وكالات: دخل القائم بالأعمال الأميركي في لبنان السفير ريتشارد جونز بقوة على خط جهود تفعيل مبادرة التسوية المطروحة على الفرقاء، في ظل محاولات لعرقلتها. وأجرى جونز على مدار الأربعة أيام الأخيرة لقاءات عدة مع قيادات سياسية لبنانية في محاولة لاستطلاع مواقفها، وأيضا لإقناعها بضرورة إنجاح هذه المبادرة خاصة وأن عامل الوقت ليس في صالح لبنان. والتقى القائم بالأعمال الأميركي برئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، أمس الجمعة، حيث بحث معه أين وصلت المشاورات التي أجراها المستقبل بشأن المبادرة.
ويتولى المستقبل التسويق للمبادرة التي تقضي بتولي سليمان فرنجية رئاسة الجمهورية فيما يشغل سعد الحريري رئاسة الوزراء. وأتى طرح المستقبل للمبادرة بعد أن حصل على ضوء أخضر أميركي وسعودي. وتعتبر هذه المبادرة الأكثر جدية لإنهاء الفراغ الرئاسي الذي تشهده البلاد منذ 18 شهرا، بيد أن أقطابا مارونية تتحفظ عليها لاعتبارات وصفها البعض بـ"الضيقة"، فيما يراها حزب الله "لم تنضج بعد". وفي تخوف من وصول هذه التسوية إلى حائط مسدود، تحرك القائم بالأعمال الأميركي عساه يجد توليفة ترضي الجميع وتأتي بـ"الرئيس العتيد".
وكان جونز قد التقى، الخميس، رئيس حزب القوات سمير جعجع، الذي يعد أحد أبرز المتحفظين على وصول فرنجية لدوافع تتعلق بالمنافسة بينه وبين المردة في الشمال، وأيضا لأسباب تاريخية تمثلت في ارتكاب القوات لمجزرة بحق عائلة فنرجية في السبعينات، مازلت تداعياتها تلقي بظلالها على الطرفين. وقبلها اجتمع جونز بالبطريرك الماروني الكاردينال مارة بشارة بطرس الراعي، ورئيس حزب الكتائب السابق أمين الجميل.
وقال جونز على إثر هذين اللقاءين، "إن المؤسسات اللبنانية بحاجة لأن تعمل وتتجدد لأن الرئاسة شاغرة منذ زمن طويل". وشدد على أن الوقت الآن هو للعمل من أجل إنتاج حل لبناني لهذه المشكلة وبذلك يستعيد البلد سيادته ويلعب دوره في محاربة التطرف بالمنطقة. وتخشى الولايات المتحدة كما الأوروبيون من امتداد الحريق السوري إلى لبنان، في ظل استمرار شلل مؤسسات الدولة وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. ويقول محللون إن تحرك جونز ربما يساهم في زحزحة مواقف البعض، وبخاصة القوات والحر اللذين بدآ يهمسان بأنهما قد يقبلا بفرنجية بشرط وضع قانون انتخابي جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق