل، وقضايا حقوق الإنسان ومحاربة التخلف... مرحة لأبعد حدود والحديث معها لا يمل. التقيناها علي هامش
حلقة نقاش "مدريد" حول الإعلام الليبي الأسبوع الماضي وكان لنا معها هذا الحوار.......
• المعروف أن اليونيسكو هى منظمة للتربية والثقافة والعلوم. حديثا ظهر الاعلام ضمن برامجها فما هو تفسيركم؟
بالفعل اليونيسكو هى منظمة الأمم المتحدة التربية والثقافة والعلوم. وفي عام 1990 تم إنشاء قطاع الاتصالات والمعلومات وفقا للميثاق التأسيسي لليونسكو "حرية تدفق الأفكار عن طريق الكلمة والصورة وفهم أفضل للمبادئ الدولية لحرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات". وإلى جانب الموظفين في مقر اليونسكو في باريس، يتم تمثيل القطاع في 27 مكتبا ميدانيا لليونسكو.
|
العباسي: إستراتيجية اليونيسكو في ليبيا هي إستهداف خطاب الكراهية للتقليل منه وخلق كادر إعلامى قادر على إنتاج برامج وتقارير مهنية عالية الجودة |
من مهامنا العمل مع المؤسسات العامة والمجتمع المدني على حرية التعبير وحرية الصحافة، بما في ذلك الإحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة. كما نعمل على مساعدة الدول الأعضاء في اليونسكو على تنمية وتطوير وسائل إعلام حرة ومستقلة وتعددية.
كذلك نساعد أيضا في تطوير المعايير والصكوك القانونية لحرية الصحافة وحرية الإعلام وفقا للمعاير الدولية. ونرصد حالة سلامة الصحفيين بما في ذلك الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضدهم. ونعمل مع شركاءنا الدوليين لحشد الدعم لهذه القضايا.
• ماهى خطتكم لتنمية الاعلام فى ليبيا؟
إستراتيجية اليونيسكو هي إستهداف خطاب الكراهية للتقليل منه وخلق كادر إعلامى قادر على إنتاج برامج وتقارير مهنية عالية الجودة تراعي أخلاقيات المهنة وفقا للمعايير الدولية.
بدأنا عملنا فى ليبيا عام 2012، من ذلك الوقت حتى يوليو 2014 كان عملنا مع الجامعات
والمعاهد العليا للصحافة والإعلام لتطوير منهج الإعلام، ومع وزارة الاعلام لوضع مؤشرات للإعلام. وتم خلال ذلك عمل دراسة عن أوضاع الإعلام والصحفيين ما بعد الثورة. وقد أقمنا دورتين تدريبيتين حول سلامة الصحفيين ومع قوات الأمن عن كيفية التعامل مع الصحفيين.
بعد الاخلاء الذى تم لبعتة الأمم المتحدة من ليبيا فى يوليو 2014. قمنا بمراجعة شاملة لخطة عملنا وقد إخترنا أن نتعامل مع الصحفيين والإعلاميين مباشرة لتعذر التعامل مع المؤسسات التعليمية والكيانات الرسمية. وخلال العمل في وضع برنامج عملنا لم ننس الصحافيين والإعلاميين، وقمنا بإشراكهم فى ثلاث ورش عمل إقليمية خصصت للموضوعات التالية:
خطاب الكراهية والتحريض على العنف - إنهاء الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والإعلاميين (اقيمتا فى تونس). وورشة العمل الأخيرة أقيمت في عمان للتدريب على فن التصوير الصحفي. كما تم إلحاق عدد من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء المقيمين فى تونس بدوره لمهارات الإتصال والكتابة باللغة الإنجليزية مع المركز الثقافى البريطانى فى تونس.
بعد الإحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة والذى كان ضيف الشرف فيه المبعوت الخاص للأمم المتحدة لحرية الرأي والتعبير، ديفيد كاي، بعدها إستأنفنا أنشطتنا، فقمنا بعمل تدريب للصحفيين حول أخلاقيات المهنة وإنتاج التقارير. وورشة عمل مشتركة بين أعضاء لجنة صياغة مشروع الدستور والاعلاميين لتعزيز حرية التعبير في الدستور الجديد.
• ماذا عن إجتماع مدريد؟
فى الواقع هو لقاء لمدراء وصناع القرار فى وسائل الإعلام الليبية. وهو النقطة المحورية فى خطة عملنا. لأنه وبدونهم لايمكن للصحفيين ممارسة المهارات المكتسبة من التدريبات التى نجريها وزملائنا من المنظمات التى تعمل فى مجال تنمية الاعلام فى ليبيا حيث سيقوم هؤلاء المدراء بدعم الصحفيين في ذلك.
• هل كان إعلان مدريد هو النتيجه المتوقعه للإجتماع؟
نعم. "إعلان مدريد لدور الإعلام الليبي ومسئوليته في وقت الأزمات"، هو نتاج طبيعى وخطوة مسئولة من المجتمعين للإنطلاق للمرحلة القادمة. وأنا أرى أن هذا الإعلان يمثل نقطة تحول هامة فى تاريخ الإعلام الليبي حيث إشتمل على بنود أساسية ومهمة لأي إعلام حر ومهني. مثل الإلتزام بقيم حرية التعبير والرأي، ونبذ خطاب العنف والكراهية والتكفير والتخوين والتشكيك في الوطنية، وحث السلطة التشريعية والهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا على التعاطي الايجابي مع كل المبادرات التي تم تقديمها من الصحفيين لتنظيم المهنة كإصدار تشريعات تنظم مهنة الإعلام والصحافة، وتحفظ حقوق العاملين فيها، وتأسيس كيان مستقل للصحافة والإعلام وتضمين حماية وحرية التعبير وحق تداول المعلومة وحماية مصدرها في الدستور.
• هناك إستهجان من البعض لعدمم دعوتهم لحضور الإجتماع. ما ردكم على هذه الأصوات؟ هل الاستهجان كان على الإعلان أم على على الدعوة إلى مدريد؟
إذا كان الاستهجان على الإعلان وما يحتويه، فجميعنا يرجو أن يتم توضيح النقاط التى أثارث ذلك الاستهجان لنفتح مزيد من النقاش فى الإجتماع التالى. أما إذا كان لعدم الدعوة لهم، فإذا هم من أصحاب القرار ومدراء وسائل الإعلام. فقد تم الإتصال بمعظمهم. منهم من لبى الدعوة، ومنهم من إعتذر لأنه لايستطيع التحرك فى شهر رمضان للحصول على الفيزا (من تونس أو إستنبول)، ومنهم من إعتذر قبل يومين من تاريخ السفر ومنهم من لم يظهر فى الاجتماع حتى بعد حصولهم على التذاكر.
إجتماع مدريد يمثل حلقة من سلسلة إجتماعات بنفس الغرض وفى مدريد 2، إن شاء الله، مع المجموعة الأولى فسيتم إضافة المزيد من صناع القرار. فالمرحله القادمة مرحلة حرجة فى تاريخ الإعلام الليبي. وعلى الجميع تغليب المصلحة الوطنية الشاملة على المصلحة الذاتية الضيقة.