الوطن الليبية
الإغتصاب آفة بغيضة وعدوان على الجنس البشرى ، لا يقدم عليه سوى معدومى الضمير ، هم ذئاب فى جسمان إنس ، بالأمس القريب وفى بنغازى عاصمة الثورة وشرارتها ، خرج علينا خمسة منهم ، تجردوا من كل الأديان والقيم والأعراف ، حيث قاموا بإختطاف ثلاثة فتيات ، أجنبيات ، جئن بصحبة والدهن لليبيا عبوراً ، بإتجاه غزة لتقديم المساعدات لأهلها ، فما كان من الذئاب البشرية إلا أن استوقفتهم ، وقاموا بإختطافهم فى مكان ما فى مدينة بنغازى وتناوبوا إغتصابهم ، فعلوا ذلك وأذان الفجر يرتفع فى سماء المدينة ، لتكون ملائكة الله شاهدة عليهم ، لم يرحموا بكاء وصريخ وتوسلات والد الفتيات ، لم تأخذهم شفقة ولا رحمة فى فتيات ، ضعيفات تائهات أجنبيات أخوات لنا فى الدين ، فقاموا بفعلتهم الوحشية ، أكتب هذا البيان وتذرف عينيا الدموع ، ذاك لأنى أنظر أمامى لبناتى ، أسماء وفاطمة ومريم ، وأضع نفسي مكان الأب المكلوم المسكين ، شعور لا يعرف قسوته إلا من كانت لديه بنيات حدث لهن أو يخشى أن يحدث لهن ما حدث للفتيات المغتصبات ، الأمر أكبر من إ ختزاله فى كونه عمل فردى ، فجرائم الإغتصاب فى ليبيا ، كثرت بعد الثورة ووصلت حداً ، لم يكن موجوداَ أيام النظام المنهار ، يجب أن ننظر للأمر من الناحية الدينية والأخلاقية ومدى تأثير مثل هذه الجرائم على بنيان المجتمع وتماسكه وسمعتنا أمام العالم ، أكتب هذه السطور وأستشعر مدى الألم النفسى والجسدى الذع يعتصر الفتيات الثلاث وأسرتهم ، إنها جريمة نكراء إنها عدوان على كل ليبي شريف وكل إمرأة ليبية ، كلنا ضحايا ، كلنا نطالب بالقصاص العادل والعاجل والعلنى ، لهذه القضية ، التى برهنت على هشاشة الأوضاع الأمنية وإستفحال الجريمة ، فهولاء الجناة لم يفعلوا ما فعلوه من فراغ ، يعلمون أن القضاء والشرطة أضعف من أن يلاحقوهم ويقتصوا منهم ولعلها ليست الجريمة الأولى لهم ولأمثالهم ، لكن عدالة السماء كانت أسرع فتم القبض على أربعة ٍ منهم ، أطالب الدولة الرسمية بسرعة محاكمة هولاء الذئاب محاكمة عاجلة وأن يتم القصاص منهم فى ميدان عام كى يكونوا عبرة لغيرهم .
ناصر الهوارى
رئيس المرصد الليبي لحقوق الانسان
وكيل مؤسسي الشبكة الليبية لحقوق الانسان
الخميس 28 مارس 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق