وكالات: نددت حكومة الإنقاذ الليبية، المنبثقة عن الموتمر العام المنعقد في طرابلس، بالتصعيد العسكري الذي تقوم به "القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في طبرق، بقيادة خليفة حفتر"، في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وأوضح بيان صادر عن حكومة الإنقاذ، "أن العملية العسكرية التي تشنها القوات التابعة لحفتر في "بنغازي" تحت اسم "معركة الحتف" جاءت لعرقلة التوقيع على الاتفاق السياسي، الذي ترعاه الأمم المتحدة في الصخيرات المغربية". وأضافت الحكومة في بيانها: "أن سياسة التصعيد العسكري تعكس بجلاء حالة التخبط الحاصلة في الموقف السياسي للبرلمان المنحل في طبرق، وعجز قواته عن تحقيق أي انتصار في مدينة بنغازي؛ وهو ما يدفعه إلى إفراغ جولات الحوار من مضمونها، وعرقلة سير الجلسات". وأشار البيان إلى أن التصعيد العسكري في بنغازي يهدد "بنسف الحوار السياسي الليبي برمته، ومن شأنه أن يدخل ليبيا في دوامة جديدة من الحروب والصراعات"، مؤكداً أن "حكومة الإنقاذ ستسعى جاهدة لمضاعفة وتعزيز دعمها لثوار بنغازي بما يلزم لمواجهة هذه العصابات المتعطشة لدماء الأبرياء، ولن تدخر جهداً في مساندة جهود ردع العدوان عن مدينة بنغازي".
الأمم المتحدة تدعم الإدانة
بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا دعمت إدانة المتقاعد خليفة حفتر، واتهمت قواته بالسعي إلى تقويض الحوار السياسي الهادف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وجاء في بيانها أنها تدين "بشدة التصعيد العسكري في بنغازي، السبت، حيث يهدف توقيت الضربات الجوية بشكل واضح إلى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع، وعرقلتها في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى مرحلة نهائية وحرجة".
تركيا تدين
بدورها، أدانت وزارة الخارجية التركية الغارات الجوية التي استهدفت مدينة بنغازي، وأكدت في بيان لها، يوم الأحد، أن تلك الغارات لن تسهم أبداً في نجاح عملية الحوار السياسي المتواصلة برعاية الأمم المتحدة منذ يناير/كانون الثاني من العام الجاري، والتي اقتربت من نهايتها، بنتائج جيدة. ودعا البيان كل الأطراف الليبية إلى التوصل لحل في نهاية المحادثات الجارية بمدينة الصخيرات المغربية، وتتويج تلك المحادثات بالتوقيع على "اتفاق سياسي"، مضيفاً: "ننتظر بفارغ الصبر تشكيل حكومة وفاق وطني قائمة على أسس الاتفاق المتبادل". وأعرب البيان عن ثقة تركيا بأن جميع الأطراف ستقوم في النهاية بما يترتب عليها لتجنب العودة إلى الاشتباكات. وقال البيان: "ندعو كافة الأطراف إلى التحرك بشكل مسئول حيال مستقبل ليبيا، وفي هذا الإطار، نتمنى أن ينعم الشعب الليبي الشقيق بمناخ السلام والاستقرار والازدهار، الذي تاقت له البلاد منذ سنوات، وبذل من أجل تحقيقه تضحيات كبيرة". وكان قائد القوات التابعة لمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، خليفة حفتر، أطلق السبت، عملية عسكرية جديدة ضد قوات فجر ليبيا التي تعترف بها حكومة الإنقاذ، تحت اسم "عملية الحتف"، تزامناً مع انعقاد آخر جلسات الحوار السياسي الليبي في الصخيرات، التي من المفترض أن تؤدي إلى التوقيع على اتفاق لإنشاء حكومة وحدة وطنية، وإنهاء الاقتتال الداخلي. وتتصارع حكومتان على السلطة في ليبيا؛ الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس نواب طبرق، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس.