عرضت الصحف العربية الصادرة، صباح اليوم الخميس، بالتحليل والمتابعة الإخبارية، لأكثر من زاوية تخص التطورات على الساحة الليبية، جاء في مقدِّمتها تصريحات رئيس الوزراء عبدالله الثني، أثناء زيارته السودان، وتصريحات الرئيس المصري حول موقف بلاده من الملف الليبي، ووصول وزير الشؤون الخارجية الجزائري إلى القاهرة اليوم للتباحث حول التطورات الليبية، وغيرها من الموضوعات التي نتعرف عليها بالتفصيل في تقريرنا لهذا اليوم:
فرصة ليبيا في تحقيق الديمقراطية
البداية مع جريدة «الوطن» القطرية، التي نشرت تحليلًا كتبه كل من تشارلز دون، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة فريدوم هاوس؛ وستيفن مكينيرني، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط؛ وكريم ميزران، زميل مقيم في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، في صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان «فرصة ليبيا في تحقيق الديمقراطية».
قال الكتاب في مستهل تحليلهم إنَّ وقوف ديبورا جونز أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لترشيحها لمنصب السفير الأميركي الجديد إلى ليبيا، يعيد إلى الأذهان الأحداث التي أدت إلى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين يوم 11 سبتمبر 2012. فقد دفع هذا الحادث واشنطن إلى صب تركيزها فقط في القبض على المتهمين وتعزيز أمن بعثاتها الدبلوماسية، ولكن نتيجة لذلك، انسحبت واشنطن بشكل كبير من مرحلة التحول الديمقراطي في ليبيا.
وأشار الكُتَّاب إلى أنَّ التحول الديمقراطي يعد خطوة بالغة الأهمية ليس بالنسبة لليبيا فحسب، ولكن أيضًا لتحقيق الأمن والاستقرار السياسي في سائر الدول المجاورة لها. غير أنَّ نجاح هذا التحول الديمقراطي يتوقف إلى حد كبير على واشنطن.
ليبيا ودولة القانون
وننتقل إلى افتتاحية جريدة «البيان» الإماراتية، التي اختارت لها عنوان «ليبيا ودولة القانون»، نوهت في بدايتها بنجاح الجيش الليبي تدريجيًّا في تحرير بنغازي من سطوة «الميليشيات»، في انتظار استرجاع طرابلس، مضيفة أنَّ دولة القانون بدأت تتجسد، بعد سنوات من الفوضى غير الخلاقة منذ تحرير ليبيا من قبضة نظام القذافي، وتمكنت الحكومة من اجتياز خطوات مهمة، كالانتخابات وإعادة تشغيل قطاع النفط، وإصلاح ما أمكن من البنى التحتية.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أنَّ انتشار السلاح العشوائي لا يزال حجر عثرة أمام عودة الحياة إلى طبيعتها، وإن كان الانتصار العسكري الأخير في بنغازي من شأنه أن يفضح أدوار «الميليشيات» المسلحة، التي لاتزال تقوم بها خلف الكواليس والمرتبطة بالعامل الخارجي الذي يسعى للحفاظ على مكتسباته في ليبيا، من خلال إبقاء الوضع يراوح مكانه أسيرًا للفوضى الأمنية، وللصراعات والحروب الأهلية التي تلتهم الأخضر واليابس.
ودعت «البيان» في افتتاحيتها إلى ضرورة الإجماع الوطني على جملة الثوابت الأساسية التي تنطلق من المصلحة العليا للشعب الليبي، والتي تضمن الاستقرار وتحُوْل دون تبديد الجهود والطاقات وتضييع الأوقات، من خلال توافق اجتماعي يحظى بإجماع الليبيين ويقي بلدهم من شبح التقسيم والتدخل الخارجي.
الجوار الخطر.. سياسات التعامل مع تهديدات ليبيا
وكتبت المتخصصة في الشؤون الليبية أماني الطويل، مقالاً بجريدة «الأهرام»، أشارت فيه إلى أنَّ ليبيا لم تكن تاريخيًّا مَصدرًا من مصادر التهديدات الخطيرة لمصر كما هي الآن، فهي تحتل لدى المصريين حكومة وشعبًا مكانة إيجابية، خصوصًا في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث كانت مصدرًا لرزق أكثر من مليون من المصريين المهمشين في قطاعهم الأغلب، كما كانت أحد الممولين الرئيسيين لعمليات الاستثمار المباشر في مصر.
وأضافت أنَّ تطورات الثورات العربية أدخلت كلاً من مصر وليبيا حالة من المتغيرات الصعبة والسيولة السياسية، تعافت منها مصر نسبيًّا وحافظت فيها على مؤسسات الدولة، بينما تخوض ليبيا حاليًّا معركة وجودية للحفاظ على كيان الدولة. الحالة الليبية الراهنة نتجت عنها تحولات أساسية في العلاقات المصرية ـ الليبية لتشكل ليبيا حاليًّا أعلى مصادر التهديد للأمن القومي المصري وهو ما ينسحب أيضًا على كافة دول الجوار الليبي بمكونيه العربي والإفريقي.
عنف «الميليشيات» المسلحة يشوه واجهة ليبيا
تحت هذا العنوان، نشرت جريدة «الثورة» اليمنية، مقالاً خلص إلى أنَّه بعد أكثر من ثلاث سنوات على سقوط نظام معمر القذافي، تعيش ليبيا في خضمّ حرب أهلية مريرة تكمن جذورها في توازن الضعف بين الفصائل السياسية والجماعات المسلحة في البلاد أثر على العلاقات الدبلوماسية وواجهة ليبيا في الخارج.
وغادر سفراء عدد من الدول العربية والأجنبية ليبيا احتجاجًا على استمرار مسلسل الاعتداءات على الدبلوماسيين، خشية امتداد أعمال العنف إليهم.
وأشار متابعون للشأن الليبي إلى أنَّ البلاد ستخلو من الدبلوماسيين بعد فترة في حال استمرار الاعتداءات عليهم والتهديدات التي تحاصرهم.
ويرى مراقبون أنَّ الجغرافيا السياسية ومقتضيات السلم الدولي يفرضان على المجتمع الدولي أن يكون مسؤولاً عن نجاح التجربة الليبية، لكن انتشار العنف والاعتداء على السفارات قد يعرقل العلاقات الدبلوماسية ومهمات المجتمع الدولي.
السيسي: ليبيا «خط أحمر» ولن نسمح بتفككها
وإلى جريدة «عكاظ» السعودية التي نشرت اليوم الجزء الرابع من حوارها مع الرئيس المصري «السيسي»، حيث أكد خلاله أنَّ مصر مع إرادة الشعب الليبي، وإذا طلب منا هذا الشعب ما يراه محققًا لسلامة واستقرار بلاده فإننا لن نتردد في الوقوف إلى جانبه ودعم مطالبه.
وأكد السيسي أنَّ مصر لا تتدخل في شؤون الآخرين بأي حال من الأحوال، وكلنا نقف إلى جانب الشعب الليبي وسلطته الشرعية، وجيشه المؤمن بحقوق وطنه في الاستقرار والحفاظ على استقلاله وضمان سيادته على كامل أراضيه ومنع تفكك أجزائه، وعلينا أن ندرك أن تعرُّض ليبيا لأي أخطار يعني تضرر مصر بصورة مباشرة وهذا الأمر لن نسمح به بأي حال من الأحوال.
وتابع : «إذا استمر صمود الشعب الليبي خلف برلمانه المنتخب وحكومته الشرعية. وبدعم صادق ومخلص وأمين من أشقائه وأصدقائه. فإنَّه لا خوف على ليبيا. ونحن من جانبنا متيقظون لكل ما يحدث في الداخل الليبي أو من خارج ليبيا. وما نريده هو أن تنتصر في النهاية إرادة الليبيين أنفسهم على عوامل التخريب والتدمير لمقدرات الدولة الليبية.. وهم قادرون على إبعاد وطنهم عن كل ما يؤدي به إلى المزيد من الفوضى والخروج به من هذه الحالة وإعادة بنائه على أسس مؤسساتية تساعد على قيام دولة حديثة بكل المقاييس. والليبيون يستحقون ذلك وقادرون على تحقيقه إذا اجتمعت كلمتهم».
السودان وليبيا يتجاوزان «سحابة الصيف» في العلاقات.. والبشير يعرض «بناء» الجيش
وقالت «الشرق الأوسط» اللندنية إنَّ ليبيا والسودان، اتفقا على عقد مؤتمر دول الجوار الليبي في الخرطوم، الشهر المقبل، لبحث تفاصيل الحوار بين الفصائل الليبية المتقاتلة، للوصول إلى حل سلمي للنزاع في الدولة النفطية التي تواجه عدم استقرار منذ سقوط حكم العقيد الراحل معمر القذافي.
وقال رئيس الوزراء الليبي: «إنَّ المؤتمر سيُعقد الشهر المقبل في الخرطوم ويضع حجر الأساس للحوار بين الفصائل الليبية»، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوداني عمر البشير بمطار الخرطوم في ختام زيارة للسودان، امتنع الثني عن تقديم المزيد من التفاصيل بشأن الحوار الليبي، مكتفيًّا بالقول إنَّه مستعدٌ للحوار مع الخصوم شريطة أن «تقدم جميع الأطراف تنازلات».
وأوضح رئيس الوزراء الليبي في مؤتمره الصحفي أن زيارته للسودان وضعت حجر الأساس لعلاقات متينة بين البلدين، وأن الطرفين تجاوزا - ما أسماه - «سحابة الصيف التي حاول البعض أن يعكر بها علاقات البلدين التاريخية»، وأثنى على ما وصفه بـ«دعم السودان لثورة 17 فبراير (شباط) الليبية التي أطاحت القذافي».
رئيس الوزراء الليبي: السودان لم تدعم «ميليشيات» مسلحة في ليبيا
وفي ذات السياق، صرح الثني لـ«بي بي سي»، أعرب رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني عن أمله في أن يؤدي السودان دورًا كبيرًا في إعادة الأمن والاستقرار في بلاده، نافيًا في الوقت ذاته التقارير التي تشير إلى تورط الحكومة السودانية في دعم «ميليشيات» إسلامية في ليبيا.
وأعلن الثني، في مقابلة مع «بي بي سي» في الخرطوم التي يزورها حاليًّا، استعداد بلاده لمساعدة السودان اقتصاديًّا خاصة في مجال النفط. وكشف عن عقد مؤتمر لدول الجوار الليبي في العاصمة السودانية (الخرطوم) لمناقشة التنسيق الأمني بين هذه الدول من أجل عودة الاستقرار في ليبيا
الثني والبشير يتفقان على قوات مشتركة للحدود
ونعود إلى جريدة «البيان»، التي نشرت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير حول موافقة ليبيا على عرض من بلاده بتشكيل قوات مشتركة لمراقبة الحدود على غرار التجربة مع تشاد.
وأضاف: «عرضنا هذه التجربة على الجانب الليبي، الذي وافق عليها».
ووصف الرئيس السوداني زيارة الثني لبلاده بأنَّها ناجحة بكل المقاييس، ومهمة ومثمرة، ووضعت العلاقة في موضعها الطبيعي بين البلدين.
وأردف: «اتفقنا على التنسيق في شتى مجالاتها، كما تطرقنا إلى الأوضاع داخل ليبيا والمطلوب من السودان أن يقوم به لمساعدة الإخوة الليبيين والأطراف المختلفة للوصول إلى سلام وتوافق يحفظ لليبيا أمنها واستقرارها، والبدء في إعادة إعمار بناء ليبيا».
«الثني» يؤكد استعداده عقد محادثات مع الحكومة الموازية
أما جريدة «العرب» القطرية، فنقلت تصريحات رئيس الوزراء الليبي، والتي قال فيها إنَّه مستعدٌ لمحادثات سلام مع خصومه الذين يسيطرون على طرابلس ويشككون في شرعيته، مشترطًا أن تقدم كل الأطراف تنازلات.
وحدد الثني الذي اضطرت حكومته ومجلس النواب المنتخب إلى الانتقال مسافة ألف كيلومتر إلى الشرق لممارسة المهام شرطًا واحدًا لإجراء محادثات مع منافسيه.
منظمة العفو: «جرائم حرب» اُرتُكبت غرب ليبيا
ونشر موقع «سكاي نيوز» بيانًا لمنظمة العفو الدولية نددت فيه بـ«انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم حرب»، على أيدي ميليشيات متقاتلة غرب ليبيا، حيث تدور منذ أشهر معارك طاحنة بينها.
وقالت المنظمة الحقوقية إنَّ ميليشيات خارجة عن القانون ومجموعات مسلحة من كل الجهات «مشتبه بأنها ارتكبت انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان»، مستندة إلى صور اُلتُقطت عبر الأقمار الصناعية وإفادات شهود عيان.
وأكدت المنظمة أنَّ المقاتلين في غرب ليبيا «أظهروا لا مبالاة تامة بحياة المدنيين»، متهمة إياهم «بإطلاق القذائف المدفعية والصاروخية بشكل عشوائي على أحياء مكتظة بالسكان، وإلحاق أضرار بمنازل ومنشآت ومراكز صحية».
ونقل التقرير عن نائبة مدير برنامج المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حسيبة حاج صحراوي، قولها إنَّ المقاتلين «يرتكبون انتهاكات على نطاق واسع بما في ذلك جرائم حرب، في ظل إفلات تام من العقاب».
وزير جزائري يصل إلى القاهرة لبحث التطورات في ليبيا
ونقرأ في «بوابة الوفد»، خبرًا عن وصول عبد القادر مساهل وزير الدولة للشؤون الخارجية الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية، إلى مصر يلتقي خلال الزيارة عددًا من المسؤولين لبحث آخر تطورات الأوضاع بالمنطقة.
وأضافت أنَّه من المقرر أن يلتقي مساهل مع سامح شكري وزير الخارجية لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها القضية الليبية.
جدل سياسي في ليبيا حول دور البعثة الأممية بعد تصريحات رئيسها المثيرة
ونشرت جريدة «القدس العربي» التي تصدر في لندن، تقريرًا عن تصريحات برناردينو ليون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا التي أطلقها يوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس، التي أحدثت ردود فعل مختلفة وجدلاً بين القوى السياسية.
وقالت الصحيفة إنَّ ليون يقود جهودًا للحوار بين نواب البرلمان الليبي المجتمعين في مدينة طبرق (شرق)، ونواب آخرين مقاطعين لتلك الجلسات، في محاولة لحل الأزمة السياسية والأمنية في البلاد، والتي كان أولى تلك المحاولات هي جولة الحوار التي عُقدت في 29 سبتمبر الماضي في مدينة غدامس الليبية، فيما جرت في 12 أكتوبر الجاري جولة ثانية في العاصمة (طرابلس).
من جانبه، اتهم النائب عبد الرحمن السويحلي أحد النواب المقاطعين لجلسات مجلس النواب الليبي (البرلمان) في طبرق على صفحته بموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، المبعوث الأممي بالانحياز الكامل لنواب في طبرق .
عشرة قتلى في حرب شوارع بين الجيش الليبي وإسلاميين في بنغازي
أخيرًا، مع جريدة «الوطن» البحرينية، التي نشرت خبرًا عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل، أمس الأربعاء، في اشتباكات وحرب شوارع طاحنة بين الجيش الليبي ومجموعات إسلامية في مناطق متفرقة من مدينة بنغازي لتصل حصيلة القتلى في هذه المدينة منذ أسبوعين إلى نحو 201 ، حسب ما أفادت مصادر طبية وعسكرية.
وقال مصدرٌ في مركز بنغازي الطبي: «إنَّ المركز تلقى جثث عشرة قتلى اليوم جراء المعارك والاشتباكات وحرب الشوارع في مدينة بنغازي».
وأوضح أنَّ «سبعة من بين القتلى العشرة لقوا حتفهم جراء سقوط قذيفة هاون على سرادق لمأتم لعائلة الحوتي في منطقة الماجوري وسط مدينة بنغازي» وهو ما أكد صحته مصدر عسكري.