ليبيا لكل الاحرار
مغاربية- بعد صدور تقارير عن تزايد أعداد الاختطافات والسجون
السرية والتقاتل القبلي والمهجرين زارت مغاربية منطقة شحات للتحدث إلى مؤسس
المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري.
مغاربية: ما تقييمك لوضع حقوق الإنسان في ليبيا؟
ناصر الهواري: الوضع يتجه من سيء إلى أسوأ. فقد ارتفع
عدد السجون والمعتقلات خارج أطار الشرعية حتى أصبح الآن لكل كتيبة سجنها
الخاص بعضها معلن وبعضها سري. كما بلغ عدد المعتقلين في هذه السجون قرابة
8000 معتقل وذلك وفقا لوزير العدل ومنظمات دولية ومحلية. تشهد هذه السجون
ممارسة التعذيب فيها كوسيلة لانتزاع الاعترافات، حيث مات العديد من السجناء
تحت وطأة التعذيب فيما يقاسي الباقون …تحت ظروف اعتقال لا تتوفر فيها
المعايير الدولية للسجون. حاولت الدولة ممثلة في وزارة العدل ضم هذه السجون
للدولة، لكن نفوذ قادة الكتائب ومدراء هذه السجون يقف حائلاً أمام بسط
الدولة لنفوذها وسيطرتها على السجون .
مغاربية: أين توجد هذه السجون؟
ناصر الهواري: في مدن مصراتة والزاوية وزليتن وطرابلس،
وهذا ما أسميه بمربع الموت لكثرة حالات التعذيب والقتل في سجون هذه المدن.
لقد انتشرت أيضاً حالات الاختطاف. ومن أشهر هذه الحالات العقيد أبو عجيلة
الحبشي والعقيد عبد السلام المهدوى والمحامي حميدة الأصفر والطالبة فاطمة
مراد الغزاوي.
مغاربية: بالنظر إلى كل هذه العناصر، ما هو دور الحكومة والمؤتمر الوطني العام؟
ناصر الهواري: لم يقدما أي شيئ باستثناء إصدار قانون
تجريم التعذيب والاختطاف الذي كان لوزير العدل صلاح المرغنى الدور الكبير
في إخراجه، لكن مؤسسات الدولة الرسمية لم تقدم أي جديد. أما المؤتمر الوطني
العام فيظل أسير تهديدات الكتائب. يعمل المؤتمر الوطني العام وفق أجندات
يخشى من يقفون ورائها من تفعيل ملفات فضح الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين
عنها. وذلك لأنه في حالة فضحها (الملفات) ستطال قادة كتائب يتحكمون في صنع
القرار السياسي ويمثلون مراكز قوى وجماعات ضغط توجه قرارات الحكومة.
مغاربية: ماذا عن السجون الواقعة تحت سيطرة اللجنة الأمنية العليا – سرية الإسناد؟
ناصر الهواري: كلها سجون تعذيب وأشهرها سجن امعيتيقة
الذي تحول إلى قلعة يمارس فيها التعذيب بكل صنوفه وأشكاله، ولدينا حالات
موثقة لأشخاص تم تعذيبهم بسجن امعيتيقة. وكان أحدهم رجل فوق الخمسين أجلسوه
على موقد حراري حتى احترقت مؤخرته.
مغاربية: ماذا عن بنغازي التي زادت فيها حالات الاختطاف والاغتيال؟
ناصر الهواري: العديد من رجال الأمن يشيرون بأصابع
الاتهام نحو الجماعات المتطرفة وعلى رأسها أنصار الشريعة كجهات مسؤولة عن
اختطافات بنغازي. فهؤلاء لديهم سوابق في الاختطاف. وأشهرها اختطاف فريق
الهلال الأحمر الإيراني واختطاف الناشطة مجدولين عبيدة. ولعل القبض على علي
الفزاني واعترافه بالكثير من الأسرار عن حالات الاغتيال والتفجير دفع بعض
قيادات الكتائب إلى السعي للإفراج عنه. وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن
أصابع الاتهام تتجه صوب هذه الجماعات التي ذكرتها.
مغاربية: ما هي أوضاع اللاجئين الليبيين داخل ليبيا وخارجها؟
ناصر الهواري: لدينا مدن مهجرة بالكامل مثل تاورغاء
والقواليش والرياينة الغربية والمشاشية وأخيراً منطقة درج. لقد تم تهجير
العديد من العائلات خارج ليبيا، وقد تم تهجير الجميع قسراً وحرقت منازلهم
ونهبت ممتلكاتهم. وقد تم أخذ العديد من شباب تلك المدن إلى السجون حيث جرى
تعذيبهم. وحدث نفس الشيء مع سكان مدينتي سرت وبني وليد. لم تقدم الدولة أي
شيء للنازحين والمهجرين قسراً. فلا هم أصدروا قانون العدالة الانتقالية ولا
هم أصدروا قراراً يقضى بعودة أهالي المدن المهجرة.إلى منازلهم. وها نحن
ندخل عامنا الثالث والوضع كما هو بل يزداد سوءا، فأغلب المهجرين يعيشون في
مخيمات تفتقد للكثير من المقومات الأساسية. أما بالنسبة للنازحين خارج
ليبيا فإنهم يعيشون حالة فقر وعوز ويحتاجون للرعاية الصحية ومصاريف الإيجار
ومصاريف تعليم أبنائهم. وقد وصل الحال بأن أخرج بعضهم أبنائهم من التعليم
لصعوبة الإنفاق عليهم خاصة في مصر وتونس.