وكالات: تعتزم بكين توجيه دعوة إلى النظام السوري والمعارضة للاجتماع على أراضيها، في خطوة بدت واضحة أنها للقطع مع لعب الأدوار الثانوية إزاء أزمات الشرق الأوسط. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية مستشهدا بكلمة وزير الخارجية وانغ يي أمام الأمم المتحدة مطلع الأسبوع، إن الصين ستدعو “قريبا” الحكومة وشخصيات من المعارضة إلى زيارتها. وأضاف هونغ أن هذا يأتي في إطار جهود الصين للقيام بدور إيجابي لتعزيز الحل السياسي للأزمة.
وتشارك الصين في مجموعة دعم سوريا التي عقدت اجتماعين في فيينا وثالث في نيويورك انتهى بالاتفاق على خارطة طريق للعملية السياسية. وكانت الصين قد استضافت منذ فترة شخصيات من الحكومة والمعارضة السورية. ولا تخفي الصين تأييدها للنظام السوري، حيث كان لها دور رئيسي في إسقاط عدة قرارات صادرة بحقه لدى مجلس الأمن الدولي. ولكن رغم ذلك وعلى خلاف روسيا، فضلت بكين الابتعاد عن الأضواء إزاء الأزمة السورية. وهذا ليس بمستغرب، فالدبلوماسية الصينية ظلت لعقود طويلة منغلقة على ذاتها فيما يتعلق بالأزمات الدولية، حتى أن هذا الأمر بات أشبه بالعقيدة لديها. ولكن في السنوات الأخيرة بدأت الصين تخطو خطوات بطيئة أقرب إلى وصفها بالاستطلاعية للغوص أكثر في متاهات الأزمات الدولية.
ولكن هذه الخطوات المحتشمة لم تكن ذات تأثير كبير، ويرى محللون أن الصين بالنظر إلى مكانتها الاقتصادية باتت مضطرة للخروج من “تقوقعها” ولعب أدوار متقدمة على الساحة الدولية. ومن هنا تتأتى رغبتها في استضافة أطراف الصراع في سوريا. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قد صرح الأسبوع الماضي بأن الصين مستعدة للاضطلاع بدور بناء في الدفع من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للقضية السورية. جاء ذلك خلال محادثاته مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف قبل يوم من انعقاد الاجتماع الوزاري الثالث لمجموعة الدعم الدولية من أجل سوريا في نيويورك. وأضاف وانغ أنه رغم التقدم الذي تم إحرازه إلا أنه لا يزال يلزم فعل المزيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق