ليبيا المستقبل في حوار مع مدير مستشفى الطوارئ بمصراتة
الأستاذ/ علاء الدين عبد السلام الحويك مدير مستشفى الطوارئ بمصراتة. تخرج من كلية التقنية الطبية إدارة مستشفيات بجامعة مصراتة ثم استكمل دراسته ليتحصل على إجازة الماجستير بتفوق. بدأ في تجهيز أورقه لدراسة الدكتوراة في نفس التخصص بمدينة دبلن في ايرلندة، غير ان الظروف التي يمر بها الوطن حالت دون ذلك. عمل في طرابلس عند قيام ثورة 17 فبراير بمستشفى الجلاء وبمركز طرابلس الطبي. كان ضمن اعضاء المجلس المحلي لمدينة مصراتة والمتحدث الرسمي باسمه. الي جانب توليه مهمة المتحدث باسم القوة الثالثة. ليبيا المستقبل التقت به وكان لنا معه هذا الحوار الذي تناول مستشفي الطواري بمصراتة وما يتعرض له من مشاكل وصعوبات.....
• لماذا لم تقوموا بتأمين مستشفي مصراتة المركزي والعمل على حمايته من الإعتداءات المتكررة؟
تم تكليفي كمدير للمستشفى في نهاية شهر ابريل من العام الجاري. التي استهدفت المستشفى وكان المستشفى مغلقا وكانت المدينة في وضع حرج في المصحات والمستشفيات الخاصة ومعانات المواطنين من ارتفاع تكلفة العلاج بها. وقد قمنا بعدة خطوات لتأمين المستشفى وحماية الأطقم الطبية. فقمنا بالاجتماع بالسيد رئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل بعد زيارته للمستشفى برفقة مجموعة من الوزراء وكان من ضمنهم السيد وزير العدل ومدير مكتب وزير الدفاع ومعاون رئيس الأركان ووزير التعليم العالي وقد قدمنا مقترح وقد باركه السيد رئيس الحكومة وأعطى وعود بتنفيذ هذا المقترح وهو وضع قوة قوامها 100 فرد وتوفير كافة الإمكانيات لها وكذلك مخصصاتها المالية لأن أغلب القوة التي شكلت من قبل كانت تواجهها عقبتين هي الشرعية في استخدام السلاح والجانب الأخر المستحقات المالية. فبدأت بتشكيل القوة وقمنا بالمرسلات مع الجهات المعنية لتلك القوة وتتكون من مجموعة من كتائب الثوار التابعة لرئاسة الأركان ومن أفراد الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بعد عدة اجتماعات اخترنا القوة وآمرها وضابط المعلومات وغيرهم، وبوضع هيكلة كاملة لرئيس الحكومة بناء على الاتفاق المسبق معه حولها ولم يستجيب رئيس الحكومة لنا كما وعد في السابق رغم المراسلات المتكررة... ولم يكلف نفسه حتى أن يبرر لماذا لم يهتم بالأمر ولماذا تم تجاهلها رغم أنه في البداية بارك هذه القوة. ولم يرد علينا أبدا. وقد قمنا بعدة اتصالات مع عدد من المسئولين في البلاد حول القوة لضغط على رئيس الحكومة للموافقة على القوة وكان من ضمنها رسالة وجهها له رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين فقد أحال الرسالة بشكل عاجل وبصفة استثنائية للسيد خليفة الغويل بالوفاء سداد الديون للمستشفى والالتزامات المالية وتوفير احتياجاته والوقف وقفة جادة لأن المستشفى يقدم خدمات لأهالي المدينة ومن ضمنهم النازحين والمدن المجاورة وتمتد الخدمات لسكان الجنوب عندما تتكلم على مستشفى مصراتة تتكلم على عمود فقري في الصحة في ليبيا هذا يعترف بها الكل في ليبيا ولم يلتفت لكل هذه الرسائل والمرسلات. وكذلك كتاب السيد رئيس وزير المالية للسيد رئيس الحكومة حول المستحقات المالية للمستشفى ولم يرد عليه. والمستشفى خلال العامين 2014/2015م لم تصرف له ميزانية فتراكمت الديون ومبالغ كبيرة عليه والمطالبة بتوفير مستحقاته المالية لأن المستشفى شبه توقف العمل في المختبر وقسم الأشعة وفي العمليات وحتى الأشياء الأساسية في التشغيل نفذت من المخازن فقد صرف السيد رئيس الحكومة مبلغ مالي للمستشفى وهذه الأمر يحسب له ولكن للأسف لم يعتمد حتى الآن هذه القوة لحماية المستشفى لأسباب غير معروفة.
ولضمان تحسين وضع المستشفى وضمان سيره في العمل ليس الوضع الأمني وحده العائق بل هناك عوائق ومشاكل يعاني منها المستشفى منها الازدواجية وتفعيل القانون المالي لسنة 2014م الصادر من المؤتمر الوطني حول الازدواجية وتفعيل الرقم الوطني نحن لدينا حوالي 111 طبيب عناصر طبية وعناصر طبية مساعدة لها ازدواجية وقد طرح الموضوع أمام الحكومة واقترحت عدة اجتماعات من شهر مارس المنصرم وقد تمت عدة وعود لمجموعة أن تستمر في أعمالهم وقد وعدهم بإصدار قرار لهم ولم يحدث شيء حتى هذه الساعة وحتى هذه اللحظة يشتغل الأطباء بناء على وعود أعطيت لهم وفي الحقيقة هي وعود من رئيس الحكومة ونتيجة لعدم وفاء الحكومة لوعدها أصبحنا في موقف محرج معهم. ونحن نعاني من هجرة العناصر الأجنبية وخاصة من أطقم التمريض والأطباء وقد طرقنا أبواب عديدة منها كرواتيا واكرانيا والهند... وغيرهم وعندما سددت جميع الأبواب أخرها كانت بنغلاديش وكلهم يتحفظ على القدوم للعمل في ليبيا فمابالك عندما يحارب حتى العنصر الوطني. وتضع عرقيل وصعوبات أمامهم ولا تكون هناك حلول فعليه سريعة ويفترض عند تطبيق مثل هذا القانون أن تكون هناك خصوصية في مثل هذه الظروف. وأنا احمل رئاسة الوزراء والحكومة مسؤولية كاملة وقد أغلقت بعض المستشفيات نتيجة لهذا الوضع المتأزم مستشفى غريان والقربوللي على سبيل المثال لأن الأطباء يعتمدون على برنامج التعاون والمعيدين.
• ما الخدمات التي قدمها المجلس البلدي للمستشفى؟
عندما لم يقدم وزير الصحة والحكومة أي حل والموضوع دخل في المماطلات وتفاقم الموضوع وأوشك أن يسبب كارثة بالنسبة لنا... تدخل المجلس البلدي وهو يقوم حاليا بجهود من أجل حل هذا الموضوع بشكل مؤقت فقط لأن إمكانيته لا تسمح بايجاد حل بصورة دائمة ولا صلاحيته تسمح له... ولكن الموضوع هو حل مؤقت لأزمة تمر بها المدينة. والأمر الثالث يتعلق بديون والتزامات المستشفى الكبيرة جدا... وهناك احتياجات طبية أخرى من أدوية ومعدات طبية ومواد تشغيل تتطلب أن يتم توفيرها بشكل عاجل... والجهات تطالب بديونها بشكل مستمر وعاجل. وهذا الموضوع مرهق بالنسبة لنا. وهناك مشاكل أخرى منها عدم وجود قيود وضوابط للتفرغات التي تعطى للإفراد المكلفين بحماية الجنوب لمدة أسبوع بمكافأة 3 ألف دينار ويأخذ ويتفرغ لمدة شهر ويأخذ مرتبه لمدة شهر وهذه قد تسبب حساسية بين العاملين والأطباء في المستشفى ويتقاضى مرتبه وهو في بيته وزملائه منهمكون في العمل ويتقاضى نفس المرتب وللأسف لم توضع قيود او ضوابط من رئاسة الأركان أو وزارة الدفاع لذلك.
والمشكلة الاخري أن المستشفى تحت الصيانة وجزء كبير من المستشفى مثل المخازن وبعض العيادات الخارجية مؤجره بمبالغ كبيرة تجهد المستشفى وتحملنا تكاليف باهظة تزيد من معاناة المستشفى. بعض المواطنين لا يتفهمون المرحلة التي تمر بها البلاد... ياتون الي المستشفى بكل قوة ويريدون تلقي خدمات نموذجية ولا يراعون الظروف التي تمر بها البلاد والمستشفى... وحتى الخدمات التي يقدمها المستشفى والطاقم الطبي به هي فوق قدراته وامكانياته... ورغم كل الصعوبات التي يواجهها نحاول أن نضبط الأمور حتى تكون مسألة الإصلاح على مراحل... ونحن نسعى الآن لضبط بعض الإشكاليات التي تحدث في المستشفى حتي نتمكن من تقديم أفضل الخدمات للمريض... ووضعنا عدة تصورات وخطوات ستكون في حيز التنفيذ ان شاء الله. سنحاول توفير أطقم التمريض وبطرق عديدة نسعى لذلك. جهاز الرنين المغنطيسي دخل للخدمة فقد قمنا بصيانته بعدما تعرض للاعتداء في وقت سابق. هو جهاز يشغل بالمنطقة بالكامل وللأسف المواطن يستخدمه بتعسف وقوة. هناك تنسيق كبير لزراعة 100 قوقعة لأطفال ضعاف السمع. نعمل على توفير عدة تخصصات النادرة وفي الفترة القريبة سوف تكون استضافة لبعض الأطباء الزوار ولكن للأسف تحدث ظروف طارئ تشل تفكيرك ولا تستطيع أن تمضي قدما نحو تحسين الخدمات وتقديم الأفضل للمواطن... نرجع ونقول الوضع الأمني وعناصر الطبيبة والطبية المساعدة والوضع المال كلها عراقيل أساسية وهامة.
• من يقف وراء الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها مستشفى مصراتة المركزي؟
أبدا المستشفيات والمصحات الخاصة ليس لهم أي دور في هذه الاعتداءات وذلك لسبب بسيط هو أن المستشفيات الخاصة في خدمة الطوارئ كلها مشاكل ومشاجرات وادعاءات وما ينتج عنها أحيانا إطلاق رصاص حي حتى أن أنهم باتصالاتنا معهم يثمنون أن يفتح مستشفى الطوارئ اليوم قبل غدا. ومن ضمن المشاكل تصفية الحسابات داخل المستشفى بل تصل حتى داخل قسم الطوارئ للأسف. وبعض الأحيان عدم تطبيق الردع على أشخاص متعاطين أو مخمرين أو مجرمين يأتون للمستشفى بتهكم وبألفاظ لا يوجد رادع لمثل هؤلاء النماذج السيئة وفي المقابل يجعله يتمادى أكثر. وأحيانا من المريض المتلقي للخدمة نتيجة لظروف المستشفى التي يمر بها السالف ذكرها ونحن هنا نؤكد أن أي مريض يهان أو يتم التقصير معه أن يتقدم بشكوى للمستشفى وسوف يتم فتح تحقيق مع الذي أهانه... أو يخطئ فيه من قبل العاملين بالمستشفى يوثق ذلك في كتاب رسمي ونحن نتخذ الإجراء على المعتدي عليه بأي طريقة.
• كم عدد المرات التي تعرض لها مستشفى الطوارئ في مدينة مصراتة للاعتداء المسلح من قبل خارجين عن القانون؟
لم يتم توثيق أي اعتداء ولا نستطيع تحديد هذا الاعتداءات لأنه لم يتم توثيقها ابدا.
• مصراته تحمي ثورة 17 فبراير ومدن مثل سبها وطرابلس وغيرها... كيف تعجز عن حماية مستشفى يقدم خدمات لأهل المدينة؟
لنتكلم بصراحة أن السلبية طغت علينا في مصراتة ففي الاعتداءات السابقة للأسف لم يتصل حتى رئيس جهازي امني بمصراتة من الأجهزة الأمنية وتمر مرور الكرامة وبمعنى أخر ((أخطى رأسي وقص)) وللأسف هناك من يحسب على الأجهزة الأمنية ويعرقل أي عمل لصالح المدينة... وأود أن أقول أن السلبية في مصراتة أصبحت بشكل كبير وللأسف من يتولى الأمور لا يريد أن يتحمل المسؤولية يجب عليه عندما تتولى جهاز أمني عليك أن تتحمل المسؤولية وتكون أهلا لها. واللوم ليس على رؤسا الأجهزة الأمنية وحدهم بل حتى على أهالي مصراتة. وهي مسؤولية تضامنية للجميع وللأسف الذين يعتدون على المستشفى معروفين بالاسم وأبناء من في المدينة ويرجعون لمن ولكن للأسف الأهلي يقابلون الاعتداءات بسلبية الجميع يجب أن يأخذ موقف أهاليهم جيرانهم أقاربهم عقالهم يجب على الجميع أن يأخذ موقف بأن يضغط عليهم حتى يتم تسليم نفسه ولكن للأسف هناك من يدافع عليه .أقسمت بالله العظيم وبالأيمان المغلطة أنه أن أتى لي شخص يطلب العفو أن أسامح الذين تورطوا في الاعتداء الأخير على المستشفى لا أخرج وأفضحه في الإعلام ولن أسكت أبدا وسوف أقول أن فلان ابن فلان جاء لي شخصيا يتوسط في مجرم اعتداء على المستشفى إن كلفني قطع رقبتي. أعيد وأكرر أني لن أتنازل أبدا وأنا أصلا لا أملك حق التنازل لأنهم لم يعتدوا على منزلي بل على حقا لليبيين جميعهم.
• هل سيتم فتح المستشفى قريبا؟
لن نقوم بفتح المستشفى إلا بعد أن يوافق رئيس الحكومة بتشكيل قوة حماية المستشفى وتنفيذ ما اتفقنا عليه خدمة للمصلحة المواطن.
• ما الكلمة التي توجهها لأهالي المدينة بخصوص المستشفى؟
للأسف أن أهالي مصراتة ليس بالمستوى المطلوب مدينة قدمت التضحيات في سبيل الوطن والى هذه اللحظة للأسف ليسو بمستوى التضحيات كلنا نعلم متى سنكون داخل هذا المستشفى مصاب اثر حادث لا قدر الله أو غيرها... الأول يتعلق بأهلي المدينة إذا كان أهالي المدينة وقفوا وقفت رجل واحد وخرجوا من السلبية وعلى صوت الحق على الباطل وبعيد عن المجاملات من يخطئ يجب أن أصارحه بخطئه وان سكتنا عن الحق سوف يرتفع صوت الباطل وهنا سوف نعاني الويللات وعلى الأجهزة الأمنية تحمل المسؤولية كاملة ((والساكت عن الحق شيطان أخرس)).
حاوره: مراسل ليبيا المستقبل بمدينة مصراتة