العرب اللندنية: لم تقف حركة النهضة الإسلامية مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في نداء تونس من خلافات ألهت الحزب عن متابعة شؤون الحكومة. وهو ما تريده النهضة التي استفادت من هذا الغياب لتفرض شروطها على رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي يستعد للإعلان عن تعديل وزاري قريب. وقال متابعون للشأن التونسي إن النهضة لا تفكر فقط بزيادة عدد وزرائها، وإنها تسعى للتخلص من وزراء يناصبونها العداء وكانوا مسنودين من شق أمين عام نداء تونس المستقيل محسن مرزوق.
وتحرص الحركة على التأكيد أنها تقف على الحياد تجاه الصراعات التي تهز نداء تونس شريكها في الحكم وصاحب الأغلبية البرلمانية، لكن قيادات بارزة من شق مرزوق تتهمها بتغذية الخلافات والوقوف إلى جانب خصمهم حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وتعمل النهضة ما في وسعها للإطاحة بوزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ الذي تتهمه بعزل أئمة بارزين مقربين منها وعلى رأسهم وزير الشؤون الدينية الأسبق نورالدين الخادمي، والإمام المتخلي لجامع اللخمي بمحافظة صفاقس رضا الجوادي.
وبالإضافة إلى بطيخ، فإن النهضة تخطط لتنحية وزير الخارجية الطيب البكوش الذي أغضبت مواقفه الحزب الإسلامي، وخاصة تصريحاته المتكررة التي يتهم فيها تركيا بدعم المتشددين وتسهيل عبورهم إلى بؤر التوتر، فضلا عن سعيه لإعادة العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. والوزير الثالث المستهدف من النهضة هو كمال الجندوبي الوزير المكلف بالعلاقات مع المجتمع المدني، وتتهمه بأنه يقف وراء إثارة موضوع الجمعيات الخيرية والعمل على وقف التراخيص المسلّمة لها، وهي جمعيات كان لها تأثير جليّ على انتخابات أكتوبر 2011 التي فازت بها النهضة.
والتقى الصيد برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي السبت في لقاء غير معلن، وتركز حول التعديل الحكومي. وتهرب رئيس الحكومة التونسية من الإجابة عن حصة النهضة في التعديل الوزاري المنتظر. وقال في تصريحات صحفية إن الأمر ما زال في مرحلة النقاش. لكن مراقبين حذروا من أن النهضة تخطط للتخلص من خصومها وفي نفس الوقت المطالبة بمواقع حكومية ذات قيمة خاصة على مستوى كتّاب الدولة ممن يقدرون على تنفيذ استراتيجيتها في السيطرة على المؤسسات بعيدا عن الأضواء، وأنها قد لا تطلب بالترفيع من نصيبها في عدد الوزراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق