أثار الإعلان عن تقرير مجلس الشيوخ الأميركي حول أساليب الاستجواب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» عددًا من ردود الفعل العالمية، ودفع عددًا من ضحايا تلك البرامج إلى الخروج عن صمتهم والتعليق عليه.
فوفقًا لموقع «الجزيرة أميركا»، رحب عددٌ من السجناء الليبيين السابقين لدى وكالة «سي آي إيه» بنشر التقرير عن الأساليب التي استخدمتها الوكالة، والتي وصفها التقرير بـ«الوحشية وغير الفعالة»، نافين أنْ يكون نشر هذا التقرير اعتذارًا عما عانوه لكنه الخطوة الأولى نحو محاسبة المسؤولين.
يقول عبد الحكيم بلحاج: «إنَّ نشر التقرير يلقي الضوء على الوجه الآخر لهم، ويدل على أنَّ حقوق الإنسان تطبَّق على الجميع، فقد انكرت الولايات المتحدة حقوقنا ونحن نريد أن يتذكر الشعب الأميركي هذا. لقد تم تسليمنا إلى نظام ديكتاتوري ويجب أن يكون هناك مَن يتحمل هذه المسؤولية».
يُذكر أنَّ واشنطن قامت بتسليم بلحاج إلى ليبيا العام 2004 حيث تم تعذيبه لمدة ست سنوات دون توجيه تهم إليه.
وأعرب بلحاج في مكالمة هاتفية مع «الجزيرة» عن خيبة أمله، لأنَّ اسمه لم يُذكر بالتحديد في التقرير، وذكر بلحاج أنَّ قوات أميركية ألقت القبض عليه هو وزوجته العام 2004، ثم نُقل إلى سجن أميركي سري، حيث تم تعذيبه وضربه وتعليقه، ثم قامت واشنطن بتسليمه إلى ليبيا في محاولة للتقرب من السلطة وقتها. وأفاد بلحاج بأنَّه تعرَّض للتعذيب على يد السلطات الليبية وعملاء أجانب حتى الإفراج عنه العام 2010.
وحتى الآن لم تقر الولايات المتحدة بدورها في قضية بلحاج، ولم تفسر أسباب اعتقاله وتعذيبه دون توجيه أية تهم ودون محاكمته، على حد قول الموقع.
وعلقت خديجة ابنة سامي الساعدي قائلة، إنَّها تملك الآن الدلائل التي تؤكد قيام وكالة «سي آي إيه» بترتيب عملية القبض على والدها وعائلتها.
وأضافت، عبر البريد الإلكتروني، إنَّها كانت تأمل بأن يذكر اسمها واسم عائلتها في التقرير، اعترافًا بخطأ السلطات الأميركية، فهذا الاعتراف أقل ما يمكن أن يقدموه، على حد قولها.
وأضافت خديجة قائلة: «إنَّ إخفاء الحقيقة هو الطريقة التي تعمل بها الأنظمة الديكتاتورية، وعلى العدالة أن تأخذ مجراها في حال أرادت الدول الاستفادة من أخطائها».
وأضافت خديجة قائلة: «إنَّ إخفاء الحقيقة هو الطريقة التي تعمل بها الأنظمة الديكتاتورية، وعلى العدالة أن تأخذ مجراها في حال أرادت الدول الاستفادة من أخطائها».
وأفاد تقرير مجلس الشيوخ، الذي جاء في ستة آلاف صفحة، بأنَّ وكالة الاستخبارات المركزية استخدمت أساليب عنيفة ووحشية في استجواب المعتقلين، واستخدموا طرقًا مثل التهديد بالقتل والضرب العنيف والحرمان من النوم والتغذية القسرية وأساليب أخرى.
وانتهى التقرير إلى أنَّ المعلومات التي حصلت عليها الوكالة باستخدام هذه الأساليب لم تكن مفيدة للأمن القومي ولم تساعد في إيقاف أية هجمات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق