وكالات: اثارت الازمة الدبلوماسية الخطيرة التي اندلعت قبل اسبوع بين تركيا وروسيا مجددا الاتهام الموجه الى انقرة منذ سنوات بانها تغض الطرف او حتى تدعم المسلحين الاسلاميين ولاسيما تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. فمنذ ان اسقط الطيران التركي طائرة عسكرية روسية على الحدود السورية يتهم الرئيس فلاديمير بوتين النظام الاسلامي المحافظ في تركيا بالتغطية على تهريب النفط الذي يقوم به تنظيم الدولة الاسلامية من الابار التي يستولي عليها في سوريا والعراق، ويعد احد اهم موارده المالية. الا ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي انضم الصيف المنصرم الى التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين ينفي ذلك بشكل قاطع.
هل تدعم تركيا الجهاديين ؟
منذ بدء النزاع في سوريا تتهم تركيا وكذلك قطر والسعودية بدعم الجماعات المسلحة السورية الاكثر تطرفا آملة بان يؤدي ذلك الى سقوط سريع لعدوها اللدود الرئيس بشار الاسد. ومدى اشهر نددت المعارضة السورية ومنظمات غير حكومية ووسائل الاعلام وحلفاء انقرة بهذه الازدواجية التي تجلت بالرفض التركي التدخل الى جانب الاكراد ضد تنظيم الدولة الاسلامية اثناء المعركة للسيطرة على مدينة عين العرب او كوباني في سوريا.
وقبل عام ادلى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بتصريح ناري قال فيه ان تركيا التي تدين بالمذهب السني في غالبيتها مثل تنظيم الدولة الاسلامية "توصلت في وقت متأخر الى الادراك ان تنظيم الدولة الاسلامية يمثل بالنسبة اليها خطرا مباشرا وداهما"، ما اثار غضب الاتراك. ونفى القادة الاتراك على الدوام اي تعاطف مع الجهاديين مذكرين بانهم صنفوا تنظيم الدولة الاسلامية في عداد المنظمات "الارهابية" ومكررين ان التنظيم المتطرف "لا صلة له بشيء بالاسلام".
هل تشتري تركيا النفط من تنظيم الدولة الاسلامية ؟
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين "لدينا كل الاسباب التي تدفعنا الى الاعتقاد بان قرار اسقاط طائرتنا اتخذ لحماية الطرق التي ينقل عبرها النفط الى الاراضي التركية". ورفض رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو هذه "الاتهامات العارية عن الصحة" ووصفها اردوغان ب"اكاذيب وافتراء". وتنتج آبار النفط التي يستولي عليها تنظيم الدولة الاسلامية عشرات الاف البراميل يوميا ينقلها بواسطة شاحنات الى البلدان المجاورة لتباع فيها. وكثف التحالف مؤخرا الضربات الجوية على هذه القوافل. وقال مصدر دبلوماسي غربي "من الواضح ان داعش يبيع قسما من النفط الى تركيا والقسم الاخر الى كردستان العراق".
وفي يونيو 2014 اكد النائب في المعارضة التركية علي اديب اوغلو ان الجهاديين باعوا ب800 مليون دولار من النفط الخام الى تركيا. لكن المحلل في مركز الابحاث تيباف في انقرة نهاد علي اوزجان اعتبر ان هذا التهريب بات اقل ازدهارا. وقال "لقد وجد قبل وصول تنظيم الدولة الاسلامية بفضل شبكة مهربين اتراك وسوريين ناشطة منذ زمن طويل"، مضيفا "انه ليس مهما من الناحية التجارية وقد تقلص مع تعزيز عمليات المراقبة على الحدود".
هل تحارب تركيا الجهاديين ؟
انتقدت الدول الاوروبية لفترة طويلة هشاشة الحدود الممتدة على طول 900 كلم بين تركيا وسوريا، التي تعتبر بوابة دخول المجندين الاجانب لتنظيم الدولة الاسلامية. وتحت ضغط الحلفاء عززت انقرة منذ نحو سنة تدابير المراقبة على حدودها. وتؤكد الحكومة انها وضعت قائمة ب27 الف اجنبي يحظر دخولهم اراضيها كما اكدت انها طرد 2600 شخص يشتبه بانهم جهاديون منذ 2014. ومنذ الصيف الماضي انضمت تركيا الى التحالف بقيادة الولايات المتحدة وشاركت في بعض الضربات الموجهة الى مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا الى جانب الطيران الاميركي.
كما كثفت قوات الشرطة التركية العمليات لتفكيك الخلايا الجهادية على اراضيها بعد ثلاثة اعتداءات دامية نسبت الى تنظيم الدولة الاسلامية على ارضها منها الاعتداء الذي استهدف محطة القطارات الرئيسية في انقرة في العاشر من اكتوبر وادى الى سقوط 103 قتلى. كذلك تحسن تبادل المعلومات مع الخارج بعد ان كان معدوما لفترة طويلة. وقال المصدر الدبلوماسي الغربي المذكور انفا "منذ اعتداءات باريس نتلقى في نهاية المطاف اجوبة على اسئلتنا"، متداركا "لكن ما زلنا بعيدين عن تعاون فعال الا ان الوضع افضل بالتأكيد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق