الأهرام المسائي: أكد المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي, أنه لا توجد أي خلافات بين مصر وليبيا، مشيرا إلي أن مصر هي الأم الحنون لكل الليبيين. وقال، في حواره مع الأهرام المسائي، إن المجلس لديه خارطة طريق بديلة إذا فشل الحوار الليبي، وإن النواب سينتخبون رئيسا للبلاد لأن الظروف الأمنية لا تسمح بإجراء انتخابات شعبية. وأضاف أن قطر تدعم الجماعات الارهابية وتمدها بالسلاح, وأن الجانب الليبي لديه الأدلة علي ذلك. وفيما يلي نص الحوار:
-مجلس النواب رفض حكومة الوفاق ما هي الاعتراضات التي يراها البرلمان في هذه الحكومة التي من المفترض أنها خرجت بموافقة وفدكم المشارك ؟
تقدمت المسودة الرابعة, وتم التوقيع عليها بالأحرف الأولي من أعضاء لجنة الحوار من مجلس النواب, ومن أطراف أخري اقتنعت بالحوار وتريد حل مشكلة ليبيا. هذه الوثيقة تنص علي أن مجلس رئاسة الوزراء يتكون من رئيس ونائبين وقرارات مجلس الرئاسة تتخذ بالإجماع, فوجئنا بتقديم مسودة أخيرة من أسبوعين لم نقم بدراستها حتي الآن, ولم تحدد اللجنة التي ستراجع هذه المسودة, وتبين أن هناك خلافا ما بين الموقع عليه بالأحرف الأولي وما جاء بالمسودة الجديدة.
- ألا تخشي فشل الحوار نهائيا, وهل توجد خارطة طريق بديلة؟
نحن دولة مستقلة.. تاريخ آبائنا وأجدادنا في بناء ليبيا بدون مساعدة أحد بل من خلال اتفاق مشايخ وأعيان القبائل وهم من حصلوا علي استقلال البلاد نتيجة الجهاد الطويل ضد الاحتلال. الآن لن يعجز الشعب الليبي عن بناء دولته من جديد, مجلس النواب لديه خارطة طريق إذا فشل الحوار. سيتجه مجلس النواب لانتخاب رئيس للدولة عن طريق التصويت للنواب لأن الظروف الأمنية لا تسمح بإجراء انتخابات شعبية.
- هل سيتم انتخاب رئيس الدولة من أحد أعضاء البرلمان أم أن أي مواطن ليبي له حق الترشح أمام مجلس النواب؟
هذا ما سيحدده قانون الانتخاب حيث سيوضع الشروط والمعايير للتقدم لهذا المنصب ومن سيطبق عليه المعايير فيتقدم بالترشح.
- ألا تخشي من تنامي تيار لا للتمديد ويكون المجلس الشرعي في نفس موقف المؤتمر الوطني العام السابق؟
هناك فرق كبير بين مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام, فالأخير كان متمسكا بالاستمرار في السلطة, أما نحن في مجلس النواب مستعدون لترك السلطة غدا إذا أراد الشعب. الأمر لا يستلزم لا للتمديد, لكن نحن في مجلس النواب نقدر المسئولية السياسية, ولن نترك البلاد في فراغ, إذا استطاع الشعب الليبي أن ينتخب من يحل مكان مجلس النواب فسنسلم السلطة بالطريقة الديمقراطية السليمة في أسرع وقت.
لكن كما ذكرت فإن مجلس النواب حرص علي البلاد وعلي التداول السلمي للسلطة, قام بتعديل الإعلان الدستوري لكي يسمح باستمرار مجلس النواب حتي انتخاب مجلس تشريعي جديد يحل محل مجلس النواب, الإعلان الدستوري كان يحدد انتهاء مدة مجلس النواب حتي20 أكتوبر الماضي, لكن أيضا لمجلس النواب الحق في إدخال تعديلات علي الإعلان الدستوري وهذا ما تم, نحن لن نستمد شرعيتنا من الخارج حتي يقول قائل إن مدتنا قد انتهت, نحن جددنا المدة حسب الإعلان الدستوري, حسب رغبة الشعب الليبي الذي يؤيد في المطلق مجلس النواب وحتي هذه اللحظة. نحن لسنا انقلابا علي نظام حتي ننتظر اعترافا من دول, نحن استمدينا شرعيتنا من شعبنا والشعب ما زال يدعمنا بقوة حتي الآن.
القبائل الليبية
- خلال حديثك أشرت لدور القبائل الليبية علي مر تاريخ ليبيا ومع ذلك شاهدنا إخفاقات في توحيد هذه القبائل أشهرها اجتماعهم في القاهرة ؟
دور القبائل الليبية دائما سيظل دورا أساسيا لأن الشعب الليبي لاتوجد به أحزاب ولا توجد أي مكونات أخري, الشعب الليبي مجموعة قبائل تربطها رابطة الدم والجوار والمصاهرة, فشاهد حجم وكمية السلاح المنتشرة في ليبيا, فلو كانت في بلد آخر لكان حجم الضحايا والخراب يفوق ما يحدث هنا أضعافا مضاعفة.
- لكن اسمح.. نحن شاهدنا إخفاق اجتماع القبائل الليبية في القاهرة بداية علي عدم الاتفاق علي علم الدولة والنشيد الوطني؟
حقيقة اجتماع القبائل بالقاهرة لم يكن تم الإعداد له إعدادا جيدا, فمجموعة من أنصار القذافي الموجودين في مصر هم من شوش علي هذا الاجتماع, فالعلم الليبي هو علم الاستقلال, هو علم المستقبل مسألة العلم والنشيد سينص عليها في الدستور المقبل وسيستفتي عليها الشعب الليبي. أراد أنصار القذافي التشويش وخلق مشكلة مما لا شيء. أيضا حوار القبائل عندما تم في القاهرة برغم أن مصر وليبيا دولة واحدة, لكن ليبيا مازالت تتسع لأهلها ومازالت هناك أجزاء كبيرة داخل الدولة يمكن أن نجتمع فيها.
الآن الاجتماعات مكثفة علي مستوي القبائل, فقد نجحت المصالحة في الكفرة الجنوب وبعض مصالحات في الغرب نجحت, وتم اجتماع القبائل في الفترة السابقة في مدينة سلوق ومن أيام اجتماع مكمل في مدينة طبرق وكان هناك تأييد لمجلس النواب. الأيام المقبلة ستحمل الاتفاق علي تكوين مجلس للقبائل وإعادة تنظيمه بطريقة جيدة حتي يستطيع أن يقوم بمهامه. هؤلاء الرجال وأعيان القبائل هم من أسسوا دولة ليبيا وهم من سيخرجونها من هذا المأزق.
العلاقات المصرية- الليبية
- العلاقات الليبية- المصرية ممتدة وراسخة عبر التاريخ والجغرافيا والنسب والمصاهرة ولا أحد يزايد عليها... لكن ظهر واضحا دعم حكومي مصري إلي البرلمان الليبي والحكومة المنبثقة عنكم... ما أهم ما تقدمه مصر من دعم سياسي ولوجيستي وما نقاط الخلاف أو الملاحظات علي العلاقات المصرية- الليبية؟
اسمح لي, أنا عندما أسمع أحدا يقول إن هناك خلافا أو اختلافا بين مصر وليبيا أحزن كثيرا وأدهش وأغضب أيضا. لا يوجد ولا يمكن أن يوجد, فالعلاقة بين البلدين تمتد منذ أكثر من قرن ونصف القرن, مصر هي الأم الحنون لليبيين, مصر هي من استقبلت المهاجرين عندما طردوا من ليبيا إبان الاستعمار الإيطالي منذ العام1911 والمهاجرون الليبيون منهم من له أبناؤه وأحفاده موجودون في مصر, يتساوي مع المصريين في كل شيء في العرض والسكن والعمل, أيضا نزح الليبيون لمصر خلال السنوات والأيام الأخيرة وجدوا الاحترام والتقدير, فلن يسمح أبدا التشكيك في العلاقات الليبية- المصرية, فهي علاقات أزلية, علاقات جوار, محبة, مصاهرة.
- بخصوص التعاون المصري عسكريا وسياسيا؟
التعاون المصري معنا علي أعلي درجة, الرئيس عبدالفتاح السيسي لم أنس ولن أنسي ما قاله لي في أول مقابلة عندما قال الشعب الليبي علي رأسي من فوق, وفعلا كان قولا وعملا. مصر لم تتخل عنا أبدا ولم تقصر في أي شيء.
- الجالية المصرية في ليبيا تعتبر أكبر جالية بالبلاد, وفي ظل الوضع الأمني المنفلت وعدم سيطرة المؤسسات الشرعية علي كامل التراب الوطني يتعرضون لكثير من المشاكل, خصوصا مع عدم وجود لأعضاء السفارة المصرية في أي من المدن الليبية كيف يتم التعاطي معهم رسميا وشعبيا؟
نحن نتعامل مع أخواتنا المصريين كالليبيين وأفضل, ما يتعرض له المصريون يتعرض له أيضا الليبيون من مشاكل ومن عدم استقرار ومن اعتداء فيتم الاعتداء علي المصري والأجنبي وعلي الليبي نتيجة الفوضي, نتيجة تصرفات هذه الجماعات الإرهابية. نحن والمصريون سواء في كل شيء وأخواتنا في مصر يعلمون جيدا أن ما يتعرض له المصريون في ليبيا يتعرض له الليبي.
- التجارة بين البلدين, خصوصا برا كانت تعتبر في سنوات سابقة من أهم التعاملات التجارية.. ماذا حدث لهبوطها بشكل حاد بل أصبحت متوقفة تقريبا, وكيف تري التعاون الاقتصادي خلال السنوات المقبلة؟
بالطبع الظروف الأمنية تلقي بظلالها علي البلدين ونحن نقدر الظروف التي تمر بها مصر, فلن نسمح تحت أي ظرف بما يؤدي إلي الإخلال بأمن مصر لأنه في الوقت نفسه أمن ليبيا, فحرصنا علي أمن مصر أكثر من حرصنا علي أمن ليبيا, فإذا سارت أي فوضي في مصر ستؤثر علي كل العالم العربي ونحن أولهم, فتوقف سفر الأشخاص بين البلدين إلا في الحالات القصوي كالعلاج والبعثات الدراسية في أضيق الحدود أثر بشكل كبير علي حركة التجارة, كما يقال التجارة ورأس المال جبان, فطبيعي أن يخاف التجار لكن إن شاء الله سأغادر إلي مصر وأقابل الرئيس عبدالفتاح السيسي سنبحث ما يحصل علي الحدود, لكن أرجو أن يعلم الشعبان الليبي والمصري أن ما يحدث في الحدود من إجراءات كلها من أجل مصلحة الشعبين وحمايتهما, ليس المقصود أن هناك مشاكل بين ليبيا ومصر لكن من أجل أمن وأمان المواطنين من الجانبين, وإن شاء الله بعد اللقاء مع الرئيس سنبحث عن وسيلة تخفف المعاناة علي المواطنين في الحد من حرية التحرك بين البلدين في الانتقال بين بلدهم الواحد ووطنهم الواحد.
العلاقات الليبية- العربية
- العلاقات الليبية- العربية.. هناك تقارب مع البعض وتنافر مع البعض كيف تقيم علاقتكم بالسعودية والإمارات وتونس وعلي الجانب الآخر قطر والسودان ؟
علاقتنا بالسعودية والإمارات علاقات جيدة, وكذلك علاقتنا بتونس التي تأجلت زيارتي لها بسبب غلق مطار تونس الأيام الماضية, لكني سأقوم بزيارتها خلال الفترة المقبلة, وأعتقد أن علاقتنا بتونس ستتحسن, ففي تونس أيضا لديهم الكثير من المشاكل بسبب الجماعات الإرهابية والاعتداء علي الأماكن السياحية, وهي مصدر رئيسي للاقتصاد التونسي, وهناك قرب لهذه الجماعات الإرهابية من جماعات مماثلة داخل الغرب الليبي فهم متخوفون في فتح المجال أكثر مع ليبيا. أما قطر فهي مازالت تدعم هذه الجماعات الإرهابية وتمدهم بالسلاح والأموال, وقد طلبنا كثيرا من أشقائنا العرب أن يتدخلوا لدي القطريين أن يقفوا علي الحياد فيما يجري في ليبيا.
- هل لدي الدولة الليبية أدلة قاطعة للتهم الموجهة لقطر بدعم الجماعات الإرهابية؟
نعم.. القوات المسلحة الليبية اعترضت مرارا شحنات أسلحة قادمة من قطر وتركيا عن طريق سفن صغيرة وأكثر من باخرة تم السيطرة عليها في اليونان وفي إيطاليا, فالجهات الرسمية في ليبيا لديها أدلة.
- وماذا عن العلاقات مع السودان؟
بادرت بعض الدول العربية بمساع لعودة السودان إلي الحياد ودعم الشرعية في ليبيا, الآن أعتقد أن الأمور بدأت تتحسن والسيد الرئيس البشير بدأ يتفهم الوضع في الداخل الليبي.
- ظهر واضحا خلال جلسات جامعة الدول العربية الخاصة بمناقشة قرار دعم تسليح الجيش الليبي موقف متشدد ومتشكك من دولة الجزائر لماذا؟
نحن كنا ومازلنا ننادي بأن يكون لجامعة الدول العربية دور علي الأقل في الحفاظ علي المنشآت الحيوية لدي الشعب الليبي, بدأ هناك اتجاه لدعم ليبيا وطلبت بعض الدول العربية بتكوين القوة العربية المشتركة للتدخل في ليبيا وغير ليبيا بناء علي طلب السلطات الشرعية, هذا ما كنا نأمل في تحقيقه. أما عن موقف دولة الجزائر فأعتقد أن الإسلام السياسي في الجزائر مؤثر, وبالتالي هم حريصون قدر الإمكان علي عدم القضاء علي هذه المجموعات, فحقيقة موقف الجزائر بالنسبة لنا غامض.
أزمات بين البرلمان والحكومة
- برغم اختياركم الاحتفاظ برئيس الحكومة السيد عبدالله الثني لتشكيل الحكومة المؤقتة فإنه ظهرت خلافات حادة بين البرلمان ورئيس الحكومة, أهمها أزمة إقالة وزير الداخلية وأزمة قرار توقيف وزير الخارجية وهما وزارتان سياديتان... هل الخلافات بين البرلمان ورئيس الحكومة وصلت لطريق مسدود؟
لاشك أن الخلاف يؤثر سلبيا علي كل شيء سواء علي مستوي الوزارات السيادية وغيرها حتي بين الأشخاص في الأجهزة المختلفة, لكن ما حدث في الواقع ليس بمعني الخلاف, فالسيد رئيس الوزراء أوقف وزير الداخلية عن العمل فتقدم الوزير بشكوي إلي لجنة الداخلية بمجلس النواب, وهناك ظهر اختلاف في لجنة الداخلية بالبرلمان بين مؤيد لقرار رئيس الوزراء والمعارض له, واستقر الأمر وخاطبت اللجنة السيد رئيس الوزراء بجعل وزير الداخلية يتمكن من عمله فطلب رئيس الوزراء منا أنه غير متفهم ومنسجم مع وزير داخليته, ويبدو من غير المعقول أن يكون رئيس وزراء غير متفاهم مع وزير ويبقي معه في حكومته, فكنا نريد من السيد رئيس الوزراء أن يقدم اسما آخر لتولي حقيبة الداخلية علي أن يكون من رجال الأمن, فكثيرا كان ضباط الشرطة يطالبون أن يكون الوزير من جهاز الشرطة ونحن شخصيا نميل إلي هذا الاتجاه. أيضا كان التوقع أن تنجز مهمة الحوار وكل يوم كنا نتوقع قرب تشكيل حكومة الوفاق الوطني وهذا من ضمن أسباب تأخير اختيار وزير جديد للداخلية.
- وماذا عن وزير الخارجية السيد محمد الدايري هل هو حاليا وزير الخارجية أم أنه تمت إقالته برغم مشاركته مع وفد فخامتكم للأمم المتحدة وأدائه المميز خلال الفترة الماضية؟
هناك بعض المعلومات وصلت إلي جهاز الرقابة الإدارية, بأن هناك بعض المخالفات من السيد وزير الخارجية, فأصدر رئيس جهاز الرقابة الإدارية قرارا بوقف السيد وزير الخارجية, وكان هناك للأسف تسرع في اتخاذ هذا القرار قبل إثبات هذه التهم عبر التحقيق, وكما تعلم فإن عمل الخارجية تحديدا مرتبط بجدول ارتباطات مستقبلي, ومنها كانت ارتباطات خاصة بزيارتنا إلي مقر الأمم المتحدة, فاستدعيت السيد رئيس الرقابة الإدارية وطلبت منه وقف هذا الإجراء حتي الانتهاء من مشاركة وزير الخارجية معنا ضمن الوفد الرئاسي, وبالفعل تم الاتفاق أن يستمر السيد وزير الخارجية في مباشرة مهامه حتي يرجع ويتم التحقيق فيما نسب إليه من مخالفات, وبالفعل رجع وذهب لجهاز الرقابة الإدارية وتم التحقيق وأفاد رئيس الرقابة الإدارية بأنه لا توجد تهم تستحق وقف السيد الوزير. وأنه سيصدر أمرا بإلغاء هذا القرار, وسيستمر السيد محمد الدايري وزيرا للخارجية.
- لم يصدر قرار رسمي حتي الآن ؟
سيصدر خلال يوم أو اثنين علي الأكثر والسيد الدايري الآن يمارس مهامه كوزير للخارجية.
الوضع الاقتصادي
- مصرف ليبيا المركزي, وجود رئيسين ومقرين يسبب ربكة, خصوصا التحويلات وتوفير السيولة من النقد الأجنبي أديا إلي تراجع سعر الصرف وارتفاع الدولار في السوق الموازية.. كيف تري الحل؟
سبب الربكة في الدرجة الأولي هو عدم الاستقرار وافتقاد الأمن, أما كون هناك مصرفيين, فبالنسبة لنا كسلطة شرعية لا يوجد غير مصرف ليبيا المركزي, وكل بنوك العالم تعتمد السيد علي الحبري, محافظ مصرف ليبيا المركزي, الآن هناك إجراءات جادة فكما تعرف أن المسائل المالية معقدة, وهناك الآن إجراءات تتخذ لفتح حساب دولي جديد معتمد خاص بعقود تصدير النفط فـ98% من دخل الدولة من بيع النفط وتستطيع أن تقول في ظل ما تمر به ليبيا إن النفط هو الدخل الوحيد100% من صادرتنا للخارج. الأمور الآن تسير في مسارها الطبيعي, لكن يظل عدم الاستقرار هو المشكلة لدينا, حتي الأموال التي لدينا مجمدة والأموال الموجودة نحاول أن نقطر حتي تستقر الحكومة ونصل لحكومة وفاق وطني عادلة خوفا علي ضياع هذه الأموال.
- هل اضطرت الحكومة الحالية للاقتراض خارجيا أم داخليا خلال هذه المرحلة؟
لم نقترض خارجيا نهائيا, لكن الحكومة اضطرت للاقتراض من البنوك المحلية. نحن ليس لدينا مشكلة في السيولة, المشكلة قد تكون في توفير النقد الأجنبي.
- الأزمة المالية هل هي مؤقتة أم دائمة وتأثيرها علي رواتب العاملين بالدولة والبعثات الدراسية والعلاج بالخارج؟
بالنسبة للرواتب لا توجد مشاكل في دفعها والآن إيراد النفط يغطي الرواتب ونحن مسئولون عن دفع الرواتب في الشرق وفي الغرب الليبي أيضا.
- هل هناك أرقام لحجم تصدير ليبيا الآن من النفط؟
الآن وصل التصدير إلي500 ألف برميل يوميا والسبب كما تحدثنا عن المشاكل الأمنية, نحن لدينا أموال كثيرة مجمدة في الخارج لا نريد التصرف فيها حتي يتم الوصول لحل للأزمة الليبية.
- كم تبلغ احتياطيات ليبيا من الأموال في الخارج؟
ليبيا لديها أكثر من200 مليار دولار مجمدة بالخارج بجانب أموال تصدير النفط.
الجيش الليبي
- بحكم منصبكم كقائد أعلي للجيش الليبي كيف تواجهون أزمة السلاح التي تواجه الجيش الليبي وتعنت المجتمع الدولي في الموافقة عمليا علي تسليح الجيش.. كيف تقيمها؟ وما الوسائل الأخري لدعم قوات الجيش بالسلاح؟
تعنت الدول الغربية ومجلس الأمن هو تعنت غير مبرر, فلا توجد حرب أهلية في ليبيا وما يحدث سببه الجماعات الإرهابية. والحرب بين الجيش الليبي وبين جماعات إرهابية وبخاصة في الشرق الليبي, سواء داعش أم أنصار الشريعة أم القاعدة وغيرها, لكن مازالت بعض القوي الكبري في العالم تدعم تيار الإسلام السياسي الذي يدعم بل يشكل الحاضنة السياسية لهذه الجماعات الإرهابية.
وكانت هذه القوة الكبري بالعالم تعول علي هذه التيارات كثيرا في ليبيا ومصر وكثير من الدول العربية لكن الأمر الآن انكشف. الجيش الليبي بدأ بالفعل يتعافي ويتطور الآن, بعد أن كان الجندي والضابط لا يستطيعان لبس غطاء الرأس الآن يتباهان بالزي العسكري والرتب, الجيش بدأ ينضبط وإعداده في تزايد وتسليحه يتزايد, الكليات العسكرية الآن تقبل طلابا جددا, الجيش الليبي موجود وأعداد منتسبي الجيش في زيادة ويستطيع أن يحرر بلاده من الإرهاب مجرد أن يقدم له الدعم من السلاح والذخائر.
- هل يوجد لديكم رقم محدد لمنتسبي الجيش الليبي؟
العدد الآن في المنطقة الشرقية يتجاوز25 ألف جندي وفي الغرب أكثر بكثير.
- برغم كل هذه النظرة المتفائلة من سيادتكم بخصوص الجيش.. لماذا لم تحرر بنغازي من الإرهاب حتي الآن؟
في الحرب دائما تقدر أشياء وتستجد أشياء, وهذا سبب الإعلان عن قرب تحرير بنغازي, ثم بدء معارك جديدة, الوضع في بنغازي الآن هو وجود مجموعات قليلة من الإرهابيين متحصنة في بعض الشوارع المكتظة بالسكان, وعقيدة الجيش أن المواطن الليبي والحفاظ علي حياته يساوي الكثير, فالهجوم علي هؤلاء يتم بخطط عسكرية حتي لا نهدم بعض المباني الساكنة وقتل مدنيين, وهم يستغلون هذه العقيدة, ولكن الجيش يسير علي خطي ثابتة ومهنية عسكرية وسيحرر المدينة بالكامل بل قناعتنا وقناعة جنودنا أنهم سيحررون كل متر من التراب الليبي من هؤلاء الإرهابيين, والأمور تبشر بالخير والجيش الآن مسيطر علي مدينة بنغازي بالكامل إلا بعض المناطق التي يحاصر فيها جيوب الإرهاب.
- هل يمكن التفاوض خلال ضغط المجتمع الدولي علي شكل وتشكيل قيادة الجيش الليبي؟
الجيش الليبي خارج التفاوض نهائيا وهو ليس خطا أحمر بل100 خط أحمر.
- هناك دعاوي بدأت تتنامي عن تشكيل مجلس عسكري يقود البلاد بجانب البرلمان هل هذا أحد الحلول المطروحة؟
فكرة إنشاء مجلس عسكري لا تناسب ليبيا ولم يفكر فيها أحد من قادة الفكر السياسي, ولا من مجلس النواب, ولا من حكماء القبائل, ولا أيضا إخواننا من العرب ومن المجتمع الدولي. لأن عهد العسكر في الحكم قد ولي, من يرد السلطة عليه بالاتجاه إلي صناديق الاقتراع. القوات المسلحة صرحت وأكدت أنها لا علاقة لها بالشأن السياسي ولا تتدخل في الشأن السياسي.
- هل يوجد موعد لانتهاء عمل الهيئة التأسيسية من الانتهاء من عملها؟
إن شاء الله قبل نهاية ديسمبر ستعلن الهيئة التأسيسية, لكن برغم أنها هيئة مستقلة سيتابع مجلس النواب بكل جدية عمل الهيئة مع الحفاظ علي استقلاليتها, لكن ضرورة المرحلة التي نمر بها وضرورة إنجاز مشروع دستور الدولة توجبان علينا المتابعة.
- ماذا لو لم تنته هيئة الستين من إنجاز الدستور الليبي خلال هذا الموعد هل سيتدخل مجلس النواب؟
نعم سنتدخل إذا لم تنه الهيئة التأسيسية عملها خلال الفترة المحددة مجلس النواب سيتخذ الإجراء المناسب لإنهاء إنجاز مقترح الدستور.